الكاتب الكبير / فاروق ناصر علي يكتب لـ شبوة برس : أوراق من العاصفة الجنوبية 2

[اليافعي 11]

الكاتب الكبير / فاروق ناصر علي يكتب لـ شبوة برس : أوراق من العاصفة الجنوبية 2كتب: شبوة برس / بقلم : فاروق ناصر علي التاريخ: 5/3/2009القراءات: 240

((ما بيننا وبينكم لا ينتهي بعام / لا ينتهي بخمسةٍ أو عشرةٍ ولا بألف عام / طويلةٌ معارك التحرير كالصيام / ونحنُ باقون على صدوركم كالنقش في الرخام / باقون في صوت المزاريب وفي أجنحة الحمام / باقون في ذاكرة الشمس وفي دفاتر الأيام / باقون في شفاه من نُحبهم / باقون في مخارج الكلام...))
نزار قباني

الأولى : تمهيد للورقة الثانية

* في تاريخ 17 / 2 / 2009م وفي موقع (شبوة برس) كتبت في أوراق من العاصفة الجنوبية عن (رسالة العلماء ومشايخ القبائل الشمالية) الموجهة للأخ الرئيس "علي عبدالله صالح" حال إعلان الوحدة ـ أعلنت قبل الاستفتاء عليها ـ ولقد أعدتها فقط كي يفهم أبناء الجنوب الوطن، نوايا الآخرين... ومن أجل أنْ تعرف كلاب الصيد الجنوبية والأفاعي الشمالية السامة أنّ زمن الدجل ولى زمانه... وهي رسالة كتبت ردي عليها في الصحيفة العزيزة (التجمع) في سبتمبر 2007م.

ـ وعلمت بعد نزول المقال في 17 / 2 / 2009م أنّ (فيروسًا قد دخل الموقع ودمر محتوياته)، لكن الموقع استعاد عافيته حسبما عرفت بعدها.. العديد من الزملاء في الداخل والخارج أرادوا معرفة (ردي الكامل على تلك الرسالة خاصة أنّ صحيفتنا العزيزة (التجمع) لم يكن لديها موقع على الانترنت كما هو الحال اليوم... وفي الحقيقة لا أريد إعادة المقال الطويل؛ لأنّ هدفي في ذلك الوقت كان بيان النوايا الكامنة في القلوب تجاه الجنوب وللرد على الدجل الإعلامي الرسمي الذي يصفُ الحراك الجنوبي حينها بالخونة والمتآمرين وعملاء للخارج وأنّ الشمال وأهله هم دُعاة الوحدة... الخ، ومع ذلك سأعيد جوهر المقال في الورقة الثانية (70 % منه) من أجل من طلب ذلك ولغرض آخر في نفسي اليوم بعد أن خلعت كلاب الصيد الجنوبية والأفاعي الشمالية السامة قناعها وأصبحت عارية... من أجل المتواجدين معنا في داخل الجنوب الذين لا يرون الطريق بدون عيون الأفاعي الشمالية السامة!!

الثانية : الرد على رسالة العلماء ومشايخ القبائل الشمالية لكشف قناع الوحدة مرةً أخرى !!

* تأملوا يا أبناء الجنوب من نحن في نظرهم الشطري المُزري العاري الذي لا يخفيه إلا الجبان.. ومن كتبه ووقع عليه يتمتعون بالشجاعة ولا ينكرون ذلك.. أما الجبان هو الذي يريد أنْ يكون (ملكي أكثر من الملك) إذن نحن في نظرهم من خلال رسالتهم الغارقة بالنظرة الدونية لنا، وبالغطرسة والعنجهية مجرد ابن عاق، ضال عاد إلى (أمه) مجموعة يسيرة لا تـُقارن بالأغلبية الساحقة.. الفرع عاد إلى الأصل.. إذن كلهم منذ زمن طويل وبعيد لا يعترفون بنا ولا بالوحدة ولا بشيء غير أننا مجرد جزء بسيط عاد إلى الوطن الكبير....


