مثقفي الشمال ... بأي حق تتكلمون

[حسين بن طاهر السعدي]

محمد عبد الوهاب اليزيدي

منذ إن انطلقت الثورة اليمنية المتعثرة روج العديد من قادة الرأي اليمنيين بشقهم الشمالي ما محتواة أن القضية الجنوبية والألم الجنوبي قد انتهى, وأنة لم يعد يحق لأبناء الجنوب أن يستمروا في صراخهم ورفضهم للواقع ألقسري المفروض عليهم منذ إعلان وحدة الحديد والنار في نكبة يوليو الأسود .

ولم يترك هؤلاء أي فرصة أو مناسبة تمكنهم من الظهور في أي وسيلة إعلامية ليروجوا لهذا الحلم المشوه والذي يحاولون من خلاله سرقة أمآل وتطلعات شعبنا في الجنوب , تلك الآمال التي تراودنا ليل نهار من أجل قيام دولتنا المنشودة والتي و من أجلها قدم شعبنا المئات من الشهداء والآلاف الجرحى والمعتقلين ..
ففي أطار حملتهم الإعلامية المسعورة ضد تطلعات شعبنا نجد الكثير ممن يوصفون بحملة الأقلام يهاجمون وينكرون على شعبنا حقه في تقرير مصيره , ونجدهم يصرون على مقولة الأصل والفرع , وكأننا عبارة عن قطعان من الماشية يحركوننا كيفما يشأؤن ,وكأننا بدون أرادة وكأننا بدون وجود , بدون تاريخ , بدون حضارة ,بدون كيان, بدون شخصية , وبدون أرث لطالما حاول نظامهم أن يطمسه...
ومما يضحكني في نفس الوقت هو إصرارهم على القول أن جميع أبناء الجنوب قد خرجوا إلى الساحات,مع أن من لدية ذرة عقل ويشاهد مخيم المنصورة التابع للحراك الجنوبي ويشاهد مخيم كريتر التابع لثوار الاصلاح , سيجد أن الكفة تصب لصالح الأول .
ليس هذا فقط فمن يشاهد مسيرات الحراك في حضرموت ويشاهد مسيرات ثوار الاصلاح في حضرموت سوف يجد أن من يشارك في مسيرات الحراك إضعاف من يشارك في مسيرات ثوار الاصلاح , فكيف يحكمون هؤلاء!!
صحيح نحن كجنوبيين ندعم الثورة اليمنية ونتمنى لها النجاح ولكن قطعاً هذا الدعم لن يكون على حساب قضيتنا وشعبنا .
شخصياً أستطيع أن أمنح نظام صالح العذر لما فعلة بشعبنا فهو يريد السلطة والثروة مهما كان الثمن حتى وأن سفك دماء شعب باكملة من أجل ذلك , أستطيع أن أمنح رجال الدين من المتعصبين أمثال الزنداني وعبد الوهاب الوائلي وغيرهم فهم تعودا على تكفير الغير , أستطيع أن أمنح القبلية المتعصبة العذر بسبب الجهل والحرمان....
أيضاً بإمكاني أن أدير ظهري لما يقوله بعض العامة من أبناء الشمال عن الجنوب ورفضهم لحق من حقوقنا الشرعية, وألتمس لهم العذر فقد ترعرعوا على ثقافة إقصاء الأخر.
ولكن الذين لا أستطيع أن أمنحهم العذر هم هؤلاء المثقفين الذين نشاهد الدموع في أعينهم وهم يتحدثون عن الجنوب وشعبة , لان هذه الدموع هي دموعاً وقحة
و ألذي لن أقبلة ولن أدير ظهري له هو أن يقوم بعضهم على سرقة تراث شعبي وتاريخه النضالي , مثلما فعل الكاتب المدعو( جمال الدويري) عندما قال أن من فجر الثورة ضد الاستعمار الانجليزي في الجنوب هو شخص أسمة (عبود الشرعبي ) وهو أحد أبناء الشمال ...وليطبق بذلك المقولة التي لطالما رددها بعض الشماليون بأن من حرر جنوب اليمن من الانجليز هم الشماليين ....
