الغريب : في هذا العالم وفي هذا الوقت بات من يدافع عن وطنه ودولته وكأنه خارج عن ميثاق الأمم المتحدة

[قناص الجنوب العربي]

بسم الله الرحمن الرحيم

في هذا العالم وفي هذا الوقت بات من يدافع عن وطنه ودولته وكأنه خارج عن ميثاق الأمم المتحدة


_______________________
في تصريح صحفي خص به "الطريق" قال الأستاذ علي هيثم الغريب رئيس الدائرة السياسية للمجلس الأعلى للحراك: إن البيان الرئاسي لمجلس الأمن الصادر في 16 فبراير 2013م في الجلسة رقم 6922 , لم يسبق أن جرى ما هو بمستوى خطورته على صعيد المنطقة ومستقبل الأمن والاستقرار فيها . وقد برز ذلك من خلال الإصرار والجهد المكثف من قبل مندوب الولايات المتحدة لكي يتم أدراج أسم الرئيس علي سالم البيض في البيان الرئاسي ,مما يعني أن محاولة مدفوعة الأجر يتم الأعداد لها داخل الحوار الوطني اليمني لتعميق الخلافات بين الجنوبيين القائمة أساسا على أوهام غير واقعية ,بل وتستهدف تطويق الشعب الجنوبي وقضيته العادلة كشعب يطالب بحق استعادة دولته واستقلاله , وهذه محاولة أخرى لتصفية الحراك الجنوبي السلمي بين من يحضر ومن لا يحضر الحوار الوطني اليمني من الجنوبيين .فهل ينجح الجنوبيون في اتخاذ المواقف التي تبقى شاهدة على إخلاصهم لوطنهم الجنوب العربي , والأخطار المحدقة ببلدنا وثورتنا التحررية السلمية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا؟.
وأوضح الأستاذ علي هيثم الغريب المحامي , ردا على البيان الرئاسي لمجلس الأمن: أن إدراج اسم الرئيس علي سالم البيض في بيان مجلس الأمن الدولي(الفقرة 4) ، كمعرقل للتسوية السياسية في اليمن ، قرار مناقض للقرارات التي أصدرها مجلس الأمن الدولي بشأن معالجة الأزمة اليمنية ، حيث اعتبر الرئيس علي سالم البيض شريك في العملية السياسية اليمنية ، بينما هو رئيسا لدولة الجنوب التي دخلت بشراكة مع الجمهورية العربية اليمنية عام 1990م , وهو بعد أن نفي من أرضه عام 1994م نتيجة الحرب التي شنت واحتل بعدها الجنوب , لا يستطيع تغيير أي شيء في أوضاع اليمن السياسية . وأبان الأستاذ الغريب أن الفقرة الرابعة جاءت ملبية لرغبة الاحتلال اليمني ، وللضغوط التي تمارسها الأحزاب اليمنية الحاكمة ومشايخها .
وأكد الأستاذ الغريب: أن علي سالم البيض هو رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي تم احتلالها من قبل الجمهورية العربية اليمنية عام 1994م ، وأن وثائق التاريخ وقرارات مجلس الأمن الدولي والمنظمات والمجالس المنبثقة عنه، تؤكد عدم مشروعية حرب عام 1994م ، والرئيس البيض هو الذي وقف في وجه هذه الحرب التي دعا مجلس الأمن الدولي إلى إيقافها وذلك بإصداره قرارين بهذا الخصوص(924 ,931 ) . في تلك الأثناء لم يكن علي سالم البيض جزاء من نظام صنعاء بل كان رئيسا لدولة جمهورية اليمن الديمقراطية ,الدولة التي دخلت بشراكة مع دولة جارة كما يحدث في أكثر من بقعة في العالم ,ثم أعلن عن استعادتها يوم 21 مايو 1994م , وكان مجلس الأمن نفسه يرعى التفاوض الذي جرى بين دولة الجنوب برئاسة علي سالم البيض ودولة الجمهورية العربية اليمنية ،وطالما والحرب التي شنها نظام الجمهورية العربية اليمنية ضد الجنوب والتي طالب مجلس الأمن بوقفها ولم تتوقف , بل انتهت باحتلال الجنوب عسكريا , إذا فالوجود العسكري اليمني في الجنوب هو الآخر غير شرعي . وأعرب الغريب عن استغراب ملايين الجنوبيين ، لصدور هذه الفقرة(الفقرة الرابعة من البيان) ، وفرضها على شعب الجنوب المحتل ، في وقت يتطلع فيه الشعب الجنوبي المحتل إلى معالجة قضيته وفق المواثيق الدولية .