* الوطن الكبير ينظرون إليه من زاوية (الكثرة العددية أي الكثافة السكانية) وهي تبيِّن مدى ضحالة التفكير ومدى عقمه.. بل تبيّن مدى توغل الفكر القبلي القائم على (الغزو والسلب والنهب والفيد)، ومع ذلك توحدنا وعرفنا الحقيقة.. ترى من الذي سيُحدد المسير والمصير ؟!

* نحن الجنوب الأرض الواسعة أكثر من ⅔ الأرض كلها.. أنتم أقل حتى من ⅓.. أما الثروات نحن أهل (90 %) واسألوا كل الموازنات العامة لديكم، ونحن نملك كل البحار المطلة على الدنيا كلها... إلخ، أنتم تتميزون بالكثرة السكانية أي ⅔ السكان، وهذا ما جعل معظمكم يعتمدون على دول مجاورة تصرف على ميزانيتكم، وهو أمرٌ معروفٌ للدنيا كلها (وما زالت تعيل الكثير منكم) فلماذا الغطرسة والعنجهية ونظرة الاستعلاء؟!

* معظمكم يعيش الآن في بحبوحة العيش مع مراكز القوى والفساد في النظام الحاكم، ومن ثروات الجنوب أليس كذلك؟! فكيف يعيل ويصرف الفرع على الأصل؟! وكيف يعيل الابن الضال أمه الأرملة؟! وكيف هذه (المجموعة اليسيرة) ارتضت تسليمكم الأرض (دولة كاملة)وبقناعةٍ تامةٍ ؟! ولو كانت هذه المجموعة همجية، متخلفة، لا تنظرُ إلى مستقبل الأجيال ولا تفكر إلا بنفسها لما أستطاع أحد منكم ومن أهل (النظام الحاكم) أنْ يضع قدمه داخل أرض الجنوب.

* لماذا تريدون بأن تكونوا وحدكم الأعلى وصاحب الحسب والنسب؟.... الخ، متناسين أنّ لدينا (قبائل) يشهد لها التاريخ وتشهد لها كل الدنيا ويضرب بها الأمثال... لكننا أهل حضارة وهذه هي مصيبتنا، إضافة إننا لسنا أهل (الغدر والخيانة) وهذه أيضًا مصيبتنا، ولأننا نؤمن بالوحدة، وحدة الأنداد لا (السادة والعبيد)، ولم نحسب الحسبة بدقة كما حسبتموها كانت هي الكارثة بالنسبة لنا.

أما الكثرة العددية فهذه تعتبر أجمل وأروع هدية لمن يديرون حروب التحرير الشعبية، اسألوا التاريخ عنها في كل زمان ومكان... ولا تراهنوا أبدًا، أبدًا، أبدًا عليها... راهنوا فقط على مستقبل الأجيال وعلى بناء دولة حديثة خالية من الظلم والفساد، راهنوا على خلق الحياة الحُرة الكريمة للإنسان.. هذا ما نسعى إليه نحن أبناء الجنوب.. فإلى ماذا تسعون أنتم؟! على أرض الواقع تسعون إلى كيفية دفن أبناء الجنوب وهو حُلم ستدفعون ثمنه غاليًا أكثر مما تتخيلون، ففي حروب التحرير الشعبية لا قيمة ولا وزن للكثرة العددية فلا تراهنوا على الخيال.... وتأملوا الواقع اليوم ستعرفون صحة قولي !!!

* كان هذا الجزء الأكبر من ردي على الرسالة السابق ذكرها والتي ذكرتها بدون زيادة أو نقصان في موقع (شبوة برس) يوم 17 / 2 / 2009م وأُعيد كانت نقلاً عن مقال لي في الصحيفة العزيزة (التجمع) في شهر سبتمبر 2007م.. بقية الأوراق لا عَلاقة لها بالرسالة على الإطلاق، لأنّ الورقة الثانية كانت الرد بناءً على طلب من سألني من الداخل والخارج.

