قضية الجنوب في ميزان الاحتلال

[اسدالجنوب]

[align=right]

أضحت قضية الجنوب اليوم ابرز قضايا الساحة السياسية اليمنية الى جانب قضية صعدة على الرغم من تجاهل السلطة لها واهتمامها بالأخيرة الى درجة أنها – السلطة – قدمت ولا زالت تقدم ازائها التنازلات تباعا ،والتي كان أبرزها قبول السلطة بالجلوس والحوار مع زعمائها في ظل وساطة خارجية وتمثيل رفيع المستوى ،وخارج حدود الجمهورية مما جعل البعض يعد تلك التنازلات اسقاطا لهيبة الدولة 0
وعلى الرغم من تكبد السلطة الخسائر المادية والبشرية وشيئا من هيبتها – حد قول البعض – الا أنها تتعامل مع الطرف المواجه لها في صعدة تعامل الند ولا تقم معه في معظم الأحيان الا بردود أفعال تزيد أحيانا وتنقص أحيانا أخرى ليجد مع ذلك الفرصة لاعادة ترتيب أوضاعه العسكرية ليخوض أمامها مواقف قتالية أخرى ويتعلم دروسا أكثر فائدة ؛ كيف لا والتمرد هناك لازال صامدا متماسكا ، ولاتزال التنازلات ، وتشكيل اللجان تتوالى تباعا وفي استمرارا مضطرد دون أن تتحقق أي نتائج تذكر لانهاء تللك الفتنة ؛ بينما تتعامل السلطة بشكل وأسلوب مختلفين تماما مع قضية الجنوب شريك عقد الوحدة اليمنية الذي يشكل 68%من مساحة الجمهورية ، ويرفد الخزينة العامة للدولة بأكثر من 80%من الميزانية العامة ، ولا يشكل سكانه سوى أقل من 15%من سكان الجمهورية ، وتقع على أرضه سبع محافظات - من أصل عشرين محافظة – بعد تشكيل محافظة الضالع ورفدها بعدد من المديريات والمناطق التابعة لمحافظات الشمال ، وتوجد به 58 دائرة نيابية من أصل 301 دائرة مما جعل أهله ( أهل الجنوب ) يشعرون بالأنتقاص وعدم المواطنة المتساوية في كل مناحي الحياة التي لايوجد مجال هنا لذكرها 0ومع كل مايشكله الجنوب للوطن الموحد في 22\5\1990م الا أن السلطة الحاكمة لا تتعامل مع ما يجري على ساحته من حراك سياسي سلمي حضاري ، وعناصره الحقيقية بما تقتضيه المصلحة الوطنية وبما يسهم في الحفاظ على استمرار الوحدة اليمنية وحماية الوطن من التمزق ، بل عملت وتعمل على انتاج الكراهية بين أبناء الشعب المتوحد من خلال ممارسات تمييزية كثيرة منها لا الحصر اقصاء شركاء الوحدة من صناعة القرار السياسي اقصاء ابناء الجنوب من أعمالهم ووظائفهم وايثار أبناء الشمال على أبناء الجنوب في فرص الأستثمار والوظيفة العامة للدولة والتعاطي مع القاضايا العامة لأبناء الجنوب بأساليب منتقصة منها مع قضايا أبناء الشمال ومن تلك القضايا وأبرزها الأعتصامات وفعاليات الحراك السلمي حيث عملت ولازالت السلطة تعمل على قمع معظم الفعاليات السلمية لأبناء الجنوب ،واعتقال وملاحقة قادة وناشطي الحراك السلمي الجنوبي ظنا منها أنها بهذه الأساليب وغيرها قادرة إنهاء الحراك الجنوبي وإطفاء جذوته ؛ بينما تسهم في إنجاح الأعتصامات والمسيرات التي تقوم في محافظات الشمال الى درجة تصل حد الحضور الرسمي لممثليها ، وحماية رجال الأمن لتلك الفعاليات ، وتبادل القبلات وعبارات الشكر والثناء بين القائمين عليها ورجال الأمن 0
وهنا السؤال يطرح نفسه , هل تعاطي السلطة مع القضايا الوطنية المصيرية يأساليب القمع وغيرها من الأساليب الأخرى كالترغيب ، والترهيب ، وشراء الذمم الرخيصة هل سيوصلنا الى حلول ناجعة لتلك القضايا؟ أم أنه لا يزيدها الاتفاقما ؟0
لاشك أن الأساليب التي تستخدمها السلطة مع قضايا الوطن المصيرية لم ولن تجد نفعا وليست سوى ضمادات على جروح دملة ، وعليها ( السلطة ) أن تبتعد عن أساليب المكابرة والتعالي على الآخرين وإلاعتراف بتلك القضايا المصيرية بحجمها الحقيقي وأطرافها الحقيقيون لا تلك الأطراف التي دائما ما تحاول السلطة أن تصطنعها ، وتبدأ- بمشاركة كل القوى الوطنية الخيرة – بوضع رؤية وطنية للحوار الوطني في ظل المعطيات الحقيقية لتلك القضايا ، والقبول بما تحتمه المصلحة الوطنية حتى لو دعت الضرورة الى العودة الى ما قبل 22مايو1990م شريطة أن يتم الأتفاق – بالضرورة – على بناء يمن موحد خالي من الفوارق الطبقية ، والعادات الاجتماعية الضارة ، والفساد ، يسوده النظام والقانون 00

الناشط/ خالد عمر العبد


[/align]