بيان هاااام حول الاحداث الجارية في الجنوب وردا على افتراءات دعاة صنعاء وبعض اذنابهم

[مناف الهتاري]

بيان هاااام حول الاحداث الجارية في الجنوب
وردا على افتراءات دعاة صنعاء وبعض اذنابهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان الا على الظالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين .....
ان المتتبع لتداعيات الاحداث الجارية على ارض الجنوب في حضره وريفه , وبره وبحره , سيجد بما لا يدع مجالا للشك الظلم متفشي في كل شبر من ارض الجنوب وذلكم بعدة صور وأشكال مختلفة ومتعددة ابتداء بالقضاء على دولته واحتلالها بالقوة العسكرية في صيف عام 94م من قبل دولة الجمهورية العربية اليمنية بكل مكوناتها وفئات مجتمعها دون ان يردعهم وازع من دين او يقظة ضمير , فلقد اعمتهم الدنيا عن الآخرة , واتباع الهوى عن الهدى , وظلمة الباطل عن نور الحق المبين , فلا شريعة حكموا بها ولا قانون حق للبشرية اقاموا , فكان القتل للنفس البريئة دون تفريق بين طفل صغير او شيخ كبير ذكرا كان ام انثى , وزادوا على ذلك تقاسم الارض والثروة ونهب خيرات شعب يأنُّ من الحاجة وقلة ذات اليد واستمر الحال كما هو حتى هذه اللحظة التي انتفض فيها شعب الجنوب جله ان لم يكن كله مطالبا في استعادة هذا الحق مستعينا بالله عز وجل ثم بتعاونه على ازالة المظالم التي لحقت به من قبل المحتل اليمني وأذنابه , ممن لا يرقبون في مؤمن الا ولا ذمة , وانني لأعجب من متثاقل متكاسل , خوار جبان عن نصرة هذا الشعب المظلوم وهو يعلم ان شريعة الاسلام لا تقر الظلم بل توجب نصرة المظلوم وان كان كافرا , فكيف اذا كان مسلما موحدا والأدلة التي تحث المسلم المتبع على وجوب نصرة أخاه المظلوم، وأن يذب عن عرضه ما استطاع ، ودفع من أراد إذلاله بوجه من الوجوه قال الله تعالى:{ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب} وقال تعالى:{ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم } وخذلان المظلوم عاقبته وخيمة وعذابه شديداً فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم [أمُر بعبد من عباد الله يضرب في قبره مائة جلدة فلم يزل يسأل ويدعو حتى صارت جلدة واحدة فامتلأ قبره عليه نارا فلما ارتفع عنه وأفاق قال علام جلدتموني قال إنك صليت صلاة بغير طهور ومررت على مظلوم فلم تنصره ]. عن ابن مسعود (السلسلة الصحيحة2774)
يقول ابن الجوزي رحمه الله : " وأما نصر المظلوم فلمعنيين أحدهما إقامة الشرع بإظهار العدل والثاني نصر الأخ المسلم أو الدفع عن الكتابي وفاء بالذمة "" والمتأمل لنص كلامه يرى انه لا هذا ولا ذاك قد تم تحصيله والعمل لأجله , فشعب الجنوب لا يؤبه له ولا لعقيدته الا بحسب الحاجة , ومع بعض اصحاب المصالح ومحبي الدنيا ...
