نحن نبني دولة النظام والقانون ودولة حرية الأفكار والمعتقدات‏-د.فاروق حمزة

[ابن المعلا]

نحن نبني دولة النظام والقانون ودولة حرية الأفكار والمعتقدات

إبادة عدن وأبنائها كانت ولازالت لعبة دولية كبيرة نفذها جواسيس محترفين وعملاء دوليين وبأدوات متخلفة متدنية الفكر والسياسة

تحويل الجنوب إلى نظام ماركسي ثم بإتفاق دولي سري بين كوسيجين وشاكلتون على متن إحدى البوارج السوفيتية بالمقربة من خليج عدن

يمننة الجنوب العربي جاء مجرد كرد فعل لشعار نفط العرب للعرب الذي انبثق من عدن أبان إزدهار الثقافة العربية فيها في مستهل الثلاثينيات

قرار الحرب والإستيطان الكبير الحاصل في عدن، هو إمتداد لمشروع صهيوني ليصبح الجنوب بفلسطين الثانية، وليبرر الإستيطان بفلسطين

د. فاروق حمـــــــــــــــــــــــــــزه



بالرغم من أنني أؤكد بأن دولتنا بكل تأكيد ستعود، حتماً ولا محالة، إلا أنني أقولها بالفم المليان، بأنه سخيف من يعتقد بأنه يستطيع أن يتجاوز أبناء عدن في عدن، وغبي من يعتقد بأنه يستطيع أن يعيد الأمور إلى ماكانت عليه قبل 1963م، أو تحديداً على ماكانت عليه في 1963م أو 1967م أو 1986ن أو إلى 1994م، وعلى الذين ربما يعتقدون بأن الماضي ربما قد لهم عبارة عن دراما، عليهم أن يدركوا حقاً بأن العودة إليه سيكون عبارة عن مهزلة، ودولتنا عائدة بكل تأكيد، لكنها ستكون دولة الألفية الثالثة، بل ودولة الإنصاف للكل، ودولة الثقة والإطمئنان للكل، والطمأنينة للآخرين من دول الجوار وللداخل، ودولة التعهد بكل المواثيق الدولية، والممر الدولي الآمن والساكن والمستقر بكل تجلياته، وأساس كل ذلك أنه ستكون دولتنا هي دولة النظام والقانون، ودولة الإستقرار للمنطقة برمتها.



ولا يفوتني البال هنا أن أذكر أيضاً بأنه مجنون حقاً من يعتقد بأن هناك وحدة ما لازالت قائمة، ليس فقط بيننا ومن يحتل دولتنا، ولكن في أي شئ يذكر من هكذا قبيل، كما أيضاً قي الواقع يبدو أنه يخطأ من يعتقد بأن الأمور قد صارت بهكذا عجالة وبطران أو إن كل شئ قد تم، إن لم نقل على طريقة بيت الفقي، وهي الكلمة الساخرة التي نستخدمها نحن أبناء عدن، وباللكنة العدنية الصرفة صاحبة المعنى الدقيق، الذي نقصد بها بالعشوائية، والحقيقة الساطعة التي نتكئ عليها هي أصلاً مليئة بالشواهد، فإبادة عدن وأبنائها هي أصلاً كانت ولازالت لعبة دولية كبيرة نفذها جواسيس محترفين وعملاء دوليين وبأدوات متخلفة ومتدنية التفكير وجاهلة وقد جرت العملية كلها بشكل متسق ومنظم وبذكاءِ خارق، أما الفلم كله فيبدو لي بأنه ينتهي أو كما يقال يستكمل مداه المقرر للنصف قرن، وقد كانت اللعبة مفبركة ومحبوكة، وهي الآن تشرف على الإنتهاء، أو بالأصح تقترب من نهايتها، حيث تجري الآن وعلى مستويات عدة، عملية النقاشات الواسعة، والحوارات المتعددة، وبالإتجاهات المتعددة للبناء الحقيقي للدولة الجنوبية القادمة وهذا الذي يؤكد عودتها حقاً، وفي التصلب والسلاسة في الإستمرار بالحوار في كيفية، أو ومن متى سيتم البدء في إنشاء الدولة الجنوبية الحديثة، أم وبصورة أدق، هل نبدأ بالمراجعات من 1963م، أو من 1967م، أو من 1986م، أو من 1994م؟ وهذه هي التساؤلات الجارية حقاً، وهذا هو خطاب الشارع السياسي في الجنوب والناس طيبة ومتفائلة ونحن على نياتنا، والقرار هو للشرعية الشعبية.