الثالثة : هذه الأبيات الشعرية اخترتها بتصرف فليعذرني الشاعر؛ لأنني تعمدت اقتطاع قصيدته الرائعة "من أغاني مانديلا" لاختار الأبيات المناسبة الواجب إهدائها لكل من : كلاب الصيد الجنوبية والأفاعي الشمالية السامة والمتاجرين بالدين الإسلامي العظيم من آكلة السحت الزنادقة ولكل بغايا صحف الزيت وأذناب القرون وللأحزاب البائعة لكل المبادئ وأهديها لدُعاة وحدة الفيد والكيد وكل من قدّم الجنوب الوطن كقربان ليشهدوا كلهم الرقصة الأخيرة التي خلقوها من أجل احتلال (الجنوب الوطن) رقصة : الزنادقة مع الأفعى والثعبان :

((يا أيُّها الجلاد.. أرحل عن ربوع مدينتي / دع أغنيات النورس المقهور .. تشرق فوق وجه سفينتي / دع فرحة الفجر الذي سجنوه في وطني تعانق فرحتي / إنني سافرت من وطني إلى وطني.. وطالت غُربتي / دعني أُلملم في بقايا العُمر.. ما أقساه موتُ كرامتي / إني سأقتل كل فئران الحديقة واللصوص ومن أضاعوا هيبتي / من نصبوا الطغيان سلطانـًا / فداسوا ضوء عيني .. واستباحوا أُمتي / يا أيها الجلاد .. سيفك لم يُعد أبدًا يهز سكينتي / إني سأطلق من قبورك غضبتي / حطمتُ أصنام المعابد كلها وعرفت في زمن النخاسة / أين تاهت قـِبلتي / يا أيها الوطن الذي قتلوه في عيني / وراحوا يسكرون على بقايا مُهجتي / يا موطني مهما تغربنا وضاعت في الدروب هويتي / ميعادنا آتٍ .. فضوء الصُبح يرفع كل يوم جبهتي / يا ايُّها الجلاد .. قد دارت بنا الأيام / لا تنظرُ لرأسي .. إن راسك غايتي))
* - فاروق جويدة -

الرابعة : هذه أهديها لأصحاب الصفقات وسماسرة السياسة المعروفين لكل أبناء الجنوب الوطن منذ ما بعد 7 / 7 / 94م... وهي مأخوذة من آخر كتاب للشاعر الرائع الراحل محمود درويش ـ يوميات ـ أثر الفراشة ـ بعنوان (صناديق فارغة).
* إذا كان السلامُ هدنةً بين حربين؛ فإنّ للموتى حقَّ الإدلاء بأصواتهم : سنختار "الجنرال" وإذا كانت الحرب حادثة سير وقعت على الأوتو ستراد السريع؛ فإنّ على الأحياء واجب الإدلاء بأصواتهم : سنختار "الحمار" لكن الأحياء لم يذهبوا إلى صناديق الاقتراع، لا لأنّ الثلج كان ينذف بل لأن شللاً مفاجئـًا أصاب سكان المدينة، وحين فتحوا النوافذ رأوا عناكب تبني بيوتها في الثلج فأصيبوا بالعمى، وحين أرهفوا السمع إلى ما يحدث، هبت عواصف لا عهد لهم بأصواتها الوحشية فأصيبوا بالصمم وقال المنجمون :
هي فوضى الكون على باب القيامة.. ومن حُسن حظنا أو من سوئه، أنّ المؤرخين الأجانب الخبراء في مصائرنا وتاريخنا الشفهي لم يكونوا هنا فلم نعرف ما حلَّ بنا!!

الأخيرة : هدية مني لكل الشرفاء والأبطال الصناديد في "يافع" كلها ولكل أبناء يافع في الخارج كي يرصوا الصفوف مع بعضهم البعض ومع كل أبناء الجنوب والشرفاء في الدنيا كلها.. خاصة وأنّ كلاب الصيد الجنوبية والأفاعي الشمالية السامة تستهدف شق صفوف أبناء يافع بالذات اليوم.. هذه الهدية من الشاعر الرائع الراحل (الخالدي) اليافعي.
(( ياسرو حمير يا رجاجيل السلب .. ظلوا على عاداتكم شم الأنوف شدوا عزيمتكم وضموا شوركم.. لاحد يغير حرف من بين الحروف أحنا بحاجةٍ من يوحد صفنا.. نحتاج لأشد السواعد والكتوف لا الشور واحد والثقة متبادلة .. بانطرد الشيطان من بين الصفوف)).

