عادت أبين مثخنة الجراح

[الجاهم]

بسم الله الرحمن الرحيم

وهكذا عادت أبين إلى أهلها كما سُلبت منهم , عادت أبين فجأة كما سُبلت منهم فجأة , عادت أبين خلسة كما سُلبت خلسة , عادت أبين حائرة كما سُلبت حائرة, كأنه كابوس حل على اهل أبين , شيءٌ لا يُصدق , هل أنتهت الحرب بهذه السرعة كما بدأت بهذه السرعة؟؟!!, هل هو إستلام وتسليم الأدوار , وإجتياز مراحل من عمر النظام اليمني ؟؟!! كل هذه التكهنات واردة , وواردة جداً إن لم تكن أكيدة في توزيع المهمات على ما تطلبه كل مرحلة من مراحل التآمر على شعب الجنوب.
بدأت المهمة بالتسليم وأنتهت بالتسليم , كان أبطالها ومن يديرونها لا زالوا في عداد الأخفياء , أداروها بكل جدارة وقذارة , على أشلاء الأبرياء ودماء الملبس عليهم من أغبياء شباب الجنوب , لقد كان وقود هذه الحرب النجسة هم الجنوبيون وكانت ساحة الحرب هي الجنوب , وكان محصل الفاتورة القذرة من ظهر وكاهل سكينة وأمن المواطن الجنوبي , وكان الخاسر فيها هو الجنوب كل الجنوب , فقد تقطعت أوصال الجنوب إرباً إرباً وعانى شعب الجنوب وخصوصاً أهالي أبين الويلات والنكبات والتشرد بحرب لم يرتكبوا فيها جُرماً , ولم يقترفوا فيها إثماً , سوى ان الأقدار جلعت من أبين المكان المناسب لتصفية الحسابات ورسم الخطط وتنفيذ المشاريع القذرة , فعسى الله ان يكون في عون أهالي أبين وخصوصاً أهل زنجبار فقد خسروا كل شيء ولم يتبقى لهم شيئاً يخسرونه.
إن أبين نُكبت ودُمرت بأيدي أبناءها , ومن ظمنهم وعلى رأسهم أولاد عبدالنبي خالد وأحمد , وجلال بلعيدي ونادر الشدادي وطارق الفضلي وعيال نحن أعلم بهم من أمهاتهم وءآباءهم , وسياتي اليوم الذي يُحاسب فيه كل من أقترف الإجرام والإرهاب بحق أبين وأهلها , إن هولاء كانوا أدوات النظام للبطش في أهلهم, حيث أتاهم شيطان صنعاء من حيث لا يحتسبون , فقد ظنوا انهم احسنوا صنعاً عندما سهل لهم النظام الإستيلاء على العتاد والقوة وأنحسب من الأرض في ظرف 24 ساعة , فاغتروا وانتشوا وحسبوا أن هذا نصر من الله وفتح مبين ورفعوا شعار تحكيم الشرع على العروش الخاوية , والأطلال المخيفة بعد أن نزح من كان فيها آمن مطئمن.
لقد خدموا النظام وأطاعوا الشيطان الأكبر وأبليس اللعين وسدنة المردة , وإن ظنوا انهم خدموا الدين والشريعة , لقد كانوا جزء من اللعبة علموا أم جهلوا , ولقد كانوا من ظمن الجنود الذين تسلموا واستلموا مهمام تعاقب المراحل علموا ام جهلوا فخدموا الأعداء وأضروا بأهلهم أيما مضرة .
إن حرب الأفكار والترويج لها وبث سمومها القاتلة هي أفتك الأضرار والأمراض التي أصابت الجسد الجنوبي , فبإسم الدين أُنتهكت سيادة الجنوب بعام 94 وبأيدي أبناء الجنوب انفسهم , والتاريخ أعاد نفسه في عام 2011 و20012 كذلك بأسم الدين أنتهكت أبين وبأيدي أبناءها أيضاً , وكأنها سنة تتعاقب على شعب الجنوب الذي لايعي الدروس ولا يفهم العبر , فأبناءها مستهدفون لتدميرنا وتدمير انفسهم وووطنهم , كما ان الجنوب أرضاً وإنساناً مستهدف كما هو ملعوم للجميع
وعلى الجنوبيين أن يدقوا ناقوس الخطر , وان يحذروا كل الحذر من ان تتكرر مثل هذه النكبات الجسيمة والمخاطر العظيمة , فلولا لطف الله بنا ثم لولا وقوف اهل أبين من قادة عسكريين ولجان شعبية لكان الخطر أعظم والخطب اجسم والضرر أبلغ , ولكن نحمد الله أن الأمور وصلت إلى هذا الحد وكفى .
ومن هنا نناشد كل المخلصين من أبناء أبين الأوفياء والمخلصين ويجب ان يكون كل اهل أبين أوفياء ومخلصين لمحافضتهم وللجنوب , ان يقفوا صفوا واحد لإعادة البناء والإعمار وتحقيق السكينة العامة , وأن يصطفوا جنباً إلى جنب لمحاربة كل أشكال الفساد والتطرف والإرهاب , وان يحذروا ان يكونوا لقمة سائغة , ولعبة مسلية , ومشروع لأعداء ابين والجنوب , فعليهم التراحم والتعاون وتربية أبناءهم وتعليمهم العلم النافع والعمل الصالح المفيد المجدي , وان يكونوا ادوات بناء ورحمة على اهلهم , وتجنبيهم أن ينحرفوا عن هذا المسار إلى مسار الإنحراف والتخبط والحيرة والتيه , فقد رأيت من خلال الفيديوهات أن من ظمن حراس جلال بلعيدي شاب يدرس في جامعة عدن كلية الطب , فحرام ان يكون مثل هذا الشاب النجيب أداة بأيدي المتطرفين لخدمة نظام صنعاء وأعداء الجنوب.
أنتهت الحرب ولم تنهي المؤامرة على الجنوب , ونتوقع في أقرب لحظة أن تعاود لنا هذه الحروب القذرة , فهل فهمنا الدرس , وهل وعينا النكبة , وهل نحن على قدر المسئوولية للدفاع عن شرفنا وأمننا وبيضة حرماتنا؟؟؟
نعيد ونكرر مرارا وتكرارا عليكم بالتصفية والتربية ياأبناء الجنوب
عليكم بالتعاون والتماسك والتراحم
عليكم بنصرة بعضكم البعض
عليكم بالتضحية والإقدام والبسالة والشجاعة
عليكم ان تكون حماة لأرض تحملكم بأحضانها تظلكم بسماءها وتحفظكم برحابها
عليكم ان تكونوا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر