ملاحظاتي على مشروع تيار وحدة الصف الجنوبي

[العرب العاربه]

ملاحظاتي على مشروع تيار وحدة الصف الجنوبي

مقدمة لابد منها



إن مشروع مايسمى بتيار وحدة الصف الجنوبي يتبنى (الحد الأدنى) لحقوق الشعب الجنوبي الذي يطالب بالإستقلال ويمثل الأغلبية مقابل (مجموعة) الفيدرالية الذي لايمثل إلا نفسه ولا يتبعه سوى شرذمة قليلة من الأتباع الذي ينتفعون ماليا منهم والمدعوم ماليا واعلاميا من قبل حميد الأحمر والدول الإقليمية والدولية من اجل (تصويره على أنه تيار) وليس مجرد شخصين مع عدد ضئيل من الأتباع الغرض الأساسي منه خلق الأزمات للتيار الإستقلالي الذي اكتسح الساحة الجنوبية كلها

والغريب ان هذا المشروع جاء في المقام الأول (ليرضي) رعاة المشروع الفيدرالي الذين هم مجرد (ظاهرة صوتية إعلامية) وليس حقيقة جوهرية (على الواقع) ونسي من وضع هذا المشروع بانه من المفروض ان نبحث عن (رضى الشعب الجنوبي اولا) لا عن رضى من باعوه وباعوا ارضنا إلى الأعداء بابخس الأثمان!!!

كما أن وجود تيار الإستقلال ضمن تيار الوحدة والفيدرالية ليتبنوا مشروع غير مشروعهم الذين ينشدون هو (خفض لمطالبهم) مما يعني بانهم غير مقتنعين بمشروعيتها وبالتالي شق الصف الإستقلالي نفسه في الوقت الذي يدعون فيه إلى وحدة الصف!!!

فإذا استطاع مايسمى بـ (تيار وحدة الصف الجنوبي) الخروج من نفق هذه الإشكالية والمأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه فسيكون من الأسهل علينا مناقشة اطروحاتهم التي تعبر عن إهتزاز مواقف القلة القليلة من المهزوزين من الإستقلاليين منهم وخفض سقف مطالبهم وتخليهم عن الإستقلال خوفا من الإرهاب الفكري الذي يمارسه (مجموعة الفيدرالية)على بعض المهزوزين والمتذبذبين والمهرولين من اجل خفض سقفهم في الإستقلال والحرية !!!وحمدا لله أنهم قليلون جدا ولكنهم لن يستطيعوا إقناع شعب بأكمله وهو الذي نعول عليه وليس على بعض المتخاذلين الذين تساقطوا للأسف عندما لاحت بوادر الإستقلال وفي هذا الوقت المصيري الذي سيثبت فيها المخلصون للشرعية القضية الجنوبية المخلصون فقط.


وكان من الأفضل للإستقلاليين الذي انضموا إلى هذا المكون الجديد وضع هذه الرؤية
كــ (وثيقة قابلة للنقاش دون أن تكون تابعة لتيار بعينه) وإنما كـــ (رؤية) وكــ (نوع من الإجتهاد) وليس كمشروع (يتبع تيارا محددا) ليمزق الممزق وكأنه لاينقصنا مافينا من تشرذم ولاحول ولاقوة إلا بالله!!!



وعودة إلى المشروع فلي ملاحظات عليه وهي كالتالي:


النقطة الأولى: يجمع عليها الجميع ولايختلف عليها أحد مادام أن الوطن الذي يجمعنا (ليس محل مساومة من كل من ذكر فيها) أما من اختار المساومة على الجنوب كهوية وأرض وشعب فلن نقبل به لأن أجندته ليست مسخرة لخدمة الجنوب أرضا وشعبا وإنما مسخّرة لخدمته الشخصية أو لخدمة الأعداء .