[الجنوب العربي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليافعي 11

الكاتب الكبير / فاروق ناصر علي يكتب لـ شبوة برس : أوراق من العاصفة الجنوبية 2[/c sans ms][color=#ff0000]كتب: شبوة برس / بقلم : فاروق نا‎][/font]القراءات: 240

((ما بيننا وبينكم لا ينتهي بعام / لا ينتهي بخمسةٍ أو عشرةٍ ولا بألف عام / طويلةٌ معارك التحرير كالصيام / ونحنُ باقون على صدوركم كالنقش في الرخام / باقون في صوت المزاريب وفي أجنحة الحمام / باقون في ذاكرة الشمس وفي دفاتر الأيام / باقون في شفاه من نُحبهم / باقون في مخارج الكلام...))
نزار قباني

الأولى : تمهيد للورقة الثانية

* في تاريخ 17 / 2 / 2009م وفي موقع (شبوة برس) كتبت في أوراق من العاصفة الجنوبية عن (رسالة العلماء ومشايخ القبائل الشمالية) الموجهة للأخ الرئيس "علي عبدالله صالح" حال إعلان الوحدة ـ أعلنت قبل الاستفتاء عليها ـ ولقد أعدتها فقط كي يفهم أبناء الجنوب الوطن، نوايا الآخرين... ومن أجل أنْ تعرف كلاب الصيد الجنوبية والأفاعي الشمالية السامة أنّ زمن الدجل ولى زمانه... وهي رسالة كتبت ردي عليها في الصحيفة العزيزة (التجمع) في سبتمبر 2007م.

ـ وعلمت بعد نزول المقال في 17 / 2 / 2009م أنّ (فيروسًا قد دخل الموقع ودمر محتوياته)، لكن الموقع استعاد عافيته حسبما عرفت بعدها.. العديد من الزملاء في الداخل والخارج أرادوا معرفة (ردي الكامل على تلك الرسالة خاصة أنّ صحيفتنا العزيزة (التجمع) لم يكن لديها موقع على الانترنت كما هو الحال اليوم... وفي الحقيقة لا أريد إعادة المقال الطويل؛ لأنّ هدفي في ذلك الوقت كان بيان النوايا الكامنة في القلوب تجاه الجنوب وللرد على الدجل الإعلامي الرسمي الذي يصفُ الحراك الجنوبي حينها بالخونة والمتآمرين وعملاء للخارج وأنّ الشمال وأهله هم دُعاة الوحدة... الخ، ومع ذلك سأعيد جوهر المقال في الورقة الثانية (70 % منه) من أجل من طلب ذلك ولغرض آخر في نفسي اليوم بعد أن خلعت كلاب الصيد الجنوبية والأفاعي الشمالية السامة قناعها وأصبحت عارية... من أجل المتواجدين معنا في داخل الجنوب الذين لا يرون الطريق بدون عيون الأفاعي الشمالية السامة!!

الثانية : الرد على رسالة العلماء ومشايخ القبائل الشمالية لكشف قناع الوحدة مرةً أخرى !!

* تأملوا يا أبناء الجنوب من نحن في نظرهم الشطري المُزري العاري الذي لا يخفيه إلا الجبان.. ومن كتبه ووقع عليه يتمتعون بالشجاعة ولا ينكرون ذلك.. أما الجبان هو الذي يريد أنْ يكون (ملكي أكثر من الملك) إذن نحن في نظرهم من خلال رسالتهم الغارقة بالنظرة الدونية لنا، وبالغطرسة والعنجهية مجرد ابن عاق، ضال عاد إلى (أمه) مجموعة يسيرة لا تـُقارن بالأغلبية الساحقة.. الفرع عاد إلى الأصل.. إذن كلهم منذ زمن طويل وبعيد لا يعترفون بنا ولا بالوحدة ولا بشيء غير أننا مجرد جزء بسيط عاد إلى الوطن الكبير....


* الوطن الكبير ينظرون إليه من زاوية (الكثرة العددية أي الكثافة السكانية) وهي تبيِّن مدى ضحالة التفكير ومدى عقمه.. بل تبيّن مدى توغل الفكر القبلي القائم على (الغزو والسلب والنهب والفيد)، ومع ذلك توحدنا وعرفنا الحقيقة.. ترى من الذي سيُحدد المسير والمصير ؟!