ومما لن أقبلة أيضاً هو أطلاقة على من يطالبون بخيار الاستقلال بأنهم قلة من الهمج والرعاع المرتزقة والتابعين لبطونهم والمفسدين لعقولهم , حيث كان يجدر على السيد جمال الدويري أن لا يطلق مثل هذه الألقاب خصوصاً وأنة يعلم أن الغالبية العظمى من شعبنا يؤيدون خيار الاستقلال , حتى وأن كان يختلف مع هذا التوجه فليس له الحق أن ينتقده خصوصاً وأنة ليس في خانة تسمح له في أن يؤيد هذا أو يرفض ذاك ,حيث كان الأفضل له إلا يتدخل في ما لا يعنيه أبداً ...وهذا ليس فقط موقف (جمال الدويري) و لا تنتهي بالأستاذ منيرالماوري بل هي تمتد لتشمل العديد من مثقفي الشمال ومنهم ( الدكتورمحمد الظاهري )الاستاذ بجامعة صنعاء و (علي حميد) و(العمراني )والمحللة السياسية (منى صفوان ) التي قالت أن مطالب الجنوبيين والتي هي شرعية بأنها ابتزازاً جنوبياً للثورة اليمنية، وغيرهم من مثقفي الشمال الذين تجدهم يكرسون باستعلائية "ثورية" و"وطنية"، فلا ترى للجنوبيين قضيةً إلا بمقدار التماهي والتباهي ..
ألا يفهم هؤلاء أن الجنوب لم يقم بثورته والتي هي أول ثورة عربية في الوقت الحالي لكي يقال له خليك على جنب حتى تنتصر ثورة صنعاء وأخواتها .....
فما الذي يريدونه منا , أنهم يرفضون مطالبنا بالاستقلال وبنفس الوقت يرفضون مطالبنا بالمناصفة .... والادهي أننا نجدهم يتباكون على الوحدة...ولكن هذه الدموع ما هي الادموع تنتظر الفرصة المناسبة لكي تنفض على فريستها ,وما الفريسة هنا إلا القضية الجنوبية .
ولعل ما يثير السخرية هنا أننا نجدهم مختلفين ومتصارعين في كل شي في أانتماءاتهم وتوجهاتهم مع النظام ولكن وبنفس الوقت نجدهم متفقين علينا وعلى هدف واحد ألا وهو أن يقضوا على قضيتنا وحلمنا من خلال خداع الرأي العام بأن الجنوب ما هو ألا فرع وعاد للأصل , متناسين أن من سوف يقرر مصير الجنوب هو شعبة وليس أحد غيرهم ...
ويبقي السؤال هنا لكل من جمال الدويري ومنير الماوري ومحمد الظاهري وعلى حميد والعمراني والبعداني ومنى صفوان وغيرهم .... بأي حق تتكلمون عن خيارات شعبنا ,بأي حق تتكلمون عن مستقبلنا .. بأي حق ترمون التضحيات التى قدمها شعبنا ... بأي حق تتكلمون ؟؟؟

التغيير

[محتفظ الي]

كلام جميل جدا ارجوا ان لايكون تسويق للفدراليه والمناصفه مع كل التقدير

[حسين بن طاهر السعدي]

شكرا لمرورك الرائع

اخي الله العالم بالنوايا .

لكن الكاتب يقول:

ومما لن أقبلة أيضاً هو أطلاقة على من يطالبون بخيار الاستقلال بأنهم قلة من الهمج والرعاع المرتزقة والتابعين لبطونهم والمفسدين لعقولهم , حيث كان يجدر على السيد جمال الدويري أن لا يطلق مثل هذه الألقاب خصوصاً وأنة يعلم أن الغالبية العظمى من شعبنا يؤيدون خيار الاستقلال

دمتم بخير

[حضرمي الجنوب]

كلام جيد ونتفق عليه غالبية الجنوبين .. من يقرر هو شعب الجنوب الذي حسم امره وقدم التضحيات تلو التضحيات وهو منتهج خيار سلمي .. وسيكون مستعد اكثر لتقديم اضعاف من التضحيات في النهج الاخر