الجنوبيون لسوا مستعدين للوقوف ضد الرئيس عبدربه منصور كما وقفوا سابقا ضد العميد حسين عثمان عشال وقحطا

[نبيل العوذلي]

بسم الله الرحمن الرحيم

الجنوبيون لسوا مستعدين للوقوف ضد الرئيس عبدربه منصور كما وقفوا سابقا ضد العميد حسين عثمان عشال وقحطان الشعبي



من نفس وحي دراما الستينات والسبعينات يستمد البعض الفرص تلك التي كانوا يستثمرون بعض المنعطفات والتحولات على الساحة السياسية ليتم ضرب رموز الجنوب الوطنية
هكذا كانوا يتصرفون بكل بساطة
رفع سقف الخطاب الوطني الثوري ليجعلوا كل من يكون حكيما خبيرا مجربا يبدوا امام الرأي العام وهيجان الشارع الثوري الذي يتم تعبيته خلال مراحل تلك التحولات يمكن ضربه بكل سهولة عند تتلك المنعطفات والتحولات واحراق صورته امام الجماهير لتبتارك بتصفيقاتها واصواتها ذبحه او طرده وتشريده
يعرفون اليوم بخطاهم التاريخي حينما وقفوا ضد
اعيان وسلاطين الجنوب
حسين عثمان عشال
قحطان الشعبي
ناصر العولقي
عبداللطيف الشعبي
مطيع
سالمين
وهكذا في سلسلة تكاد تكون غير منتهية في ظل وجود هذه الاجندة القديمة الجديدة
أجندة تعتمد على رفع سقف الخطاب الثوري بمطالبه وتوجهاته واجتهاداته بحيث يسقط ازاء المتمسكين به الاخرين المعتديلين فيسهل بالتالي تخوينهم وتحريك الشارع الذي تحركه عواطف الموقف الهابة مثل هبوب الرياح ضدهم فيتحول الى اداة يتم تحريكها وتوجيهها من قبل اولئك الذين مردوا على شاكلة هكذا تكتيك يضربون به المخالفين لهم
اليوم نجد الخطاب التعبوي والتكتيك نفسه لم يتغير .....التمسك بالحد الاعلى بحيث يصبح هناك عملاء للاحتلال ومتعاونين مع الاحتلال ومداهنين للاحتلال ..ليصبح المجال بكل بساطة باسم القضية الوطنية والثورية مثلما كان ذلك في الستينات والسبعينات للفوضويين وبلاطجة السياسة يعبثون بارواح الناس ويستثمرون استبسال الناس وتضحياتهم ليعتلوا على عرش لم يتمكنوا بالاصل من المحافظة عليه ساببقا بعد ان خلى لهم الجو من كل ماهو مداهن وخائن وعميل بحسب توصيفهم
تبحث هنا وهناك فتجد ان ثمة من يريد ان يقول ان قبائل منطقة او مديرية قد أعدة الاستعداد لنجدة عدن ..غير منتبهين الى ادراك الجنوبيين ومعرفتهم في مثل تلك المنعطفات من يستمر يقاتل ومن ياخذ متاعه واولاده الى جبال مديريته
عدن تدفع الثمن واهل عدن من كل اليمن هم من يدفعون الثمن دائما
من الهند من الصومال من تعز من يافع من الضالع من شبوة من اب من البيضاء من الحديدة من المكلا ....هؤلاء كلهم ابناء واهل عدن الذين يدفعون ثمن محاولات اولئك الطائشة

