الجنوب... التاريخ والمستقبل المجهول . منقووول

[mr.error]

منقول من : شبكة الطيف
بتاريخ : الأحد 21-03-2010 01:36 مساء




شبكة الطيف - بقلم : عماد الضالعي
أرض الجنوب أو الجنوب العربي أو دولة الجنوب المستقلة, تعددت المسميات والأرض واحدة, فمنذُ الأزل وهذه الأرض عرضةً للسطو والغزو من هنا أوهناك فهناك حسب التاريخ حملات عديدة تعرضت لها هذه الأرض من قِبل غزاة من الشرق أو الغرب كان آخرها الغزو الإنجليزي لعدن وما جاورها من السلطنات آنذاك في النصف الاول من القرن التاسع عشر الميلادي ولهذا الغزو قصة معروفة لدى الكثيرين لست بصدد تفصيلها هنا.
كانت عدن قبل الغزو الإنجليزي تعيش تحت نظام سلطاني مثل غيرها من المناطق في الجنوب وفي الشمال بل وفي الجزيرة بأكملها نظام أشبه بنظام الإقطاع الذي عاشته أوروبا في القرون الوسطى.
جاء الغازي الإنجليزي إلى الجنوب وتربع في عدن ومدّ نفوذه إلى السلطنات وعزز من دور السلاطين آنذاك ومدهم بالمال لكسب ولائهم ثم ما لبثت هذه السلطنات أن تلاشت بعد موالاتها للإنجليز وخاصةً التي في الأطراف مثل الضالع ويافع والشعيب والسبب أن المواطن لم يستطع تحمل البؤس والفقر والتجويع وهيمنة السلاطين من جهة وكذا وجود الإنجليزي( النصراني) الدخيل على الأرض ودورياته التي كانت تجوب مناطق السلطنات ذهاباً وإياباً دون رادعٍ- من جهةٍ ثانيةٍ.
قامت الثورة المباركة(14أكتوبر) بعد إرهاصاتٍ مهدت لقيامها والتفَّ الناس حول الثوَّار الجنوبيون وخاضوا معارك شرسة ضد المحتل الإنجليزي وأعوانه الذين تم طردهم أيضا.
وبعد انتصار الثورة المباركة على المحتل وطرد آخر جندي بريطاني من عدن في يوم الجلاء 30 نوفمبر 1967م ترك هذا المحتل – كما هو شأنه في كل زمان ومكان - قذارته وأحقاده بين أبناء الدولة الوليدة, حيث عمل على شق الصف قبل ذلك باستخدام وسائل عدة سخرها لذات الهدف.
انقسم الناس (الثوار) إلى فريقين ((الجبهة القومية, وجبهة التحرير )) وكان المحتل كما ذكر آنفاً قد شجع طرفاً على آخر, فدعم القوميين ضد جبهة التحرير, فحدثت معارك ومواجهات بين الجبهتين كان حصيلتها سقوط عدد ليس بالقليل من القتلى والجرحى في كلا الجانبين, وخروج القوميون منتصرين بمساعدة من المستخرب الإنجليزي الذي أوفد عدة كوادر منهم إلى دول عدة من ضمنها مصر ولندن للتدرب على فنون إدارة الدولة الحديثة, ثم سلم لهم الاستقلال على حساب الشعب الذي ضحى بكل مكوناته وشرائحه المختلفة من الشيخ الكبير إلى الشاب المتحمس والمرأة التي كان لها دور لا يستهان به في تحرير الجنوب.
ذهب المحتل وقامت دولة الجنوب الوليدة على أنقاضه وأنقاض تلك الدويلات ((السلطنات )) وبدا الأمر كأنه تحول من نظام الإقطاع إلى نظام الرأسمالية الأوروبية ميراث الاحتلال.
مضت سنوات ليست بالكثيرة لكن تصارع القوى الكبرى في العالم - النظام الرأسمالي بزعامة الولايات المتحدة التي ربحت الحرب العالمية الثانية دون خسارة على حساب انجلترا وباقي الأوروبيين والنظام الاشتراكي الماركسي بقيادة الاتحاد السوفييتي سابقاً – ذلك الصراع لم يترك هذه الدولة الوليدة المليئة بالجراح على حالها فحاول إشراكها في هذا الصراع الإقليمي الدولي المادي من عدمه وذلك في فترة ماسمي آنذاك بالحرب الباردة بين السوفييت والأمريكان.
كانت اليد الطولى للسوفييت في الشرق الأوسط فد ربحت تسويق النظرية الاشتراكية إلى أرض الجنوب التي كانت تعيش حالة من الجهل والتخلف عدا المدن الرئيسية التي كان الانجليزي قد وصل إليها.
وجاءت النظرية الاشتراكية فلاقت ترحيباً من قبل أولائك النفر الذين سُلم لهم الاستقلال على جهلهم وغباوتهم وجلا فتهم وعملوا من أجل إنجاحها الكثير ووظفوا كل طاقات الشعب من أجل ذلك وشرعوا في تقسيم وتوزيع الأراضي بين المواطنين بالسوية - كما كانوا يدعون - مع أن الأرض التي وزعت هي أراض أملاك لأناس كسبوها من عرق جباههم, هذا إلى جانب الجرائم التي ارتكبوها والمذابح ضد أبنا جلدتهم.
استمر الوضع على حاله حتى عام 1990م اللحظة التي انهار فيها المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي, وقد كان بعض تلك ألمجموعة التي استأثرت بالاستقلال قد راحوا ضحايا حرب أهلية نشبت بينهم في عام 1986م, والذي بقي منهم حي شعر بالخوف والوحدة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي فنظروا شمالاً وإذا بعظيم عصره فارس العرب يتربع على عرش بلقيس على أنقاض مملكة جلهم مشائخ قبائل لم تعرف الدولة بوجودهم إلا من خلال الاحتفالات الرسمية.
وقعت عدة اتفاقيات للوصول إلى وحدة يمنية تحت راية جمهورية واحدة موحدة ((الجمهورية اليمنية)) بين كل من ((جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية )) وتكللت بالنجاح كل تلك الاتفاقيات وكانت الوحدة التي طالما انتظرها الكثيرون بفارغ الصبر.
مرت الوحدة بسلام بعد دمج كل مؤسسات الدولتين معاً, دمجت المؤسسات العسكرية ووزع الجيش على مناطق الجنوب والشمال كما دمجت باقي المؤسسات الأمنية والتعليمية وعدل النشيد الوطني أيضاً والعلم لم يكن بعيداً فقد أدخلت عليه تعديلات بحيث أزيحت بعض الألوان والرموز واستبقيت الألوان الثلاثة الأحمر والأبيض والأسود.
فهل ياترى سوف يستمر على حاله؟ خصوصاً بعد حرب 7/7/94م التي عصفت بكل تلك الاتفاقيات ومانتج عنها من شراكة في السياسة والاقتصاد و و و...
عماد الضالعي