القيادة لا تعطى لمن يطلبها بل تسعى لمن يستحقها

[قلعة الشموخ]

اذا اتعظنا نحن ابناء الجنوب من أخطاء الماضي نستطيع تجنب تكرارها في حاضرنا و مستقبلنا وبمراجعه محايدة للفترة منذ قيام الثورة المسلحة مروراً بإعلان الاستقلال و وصولاً إلى إعلان نكبةمايو 90م كان ( الفكر ألإقصائي وحب التفرد بالسلطة ) سبباً رئيسياً للكوارث التي حلت بأبناء الجنوب وفقدوا بسببها خيرة رجالهم بين قتل و تشريد في أحسن الأحوال تحت مسميات اختلقها المنتصر سواء في الحرب الأهلية قبل الاستقلال أو في المراحل الدامية اللاحقة.

ولأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فإننا نعوّل على قادة الحراك السلمي الجنوبي الحامل السياسي للقضية الجنوبية أن يتعظوا من الماضي إن أرادوا قيادة السفينة إلى بر الأمان وليعلموا أن الشعب الجنوبي ذاكرته قويّه وبحدسه النافذ و تجربته العملية المخزونة في الذاكرة يستطيع أن يميز ... من يستحق قيادة المرحلة القادمة من بين من برزوا كقيادات للحراك السلمي في الداخل والخارج أو من بقية القيادات السياسية الجنوبية النقيّة فكراً والنظيفة يداً ؟؟؟

وذلك من خلال السلوك و المواقف وامتلاك الرؤية السياسية للمستقبل ومن خلال علاقاتهم ببعضهم و كيفية إدارة الاختلاف في الرأي سواء فيما بينهم أو مع القوى السياسية الجنوبية الأخرى ، ويعلم كل القادة سواء في الحراك السلمي أو الأقطاب الجنوبية أن الشارع الجنوبي هو وحده من صنع ملحمة (رفض قبول الأمر الواقع) الذي أراد نظام صنعاء فرضه عليهم ، وابتكروا أسلوب النضال السلمي بخروجهم في المسيرات الاحتجاجية الرافضة إجراءات النظام القائم .

تذكروا أيها المناضلون الأعزاء إن دماء قوافل الشهداء والجرحى في المسيرة الطويلة لشعبنا بداءً من مقاومة الاحتلال البريطاني وانتهاءً بنضالهم السلمي ضد الاحتلال الهمجي المتخلف الذي يخوضونه في عصرنا الحاضر ، تلك الدماء كانت ولا زالت تسيل في سبيل بناء حاضر سعيد وغدً أسعد ، والخروج عن هذا الهدف باتجاه تحقيق مكاسب غير مشروعه هو قبل كل شي خيانة لشعب تجرع المرارة وفقد أبطاله سعياً لتحقيق تطلعاته و أحلامه ، من أراد أن يكون من قادة المستقبل عليه الابتعاد عن عقدة (امتلاك الحقيقة وهي لب الفكر ألإقصائي إلى جانب حب السلطة) تلك العقدة التي تظهر عن طريق الانتقاص من الآخرين و التشهير بمن يختلف معه تحت مسميات جديدة/ قديمة .

أيها المناضلون هل تقبلون بالتعاطي مع المقولة القائلة (القيادة لا تعطى لمن يطلبها بل تسعى لمن يستحقها )، إننا في مرحلة دقيقة قوتنا في وحدتنا ووحدتنا تمثل نصف الانتصار والنصف الآخر سيتكفل نظام الاحتلال بإسدائه لنا من خلال عدم الاستماع لما يرى فيه انتقاص لنفوذه التسلطي وتقليص لمصالحة المادية .

والعالم يدرك أن أي نظام سياسي لا يستطيع حل مشاكله وتأمين مصالح شعبه لا يستطيع تأمين مصالح الآخرين في بلد اخر ، ودي ما نفع أمه ما نفع خالته .