وارتفـع صـوت الحـق - د/ عبدالله سالم شيخ

[سالمين]

وارتفـع صـوت الحـق

http://www.yaf3press.net/Display.asp...00&NewsID=1895


" الوحـدة سقطـت في حرب عام 1994 وما بعـدها هـو احتـلال". كلمات ملؤها الصـدق والوضـوح والصراحـة صرخ بها القائد الجنـوبي المناضل محمـد علي أحمـد في وجه قادة المعارضة الشمالية عند تشكيلهم مايسمى بالمجلس الوطني الذي أعلن عنه يوم أمس. هكذا يفهـم الجنوبيون الأمور ويريـدون من إخوتهم الشماليين أن يستوعبوا هذه الحقيقـة: الجنوب واقـع ٌ تحت الاحتلال.

لاشيء يعود كما كان. من استقوى على الجنوب وشـن ّعليه الحرب الإجرامية الآثمة عام 1994، وسلب ونهب وعاث في الأرض الجنوبية فسادا، عليه أن يدفع الثمن. لقد وقف الجنوب غصّـة ً في حلق نظام علي عبدالله صالح فأفشـل عليه خططه ومشاريعه وأجبره على تقديم التنازل تلو التنازل. عجز النظام عن تنفيذ انتخاباته عام 2009 بسبب الرفض الجنوبي لها، ولأول مرة في تاريخ اليمن أعلن صالح عن انتخابات المحافظين على مستوى الجمهورية لعل هذه الخطوة التاريخية تكون كافية لإرضاء الجنوبيين، ولكن كل ذلك لم ينفع وظل يتلوى كمن به مـس ّ حتى تهـدم وتشـقـق وأشـرف على الزوال.

وإذا كان هذا حال صالح فهاهم الجـزء الآخر من النظام: القائد العسكري علي محسن الأحمر، والقائد القبلي صادق عبدالله الأحمر، والقائد الديني عبد المجيد الزنداني، يواجهون نفـس المحنة ويقعون في نفـس المخنق. لامفـرّ من التسليم بالحق لأهل الحق. لامفـرّ من التسليم بحق الجنوبيين في استعادة وطنهم.

امتطـوا تعسّــفا ثورة الشباب الموجهة ضدهم وأرادوا من خلالها أن يكتسـوا ثوبا مغايرا لثوبهم ولكن كان وعي الناس البسطـاء ونفاذ بصيرتهم أقوى من خداع المتآمرين على حق شبعنا. اندفعوا الى شوارع عدن وزنجبار والمكلا مطالبين شباب الجنوب بطيّ شعاراتهم "الانفصالية"، فهانحن قد أقبلنا حاملين إليكم ثورة التغيير تحرركم من نظام علي صالح وبعد سقوط نظامه سنعيد لكم حقوقكم ونحمل اليكم التنمية وفرص العمل والمنح الدراسية وكل ماتشتهون.

وفي الإتجاه الآخر انطلقوا صوب القيادات الجنوبية في الخارج التي نهبوا ثورتها وتاريخها وانجازاتها بل ومنازلها ليقدموا لهم التطمينات بأننا كلنا ثوار، وجميعنا نحمل نفس الرسالة الثورية ، فقط دعونا نتعاون على إسقاط هذا الشرير علي صالح وبعدها لن يكون لنا رئيس إلا منكم، ولن يحكمنا إلا أحدكم، ولن تفرش البسط الحمراء وتعزف الموسيقى إلا لكم.

لكن هذه الوعود الجوفاء لم تنطـل لا على شعبنا الجنوبي ولا على قياداته. فالقيادات الجنوبية التي اكتوت مرات ومرات من نيران الوعود الكاذبة ليسـت مستعـدة أن تسقـط تاريخها من أجل مراضاة فلان أو علان من الطغاة الشماليين. لديهم الجنوب أولا وهم يعلمون جيدا أن الشعب هو الصانع الأول للزعماء.

إذا ًهاهم لصوص الأوطان يتسـولون دعم الجنوبيين ومساندتهم لهم ولمشاريعهم التآمرية . وهاهو مشروعهم الجديد المجلس الوطني تطلق عليه رصاصة الرحمة من قائد جنوبي قبل خروجه الى النور. نحن لانعترف بهذا المجلس ولم يتم التواصل معنا بشأنه وبالتالي فهذا المجلس يمثل الشمال فقط أما نحن في الجنوب فلا شأن لنا به.

هؤلاء الطغاة الذين لايؤمنون بالشعوب وإرادتها الجبارة لازالوا غير مستوعبين وغيرمصدقين أن جنوبنا العظيم الذي أرهق صالح حتى أسقطه صريعا سيتجرعون على يـد رجاله نفس الكأس وسيواجهون على يـد شبابه نفس المصير.

اعترفوا بحقنا أولا. هل تريدون أن نسير معا يدا بيد من أجل إسقاط النظام .. إذا ً لا مفـرّ أمامكم من الاعتراف بحقنا.. لامفـرّ أمامكم من الاعتراف بأننا كنا دولتين وشعبين. هل تريدون أن نقبل بمجالسكم .. نحن " لن نقبل بأي مجلس لايكون قائما على مبدأ المناصفة 50% من الشمال و50% من الجنوب" . ذلك هو ما سمعوه من القائد المناضل محمد علي احمد ومن القائد المناضل الدكتور محمد حيدره مسدوس وهما بذلك يعبران عن القادة الجنوبيين في الخارج الذين هدتهم تجاربهم المريرة الى الابتعاد عن مصادرة حق أبناء الجنوب كشعب والتصرف بالنيابة عنه دون أخذ رأيه، وتوافقوا جميعا سواء في القاهرة أو بروكسـل على أن أي قرار مصيري يخص شعب الجنوب لابد أن يكون نابعا عن رأي الجنوبيين عبر استفتاء شعبي وهو لعمري مايمكن أن يشكـل أسـاسا لوحـدة أطياف قادتنا في الخارج وتشكيـل قيـادة جنوبية موحدة على هذا المبدأ وهذا الأساس. وخواتم رمضانية مباركة وكل عام وأنتم بخير.

د/ عبدالله سالم شيخ

.