النقطة الثانية:بقاء الجنوب في دولة فيدرالية موحدة سيجهض بالتأكيد عوامل وجود الدولة المدنية الحديثة لأن الفيدرالية تبقي الأقاليم خاضعة للمركز ومادام المركز هو دولة القبيلة فلا فلائدة من مجرد الحلم بان تقوم دولة مدنية حديثة وكل ماسيحدث في هذا الإطار هو إذابة الشخصية الجنوبية والقضاء عليها قضاءا مبرما لأن المركز لن يرضى سوى بفيدرالية من (خمسة إلى سبعة أقاليم) وأما فيدرالية باقليمين فهذا هو السفه بعينه والذي يدل على الجهل والغباء المفرط بالمصطلحات السياسية لأنه (لايوجد مطلقا هذا المصطلح) وإنما يوجد مصطلح (كونفيدرالية) تقوم فيها دولتين كاملتي السيادة الوطنية كل منهما على دولته وتحتفظ كل منهما بهويتها واستقلالها التام بالإتحاد معا تحت مسمى واحد ولكن من حق اي منهما ان تنسحب في اي وقت شاءت من هذا الإتحاد.

وفي حالة ان قصد القائمين على طرح هذا المشروع هذا المعنى (أي الكونفيدرالية) فإن اليمنيون سيرفضون هذا الإقتراح جملة وتفصيلا فإذا كان الإقتراح بتبني الفيدرالية تم رفضه تماما إلا إذا كان على الطريقة التي يؤمنون بها وتؤمّن مصالحهم في الجنوب إلى الأبد فمن المستحيل اقناعهم بالكونفدرالية لأن الجنوب سيكون مستقلا كامل الإستقلال وله السيادة كاملا على أراضيه ويمكنه ان ينسحب في اليوم التالي من اي وحدة لاتلبي مصالحه كدولة وكشعب.


أما الإستفتاء على أمر بديهي وهو الإستقلال الذي يخرج الشعب الجنوبي يوميا منذ أكثر من اربع سنوات وقدم اضعاف ماقدمته كل الشعوب الأخرى التي تحررت من الظلم والطغيان فهو مجرد (خضوع للإبتزاز) الذي تمارسه (المجموعة) الفيدرالية ليس إلا!!!!



النقطة الثالثة: حق تقرير المصير كلمة مطاطة ليست لها حدود وفضفاضة ليس لها مقياس
وحق تقرير المصير نوعين داخلي وخارجي (ومالم نتفق على نوعية تقرير المصير اولا )..فكل دعوى إلى تبني مشروع تقرير المصير ستبؤ بالفشل الذريع وذلك لأن تقرير المصير الخارجي يحدث للدول التي وقعت تحت الإحتلال وهذا ماينطبق على القضية الجنوبية أما تقرير المصير الداخلي فهو يخضع لأجراءات داخلية ليس من حق الأمم المتحدة الزام الدولة صاحبة السيادة بها ..وماحدث في السودان هو مجرد استثناء سيطبق فقط على الدول الإسلامية والدول التي تخرج عن طوع الهيمنة الأمريكية والغربية .



النقطة الرابعة: تتحدث عن (آليات تطبيق حق تقرير المصير دون ان تقوم بتحديد ماهيته) وهي نفس الإشكالية التي وقع فيها واضعوا هذا المشروع في النقطة الثالثة.


النقطة الخامسة: في حالة تم (تحديد معنى تقرير المصير الذي طرح في المشروع)فهنا يتحدد الهدف الذي نسعى اليه جميعا... مالم...فإن حق الدفاع عن النفس في حالة الإعتداء لن تقره الأمم المتحدة عبر الكفاح المسلح مادام أننا لا نناضل من أجل الإستقلال من الإحتلال وإنما نناضل من اجل تقرير مصير مايعني اخضاع قضيتنا للبند الخاص بتقرير المصير الداخلي الذي (سيفقد قضيتنا مشروعيتها كاملة).



النقطة السادسة: يجب أن لايستثنى من تمت مطاردتهم وخرجوا مضطرين من الجنوب بسبب ملاحقتهم لاوامر باعتقالهم كنشطاء لمجرد أنهم في الخارج كما لايجب مطلقا اقصاء الأحزاب الجنوبية التي ترفع شعار الإستقلال أيضا ايا كانوا وأينما كانوا.وأن لايكن بديلا عن مكونات الثورة السلمية الجنوبية الموجودة على الأرض في الداخل أو الخارج.


النقطة السابعة: يوجد هنا تضاربا واضحا وبيّناً في قولهم :


يحق لأي حزب أو تيار سياسي أو أي قوى إن تنفرد في التفاوض في حل القضية الجنوبية أو إن تمثل أو تدعي تمثيل الجنوب إلا بمقدار حجمها ،، وان أي تفرد يدعي تمثيل الجنوب أو التفاوض باسم القضية الجنوبية دون توافق وشراكة مختلف القوى السياسية الجنوبية هو لا يعبر إلا عن أصحابه

فإذا ماعلمنا بأن حجم قوى الإستقلال ضخمة جدا ملايين المرات عن حجم مجموعة الفيدرالية فكيف يشترط هذا البند شراكة مجموعة صغيرة ومساواتها بالأغلبية وجعل موافقتها على القرارات المصيرية أمر حتمي وهي لاتوجد لها قاعدة شعبية حقيقية على الأرض وفرض إرادتها على الآخرين رغم ضآلة حجمها مقارنة بجبهة تمثل الملايين من الشعب الجنوبي ؟؟؟



النقطة الثامنة : أشبه ببيان منه باقتراح.كما أن الوحدويين المنضويين تحت سقف الأحزاب كحزب المؤتمر وحزب الإصلاح ستلتزم بقرارات أحزابها وستعليها فوق مصالح الوطن الجنوبي وفوق الشعب الجنوبي كونهم أعضاء يمثلون هذه الأحزاب في كل مكان مالم يقم اولئك الأعضاء (بتقديم استقالاتهم النهائية من تلك الأحزاب) وغير ذلك مجرد استخفاف بالعقول وربما عمليات تجسس تحت دعاوي لهؤلاء المتحزبين ضمن هذا التيار ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.





النقطة التاسعة: اعتقد بان من وضع هذه النقطة اما انه لايعيش في الجنوب أو انه لايتابع مايجري حوله !!! فالمعروف بانه لايوجد اي تيار من الجمهورية العربية اليمنية يؤيد حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيرة ومن يؤمنون بذلك هم مجرد افراد (لايتجاوزون أصابع اليد الواحدة) وهذا الكلام ليس مبالغة ولكنها الحقيقة المرة وبالتالي فان كل ماجاء في النقاط الثلاثة اللاحقة ليس له اي مكان من الأعراب.


النقطة العاشرة : مبدأ التصالح والتسامح إذا لم يقم على مبدأ((( العدالة للجميع أولا )))فهو مجرد شعار لايسمن ولايغني من جوع وسينتهي من ضمن الشعارات التي جاءت في فترة زمنية ثم انتهت بفعل عوامل الزمن ولذلك فمن الأفضل عدم فرض هذا الأمر على المتضررين من المراحل السابقة لأنه قد يضر أكثر مما ينفع.وقد يكون من المفيد أكثر اعداد مشروع متكامل على قاعدة الزعيم الأفريقي (نيسلون مانديلا) بوجوب التوبة والإعتراف بالجرائم مقابل إغلاق هذا الملف إغلاقا تاما وعلينا الإستفادة من تجارب الشعوب الأخرى خاصة تلك التي نجحت نجاحا منقطع النظير كبرنامج نيلسون مانيلا وهو مبدأ ((التصالح والعدالة)) بحيث تسود في ذلك البرنامج قوانين الشريعة الإسلامية والقوانين الدولية الخاصة بالعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات (وإعادة الحقوق أو التعويض العادل في حالة استحالة التعويض كالمسائل الخاصة بحقوق الدماء كمبدأ لهذا التصالح) وغير ذلك فلا تنتظروا من مجرد الشعارات ان تحل أزمات تراكمت على مدى عقود بمجرد ترديدها في المظاهرات (من قبل بعض الذين ارتكبوا جرائم تندى لها الجبين من اجل حماية انفسهم من العقاب العادل)!!!.



النقطة الحادية عشرة: ليست اقتراحا وإنما مجرد رؤية مستقبلية .


النقطة الثانية عشرة: ان المنضويين تحت الأحزاب اليمنية لن يوافقوا على هذا المبدأ لأن ذلك يخالف مباديء احزابهم التي ينتمون اليها وهو لايمثل سوى مطالب تيار الإستقلال (المؤقت) والذي لايريد عودة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بنظامها السابق وإنما المطالبة بعودتها كدولة كاملة السيادة على أراضيها بحدودها المعترف بها دوليا سابقا مع الإحتفاظ بحق الشعب في تغيير مسمى الدولة المقبلة وتغيير العلم والنشيد وما إلى ذلك .