وأهاب الغريب بحكومات العالم المحبة للسلام والمنظمات الدولية وعلى رأسها هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالتمسك بجميع القرارات الصادرة بشأن الجنوب العربي منذ عام 1963م ، وأن الرئيس الشرعي علي سالم البيض ينتمي للجنوب العربي وليس إلى اليمن حتى يعاقب على تعطيله التسوية السياسية في الجمهورية العربية اليمنية . واعتبار الجنوب وفق ما نصّ عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم (924 ,931) بأنه دولة احتلت بالقوة العسكرية من قبل الجمهورية العربية اليمنية فــي السابع من يوليو 1994م .ودعا الأستاذ الغريب مجلس الأمن إلى مراجعة التاريخ، وقراءة قرارات هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي للأعوام 1963-1967م-1994م ، لتحديد انتماء الجنوب .
وعبر الأستاذ علي هيثم الغريب عن الأسف الشديد الذي تملّك الشعب الجنوبي ، موضحاً أن الأمم المتحدة التي تعلن حرصها على الاستقرار والسلام الدوليين ، كان ينبغي بها أولا أن تراعي الحقوق التاريخية والقانونية للشعب الجنوبي .
وذكّر الغريب بأن الأخ علي سالم البيض هو رئيس الدولة التي احتلت بالقوة عام 1994م , وليس صاحب حقيبة وزارية في حكومة الوفاق اليمنية حتى يسري عليه ما يسري على الاحتلال الذي يناضل سلميا من أجل طرده من الجنوب . ، وقال : إن الشعب الجنوبي وهو يخوض نضالا سلميا من أجل تحرير أرضه يدعو مجلس الأمن الدولي إلى عدم الانجرار وراء رغبات نظام صنعاء ، في الوقت الذي تعلن فيه الأمم المتحدة عن مناصرتها لحقوق الإنسان، وعن سعيها لتحقيق العدالة في العالم، والمساعدة على تحرير الشعوب والبلدان من أنواع الاستعمار، بالإضافة إلى دعوتها لمحاربة الإرهاب، بينما تمارس اليمن إرهاب الدولة ضد الشعب الجنوبي ، وهو من أشنع صور الإرهاب في العالم، وقال : إن مجلس الأمن يعلم أن الاحتلال اليمني للجنوب هو من أخطر أشكال الاحتلالات التي شهدتها المنطقة خلال الأعوام العشرين الأخيرة ، ونبَّه أنه من الأجدى للدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن أن تحرص على صداقة الشعب الجنوبي الذي أجمع اليوم على تحرير أرضه من الاحتلال اليمني وعلى استعادة دولته برئاسة علي سالم البيض ، مؤكداً أن الرجوع إلى الحق في هذه القضية يسهم في تحقيق أمن الشعوب واستقرارها في المنطقة، بينما يؤدي انحياز مجلس الأمن بتبني وجهة نظر نظام صنعاء ورغبات القيادات القبلية والعسكرية المتطرفة، إلى تعقيد جميع القضايا في المنطقة ،وزيادة حدة الصراع وإهراق المزيد من الدماء على أرض الجنوب وخارجها .
ورأى أنّ الجمهورية العربية اليمنية في غزوها الجنوب عام 1994م لم تحظى بغطاء مجلس الأمن , ولا توجد قرارات دولية تعطيها الحق في ذلك , لذلك فأن التواجد العسكري اليمني في الجنوب يصنّف احتلالاً وفق المواثيق الدولية ،وقرارات مجلس الأمن , ويشكّل انتهاكاً للقانون الدولي.
