التنافس بين الشعوبية والقبلية على ثورة التغيير اليمني شمالا وجنوبا

[نبيل العوذلي]

قال تعالى
(((يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائلا لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكمان الله عليم خبير))
وايضا
((وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)))
يلحظ المرء المتفرس تلك المنافسه بين الشعوبيين والقبليين على مسك زمام المبادرة والريادة في التغيير الكوني الحاصل في اليمن , فبينما اجتهد بعض الشعوبيون على ابراز ابناء الشعوبيه التي هي سمة بعض المناطق اليمنية من خلال اظهارهم اعلاميا فلا تجد متحدث يظهر الا من ابناء مناطق معينة يغلب عليها السمة الشعوبية ليقرروا لدى المستمع والمشاهد حقيقة انهم هم اصحاب الثورة وروادها فيكونوا هم رجال الدولة القادمه لانهم من ساهم مساهمة فعالة في الثورة حريصين على ابقاء سلمية الثورة لانها السبيل الوحيد المتناسب مع امكاناتهم في التغيير لبناء الدولة المدنية المنشود قيامها ان شاء الله عقب رحيل نظام اجمع الكل على ضرورة رحيله مبرزين للناس انهم لن يحملوا السلاح متعللين بأن حمل السلاح مظهرا من مظاهر التخلف الذي يرون ان ثورتهم السلمية قد محت هذه الثقافة القبلية بترك السلاح في البيت مخفين ضغينة طالما ارقتهم تجاه القبائل وابناء القبائل الملتزمين بثقافة وعرف السلاح والرجولة القبلية العربيه , نجد ايضا ان بعض القبليين قد ادركوا ان بقاء الثورة على سلميتها هكذا مع نظام قمعي سيفوت عليهم فرصة المشاركة في ثورة التغيير طالما تغنوا بمشاركتهم القبلية في الثورات السابقه ضد الاتراك وضد الائمة وضد كل من يتقرر الخروج عليه مخفي هذا الفصيل الذي يشكل قلة مثلما يشكل ذلك في الشعوبيين ايضا قلة ضغينته الطبقية تجاه الشعوبيين وابناءهم منذ القدم
وازاء هذه الحقائق ظهر في اليمن شمالا وجنوبا مكون من اليمنيين الشعوبيين والقبليين الذين ادركوا حقيقة حتمية المشاكلة والمشاركة تعاضدا وتعاونا فيما بينهم البين بما يتناسب مع امكانات كل فصيل وطبقة منهم وفق قاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب , لايخجل هذا المكون من ثقافة العرف القبلي وحمل السلاح المتصل بالرجولة العربيه وارتداء الزي التقليدي العرفي لليمنيين شمالا وجنوبا ولايخجل من ارتداءه ايضا زي العصر –البنطلون والبدلة ..-ويشعر في العلم والقلم مقوم لقوته ومكانته الاجتماعية , ان هذه المشاكلة المتعاضدة التي تقوي بعضها بعضا هي اليوم بأمس الحاجة الى الوقوف وقفة واحدة ضد البغاة الفاسدين من نظام الحزب الحاكم الذي يريد ان يبقي اليمن على طرفيته الشعوبية والقبلية من الخلال الفتن والزج بحرب اهلية بمبرر ان اولاد من مشايخ القبائل قد تمردوا على دولة الشعوبية المدنية التي اتفق الكل على غيها وفسادها وجهلها وهذا غير صحيح بل من مغالطات النظام ليشق عصا الاجماع والتوحد شمالا وجنوبا بين اليمنيين ضده وفساده
الجنوب يغلب عليه الشعوبيه ببدءا من تعز--قلب الشعوبيه- والشمال يغلب عليه القبليه بدءا من اب ولايعني ذلك عدم وجود القبليه في الجنوب او عدم وجود الشعوبيه في الشمال مطلقا ولكنها بتناسبات تقل وتكثر
ولاي تركيبة اجتماعية علاقات تتأسس على اساس
الابعاد الافقيه--الشعوبية-


الابعاد الرأسية -القبلية--

الابعاد الافقية

الامام الخلف اليمين اليسار

تأثر الجنوبيين بالابعاد الافقيه بين وواضح ..فالصراع على اساس هذه الابعاد من الذي يتقدم ومن الذي يتأخر ومن يكون يمينا ومن يكون يسارا
لايهتم الجنوبييون بالعلاقات المؤسسة على الابعاد الراسية..بل انهم في فترة حكم الحزب الاشتراكي اليمني عملوا على وأدها جذريا بنبذ ما اسموه بالصراع الطبقي

الابعاد الراسية

اهل الشمال يعتبرون بها كثيرا من الاعلى من الاسفل من فوق من تحت..ولذا انعكس تعاطيهم لهذه الكونية النفسية على علاقاتهم بل وحتى على تقسيم اليمن باليمن الاعلى والاوسط والاسفل

والقوة لاتتم الا بالاعتبار لكل من هذين البعدين الراسي والافقي في تركيبة المجتمع ,.. وكل من يريد ان يستأثر بمقومات بعد في اي تركيبة بنائية اجتماعيه او سياسية او ثقافية على حساب البعد الاخر سيبوء بالفشل ان شاء الله لانه سيضطر ان يقصي ويهمش اصحاب البعد الاخر عينيا وفكريا و.....الخ وهذه قد جرب سابقا في حكم الدول العربيه وفشل وهو ما تحاول الشعوب والقبائل العربيه اليوم بأذن الله تعالى الخروج منها وعلينا مؤازرتها
اننا اليوم امام منعطف هام في حياة الشعوب والقبائل العربيه بدأ يتشكل اراه ان شاء الله مبشرا لمرحلة جديدة تنقل العرب والمسلمين من خلالها الى مصاف الامم المتقدمة كونيا في ثقافتها السياسية والحكمية والادارية وليس الدينية كما قد يتوهم البعض لاننا اهل الدين الحق بحمدالله ولن نبتغي غير الاسلام دينا