ان الخطاب التعبوي ضد الرئيس الوطني عبدربه منصور اليوم هو ذات الخطاب التعبوي ضد عشال وقحطان وسالمين ومطيع الذي استعمله واستثمره اولئك الذين باتوا يقولون
-ياليتنا لم ننقلب على عشال وقحطان والسلاطين-
وهو سيؤدي حتما ىالى ذات النتيجة لتلك الاجندة السابقة ويجب الوقوف ضدها من هنا من بداياتها كي لاتستفحل فتضبح كما اصبحت في فترة سابقة عنوانا لشخصية الشعب الجنوبي في الستينات والسبعينات والثمانينات ياكل بعضه بعضا ويقتل بعضه بعضا
يقول النبي صلى الله عليه وسلم انصر اخاك ظالما او مظلوما
فقالوا يارسول الله ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما فقال عليه الصلاة والسلام
فقال عليه الصلاة والسلام
--تحجزه عن الظلم فذلك نصرك اياه--
والحجز ليس القتل ولا القمع ولا الرصاص الذي يستعمله اخواننا في السلطة بل هو بحسب ماتعنيه دلالة الكلمة اللغوية والشرعية
يقول تعالى
--وجعل بين البحرين حاجزا--
فالحاجز هو مايحول بين شيئين او امرين
وهما هنا
تحول الشعب الجنوبي الى الكفاح المسلح ..ولايكون حجزهم عن الشروع بذلك من خلال القمع والقتل بل بسد الذرائع التي تتيح للعابثين من دفع المتحمسين لقضيتهم الى االاستبسال من اجلها من اجل ان يعودوا فيحكموا على جثث الصادقين الذين سيتحولون الى شهداء او مطاردين مثلما حصل في السبعينات خاصة.فلابد من سياسة تكون حاجزا بين استغلال اولئك البلاطجة لمشاعر الناس الصادقين فيتحول الشعب الجنوبي كله معهم تعاطفا وحماسة وهم لايعرفون انهم يقعون في نفس سيناريوا السبعينات ضد بعضهم البعض ذلك الذي يغذيه الاخ ا الاخر من شمال اليمن كحسد اخوة يوسف ليوسف عليهم السلام وهم اخوة ..ومن اول سد الذرائع احترام ارادة الشعب الجنوبي بمطالبته بالاستقلال الناجز كحق شرعي والموافقة على دخول الحوار معه تحت هذا السقف الذي يريده قطاع ليس بالقليل من الشعب الجنوبي ولسنا على استعداد ان نغذي قمع هذه الرعبة طالما انها تمثل ارادة ورغبة قطاع كبير من الشعب الجنوبي
اننا كلنا اخوة شمالا وجنوبا ولايمنع ذلك من وجود القتال والعداء بين الاخوة لقوله تعالى
--وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقالتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله--
فيقع بين الاخوة من المؤمنين الخلاف الى حد الاقتتال بينهما ولكن لابد من محاولة الصلح بينهما برد مظلمة المظلوم ونصرة المظلوم وليس بتقوية الظالم واعانته على تكرار ظلمه ....واخواننا في الشمال كلهم يعترفون بوقوع الظلم على الجنوب منهم كلهم لان كل واحد يحمل الاخر النصيب الاعظم من سياسة الظلم تلك التي مارسها ضد شعب الجنوب فمن نصدق ؟
هذا ام ذاك؟
اذا كلهم ظالمين للجنوبيين بحسب اعتراف بعضهم عن الاخر
فكيف تتم نصر الظالم .....؟
ولكن على المظلوم انم لايسرف في عناده لان ذلك من المنهي عنه فيتحول هو الى ظلم اشد من الظلم الذي مورس عليه
قال تعالى-
--ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلايسرف في القتل انه كان منصورا-
فالله تعالى يطالب المظلوم واولياء المظلومين بعد الاسراف في السلوك العدائي بشتى انواعه ....والحراك الجنوبي بكل مكوناته هم اولياء الشعب الجنوبي المظلوم وليس لهم حق في الاسراف في السلوك العدائي ضد اخوانهم الشمالين الظالمين لهم سابقا وللاسف حتى اليوم لان ذلك من الظلم المطلوب ايقافه والوقوف ضد بحجزه من خلال توقيف الناس المحرضين لمثل هذا السلوك العدائي الغير مسؤول ضد اخواننا الشماليين حجزا يحول دون استفحالهم في تحريض وتهييج الناس على ممارسة الاسراف في العدائية ضد اخواننا الشماليين الى حد غير مقبول مثل احراق مقرات حزب الاصلاح والاعتداء على الباعة واصحاب المحلات التجارية ونحوه من السلوك العدائي المرفوض المطالب بايقافه وحجز ا المحرضين له حجزا يحول دون استمرار تحريضهم لتتاح الفرصة لاصحاب العقول الرشيدة والحكمة الراجحة من الحوار لاجل القضية الجنوبية وحق الشعب الجنوبي في نيل استقلاله بالصورة التي يجمع ان شاء الله عليها اولئك المحاورون بضمانات اقليمية ودولية