الإرتهان بالأشخاص يعرض الحراك لكثير من الإخفاقات والتعثرات

[الجاهم]

بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الأحبة/ أسعد الله أوقاتكم بكل خير
لقد أسرفنا على أنفسنا بالحديث عن أسباب ومسسبات المشاكل والخلاف داخل الصف والجسد الجنوبي, ولكن سنظل ننحت في الصخر ولن نيأس حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً ليحيى من حي عن بينة , ويهلك من هلك عن بينة.
إخواني الأحبة / لا شك أن إعلام النت له من المميزات الإيجابية الشيء الكثير الذي نستيطع أن نخدم فيه قضيتنا , لو وجهناه الوجهة السليمة الحقة والمفيدة, واستغللناه الإستغلال المجدي , فهو يقصر المسافات , ويقرب الجهود, ويخدم ما نسمو إليه جميعاً.
لكن للأسف إخواني الأحبة/ لقد أصبح الإعلام الألكتروني بالنسبة لنا فاكهة مجالس وتسلية ومضيعة أوقات, دخلت علينا فيه المشاجرات والمشاحنات, ونقلنا أوداءنا هذه إلى الساحات , وإلى القادات , حتى أصبحنا نحن المتبوعون , والمحرك للقضية على الأرض بالقاعدة والقمة متبوعون.
إخواني الأحبة/ لنتوقف قليلاً عند بعض من محطات الحراك الجنوبي منذ نشأته, ونسقط عليه أفكارنا وأراءنا ودورنا تجاه هذا الحراك المبارك.
*من المعلوم إن إرهاصات وبوادر الحراك جاءت بعد هزيمة 94 كانت بشكل سري وبعضه علني من بعض الحركات مثل موج وغيرها من الأفراد, وكان دورنا فيها سلبي للغاية
*أواخر عام 2007 ثار المتقاعدون العسكريون على الأوضاع التي وصلوا إليها ووصل إليها الجنوبيون من التهميش والذل, وكان دورنا أنذاك دور المتفرج , الذي لايعرف نفسه أهو في حلم أو في علم
*بعدها سجن من سجن من العسكريين , ولكن بدأت تتوهج شموع الآمال وبدأ الناس يلتفوا بأسماعهم وأبصارهم حول القادة الأفذاذ والأماجد ,.
* بعدها بدأت المسيرات , وتطورت إلى الإعتصامات والإضرابات, وبدأت القضية تكبر كل يوم , إلى ان أنتفض شعب الجنوب بأكلمه عن بكرة أبيه, هنا أهتز عرش نظام صنعاء, وبدأ يهذي ويتوعد ويهدد , وارتج عليهم النظام, فقتلوا وسفكوا وسجنوا وشردوا من شردوا
* في هذه الأثناء كان الحراك في قمة توهجه , ونصاعة ألقه.
*حينها خرجت الرموز من أوكارها, واستيقضت من سباتها , وركب من ركب ظهر الحراك , فستبشر الناس خيراً بالحرس القديم , الذين كنا نتمنى منهم مجرد تصريح أو تلويح , نسينا كل الجراحات , ودفن أبناء الجنوب الماضي البغيض بكل آلامه وأوجاعه وجاء التصالح والتسامح , وهذه كلها بفضل الله ثم جهود المخلصين على الأرض.
*طبعاً هذه التطورات فرضت نفسها على فرقاء الأمس , فاجتمعوا ببيروت, وحمدنا الله على ذلك الإجتماع, واستبشر الجنوبيون به خيرا أيضا.
* بالتزامن مع كل هذه الأحداث والمبشرات ظهر لنا قادة المنصات, وظهرت البيانات والتصريحات, وظهرت المشاريع الضيقة , والخاصة , ركب البيض الموجة , وناصر والعطاس وطارق , وباعوم وعياله, والناخبي , وبن فريد , والشنفرة, والنوبة كان في الميدان هو وإخوانه القادة العسكرين,, واخيرا جاء داهية الجنوب ليعلن تأييده ووقوفه مع الحراك طارق الفضلي , فارتفع كل أولئك بالحراك بعد أن كانوا موضوعون في بطحاء الذل والتسريح.
* بدأ الخلاف من جهة هولاء عندما ارتفعوا على حساب الحراك ونسوا أن الحراك ما زال في مهده وانه بحاجه إلى التنشأه والمراعاه , فقطفوا زهرته قبل ما تؤتي ثمرها, بتساابقهم على المناصب والمشاريع الوهمية
*العطاس وناصر وغيرهم استحسنوا الفيدرالية, فدب الخلاف بيننا منضالين النت
*الناخبي لحق بالشمال , واعتبر الحراك مجرد إلهام للتغيير في اليمن وليس قضية دولة وشعب
*جاءتنا فتنة صلاح الشنفرة وغيره
*وجاءتنا فتنة إيران من البيض وبن فريد
* جاءتنا فتنة فادي باعوم
*جاءتنا أخيراً فتنة طارق الفضلي
كل هذه المحطات ونحن نعصد عصيد , ونتناحر فيما بيننا, ونسينا قضيتنا الأصل,حينها دب اليأس , والحيرة والتذبذب بالمواقف .
ولو رجعنا قليلاً لعرفنا ان كل هولاء بدون إستثناء احد منهم , ما هم إلا عاله على الحراك وقضيته العادلة , ولو قدم أحدهم ما قدم تجاه الجنوب فإنه قد حصد أضعاف ما قدم , سواء كان رفعة ,, او شهرة, او خلافه.
الشاهد من كل هذا, أننا كلما ظهر علينا أحد هولاء بمظهر ممن ذكرنا وممن لم نذكر , نسخر كل أوقاتنا وأقلامنا وجهودنا للحديث عنه وعن وعن وعن .
والحقيقة / نقول يجب علينا أن نتوقع كل شيء , ونتوقع الإخفاق والفشل, وكل هذه التوقعات والحقائق والأحداث يجب أن تزيدنا قوة وصلابة وتماسك ونضال, وأن نتعلم من العثرات والفشل الإقدام والنجاح, ونستفيد من كل الدروس مهما كانت صعبة علينا وقاسية.
فلا نقف عند محطة البيض ولا العطاس ولا طارق ولا باعوم , ولا فلان ولا علان, بل نمضي قدماً , إلى أبعد من الإستقلال , وهو بناء الدولة العصرية الحديثة , على مبادىء العقيدة والعلم والتقدم, وهذا ليس على الله ببعيد بجهد كل المخلصين بتوفيق من الله تبارك وتعالى