(هاجس فحمان ) شاهد عيان يكتب لـ شبوة برس تقرير أخباري عن يوم التسامح

[مدفع الجنوب]

(هاجس فحمان ) شاهد عيان يكتب لـ شبوة برس تقرير أخباري عن يوم التسامح والتضامن بعدن
كتب: شبوة برس / بقلم : هاجس فحمان التاريخ: 15/1/2009


( حين قال الجريح البطل شاكر لجفري عدن: لن أقبل من دولتك علاجي وسأقبلها منك كجنوبي وحسب)

في يوم التصالح والتسامح 13 يناير 2009م والذكرى الأول لاستشهاد شهيد التسامح صالح السيد أبوبكر اليافعي الذي استشهد العام الماضي في الـ 13من يناير عام 2008م , واليوم الذي كان طويل على قوات الاحتلال اليمني للجنوب حيث بداءت الجماهير التي جاءت من كل مدن ومناطق ومحافظات الوطن الجنوبي المحتل ليشاركوا في هذا اليوم التاريخي الكبير وقد بدأءت الجماهير يومها عند سماعها اعتقال المناضل الجنوبي د صالح يحيى سعيد رئيس الهيئة الوطنية للنضال السلمي الذي أعتقلته قوات المحتل في الساعات الأولى من يومنا هذا 13/ يناير وفي الهاشمي كان المشهد العام ينم عن النية التي نوتها السلطة الغاشمة بضربها التظاهرة الاحتفالية بقوة وكان جليا ذلك في حجم القوات التي حشدتها بكل أنواع القوى الأمنية وألوانها ( الأمن المركزي ـ الأمن السياسي ـ الأمن القومي ـ الشرطة المدنية ـ شرطة النجدة ـ الشرطة الراجلة ـ جواسيس ومخبري وعسس نظام الاحتلال بالإضافة إلى مستوطنين متعاونين مع جنود الاحتلال من بياعه ومفرشين ) وفي هذا الكم الهائل من القوات الأمنية التي تواجه الجنوبي الذي بداء شامخا كالطود يكر ويفر بدون ما يملك إلا صوته الصارخ بالحرية عاليا دون خوف ولا وجل برغم ما تعرض له من شتى أنواع القمع الهمجي من ضرب بالعصي ورمي بالرصاص الحي ورمي بالغازات السامة ( إسرائيلية الصناعة والمنشاء والهدف ) , وكانت الساحة ( الهاشمي) مطوقة والساحات المجاورة لها محاصرة كحي عبد العزيز وحي عبد القوي وكانت تباشر هذه الأطقم الأمنية المحملة بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بما فيها مضاد الطيران الذي حضر بدون مبرر لحضوره _ كانت تباشر الاعتقالات أولا بأول وكونك تلبس ( معوز وتضع مشده \"قترة \" على راسك ) فأنت مطلوب كما أن الأيام وصحيفتها الغراء كذلك أن تحملها فأنت مطلوب أمنيا أو ان لديك سلة دعاية كذلك فأنت مصدر شبهات وسيارات النقل المتوسط التي وضعتها هذه سلطة الاحتلال كسجون متنقلة هي الأخرى جاهزة لاستيعاب كم كبير من المعتقلين الجنوبيين وهكذا تم احتجاز المئات من أبناء الجنوب الأحرار .
وتحت هذا الحزام الأمني المشدد كانت لأبناء الجنوب العربي الأحرار كلمتهم في اختراقها ولعدة مرات وبإشكال وطرق مختلفة وهنا سوف اعرض بعض منها فقد قامت أولى المحاولات لفك الحصار أو الحزام الأمني بانطلاقة لتظاهره من أمام سوق السمك وسط الشارع الرئيس للشيخ عثمان وكانت تمشي ورائها سيارات للنجدة ولكن التظاهرة مضت في طريقها وهي تكبر إلا أنها ظهرت سيارات وأطقم الأمن المركزي من أمامهما وترجلوا شاهرين أسلحتهم ومن خلفهم ترجلوا قوات النجدة في كماشة جعلت المسيرة تنحرف إلى يمين الشارع لتخرج إلى الشارع الخلفي وبقاء مجاميع منها تشاغل الأمن والكثير انطلقوا في الشارع الخلفي ليصلوا إلى سقائف ساحة الهاشمي ووصلوا إلى الهاشمي كأول اختراق للهاشمي من من طريق الشارع الخلفي الذي تمر فيه سيارات الأجرة التي غادرت على الفور من ساحات الهاشمي لتوجها الجماهير صوب الشارع الرئيسي لتعرقل أطقم الأمن المختلفة وهنا تجمع أكثر من مائتين شخص في الساحة وكانت الساعة قد قاربت التاسعة والنصف صباحا
إلا أن قوات الأمن التي عادت إلى الساحة وبشكل عنيف جعلت الهاشمي كالمدخنة من كثافة القنابل الغازية لمسيله للدموع مما أضطر المتظاهرين إلى ترك الساحة للأدخنة والقاذورات السامة والتوزع في الشوارع الضيقة ليشكلوا تجمعات كثيرة ومتوزعه في الشوارع الخلفية وفي هذه الأثناء تصاعدت أدخنة الغازات المسيلة للدموع لتشمل أغلب أحياء وشوارع وأزقة مدينة الشيخ عثمان .
استمر الكر والفر بين أبناء الجنوب الأحرار وبين قوات الاحتلال اليمني واستمر بذلك صنع التظاهرات المتفرقة التي أربكت عساكرهم وأنهكتهم وجعلتهم اشد قسوة إلى أن جاءت التظاهرة الكبيرة التي انطلقت من جولة القاهرة بهتافات تسمع إلى كل نواحي المدينة التي شبه شلت فيها الحركة عدى سيارات وأطقم وحدات الأمن المختلفة مما جعلت أغلب قواتهم تتحرك صوب هذه التظاهرة الكبيرة والتي قادها أحد الناشطين من أبناء التواهي الميامين ومجموعه من أكاديميي جامعة عدن وكانت الساعة وقتها حوالي العاشرة وخمسة وأربعين دقيقة انعطفت هذه التظاهرة إلى يمين الخط العام الآتي من جولة القاهرة لتدخل في الشارع المؤدي إلى ساحة الهاشمي والمرور بشارع الذهب ( شارع الحب ) وعند تقدمها في شارع الحب اصطدمت بقوات أمنية كثيفة أطلقت عليها النار الحي والقنابل المسيلة للدموع بكثافة لم تشهدها عدن من قبل مطلقا وفي هذا الأثناء سقط الجرحى الأربعة وفيهم ( جلال بلعيدي ) الذي حالته خطيرة وأشيع عن مقتله يوم أمس – هناك تأكيدات عن عدم معرفة هويته وأسمه حتى الآن – ومع ذلك واصلت المسيرة تقدمها إلى جوار مسجد الهاشمي الحديث ومع كثافة الأدخنة تفرقت إلى تظاهرات عديدة وانتقلت بعضها إلى القرب من حي عبد العزيز إلا أن الإسعافات التي قام بها المتظاهرين جعلت القسم الكبير منهم إلى الانتقال إلى جوار مستشفى النقيب وهناك تلاحقت مجاميع من ناشطي الحراك الجنوبي ومواطنين جنوبيين الى المستشفى الذي شهد هو كذلك ملحمة بطولية لا تقل عن الملاحم التي سجلها أبناء الجنوب الأحرار في شوارع الشيخ عثمان , حيث قاموا بفتح باب التبرع بالدم والمال وكان منظر تدمع له العين من التأثر الذي جعل هذه الجموع المتراصة من مختلف مناطق الجنوب لتشكل لحمة هي المعنى الكبير ليوم كبير وتجسد الهدف الكبير لذكرى ستظل الأجيال تتفاخر بها على مدى التاريخ .وكانت الساعة قد تجاوزت الثانية عشر منتصف نهار الثلاثاء 13 من يناير 2009م

