طبيعة الحاكم المستبد - رشيد محمد العجينة

[ذو رعين]

تواصلاً عن النابغة في الفكر العربي عبدالرحمن الكواكبي إن المستبد يتحكم في شؤون الناس بإرادته ويحاكمهم بهواه لا بشرعيتهم فيضع كعب رجله على أفواه الملايين من الناس يسدها عن النطق بالحق والتداعي لمطالبته.فان المستبد عدو للحق وعدو للحرية وقاتلهما ..
ويتجاوز الحد لأنه لا يرى حاجزاً،فلو رأى الظالم على جنب المظلوم سيفاً لما أقدم على الظلم ..المستبد إنسان والإنسان أكثر ما يألف الغنم والكلاب ،فالمستبد يود إن تكون رعيته كالغنم وطاعة كالكلاب تذللاً وتملقاً ، وعلى الرعية أن تكون كالخيل إن خُدِمت خَدَمت وإن ضُِربت شرشت ، بل عليها أن تعرف مقامها..؟ هل خلقت خادمة للمستبد أم هي جاءت ليخدمها فأستخدمها؟..وهكذا تأتي الحكومة المستبدة وتكون طبعاً مستبدة في كل فروعها من المستبد الأعظم إلى الشرطي إلى الفراش ، ولا يكون كل صنف الإ من الأسفل لأهل طبقته أخلاقاً ، لان السفلة لا يهمهم جلب محبة الناس إنما غاية سعاهم اكتساب ثقة المستبد فيهم بأنهم على شاكلته وأنصار لدولته،وبهذا يأمنهم ويؤمنونه،فيشاركهم ويشاركونه فكلما كان المستبد حريصاً على التعسف أحتاج إلى جيش المتمجدين العاملين له والمحافظين عليه ، وأحتاج إلى الدقه في اتخاذهم من أسفل السافلين الذين لا أثر عندهم لدين ووجدان ، وأحتاج لحفظ النسبة بينهم في المراتب بالطريقة المحكومة وهي إن يكون أسفلهم طباعاًَ أعلاهم وظيفة وقرباً. وان العقل والتاريخ يشهد إن المقرب والوزير المستبد هو اللئيم الأعظم ،وهكذا تكون مراتب لؤمهم حسب مراتبهم في التشريفات ويقبلون يده أو ذيله أو أرجله ولو داس على رقابهم ، وألفوا الانقياد ولو إلى المهالك ، وهكذا طول ألألفه على هذه الخصال قلب في فكرهم الحقائق وجعل عندهم المخازي مفاخر ويسمون التصاغر أدباً والتذلل لطفاً والتخلف فصاحة وترك الحقوق سماحه وقبول الاهانه تواضعاً والرضا بالظلم طاعة وحرية القول وحب الوطن جنوناً.
فكاتب هذه السطور لا يعني حاكم بعينه ، فاليمن تمخضت لحقب من الظلم لحكام لم يفهموا طبيعية وخصوصية عدن وأهلها ( عدن أم الموانئ)....
وأهمس في إذن الرئيس علي ناصر محمد إن لا يعود لماضي الحزب المستبد ...
فالمؤتمر الجنوبي الأول المنعقد في القاهرة الذي حضرته لم يشمل الثمتيل الوطني لكل المحافظات بالذات محافظة عدن ولم ينجح في اختيار الشخصيات الوطنية والاقتصادية والسياسية بالمشاركة ، حيث أقتصر حضور المشاركين الذي كان يمثل اجتماع مصغر للجنة المركزية للحزب الاشتراكي بالسيناريو القديم أي إن المؤتمر كان يمثل صنف واحد رغم اختلافهم كالجرذ والعقرب.
هذا والله من وراء القصد، ،،،،

رشيد عجينة