عندما يكون الغباء رئاسياً

[اووكي]

الأربعاء / 22 ديسمبر كانون الأول 2010




كتب/عبده النقيب*: لن تمر مناسبة إلا ويجتر رئيس اليمن بها شيء أو أشياء مما تجود بها جعبته المتخمة بالكثير من المواد المكدسة والمتعفنة.. ليست المرة الأولى التي نسمع فيها هذا الخطاب المجرور الذي لاكته السنين وأزكم به الأنوف.. الرئيس الذي لا تفوته مناسبة ليقول فيها هذا الخطاب بل أنه وان لم يجد مناسبة فيهرع إلى إحدى المعسكرات المجاورة ليرفع درجة الاستعداد القتالي فيها ويجمع الحشود في ساحة المعسكر ليلق بهم الخطاب المجرور وليس أمامهم من خيار غير الإنصات إليه تحت لهيب الشمس.

الرئيس اليمني هو ما يمكن أن نطلق عليه بالفهلوي فهو يجيد التهكم والسخرية من المعارضة.. يتحدث بلغة الواثق المنتصر وكأنه لتوه خرج من معركة اكتساح الجنوب في صيف 1994م ومازالت غائبة عن باله بأن مياه كثيرة قد جرت فلم يعد صالح رئيس دولة الديمقراطية الناشئة التي حظيت برعاية وحضانة المؤسسات الدولية المعنية والغير معنية حتى كدنا جميعا نصدقهم بأنهم يدعمون تنمية الديمقراطية التي اتضحت أنها ديمقراطية القاعدة الطالبانية في شبة الجزيرة بل ونسي ان نظامه صار رمزا للفساد ودولة فاشلة بتأكيد الأصدقاء قبل الأعداء.

لن يختلف اثنان على ان هذا الرئيس لديه من صفات الذكاء ما يفوق بها أقرانه بكثير لكنها كلها مشبعة بالشر فأشك ان لديه ولو حتى نتفة من نوازع الخير حتى تماهت صورته في ذهني مع صورة إبليس الرجيم الذي لا يعرف قلبه مكانا لليأس في إغواء المؤمنين حتى تقوم القيامة ويحشروا جميعا عندها تنتهي مهمته التي أمهله الله بها حتى يبعثون. رغم ان هناك معارك ضارية بين صالح وإبليس تدور رحاها في ساحات مستشفيات ألمانيا وفي صنعاء بشكل دوري ومع هذا لم يفكر بالتوبة ولم يصح من غفلته وغيّه ولا يدرك ان ملياراته لن تغفر له ولن تدخل معه حاشيته إلى قصور وحدائق خزيمة عندما يقف لوحده إلا من رب رحيم في لحظة حقيقة ليست بعيدة.

الرئيس صالح كان أمس في ندوة بجامعة عدن يستعرض مراحل نضاله السياسي وكيف استطاع أن يستولي على كعكة الجنوب دون شراكة محاولاً ذر الرماد على العيون بإلهاءنا بهذا الخطاب المكرر والممقوت حتى يذهب بنا بعيدا عن أزمته الخانقة وورطته التي لا فكاك منها.

هل يظن أن القوى السياسية ستنشغل لأسابيع فقط في الرد على خزعبلاته وهو يحدثنا عن الوحدة لماذا اقترح هو الفيدرالية واقترحت قيادة الاشتراكي الاندماج ثم هي تراجعت الآن وأضحت تطالب بالانفصال!!

كل هذا يا فخامة الرجيم قضايا لم تعد تهم أحد منا.. من اقترح ومن اجترح مسألتان صارتا جزءاً من الماضي.. اليوم أنت أمام استحقاقات ثورة وقرارات شعب.. الاشتراكي الذي وقع معك الاندماج مازال على العهد وافي وأنت تعرف أكثر من غيرك أنهم يرعون في حظيرتك وانك تمولهم بسخاء.. من يطالبك اليوم بالخروج من الجنوب وتطهيرها من بعدك ليس الاشتراكي فكف عن ذر الرماد على العيون.. الجنوب وشعبه هو من يريد اليوم تحرير الأرض واقتلاع ما تبقى من جذور الشر التي خلفها الاشتراكي.. الاشتراكي ذهب إلى صنعاء ولن يستطع العودة مرة أخرى ولو ضخيت بكل أموالك لتنفخ به من جديد..لم يعد أمام الرئيس صالح مجالا للاستمرار في الحلم فهو يعيش مأزق صار معه مسخرة لكل العالم ونموذجاً للنظام الفاشل ورمزاً للتخلف بل وعنواناً للإرهاب والشرور .. لقد لعب بكل الأوراق.

ليس لدينا مشكلة معك أيها الفاجر الطائح فقد قضي أمرك وصرت من النهاية قاب قوسين أو أدنى بل إن مشكلتنا هي مع الاشتراكي الذي لم يمت بعد وصرت تسوقه لنا بضاعة بمختلف (الماركات).. فتارة باسم مشروع الإنقاذ الوطني وتارة ثانية باسم الحوار الوطني وتارة ثالثة باسم مشروع الرفيق العطاس الرجل الذي تبنى أو تبنته ثلاثة مشاريع مختلفة عن بعض خلال أقل من سنة ونصف ونحن ندرك أن العطاس ليس له علاقة بأي شيء من هذا سوى أنه الكأس الذي يملأ به العصير فلما لاتسموا العصير باسمه وما علاقة الكأس بالعصير.

هل خطابك هو عبارة عن قنابل دخانية فجرتها حتى يمر الرفاق الذي يعيشون اليوم ذروة نشاطهم المحموم فقد مكنتهم أموال وأرصدة السلطة من استعادة الثقة بأنفسهم وصاروا أكثر ضراوة وأكثر هجوم على كل ماهو جنوبي وشكلوا عائقاً أمام مسيرة الحراك حتى باتوا يهددوه في وجوده.

ليس لنا مشكلة في صراعنا مع الاحتلال فقد فشل في النزال والمواجهة الذي لم يتردد في استخدام كلما لديه لكنه لجأ أخيراً إلى لعبة الرفاق فقد تأكد للاحتلال أن الرفاق لن يترددوا في بيع الثورة مثلما باعوا أو تواطئوا في عام 1990م.. وقد بدأوا في تنفيذ مخططهم ولم يتخلوا عن مبدأهم الشيوعي المعروف والذي يوصي بحسم مسألة السلطة في المقام الأول لهذا جاء مشروع العطاس يدعو لتشكيل قيادة موحدة للحراك للداخل والخارج تحت سيطرته هو وعدد من الرفاق أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وعدنا من جيد لنسمع أصوات البوم من هنا وهناك وبنفس الأسلوب الذي كان الرفاق يعملون به أيام لا صوت يعلو في فوق صوت الكذب فقد جاء النذير هذه المرة ليقول لنا أن مشروع العطاس هو الأول والآخر وهو الإبداع في كمال تمامه وأنه سيملأ الأرض رحمة وخير وبركة وهو الحق الذي لا ينازع. إن النذير الذي يؤكد أن الرفاق باتوا أكثر عزماً وتصميماً على اجتثاث الحراك. ترى هل آن الأوان لأن نجتث الاشتراكي قبل أن ينال من الثورة..

اللهم إني بلغت اللهم فاشهد

* الناطق الرسمي للتجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج"