أنقذوا حياة أحمد عمر العبادي

[عبدالله البلعسي]

أنقذوا حياة أحمد عمر العبادي



أنقذوا حياة أحمد عمر العبادي
بقلم / د.سمير عبدالرحمن الشميري
ليعرف الجميع أني لست من هواة القفز فوق الأسور والممنوعات, بل من هواة البحث عن الحق والمدافعة عن الإنصاف في مساحة شاسعة من العتمة والجهل والظلم:
أحياناً أعض إصبعي ندماً على كتاباتي التي لم تسعف المظلوم ولم تنبه الغافل إلى الحق.
" أجلس كي أكتب, ماذا أكتب؟
ماجدوى القول؟
يا أهلي , يا بلدي , يا شعبي ما أحقر أن أجلس كي أكتب في هذا اليوم
هل أحمي أهلي بالكلمة؟
هل أنقذ بلدي بالكلمة؟
كل الكلمات اليوم ملح لا يورق أو يزهر في هذا الليل" (فدوى طوقان)
قبل حين كان يستبد بي السؤال :
إلى متى سيظل أحمد عمر العبادي في السجن؟
متى ستحتضنه مدينة عدن؟
متى ستطأ قدم هذا الرجل منطقة العريش وحي السعادة والسلام في خورمكسر؟
متى سيشاهد ولده عبدالحكيم وأفراد أسرته وجيرانه وأصدقاءه؟.
أما اليوم فأقرأ خبراً شل نفسي وجرح روحي وخنق صوتي وأصابني بالدوار:
لقد حكمت المحكمة يوم الأحد 2010/7/11م, بإعدام أحمد عمر العبادي المرقشي.
أجزم أن الأخ أحمد عمر العبادي لا يخاف الموت , حيث ظل يبحث عن الشهادة في كل المطارح تحت رأية الحق, ذهب للقتال في سبعينات القرن العشرين إلى جنوب لبنان لمناصرة الحق ضد العدوان الصهيوني, واجترح مآثر عظيمة ترفع الرؤوس وكان يطلب الشهادة في معارك البطولة والفداء.
أما اليوم تحكم عليه المحكمة حكماً قاسياً وغير مستساغ وبحاجة إلى مراجعة, على خلفية أحداث معجونة بروح السياسة وعلى همزة وصل قوية بصحيفة "الأيام" ورئيس تحريرها الأستاذ هشام باشراحيل, ومدير تحريرها الأستاذ تمام باشراحيل, فلقد تعرضت هذه الصحيفة للأذى والابتلاء لأنها لا تجيد لغة التولف ورش العطور وحمل المباخر, فصبرت على المكاره ولم تسلم من الفبركات والحيل الماكرة.
وثمة سلسلة طويلة من المرارات تجرعتها "الأيام" نذكر منها:
1- 2008/2/12م, هجوم على مبنى "الأيام" في صنعاء واعتقال حارسها أحمد عمر العبادي.
2- 2009/5/1م, متقطعون في الملاح م.ردفان يصادرون أعداد "الأيام".
3- 2009/5/3م, مصادرة أعداد الأيام في نقطتي العلم ودارسعد.
4- 2009/5/5م, قرار من وزير الإعلام بإغلاق صحيفة "الأيام".
5- 2009/5/13م, هجوم مسلح على "الأيام".
6- 2010/1/4م, هجوم مسلح على "الأيام" واعتقال هشام باشراحيل ونجليه هاني ومحمد وآخرين.
7- 2010/3/24م, الإفراج عن الأستاذ هشام باشراحيل من السجن.
8- 2010/5/9م, الإفراج عن نجلي هشام باشراحيل هاني ومحمد من السجن.
9- 2010/5/12م, توجهيات رئاسية بفتح صحيفة "الأيام", وأنهاء كافة الملفات العالقة الخاصة بمؤسسة "الأيام".
10- منعت المراجع المسئولة تجديد جواز سفر الأستاذ هشام باشراحيل ومنعته من السفر للعلاج.
11- 2010/7/11م, محكمة جنوب غرب صنعاء تحكم بإعدام حارس "الأيام" أحمد عمر العبادي المرقشي.
وهل يعقل أن يعدم هذها الرجل بهذا السهولة وبهذا الطريقة العجيبة , ولا شك أن الأخ أحمد عمر العبادي يحفظ جيد ماقاله الفارس المغوار خالد بن الوليد وهو على فراش الموت:
(لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها - وما في بدني موضع شبر, إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح, وهاأنذا أموت في فراش حف أنفي كما يموت البعير, فلا نامت أعين الجبناء).
ولا أنسى أن أشير أننا نحترم القضاء النزيه غير المسيس , نحترم بيت العدل, نحترم النظام والقانون العادل, نحترم المواطنة المتساوية وحقوق الأنسان.
ولدينا أمل كبير أن تتدخل منظمات حقوق الأنسان لإعادة الأمور إلى نصابها وأن تعدل المحكمة من حكمها.
فقضية الأخ أحمد عمر العبادي قضية رأي عام.
فهذا الرجل مظلوم نطحته الأحداث والمآسي ويسير دوماً في غابة من الأشواك والذئاب الماكرة المتربصة وتحتاج قضيته إلى عفو رئاسي من قبل الرئيس علي عبدالله صالح (وعظمة الرجال تقاس بمدى استعدادهم للعفو والتسامح) "ليف تولستوي"

عن صحيفة أخبار عدن