انتفاضة الجنوب من تعز* أحمد عثمان

[الشنفره]

رغم كل الرهانات نجح اعتصام تعز وسينجح اعتصام النقابات بعد غد السبت غصباً عن النفعيين و(الغلايه) ومصاصي عرق العمال والفلاحين وشاربي النفط وموالعة المناقصات!
كان موقف محافظ المحافظة ورجال الأمن موقفاً مسؤولاً يستحق الشكر والإشادة قطع الطريق على الذين حرصوا على إظهار المعتصمين كمجموعة من قطاع الطرق لعدن وتعز واليمن والوحدة ويستحقون بنظرهم الرش بالمبيدات والضرب بالنار!
لقد بدا موقف قيادات ومشائخ الحزب الحاكم ومطبليه الصغار عصبياً يعكس ثقافة (القبيَلة) الفاقدة للقيم والغارقة في الأمية وقلة الأدب، وكان مفاجأة أن تفلت أعصاب هؤلاء القادة (الفلتة) إلى حد التعري جعلتهم يشتمون ويسحبون الجنسية من يمنيين خرجوا بالآلاف يمارسون حقاً مشروعاً حيث أصبح المعتصمون بنظر هذه القيادات ومطبليهم عبارة عن مولدين وفُرس وشيوعيين وكهنة لا يمثلون أبناء تعز، وكان بإمكانهم التحلي بشيء من العقل ليقولوا أن المعتصمين قلة قليلة لا يمثلون كل أبناء تعز ونسبتهم لا تتجاوز 20% أو 10% أو حتى 1% وأقل من ذلك، المهم أن يبقوا يمنيين محتفظين بالبطاقة الشخصية فالسياسة لا تستدعي كل هذا الفجور ولا كل هذه البذاءة خاصة من أناس وضعتهم الأيام وسوء الدهر في مواقع المسؤولية فالوطن ليس ملكاً لـ(أبو فلان) ولا مزرعة خاصة بـ(أم علان).
الوطن للجميع لنا ولكم حتى ولو استوليتم اليوم على كل الثروة وكل الحق، فالحق أقوى والرعونة لا توقف عقارب الزمن.
لقد خرج بيان المؤتمر (التعزي) يوم الاعتصام (مشقر) بكل الجهالة والمناطقية وثقافة الإقصاء ليصف الاعتصام بأنه جاء تضامناً مع (انتفاضة الجنوب.. التي رفعها الانفصاليون في محافظات عدن والضالع وأبين..) فهل المتقاعدون والمعتصمون الذين خرجوا في هذه المحافظات مطالبين سلمياً بحقوقهم انفصاليون عليهم البحث عن زورق أو تسليم أنفسهم لأقرب قسم، وأن على (التعزيين) بحسب المؤتمر أن يكونوا (شماليين) يدينون إخوانهم (الجنوبيين) بالحق والباطل حتى يثبتوا أنهم أبناء تعز ومع الوحدة، هل هذه عقلية السلطة ومصلحة الدولة أم مؤامرة ضد الوحدة وضد الدولة بحسن نية أو بسوء نية لا فرق ومن يمارس مثل هذا القول والفعل يضر بالوحدة وبالدولة ويستحق الخبط على القفا والضرب في (المضاجع) وبعيداً عن ما كنت أحسب أن يمتد بي زمني، فإنهم يبقون أهلنا ويدك منك ولو شلت، وندعوهم لمراجعة مواقفهم ولا يدوم إلا الذكر الطيب والموقف الشريف!