صحيفة الثورة تشن هجوما على الجزيرة: الجزيرة لا تغطي الأحداث وإنما تصنعها

[صرخة الجنوب]

مسخرة يسطرها الاعلام اليمني الذي يثبت يوم بعد يوم بانه أغبى أعلام على ظهر المعمور...

خليل يحيى
الصور والمشاهد التي بثتها قناة "الجزيرة" على الهواء مباشرة لأحداث الشغب التي جرت صباح أمس أمام ساحة جامعة صنعاء وفي الشوارع القريبة منها كشفت بحق للمشاهد اللبيب دون قصد قرائن دامغة عن أن هذه القناة صارت بالفعل تصنع الأحداث ولا تقوم بتغطيتها.
بدا هذا واضحاً في تلك المشاهد التي قصدت بها قناة "الجزيرة" إظهار الوضع في اليمن خارج السيطرة وأنه يشهد ثورة شعبية شبابية وانقلاباً أمنياً عاماً، لكنها ومن حيث لم تشأ عدسات مصوري هذه القناة والعاملين فيها ومعها، قدمت الحقائق التالية:
* حين كان المعتصمون يكسّرون أرصفة الشوارع ويبادرون برجم الحجارة وبتلك الروح العدائية والهتافات "الجهادية" على رجال الأمن الذين ظهروا في نفس تلك الصور ملتزمين بعدم استخدام العنف ضد المعتصمين وظلوا في معظم تلك الصور والمشاهد المتواصل بثها على الهواء مباشرة، ملتزمين أماكنهم وخلف دروعهم لصد الحجارة إلا في حالات نادرة - ولغاية الدفاع عن النفس- رد فيها بعضهم بإعادة رجم الحجارة التي قذفوا بها من المعتصمين!!.
* بينما ظلت وسائل رجال الأمن الذين أطلقت عليهم قناة الجزيرة ما استطاعت من ألقاب عسكرية "قوات خاصة وحرس جمهوري وأمن قومي.... الخ" وعلى نحو يحاول إظهارهم كما لو أنهم جيش حربي كامل العدة والعتاد والوحدات القتالية، فيما هم وكما صورتهم عدسات نفس القناة كانوا مجردين من السلاح إلا من العصي، وخراطيم المياه لتفريق المهاجمين من المعتصمين.
* وفي الوقت الذي بقي المشاهدون يسمعون طوال البث المباشر لهذه الأحداث، ترديد المتظاهرين "المهاجمين لقوات الأمن" عبارات وهتافات جهادية لا تخطئها الأذن ولا تخفى على أحد مرجعيتها الخطابية، من نوع "الله أكبر.. لا إله إلا الله والله أكبر.. ثورة سلمية..." الخ هتافات توحي كما لو أن من يرددونها يواجهون قوات كافرة أو من ديانة أخرى غير ديانتهم الإسلامية!!.
* في هذه الأثناء بدا واضحاً وجلياً في تلك الصور والمشاهد التي التقطتها عدسات كاميرات "الجزيرة" وليس مصوري التلفزيون الحكومي، أن أوعية وخراطيش القنابل المسيلة للدموع التي حملها المتظاهرون "المهاجمون" أمام عدسات الكاميرا، فارغة وعددها فاق ما سُمع مِنْ أصوات تفجر أو إطلاق في نفس التصوير التلفزيوني، ولم تظهر وهي متفجرة وتنشر الدخان المسيل للدموع سوى في لقطة واحدة وعلى مقربة وباتجاه رجال الأمن وليس العكس!!.
* كل هذه القرائن الدامغة وبالرغم من أن القصد من التقاطها وبثها هو أن تكون حجة على أجهزة الأمن بممارسة العنف، إلا أن هوس ونهم قناة "الجزيرة" بتضخيم أي حدث بسيط يقع في نطاق أجندتها وحرصها على الانفراد - المثير للشبهات- بالسبق لبث مظاهر الاضطراب عبر تأجيج احتقان الشارع وتصعيد التوتر في اليمن وعلى الهواء مباشرة والظفر بـ"امتياز عبارة LIVE " قد رد كيد هذه القناة في نحرها وفضحها أمام كل المشاهدين، وبالمثل من منحتهم امتياز وحقوق النقل المتزامن عنها ومجاناً، فكانت تلك الصور حجة على المتظاهرين الذين كان معظمهم ملثماً بممارسة العنف والتخريب والاعتداء على رجال الأمن وبوحشية وعدوانية غير مبررة مطلقاً!!.
