فواتير كهرباء جعار ::: أحمد غراب

[الفارس النبيل]

فواتير كهرباء جعار .
أحمد غراب .

لا سددت فواتير حروب ، ولا صلحت مستشفيات ، ولا كنست ألغام ، ولا أطعمت اللاجئين من جوع ، ولا أمنتهم من خوف ، بعد سنة فزّت الحكومة وقامت وذكرت فواتير الكهرباء فأرسلتها لأهالي جعار ، موت وخراب ديار ، تخيل لما تكون حالتك حالة يالله تحصل قوت عيالك والحرب والدمار يلف كل ما حولك وفجأة تأتيكل فاتورة الكهرباء بمائة ألف ريال أو اكثر مع أنك لم تستضي بها يعني كانت الكهرباء مسرجة والحرب دائرة وأنت في مخيم النازحين ولما رجعت لبيتك حصلت بيتك ملغم وباب بيتك معلق عليها فواتير الماء والكهرباء ما معك إلا تقول " الذي إستضى بها با يسددها " .
هؤلاء الناس في حالة يرثى لها والمفروض أن الحكومة تعفيهم من فواتير الخدمات إن كان هناك خدمات أصلاً ، لأنهم شُردوا عن منازلهم ودُمرت أراضيهم في حرب لا ناقة لهم ولا جمل فيها وهي حالة إستثنائية ، أما أن تكون الحكومة مثل محجرة في خبث وإحلبي وإلا ذبحناش وتطالب هؤلاء الناس بتسديد فاتورة إستهلاك السنة السالفة من الكهرباء فتلك مصيبة !!
ألا يكفي أن هؤلاء الناس جاعوا وتشردوا وعانوا الأمرين من الحروب التي حلت بأرضهم وكان لسان المسؤولين معهم " على ريح المرق فتوا " !!
بدلاً من أن تطوروا الخدمات لهؤلاء الناس وتسعفوهم بالماء والكهرباء والغذاء وتداووا مرضاهم وتغيثوا ملهوفهم وتطعموا جائعهم وتحسنوا خدمات الصحة ، تطالبونهم بتسديد قيمة سنة مضت كانوا فيها مشردين ونازحين ويجدوا أنفسهم يهتفون " ياهارب من الموت ياملاقي له " ، " فرحنا بالحكومة تونسنا فتحت عيونها وفجعتنا " .

إذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي .