اللعب بالكروت المحروقة ( للكاتب /صالح علي الدويل باراس

[نمر شمخ الكور]

اللعب بالكروت المحروقة ( للكاتب /صالح علي الدويل باراس

اللعب السياسي بالكروت المحروقة

أن يقبل الاشتراكي بتاريخه وكوادره وقواعده بدور " الكرت المحروق " في العملية السياسية للشمال السياسي فهذا شأنه بعد أن انقاد لتجمع الإصلاح تحت وثيقة عمل جبهوي تضاءلت محاور نضالها حتى أصبح إعادة إنتاج الرئيس وشخوص برلمانه مهمتها العظمى لان نخب الإصلاح لم تكن فيها وفيّه لأفاق ذلك التحالف فقادت الجميع خلف مناوراتها ودورها كما ارتضته لحزبها الذي تأسس منذ اليوم الأول باتفاق نخبوي ليكون " كرت محروق " للسلطة التي لم تجانب الصدق عندما وصمته بذلك في مرحلة انتخابات 2006م . فنخبته جزء أساسي من نسيج سياسي قبلي عسكري نخبوي متضامنة المصالح أدار الحياة السياسية في الشمال عندما كانت الحزبية محرمة فيه وكانت نخبه طرفا أساسيا في تكريس وحماية وتدعيم القبلية السياسية وفصلته بالتوافق مع شركائها ككيان سياسي حزبي برضاهم ورعايتهم وحمايتهم وان تشخيصا يضعه خارج ذلك إنما هو تأويل منافق لاتفاق النخب التاريخي التي اتفقت على تأسيسه يراد به تضليل قواعده والمعجبين بخطابه فقد ارتضت له نخبه أن يكون مضلة للسلطة في الشمال السياسي وأن يحمل خطابا مختلفا عن خطابها تستقطب به قطاعات اجتماعية وقبلية لم تؤمن بنهجها وأطروحاتها أو فقدت صدقية الحكم والتزامه بشعاراته وقد رأت السلطة في الخطاب الإسلامي استغلالا للمخزون الشعبي المؤمن وتسخيره لحماية مصالحها وأجندة مشروعها في مواجهة الجنوب الذي دخلت بالوحدة معه ونخبه تحمل خطابا اشتراكيا لم يكن الشارع الجنوبي في غالبه راضيا عن تجربتها فأصبح ذلك الحزب أداة استقطاب قطاعات اجتماعية وقبلية في الجنوب أيضا .
وخلال تجربة المشترك في المعارضة وهي في الواقع تجربة الإصلاح عندما أصبح معارضا لان الضروف الدولية جعلته عبئا على السلطة فكان خروجه منها ضرورة استراتيجيه فحولته ليصبح الجسم الأساسي والحامل الرئيس في المعارضة واعتقد الكثير انه سوف يخرج عن نخبويته وتحالفات مصالح نخبه وظلاميتها ويلتزم بأساسيات خطابة وما تفرضه من التزام بهموم الوطن وقضاياه ويفارق مربع الحكم والفساد والنهب ورغم أن الكل يعلم مدى ارتباط نخبه بها وانه كان شريكا رئيسا لسلطة الشمال السياسي في مرحلة الوحدة ومرحلة الحرب عليها ومرحلة نهب الجنوب ومرحلة القضاء على الوحدة وكانت تجربة انتخابات 2006م صادمة فلم يخرج أصلا من الإطار الذي تم تحديده له " الكرت المحروق" ابتداء بمقولة " جني تعرفه " وانتهاء بخطاب المباركة " بالأمر الواقع " .
أن فكرة المشترك مصيدة رعتها نخب الحرب والشمال السياسي للتخلص من الخطاب الإسلامي الذي شعرت بخطورته عليها إقليميا ودوليا بعد أحداث شرق أفريقيا فأحالت ذلك الخطاب الحليف أصلا لها ووضعته في خانة المعارضة لكي تحتوي به اثار حربها على الجنوب وتلتف به على التزاماتها الدولية بمعالجة آثار الحرب فيه وليتسق ذلك مع تحويلها ورعايتها لفكرة أن " الإرهاب في الجنوب " وبعد أن استطاع الشمال السياسي أن يدمر الاشتراكي الشريك المحسوب على الجنوب ويشتت قياداته ويشكل اشتراكيا مطواعا وفقا لهوى النظام بعد الحرب يرضى أن يعيش تحت كنف الحزب الشريك في حرب 1994م وتعتبر يقظة منظمات الحزب الاشتراكي في الجنوب بعد اتفاق الحوار الشمالي – الشمالي الذي تم التوقيع عليه بمناسبة يوم الجلوس !! بداية عودة وعي لهذه المنظمات في الجنوب ويكاد حزب الحق أن يكون الوحيد الذي يملك معنى وثقل سياسي لما يتكئ عليه من رؤية وقاعدة معروفه أما البقية فليست إلا لافتات سياسية وفقاعات لا ثقل لها في ساحة الشمال السياسي وصوتها الإعلامي أقوى من وجودها الفعلي في الساحة حيث أن ركائز وأدوات خطابها تمت تصفيتها في مراحل مختلفة من قيام الجمهورية وتشكيل الشمال السياسي الراهن وأصبح وجودها بوضعها الراهن شهادة للنظام وسعته وقبوله بتعدد الأصوات أكثر من تأثيرها في الحياة السياسية . ويكاد حزب الرابطة هو الوحيد الذي ظل يستشعر خبث مرامي الإصلاح وإدارته فحاول الحزب أن ينأى بتاريخه ونفسه عن ذلك التحالف واختار له طريقا مختلفا ومميزا للتعامل مع السلطة وتبعية الإصلاح .
ليس مهما للحراك الجنوبي والحال هذه أن تتحاور تلك الأحزاب " الكروت المحروقة " فقد كشف الاتفاق الأخير نفاقها وانحيازها للفساد وأنها جزء منه بل الجزء المكمل له وأنها موجودة في الشارع لتضليل أتباعها ولكي تفتح الانسدادات والاختناقات عن السلطة بالمشاركة في مناورات وتكتيكات الهدف منها في النهاية استمرارية السلطة ووضع حمايات تمنع تأكلها بفعل فشل مشروعها وفساده وعدم المصداقية فيه . أن كثيرا ممن اجتمعوا يعتقدون بان حوارهم فقط سوف يحدد إدارة وإطار المستقبل السياسي والاقتصادي والوحدوي بل والوطني أيضا عبر تمرير الانتخابات وهم بلك يخطئون ويغالطون الآخرين فهم اجتمعوا وهم يعلمون بان نخب منهم قد لا تكون في الصالة مرتبطة بالسلطة وتصفق مع المعارضة إنها اجتمعت بالتأكيد لتحديد مسارات وحلول الأزمة الراهنة وآثارها على مصالحهم السياسية والمالية والعسكرية والضلامية وكيف يتمكنون من أدرتها في المستقبل مثلما أداروا الماضي بحيث لا تؤثر الأزمة عليها وهم يعلمون أن هذه النخب قد اجتمعت في زمن ما وحددت مصالحها وضماناتها وشكلت أحزابها وتحالفاتها عندما رأت أن الوحدة سوف تتعرض لا محالة لمصالحهم وان هذه الاجتماعات وما تمخضت عنه هي التي أنهت الوحدة بحرب حرب 1994م وخلقت الأزمات الراهنة .
ليست الفضيحة الأخلاقية والتاريخية أن يلعب الشمال السياسي بكروت محروقة في ملعبه السياسي وان يجتمع الشماليون في صالة ما لتدعيم نهبهم وتواجدهم في الجنوب وتأصيله واصطفافهم جميعا في خانة إنكار القضية الجنوبية وحقوقها السياسية وتعاونهم جميعا في طمسها وإنكارها لكن الفضيحة التاريخية والأخلاقية بان يرتضي جنوبيون ويقبلون بتسوية الملعب الشمالي في الجنوب باسم السلطة والمعارضة وان يدعموا بذلك حقوق الشمال السياسي ويدعمون إنكاره للقضية الجنوبيه فالشمال السياسي هو نخب اتفقت بشكل ما على مصالحها وحماية هذه المصالح فهل يشرف الجنوبيون المتواجدون في الحوار بان وجودهم فيه جاء لدعم وحماية تلك الرموز ومصالحها وتمرير انتخابات تحميها كان الاحرى بالجنوبيين الذين شاركوا ان يحذوا حذو الحوثي حتى يتم توضيح قضيتهم بين قضايا الحوار او ان الصياغه الخبيثه لعبارة (00وحلفاؤهم)قد اعطتهم شعورا بانهم شي له قيمة في الحوار عليهم ان يتذكروا قول احد الشماليين وهو يصف قضية الحوثي والقضية الجنوبية (في صعده رجال بلا قضية 00وفي الجنوب قضية بلا رجال )وكانه يقصد المشاركين الجنوبيين باسم السلطة والمعارضة ؟ .. أين سيقفون من التاريخ وهم في تلك الصالة والجنوب ينزف دما ودموعا ونهبا وسجونا ومطاردات أين هم من معيار العربي وبساطة فطرته وصدقها عندما يؤصل " أنا عدوا ابن عمي وعدو عدوه " و ما هي المعايير الأخلاقية لبصماتهم والشمال السياسي يرى فيها فقط " محلل سياسي " له . إننا نتفهم مواقف عام 1994م وضروفها ومبرراتها ومسوغاتها أما بعد عقدين من تلك المواقف فان أصحابها وهم يعايشون يوميا الشمال السياسي وأفضلهم تواجدا في دائرة القرار فيه لم ينل المرتبة الأخيرة ولم يتعاملوا معهم خلال العقدين إلا باعتبارهم أشياء لا شركاء وهذه المرة سوف يتفق الشمال السياسي سلطته ومعارضته بان تكون " مناديل الكلينكس " جنوبية وسوف يحملون مضامين مشروع الشمال السياسي في الجنوب بأنه الوحدة وتسويقه في العالم والجور عبر وفود تتشكل منهم يرأسها جنوبيون بالطبع وتدار من احد الأعضاء الشماليين المتواجدين فيها لتؤكد وحدوية المشروع وان استقرار المنطقة كل المنطقة وازدهار ديمقراطيتها ومحاربة القرصنة والفساد لن تتحقق إلا بتعديلات دستورية تصفر العداد للرئيس بولايتين جديدتين ليكمل التوريث وان لا قضية جنوبية وان الإرهاب هو الحراك الجنوبي وغيرها من الأجندة التي سيسوقونها لمصلحة تأصيل الشمال السياسي في الجنوب لتشكل خطيئة تاريخية تلاحقهم ولن تطمس القضية الجنوبية فنضال أبنائها المستمر وإصرارهم سوف يحقق أهدافها مهما كثرت التضحيات .

صالح علي الدويل باراس

منقول

[السفير الحميري]

اشكرك اخي شمخ الكور على نقل هذا الموضوع




كما نشكرك الكاتب علي الدويل باراس

كما انه كل يصب في مصلحة الجنوب وتحياتي

[قمران العولقي]

تحيه لابو فريد الكاتب والناشط الجنوبي
وتحيه للاخ نمر شمخ الكووووووووووووور على النقل