خطاب الحوثي يبين أن خيار الحرب أصبح استراتيجية تحالف (صالح والحوثي)

[نبيل العواذل]

بسم الله الرحمن الرحيم
خطاب الحوثي يبين أن خيار الحرب أصبح استراتيجية تحالف (صالح والحوثي)
يكشف خطاب زعيم الحوثيين –عبدالملك الحوثي-الذي بثته قناة الجزيرة مباشر كاملا قبل لحظات من كتابتي هذا المقال دلالات الرؤية السياسية والاستراتيجية التي باتت محل قناعة تحالف الحوثي وجناح صالح في المؤتمر الشعبي العام
ببساطة..الخطاب بمثابة محصلة فيما يبدوا جليا لحوارات داخلية بين الحوثيين والصالحيين ان صح التعبير تبين انهم قد وصلوا بالاضطرار واتخذوا من المعسكروالتحالف الشرقي –روسيا ايران وربما الصين-البديل الاستراتيجي الاقتصادي والسياسي للشعب اليمني بحسب الوصف الذي اشار اليه عبدالملك الحوثي بكونه الاوسع افقا والافضل لليمنيين عن التحالف الغربي الخليجي الذي وصفه بكونه لم يصب في يوم ما لصالح اليمنيين وانه يريد ان يذل اليمنيين ويعبدهم متناسيا اننا فيما اذا وافقناه على صحة ذلك فبتصوري ان الايرانيين وان قدموا للشعب اليمني الكرامة والعزة والشرف بحسب قياسه سوى انه سيحرفون عقيدة اليمنيين الى دين وعقيدة منحرفة ليصبح الشعب اليمني عبيدا لغير الله وحينما نبحث عن العزة والشرف والكرامة التي يريد ان يقول ان الايرانيون سيقدمونها لنا سنجد انها محاربة السعودية ومعاداة دول الخليج ....وهذا كله لن يتحقق الا من خلال السيطرة على المناطق ذات الوفرة النفطية والغازية والمعدنية –مأرب الجوف شبوة حضرموت ....الخ-وهو مايستدعي غزوها بكل بساطة لكي تتاح لهذا البديل ان يحل محل السعودية وامريكا وحلفاءهما
اذا كان الخطاب بثابة تهيئة وتعبئة نفسية لكسب التأييد الشعبي لدعم حربهم على المناطق الاخرى ويبين الخطاب جوهر الاستراتيجية التي سيعتمدون عليها من خلال مرحلة قبل الحرب ومتمثلة
اولا-ايجاد موالين لهم في تلك المناطق من الجنوبين قبل الشماليين
ثانيا-
الاستفادة من الاحتقانات السابقة كما اشار اليها الحوثي من قبل الجنوبيين تجاه حزب الاصلاح على أثر احداث 94 باظهار الاصلاح بكونه غازيا للجنوب وتذكير الجنوبيين بأن الحوثيين كانوا مع الانفصال وتجاه اصحاب عبدربه منصور باستحضار العداءات والخلافات السابقة بين ماكان يسمى بالطغمة جماعة علي سالم البيض والزمرة جماعة الرئيس عبدربه منصور ...وهو ما قد يستدعي تسليم اسلحة او حتى معسكرات لبعض فصائل الحراك الذين سيضمنون انهم سيعملون لى محاربة اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي
ثالثا تعزيز التحالف بين جناح الرئيس صالح والحوثيين والذي عبر عنه عبدالملك الحوثي بالاعتذار الضمني لهم كتعقيب على احداث معسكر صباحة الذي يضم نخبة قوات مكافحة الاراب وتم تسليمه وايضا بتواطؤ من داخل المعسكر للحوثيين
وبتصوري ان السعوديون قد ادركوا طبيعة اتجاهات التداعيات في اليمن وانها تتجه حتما نحو الحرب وبتصوري ان تحرك ولي ولي العهد الامير نايف الى بريطانيا والالتقاء بمسؤولين عسكريين وامنيين يصب في هذا الاتجاه لكون بريطانيا صاحبة الحق الدولي في جنوب اليمن ويبدوا ان السعوديون يميلون الى التواثق والوثوق بالانجليز اكثر من الامريكان في شأن اليمن كأحراج وضاغط على الامريكيين دوليا وامميا الذين باتت سياساتهم في اليمن مخزية وعلى حساب التحالفات الاستراتيجية والتي تمتد لاكثر من خمسين عاما مع الخليجيين ولكن الامريكيون وبحجة ايجاد بديل لمكافحة القاعدة استسهلوا التملص و الاخلاء بها تحت تلك الحجة الواهية لصالح التحالف الضمني مع عدو تاريخي للخليجين وهم الحوثيين...هذا الطارىء يكشف بتصوري ان السعوديون سيخرجون من مواقفهم المترددة بشأن تقديم دعم استرتيجي عسكري لجماعة والرئيس هادي وللقبائل اليمنية الجنوبية والشرقية وسيكونون اكثر جراءة في تقديم هذا الدعم باسرع وقت ممكن ...هذا الدعم بتصوري بامس الحاجة اليه الرئيس هادي على الدعم المالي ..وسوف لم يكرروا خطأهم السباق تجه الاسلاميين-الاصلاح- حينما استحضروا تجربة مصر مع الاخوان الحالية في اليمن وكان ثمنها باهضا بل سيصححون خطأهم هذا وسيتحالفون مع الاصلاح عبر القيادات العسكرية المناوئة للحوثيين كالجنرال علي محسن الاحمر والمشايخ القبليين لحاشد وبكيل ومذحج
كتبه نبيل العوذلي
السعودية القصيم