وأشار الأستاذ الغريب إلى أنّ مجلس الأمن الدولي وبما لا يدع مجالا للشك قد أعترف بالجنوب وفق الفقرة (3) من بيانه الرئاسي الصادر في 16 فبراير 2013م , حيث جاء نصا –" يشدد مجلس الأمن على الحاجة إلى أن يجرى مؤتمر الحوار الوطني بشكل شامل ومشاركة كاملة من جميع مكونات المجتمع اليمني، بما فيها ممثلون عن الجنوب" , جاء ذكر الجنوب في هذه الفقرة بصورة مميزة كأرض يحق لشعبها أن يمارس عليها حقّه وسيادته . لافتا في الوقت عينه إلى أنّ مجلس الأمن في الفقرة الرابعة من بيانه الرئاسي " يحث جميع الأطراف في اليمن على التزام حل اختلافاتهم عبر الحوار والمشاورات، ورفض أعمال العنف لتحقيق غايات سياسية " , في الوقت الذي تقود فيه قوات الاحتلال في عدن حملات عسكرية وقتل شبه يومي . ورأى الأستاذ علي هيثم الغريب أنّه وفقاً لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي فإنّ الاحتلال اليمني للجنوب غير شرعي ويعارض مبدأ عدم جواز السيطرة على أرض ما بالقوّة. وإذا كان التواجد العسكري اليمني في الجنوب غير شرعي وفق قرارات مجلس الأمن والمواثيق الدولية فمن أين سيأتي مجلس الأمن بشرعية معاقبة الرئيس علي سالم البيض لأعاقته التسوية السياسية في بلد غير بلدة وفي دولة تحتل أرضه . فإذا فشلت عملة "اليورو" في أوروبا , فهل يحق للاتحاد الأوروبي ملاحقة بريطانيا واتهامها بفشل العملة وهي دولة غير موقعة على العملة الأوروبية الموحدة "اليورو"؟؟
كما أشار الأستاذ الغريب إلى أن المــادة (41) من ميثاق الأمم المتحدة التي ورد ذكرها في البند (4) من البيان الرئاسي هي تخص "الأشخاص المحميون تحت سلطة الدولة" نفسها , وليس الأشخاص الذين هم خارجها , ثم أن الدولة هي التي تحدد الأشخاص وليس مجلس الأمن الدولي , كما جاء في المادة(41) نصا " إذا رأت الدولة التي يوجد الأشخاص المحميون تحت سلطتها " .والبيض ليس من ضمن رعايا الجمهورية العربية اليمنية , ولا هو من الأشخاص المحميين من قبل تلك الدولة , بل أنه طرد من وطنه نتيجة الحرب. وفي هذه الحالة هل يجوز معاقبة شخص عن جريمة لم يقترفها هو شخصياً ؟؟,ولا تنطبق عليه المادة(41) من ميثاق الأمم المتحدة؟ , ولا هو من ضمن رعايا الدولة نفسها التي يخصها البيان؟. ورأي الأستاذ الغريب بعدم تقرير شرعيّة ذكر الرئيس علي سالم البيض الذي تبنيه البيان الرئاسي لمجلس الأمن والذي اعتبره مخالفاً لأحكام القانون الدولي , وميثاق الأمم المتحدة .
ولفت رئيس الدائرة السياسية إلى أنّ الأخ علي سالم البيض بدأ يكافح الاحتلال اليمني من منفاه استناداً لقرارات مجلس الأمن , وكذلك إلى المادة الثالثة من ميثاق الأمم المتحدة لسنة 1949م بكافة فقراتها .
ورأى الغريب في هذا البيان لرئاسة مجلس الأمن "انحيازاً واضحاً للاحتلال اليمني في بعض بنوده"، بالإضافة إلى غياب الموقف الدولي لمواجهة الجرائم التي تقترفها قوات الاحتلال في الجنوب , وذلك بالإشارة إليها في القرار رقم (2051) , ولكن دون اتخاذ إجراءات عقابيّة بحق المسئولين عن ارتكابها .
ورأى أنّ هناك انحيازاً في تصرفات مجلس الأمن الدولي في تعامله مع القضية الجنوبية ، كما وهناك وازدواجيّةً في تعامله لاسيّما في مجلس الأمن مع القضايا الجوهرية في اليمن والجنوب ، حيث نجد بعض القوى اليمنية التي ارتكبت جرائم وحشية ضد الجنوب وذلك باعتراف هذه القوى نفسها , لم يعط مجلس الأمن أي أهمية لاعترافاتها رغم أنها تثبت شرعية قراراته . ولفت الأستاذ الغريب إلى أنّه لا حل لعقدة معالجة الوضع في اليمن إذا لم يجري حل عقدة صراعه وحروبه مع الجنوب العربي .

[المسعودي اليافعي]

الأخ الغريب رجل جدير بالتقدير والاحترام.

شكرا لك.