اختطفتم الثورة الشبابية ولكن مستحيل أن تخطفوا القضية الجنوبية للكاتب الشعيبي

[جنوبي مهاجر]

اختطفتم الثورة الشبابية ولكن مستحيل أن تخطفوا القضية الجنوبية


[أمين محمد الشعيبي]



عندما تسمع أحاديث قادة الأحزاب التي اختطفت ثورة الشباب في الشمال وحولتها من ثورة طاهرة الى ثورة طائرة للبحث عن مناصب وكراسي وامتيازات فساد وإفساد جديدة فإنك تشعر بالغثيان مع عدم القدرة على التقيؤ بسبب جفاف أحاديثهم الوردية في ظاهرها الكيدية في محتواها وما بين سطورها .

يوم الخميس الفائت التمست الاسى والحسرة ممن تبقى من الثوار الشباب المستقلين في تعز وإب عندما أرادوا أن يكون أسم الجمعة الماضية جمعة الوفاء لباعوم لتكون متحدة مع تسمية الحراك الجنوبي لجمعته في عدن والمكلا بجمعة الوفاء لقائد الحراك الجنوبي / حسن احمد باعوم ، ورغم مغادرة شباب التغيير المستقلين من ساحة جامعة صنعاء مشياً على الإقدام الى تعز في محاولة أخيرة لاستعادة ثورتهم المنهوبة من أحزاب المشترك وهي المسيرة الراجلة التي لم تحظ بأي تغطية إعلامية إلا عبر الفيس بوك والمنتديات فقط لان أعضاءها ليسوا حزبيين ولا موالين للمشايخ والمستبدين .

وحتى لايفهمني (غلط) أي قارئ، جنوبياًَ كان او شمالياً بأنني ادغدغ مشاعر المستقلين الشماليين وأنا واحد ممن يدعون الى فك الارتباط بل ومن إعلاميي الحراك منذ ظهوره فأقول لهم نعم انا كذلك لكنني اتعاطف مع كل إنسان لديه نوايا صادقة ويتلمس الحل الطاهر بعيداً عن عفن المصالح وعفن الانتهازيين ، وبما انني كنت في غياهب السجون عند بداية ثورة الشباب في صنعاء فأنني كنت أتوقع ثورة طاهرة من السرق والناهبين والقتلة والمفتين وهي الثورة التي استلهمت نضالها السلمي من حراكنا الجنوبي السلمي المبارك .

ما كان للاحتجاجات التي قامت في صنعاء أن تفضي الى المزيد من الجوع والفقر والانفلات الامني للشمال والجنوب لو أنها بقيت شبابية مستقلة كما بدأت، لكنها تحولت الى كابوس ثقيل على الشباب المستقلين في الوقت الذي اصبحت عند الحزبيين عيداً كبيراً لأنهم وصلوا الى مآربهم الضيقة وحولوا الثورة نحو أحزابهم التي كانت تصرف لهم بدلات بقائهم في تلك الساحات ومازالت تحركهم حسب حاجتها وبأموالها التي قد تكون كلها مما نهب من جنوبنا الحبيب .

لذلك نقول لكل تلك الأحزاب ولكل من تسول له نفسه إن الالتفاف عن القضية الجنوبية لن يجدي نفعاً لأنها قضية وطن قضية شعب قضية تاريخ وهوية قضية سياسية وليست حزبية ، حراكها سلمي شعبي لايعتمد في تحركه على احد بل يتحرك بعيداً عن الماديات والمغريات يتحرك للبحث عن وطن وليس للبحث عن كرسي او وزارة أو حتى تحسين الحالة المعيشية كما تعتقدون او تفكرون إن أكياس الأرز التي تقدمونها من جمعياتكم الحزبية ستكون كفيلة بتراجع جنوبي واحد عن قضيته الوطنية الجنوبية الراسخة رسوخ جبال شمسان وردفان وقلعة صيرة .

نقول لكم نعم لقد استطعتم اختطاف ثورة شبابكم لانكم انتم من مولهم وصرف الأموال لساحاتهم .

نعم لقد اختطفتم قناة الجزيرة وعدداً من القنوات العربية الأخرى وجعلتموها حصرياً لكم ولأحزابكم فقط لانكم متفقون على مصالح متبادلة بينكم .

نعم لقد اختطفتم القنوات الفضائية اليمنية وبعض الصحف الحكومية لأنكم الآن تمتلكون وزارة الإعلام .

نعم لقد اختطفتم الحزب السلفي الجديد ( حزب الإرشاد) وقضيتم عليه في مهده لانكم تعلمون إن غالبية أعضائه ليسوا سلفيين ولانكم تريدون ان تطبقوا عندما اعلنت الوحدة بين الشمال والجنوب عام 1990م عندما اتفقوا على ان يكون حزب في السلطة وآخر في المعارضة لإلغاء اتفاقيات الوحدة وهذا باعتراف الشيخ الأحمر في مذكراته.

نعم قد تحرضون أعضاء أحزابكم في الجنوب ضد الحراك لكن مستحيل أن تمحوا القضية الجنوبية حتى من أفكار من تحرضونهم علينا .

وفي الأخير فإنني اقول لكم إن القضية الجنوبية مهما حاولتم اختطافها أو الالتفاف حولها فأنكم لن تصلوا إلى مبتغاكم بل ستجدون كل محاولاتكم تفشل وسيقابلها التفاف ما تبقى من أبناء الجنوب المتحزبين وأولهم أعضاء حزب المؤتمر الذين بدؤوا الاصطفاف مع وطنهم المنهوب ولو كان احد قادراً على احتوا القضية الجنوبية لكان احتواها علي عبدالله صالح الذي حاول أعادة المقاعدين والمشردين وقدم لهم ما قدم ولكن ذلك لم يجد نفعاً بل زاد من وتيرة حراكنا الذي لم يعتمد على أي جهة أو طرف فكيف بالله ستقدرون على اختطاف قضيته حيث لم يعرف منكم الوقوف مع أسرة شهيد واحد من شهداء الجنوب أو المساهمة في علاج جريح واحد من جرحى الحراك منذ الأيام الأولى لعام 2007م وما قبل .

تباً لكل من يفكر بأن القضية الجنوبية ستحل بمنصب وزاري او بمحافظ محافظة او حتى الاعتراف بنصف فتوى الاستباحة للجنوب عام 1994م واعتبار تلك الفتوى ما هي إلا موجهة لعدد من قيادات الحزب الاشتراكي وليس لكل أبناء الجنوب كل ذلك لن يحل عقدة واحدة من مئات العقد التي تربط السور الحصين حول القضية الجنوبية وتمنع كل المتطفلين من الدخول لمحاولة اختطافها .

http://arabic-media.com/newspapers/yemen/14october.htm