مشاهدات وشهادات لابد من ذكرها
(1)

حادثة تم تداولها في معظم المواقع الالكترونية الجنوبية وكانت صورة للجندي للجنوبي الذي لم يرتضي المهانة لأخوته الذين يتعرضوا للشتم من قبل جندي يمني يشتمهم وهم في حوزته أسرى فأطلق سراحهم وكان موقفه موقف بطولي يتطلب من أخوتنا الذين لازالوا يمارسون وظائفهم أن يحذوا حذو هذا الجندي البطل لكي لا يكونوا أداة بيد المحتل لأرضهم والمستبد على شعبهم

(2)
مشهد المعتصمين أمام مستشفى النقيب عندما قدم محافظ السلطة (عدنان الجفري ) لزيارة الجرحى وهتافات المعتصمين كانت تلاحقه إلى داخل المستشفى وعند خروجه ( برع برع ياستعمار ) ( برع برع ياعملاء يا أعوان المحتلين ) عندها أجابهم بابتسامه عريضة ( ؟؟؟؟؟) أكتفي . والوجه الآخر عندما ظهر واحد من أزلام السلطة وهو ممن لهم تصريحات ضد التسامح والتصالح عندها هجم عليه الكثير من الجنوبيين الشرفاء وكادوا ان يفتكوا به


(3)
الجريح البطل شاكر في مستشفى النقيب وهو يرد على المحافظ الجفري عندما أبلغهم انه سوف يتم علاجهم على حساب المحافظة أجابه الجريح البطل شاكر الحكم مخاطبا الجفري أن كان نفقة العلاج على حساب السلطة فشكرا مش محتاجينها دعونا نموت أفضل ولا نشتي منها ريال تنفقه علينا أما أذا كان العلاج منك شخصيا كجنوبي ومن راتبك الخاص فسوف نقبله فضحك الجفري قائلا ولا عليك مني وهناك صور أخرى سوف نتناولها لاحقا .

شكرا لسعة صدوركم وأعتذر عن الأطاله

هاجس فحمان