النقطة الثالثة عشرة: هي مبدأ ورؤية مستقبلية وليست اقتراحا ضمن ماطرح في المشروع.



النقطة الرابعة عشرة: في حالة تبنية من جميع القوى السياسية ستكون آلية فعالة لحل الخلافات من خلال لجان تنسيق تسير عملها والتي في حالة تبنيها من جميع القوى السياسية فإنه (يجب عليها أولا ان تجتمع على هدف واحد وهو ان تجعل من الجنوب واستقلاله أرضا وشعبا هو هدفها الأسمى) بعيدا عن المصالح الشخصية الضيقة وبعيدا عن الولاءات الحزبية والمناطقية .وتصلح هذه النقطة ان تكون احدى مواد الدستور القادم لدولة الجنوب المستقبلية باذن الله.



النقطة الخامسة عشرة: ليست إقتراح يخص المشروع المطروح او تدعمه باي حال من الأحوال.




وبالنظر إلى الأحكام الختامية :

أ- الإصرار على عدم تعريف ماهية تقرير المصير ونوعيته يجعل هذا المشروع عرضة للإنهيار والرفض التام.



ب-النقطة هذه تختص بالجانب التنظيمي لما يسمى بتيار وحدة الصف وليس فيها مانناقشه كاقتراح.




ج- أن الأخذ بمبدأ الحلول التوافقية في (آليات التنفيذ) لأي قرارات يقرها الشعب الجنوبي لا بأس به في حالة (((إذا لم يؤثر على تغيير الهدف نفسه وهو الإستقلال)))


د- الإستفتاء للشعب في هذه الظروف المعقدة يجعله عرضة للتزوير خاصة ونحن نرزح تحت احتلال همجي متخلف سيوظف كل قواه من اجل ان يجهض أي مشروع يسير في إتجاه ان يقول الشعب الجنوبي كلمته الفاصلة وسيعمل بكل السبل على إفشاله مالم تتوافر ضمانات عربية ودولية محايدة ليست لها اية ارتباطات بأي شكل من الأشكال مع نظام الجمهورية العربية اليمنية.



بالنسبة لإقرار مباديء ميثاق وطني فوجود مرجعية من كافة القوى لابأس به إذا لم يكن ذلك سيُجير لمصلحة فصيل معين على أن لاتكون مهمة هذه المرجعية سوى أن تقتصر على الجانب الإستشاري فقط.



أما بالنسبة للقيادات الميدانية فإن (الأكتفاء بالقيادات الشابة فحسب) رغم احترامنا وثقتنا بها إلا انه يعتبر إجحافا وإقصاءا بحق المناضلين الحقيقيين الذين كان لهم شرف السبق في تفجير هذه الثورة العارمة ومازالوا إلى الآن هم المحرك والدافع لهذا الزخم الجماهيري الشعبي الكبير كما انه يعتبر كيل بكيالين لأن المرجعية لم تحتو على عنصر الشباب الذي سيكون رافدا مهما في إثراء الأفكار الخاصة للمرجعيات او ماسمي بمجلس حكماء الجنوب خاصة وأن الشباب هم العضو الفاعل في الداخل والخارج أكثر من القيادات المجربة والغير مجربة والتي ستحوي تلك المرجعية التي يجب ان (تواكب تطلعات الشباب) الذي هو في الأصل عماد المستقبل وبانيه وصانعيه والتي تشكل الأغلبية التي تحتك بالواقع وتعاني منه أكثر من غيرها وهذا مالن يحدث إلا بوجود الشباب الذين يفهمون أكثر من غيرهم مطالب الشباب مثلهم.



واخيرا : فإن الكلمة الختامية كانت تراهن على مؤتمر القاهرة !!!..الذي يناقض مطالب الشعب الجنوبي في حل مشكلة الجنوب والتي كانت هي الأساس في تعثرها منذ البداية وتحاول عرقلة المشروع الإستقلالي من خلال مشروع فيدرالي يلغي حق الشعب الجنوبي في الحرية والإستقلال من الإحتلال اليمني الهمجي المتخلف .



وتقبلوا خالص التحيات

أخوكم العرب العاربة


11 -11- 2011