* نحن الجنوب الأرض الواسعة أكثر من ⅔ الأرض كلها.. أنتم أقل حتى من ⅓.. أما الثروات نحن أهل (90 %) واسألوا كل الموازنات العامة لديكم، ونحن نملك كل البحار المطلة على الدنيا كلها... إلخ، أنتم تتميزون بالكثرة السكانية أي ⅔ السكان، وهذا ما جعل معظمكم يعتمدون على دول مجاورة تصرف على ميزانيتكم، وهو أمرٌ معروفٌ للدنيا كلها (وما زالت تعيل الكثير منكم) فلماذا الغطرسة والعنجهية ونظرة الاستعلاء؟!

* معظمكم يعيش الآن في بحبوحة العيش مع مراكز القوى والفساد في النظام الحاكم، ومن ثروات الجنوب أليس كذلك؟! فكيف يعيل ويصرف الفرع على الأصل؟! وكيف يعيل الابن الضال أمه الأرملة؟! وكيف هذه (المجموعة اليسيرة) ارتضت تسليمكم الأرض (دولة كاملة)وبقناعةٍ تامةٍ ؟! ولو كانت هذه المجموعة همجية، متخلفة، لا تنظرُ إلى مستقبل الأجيال ولا تفكر إلا بنفسها لما أستطاع أحد منكم ومن أهل (النظام الحاكم) أنْ يضع قدمه داخل أرض الجنوب.

* لماذا تريدون بأن تكونوا وحدكم الأعلى وصاحب الحسب والنسب؟.... الخ، متناسين أنّ لدينا (قبائل) يشهد لها التاريخ وتشهد لها كل الدنيا ويضرب بها الأمثال... لكننا أهل حضارة وهذه هي مصيبتنا، إضافة إننا لسنا أهل (الغدر والخيانة) وهذه أيضًا مصيبتنا، ولأننا نؤمن بالوحدة، وحدة الأنداد لا (السادة والعبيد)، ولم نحسب الحسبة بدقة كما حسبتموها كانت هي الكارثة بالنسبة لنا.

أما الكثرة العددية فهذه تعتبر أجمل وأروع هدية لمن يديرون حروب التحرير الشعبية، اسألوا التاريخ عنها في كل زمان ومكان... ولا تراهنوا أبدًا، أبدًا، أبدًا عليها... راهنوا فقط على مستقبل الأجيال وعلى بناء دولة حديثة خالية من الظلم والفساد، راهنوا على خلق الحياة الحُرة الكريمة للإنسان.. هذا ما نسعى إليه نحن أبناء الجنوب.. فإلى ماذا تسعون أنتم؟! على أرض الواقع تسعون إلى كيفية دفن أبناء الجنوب وهو حُلم ستدفعون ثمنه غاليًا أكثر مما تتخيلون، ففي حروب التحرير الشعبية لا قيمة ولا وزن للكثرة العددية فلا تراهنوا على الخيال.... وتأملوا الواقع اليوم ستعرفون صحة قولي !!!

* كان هذا الجزء الأكبر من ردي على الرسالة السابق ذكرها والتي ذكرتها بدون زيادة أو نقصان في موقع (شبوة برس) يوم 17 / 2 / 2009م وأُعيد كانت نقلاً عن مقال لي في الصحيفة العزيزة (التجمع) في شهر سبتمبر 2007م.. بقية الأوراق لا عَلاقة لها بالرسالة على الإطلاق، لأنّ الورقة الثانية كانت الرد بناءً على طلب من سألني من الداخل والخارج.