* بل إن تلك الصور والمشاهد كشفت تعمداً ممنهجاً ومنظماً لتزوير الحقيقة من خلال تصوير المتظاهرين يرفعون خراطيش فارغة لقنابل متنوعة يفترض أن تكون مضبوطاتهم النفيسة لإدانة أجهزة الأمن، ولكن دون أن تلتقط نفس عدسات الكاميرا لحظات اطلاق أو تفجر خراطيش هذه القنابل من ناحية وحتى اللقطة الوحيدة لتفجر إحدى هذه القنابل، فقد كان - دون قصد من هذه القناة الفضائية- باتجاه وعلى مقربة من رجال الأمن وليس المتظاهرين، ما يعني أن اطلاقها كان من جهة المتظاهرين وليس رجال الأمن!!.
* وإمعاناً في حبك المشهد "كما يريد المخرج" ويحقق غايات وأهداف هذه القناة الشهيرة وقناة "سهيل" التي وفرت لها تقنية النقل المباشر التي تفتقدها، لاحظ المشاهدون كيف تعمد مصورو هذه القناة بث صور ومشاهد عدد من المتظاهرين في أوضاع غيبوبة وإصابات بالغة وقد تناثروا على قارعة الطرقات، كمشاهد ختامية للواقعة التي يفترض بها أن تكون "قمعية أمنية ضد الإنسانية" بنظر القناة والمشاهد، رغم أن القناة نفسها بثت للمشاهدين أنفسهم وقائعها كاملة صوتاً وصورة وعلى الهواء مباشرة، أي دون مونتاج أو تدخل إخراجي انتقائي!!.
ومن سوء حظ هذه القناة "الشهيرة" وقوعها يوم أمس في أخطاء قاتلة لم تنته عند تغطيتها لأحداث ساحة جامعة صنعاء بل امتد ذلك إلى قلب حقيقة موقف اليمن في الجامعة العربية, حينما زعمت أن اليمن قد تحفظت على فرض حظر جوي على ليبيا, وهو انفراد استثنائي لهذه القناة على ما سواها من وسائل الإعلام على وجه الأرض والتي أجمعت على أن من تحفظ على القرار هما سوريا والجزائر فقط لتكون الجزيرة قد انفردت ولكن في التضليل والزيف.
قطعاً لسنا - هنا وبهذا العرض- ننكر أو نقلل من حرفية قناة "الجزيرة" لكننا وبالاستناد إلى قرائن دامغة كهذه، نثبت فقط انعدام "المهنية الصحفية" لدى هذه القناة والعاملين فيها ومعها.. وفرق كبير بين أن تكون محترفاً في مجال استخدام الكلمة والصورة وبين أن تكون ملتزماً مواثيق شرف هذه المهنة وما تفرضه من حياد وانحياز تام للحقيقة كما هي دون تدخل أو تضخيم أو تهويل أو تجاهل أو تغافل أو تلوين أو توظيف أو تعليق، وعلى القاعدة المهنية الإعلامية الشهيرة: "الخبر مقدس والرأي حر"!!.
* ولعل ما يعزز ويدعم ما تثبته هذه القرائن الدامغة التي تجسد في الحقيقة قولهم "وشهد شاهد من أهلها"، بشأن انعدام المصداقية وافتقار قناة "الجزيرة" للمهنية الصحفية، هو تجاهلها للإصابات البالغة في صفوف رجال الأمن، والتي طالت نحو 161 منهم وبثت صورهم المدماة على قناة اليمن الفضائية!! فيما كان مراسل الجزيرة حاضراً بل ومشاركاً أعضاء حزبه في قيادة الاعتصام إلى درجة أنه يعرف أسماء المعتصمين واحداً واحداً.
وتبقى الإشارة إلى استخفاف آخر سافر لعقل الجمهور المشاهد والمتابع لهذه القناة تجلى في ترويجها لادعاءات "استخدام رجال الأمن قنابل وغازات سامة ومحظورة دولياً قاتلة وسريعة المفعول" كما ظلت تردد هذه القناة على لسان مراسليها والمتحدثين لها مع أن الواقع والعقل والمنطق يقول: طالما كانت هذه الغازات سامة وقاتلة وسريعة المفعول فأين هم القتلى والصرعى الذين يفترض أن يكونوا بالآلاف، في مثل هذه الحالة؟!!.
نعرض هذه الحقائق فقط لكشف الدور الذي باتت تلعبه هذه القناة على صعيد تغييب عقل المشاهد العربي وتنبيه المخدوعين بهذه القناة بأن لا يقعوا فريسة سائغة لحملات إعلامية مضللة لا تدخر وسيلة أو حيلة لاستغفاله وتأجيج مشاعره دون أن يشعر حتى أنه مُسير أو مضلل أو مغرر به.

http://www.althawranew.net/newspaper...etails&id=8264