واليكم اسوق حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال : أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع أمرنا بإتباع الجنائز وعيادة المريض وإجابة الداعي ونصر المظلوم وإبرار القسم ورد السلام وتشميت العاطس . ونهانا عن آنية الفضة وخاتم الذهب والحرير والديباج والقسي والإستبرق )و رواه البخاري ومسلم .قال الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله مُعلقاً على حديث البراء: (فنصر المظلوم واجب متعين على كل من استطاع ذلك فإذا كان الظلم عظيما ، كان الواجب أشد . وإذا كان الظلم لفئات كثيرة وأمة عظيمة ويخشى من ورائه ظلم آخر وشر آخر صار الواجب أشد وأعظم في نصر المظلوم وفي جهاد الظالم ، حتى لا تنتشر الفتنة التي قام بها وحتى لا يعظم الضرر - وهذا هو الواجب على كل مسلم وعلى كل عاقل ، حتى ولو كان غير مسلم ، فعلى كل عاقل وعلى كل ذي إنصاف أن ينصر الحق وأن يرد الظلم وأن ينصر المظلوم ، هذا هو الواجب على كل إنسان ، سواء كان مسلما أو غير مسلم ، ولكن الواجب على المسلم أكبر وأعظم .لأن الله أوجب عليه ذلك بأن ينصر المظلوم وأن يردع الظالم حسب طاقته ، وأن يكون في صف الحق لا في صف الباطل ، هذا هو الواجب على بني الإسلام وعلى كل ذي عقل سليم - قال عليه الصلاة والسلام : المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته والآيات والأحاديث في وجوب نصر المظلوم وردع الظالم والتعاون على الخير والتواصي بالحق والصبر عليه كثيرة معلومة ........فتاوى ابن باز [6 /111]
وعليه فان ما يجري على ارض الجنوب اليوم من انتفاضة سلمية لاستعادة حقه وسيادته على دولته التي تحفظ له حقوقه وتحقق له طموحه في العيش بحرية وكرامة , امر يقره الشرع والدين فدرءُ المفاسد ورفع المظالم التي جلبتها عليه الوحدة المزعومة انها من الدين والدين منها براء القيام بها أمر واجب , ولذلك فكل مسلم مطالب بان يقف الى جوار هذا الشعب ونصرته بكل الوسائل وبقدر المستطاع وحرام على كل مسلم يشهد لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة ان يقر هذا الظلم والجور او حتى ان يصمت ولا يأمر بالمعروف اوينهى عن المنكر فبقاء الاحتلال لأرض الجنوب يترتب عليه بقاء المظالم والمنكرات وهذا مخالف للشرع فيجب ان يزول ليسود العدل في ضل دولة تحفظ فيها الحقوق وتحكم فيها عدالة السماء التي بعث بها محمد صلى الله عليه وسلم ...
وعلى كل مسلم ان يعلم إن الله عز وجل يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الظلم والبغي والعدوان وقد بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بما بعث به الرسل جميعاً من الدعوة إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده وأمره بإقامة القسط ونهاه عن ضد ذلك من عبادة غير الله والاعتداء على حقوق العباد. وإن سنة الله في الظالمين ظاهرة، وعاقبة الظلم وخيمة في الدنيا قبل الآخرة، والنبي يقول " بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا : البغي و العقوق " الحديث عن أنس " السلسلة الصحيحة "
فمع ما يحمله الظالم من إجرام وعدم رحمة بالآخرين، إلا أن المصيبة تكبر، والبلية تعظم، عندما يلبس الظلم لباس الدين، ويسوِّغ صاحبه لنفسه الولوغ في أعراض المسلمين، بغياً وبهتاناً، وظلما وعدوانا كما فعل دعاة وعلماء اليمن في تعاطيهم معنا منذ حرب صيف 94م وحتى هذه الساعة
وقد شاع الظلم في الجنوب بكل صوره وأشكاله ونتج عن ذلك كثرة المظلومين وقلة الناصرين وحسبنا الله ونعم الوكيل على كل متخاذل عن نصرة شعبنا المظلوم لاسيما وقد أمر الله تعالى عباده أن يكونوا عونا للمظلوم ممن ظلمه في دمه أو ماله أو عرضه سواء كان المظلوم مسلماً أو كان كافراً؛ لأن هذا هو الذي تحصل به مصالح الدنيا والآخرة وبدونه يعم الفساد والفوضى والظلم ،فلابد من إلزام الخلق بالحق ومنعهم من الظلم والتعدي في الدماء والأموال والأعراض وقطع السبل، وإلا فسدت الأمور وانتهكت الأعراض ونهبت الأموال وسفكت الدماء.
يقول الأمام الشوكاني رحمه الله عند قوله تعالى:
{ فاستغاثه الذي مِن شِيعَتِهِ } أي طلب منه أن ينصره ، ويعينه على خصمه { عَلَى الذي مِنْ عَدُوّهِ } فأغاثه؛
لأن نصر المظلوم واجب في جميع الملل....
فالله الله في التعاون على البر والتقوى واوصيكم بالصبر وكثرة الطاعة واجتناب المعاصي فالتقوى طريق النصر وان الذي بقي اقل مما ذهب واني لأرى في الافق نصر مبين فاستبشروا من الله خيرا
والحمد لله رب العالمين
مناف الهتاري - الضالع
نائب رئيس الهيئة الشرعية الجنوبية
حرر بتاريخ 21/12/2012م