ورغم هذا كله وماقد جرى لنا وعلينا، يبدو أننا لم نتعظ بعد، إن لم نقلها صراحة، بأننا وحتى اللحظة لم نستفد من كافة مجريات الأمور، أمورنا السابقة واللاحقة، وأننا لازلنا نتقوقع في معمعة الدوامة، التي قد أردنا لأنفسنا وبأن لا نخرج منها إطلاقاً، بالرغم من شعورنا بخطورة هكذا موقف، عشنا فيه وبقلب كافة مجرياته، حتى وإن كنا بعض الشئ لا نريد أن نتطرق إليه حالياً، بتذرع كوننا نحن الآن نعالج فقط مشكلة أزمة الإغتصاب لدولتنا، والإستيطان داخل بلادنا دولة الجنوب، وكله هذا كويس، لكننا حتى وهذا الإشكال لا نريد حقاً أن نعالجه بأمانة، بل وقد أردنا شئنا أم أبينا أن نضاعفه مع السابق، ولتتراكم الأمور وتزداد حدتها، لمجرد أننا لا نريد أن نفكر، أو أن نتأمل في الأمور ولو لمثقال ذرة، وكأن عقلياتنا قد تكلست وتحجرت ولم تعد تستوعب الجديد، لا ولا في أقل التقديرات وأن نراجع القديم، الأمر الذي يعطل علينا أن نسمع أو مجرد لنتحاور في مقتضيات المتغير الجديد، كي نواكب الأمور. ونفسر التقديرات الجارية وماذا نريد منها، وكيف سنتصرف.



وما إنطلاقنا اليوم نحو الحرية والتحرر، إلا ونابع من قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا في رفضنا لإغتصاب دولتنا وتعطيل كرامتنا الإنسانية وحياتنا المعيشية المعاشة، كذا وتدمير كل شئ في وجودنا نحن أرضاً وإنسانا، الأمر الذي رفضناه ونرفضه من أساسه جملة وتفصيلا، ولهذا فقد أرسينا سياساتنا الشاملة في إستعادة دولتنا، ومن ضمنها نجد أنفسنا نحن اليوم في قضية الحراك الوطني السلمي الجنوبي، الذي لم يكن هدفنا فيه هو الحراك لمجرد الحراك، إنما يبدو لي بأننا قد حددنا قضيتنا في الحراك السلمي ومن كل زواياه، وأساسه بأننا قد أسقطنا به كل أشكال الشرعيات السابقة والحالية الزائفة، من حزبية وثورية ووحدوية كاذبة، كذا وقد أرسينا التجدر الصحيح في الشرعية الحقة، ألا وهي الشرعية الشعبية، شرعية شعب الجنوب العظيم كله، وهي شرعية أرتبطت بمصيرنا نحن ومصير أجيالنا وقضية دولتنا، وأعتبرناها قضية وطنية، بل ومرتبطة بأمننا القومي الجنوبي، قضية وطن وهوية وتاريخ وأرض وثروة، وهي قضية جنوبية محضة، لا تخضع ولا لأية حوار أو تصويت أو تداول، وبها قد أرسلنا رسائل للعالم أجمع، ولمنهم أصحاب القرار فيه وشرعيته الدولية، صاحبة القرارات الدولية المعلنة منذ حرب صيف 1994م، علاوة على أن شرعيتنا الشعبية هي المستمدة حقاً وشرعاً من نزف وأوجاع وتعذيب وإذلال شعبنا المشتت والمشرد في الداخل والخارج، وهي التي قد شكلت حقاً طبيعة الإستفتاء الشعبي العظيم، الذي قد أقره شعبنا عن بكرة أبيه، في رفض هذا الإغتصاب المشين، الذي أحل علينا من فوق الرأس وغصباً عنا، وهذا هو خيارنا وهذه هي شرعيتنا والمتوائمة مع قرارات الشرعية الدولية.



في الأخير، يبدو لي بأنه قد وجب علينا فتح باب العودة لدولتنا على مصراعيه، وعدم التلكؤ أو الإنتظار لأي شئ، فنحن لم ولن نخفي شئ على أحد، ومطلبنا هو مطلب عادل يتجسد في إستعادة دولتنا دولة الجنوب، ولا نريد أيضاً أي شئ آخر سوى وطننا الذي نطرح به مضاجعنا ونرسو، بل ولتتأكد كل ضماناتنا في الحياة الكريمة والعيش الكريم، وتوديع الحزن والأسى والقهر والتعسف والإستبداد والمهانة والإذلال والتجويع والإرهاب، وأسباب جرائم الحروب والجرائم بحق إنسانيتنا والتطهير العرقي، وإستعادة البسمة لأطفالنا ونسائنا وشيوخنا.





د. فاروق حمـــــــــــــــــــــزه

رئيس مجلس الحراك السلمي عدن

عدن في مايو 15 2010م

[email protected]

00967733761767