الثالثة : هذه الأبيات الشعرية اخترتها بتصرف فليعذرني الشاعر؛ لأنني تعمدت اقتطاع قصيدته الرائعة "من أغاني مانديلا" لاختار الأبيات المناسبة الواجب إهدائها لكل من : كلاب الصيد الجنوبية والأفاعي الشمالية السامة والمتاجرين بالدين الإسلامي العظيم من آكلة السحت الزنادقة ولكل بغايا صحف الزيت وأذناب القرون وللأحزاب البائعة لكل المبادئ وأهديها لدُعاة وحدة الفيد والكيد وكل من قدّم الجنوب الوطن كقربان ليشهدوا كلهم الرقصة الأخيرة التي خلقوها من أجل احتلال (الجنوب الوطن) رقصة : الزنادقة مع الأفعى والثعبان :

((يا أيُّها الجلاد.. أرحل عن ربوع مدينتي / دع أغنيات النورس المقهور .. تشرق فوق وجه سفينتي / دع فرحة الفجر الذي سجنوه في وطني تعانق فرحتي / إنني سافرت من وطني إلى وطني.. وطالت غُربتي / دعني أُلملم في بقايا العُمر.. ما أقساه موتُ كرامتي / إني سأقتل كل فئران الحديقة واللصوص ومن أضاعوا هيبتي / من نصبوا الطغيان سلطانـًا / فداسوا ضوء عيني .. واستباحوا أُمتي / يا أيها الجلاد .. سيفك لم يُعد أبدًا يهز سكينتي / إني سأطلق من قبورك غضبتي / حطمتُ أصنام المعابد كلها وعرفت في زمن النخاسة / أين تاهت قـِبلتي / يا أيها الوطن الذي قتلوه في عيني / وراحوا يسكرون على بقايا مُهجتي / يا موطني مهما تغربنا وضاعت في الدروب هويتي / ميعادنا آتٍ .. فضوء الصُبح يرفع كل يوم جبهتي / يا ايُّها الجلاد .. قد دارت بنا الأيام / لا تنظرُ لرأسي .. إن راسك غايتي))
* - فاروق جويدة -

الرابعة : هذه أهديها لأصحاب الصفقات وسماسرة السياسة المعروفين لكل أبناء الجنوب الوطن منذ ما بعد 7 / 7 / 94م... وهي مأخوذة من آخر كتاب للشاعر الرائع الراحل محمود درويش ـ يوميات ـ أثر الفراشة ـ بعنوان (صناديق فارغة).
* إذا كان السلامُ هدنةً بين حربين؛ فإنّ للموتى حقَّ الإدلاء بأصواتهم : سنختار "الجنرال" وإذا كانت الحرب حادثة سير وقعت على الأوتو ستراد السريع؛ فإنّ على الأحياء واجب الإدلاء بأصواتهم : سنختار "الحمار" لكن الأحياء لم يذهبوا إلى صناديق الاقتراع، لا لأنّ الثلج كان ينذف بل لأن شللاً مفاجئـًا أصاب سكان المدينة، وحين فتحوا النوافذ رأوا عناكب تبني بيوتها في الثلج فأصيبوا بالعمى، وحين أرهفوا السمع إلى ما يحدث، هبت عواصف لا عهد لهم بأصواتها الوحشية فأصيبوا بالصمم وقال المنجمون :
هي فوضى الكون على باب القيامة.. ومن حُسن حظنا أو من سوئه، أنّ المؤرخين الأجانب الخبراء في مصائرنا وتاريخنا الشفهي لم يكونوا هنا فلم نعرف ما حلَّ بنا!!

الأخيرة : هدية مني لكل الشرفاء والأبطال الصناديد في "يافع" كلها ولكل أبناء يافع في الخارج كي يرصوا الصفوف مع بعضهم البعض ومع كل أبناء الجنوب والشرفاء في الدنيا كلها.. خاصة وأنّ كلاب الصيد الجنوبية والأفاعي الشمالية السامة تستهدف شق صفوف أبناء يافع بالذات اليوم.. هذه الهدية من الشاعر الرائع الراحل (الخالدي) اليافعي.
(( ياسرو حمير يا رجاجيل السلب .. ظلوا على عاداتكم شم الأنوف شدوا عزيمتكم وضموا شوركم.. لاحد يغير حرف من بين الحروف أحنا بحاجةٍ من يوحد صفنا.. نحتاج لأشد السواعد والكتوف لا الشور واحد والثقة متبادلة .. بانطرد الشيطان من بين الصفوف)).

نعم يابن ناصر علي
سلمت اناملك
قتلونا غدرآ وخيانة٠