رسالة إلى رئيس الجمهورية العربية اليمنية

[ابوعلي]

رسالة إلى رئيس الجمهورية العربية اليمنية

( بقلم : وهج الحضرمي )



عدن – لندن " عدن برس " خاص : 15 – 10 – 2008
هذه أول مرة أكتب رسالة لرئيس جمهورية والحقيقة انه جرت العادة عند عموم الناس عندما يكتب لرئيس دولة أو حاكم دولة تكون دائماً الرسالة مبطنة بطلب مساعدة مادية لظروف خاصة لطالب الرسالة ، أو يشكر فيها سيادة الرئيس على قيادته الحكيمة للبلد وتحسين مستوى حياة الشعب المعيشية أو لتكريمه لشخصه لسبب ما أو يشكو الرئيس على أحد المتنفذين لسطوه على أرضه أو...أو.....الخ .

لكن رسالتي هذه تختلف عن كل هذه الرسائل التي ترسل للرئيس.. ليس لأنه لاتوجد لدي ظروف مادية أو عقارية أوخاصة تتطلب تدخل الرئيس ولكني أترفع عن كل مطالبي الشخصية لأضعها جانبا وأطلب من سيادته أن يقرأ رسالتي والتي تطلب منة قراءة الرسائل الشعبية والمتجسدة في الوضع المأساوي الذي يعيشه أبناء الجنوب العربي في الداخل ، وما يتعرض له من اضطهاد وظلم بشكل عام والتي أدت أساليبه المتفننة إلى الشعور بالحرمان والخوف نتيجة الاعتقال والكبت والتهميش والقهر والفقر والعدوان والتفرقة و...الخ ، يحدث هذا وفق عقليات وآليات سيادية طاغية شملت شعباً برمته وليس أفراداً معينين أو مجموعات صغيرة بعينها .
إن الظلم الذي يعيشه أبناء الجنوب والحرية المسحوقة في ظل الوحدة المزعومة والتي قضت على كل المقومات الحضارية في البلاد .. هذه المقومات التي تم بناؤها وانجازها من دم وأرواح الجنوبيين في عدة عقود . . وقد تدهورت هذه المقومات الناتجة عن الكثير من المصائب الفادحة التي فرضته علينا تصرفات سلطة احتلال جنابك أيها الرئيس الفذ علي عبدالله صالح ... تحت مظلة الوحدة التي تضحك بها ومازلت على ذقون قادة دول العالم والتي لم ولن تستطع أن تضحك بها على أبناء الشعب الجنوبي .
فخامة الرئيس :
دعني أن أذكر لك بعض من هذه المقومات التي تدهورت في البلاد على سبيل الذكر لا الحصر فأفعالك لا تحصى وأنت خير العارفين .
فقد تدهورت الرعاية الصحية وهي من أهم وأبسط حقوق المواطن على الدولة وقد ظهر ذلك جلياً عدم إهتمامك بها وعدم مبالاتك بصحة الشعب حيث انتشرت الأمراض السارية والسرطانية إما بسبب التشخيص الخاطئ أو بسبب إهمال وعدم توفير العلاجات والإمكانات الصحية اللازمة للشعب المسكين الذي لايقدر على دفع فواتير المستشفيات الخاصة التي أنتشرت بشكل كبير وأهملت المستشفيات الحكومية التي يعتمد عليها هؤلاء الناس .


أنت شجعت أيها الرئيس على زيادة انتشار القات في مناطق الجنوب والذي كان يبتلى به يومان في الأسبوع فقط ، لا لا !!! بل شجعت على دخول القات إلى حضرموت تلك المحافظة الوحيدة التي كان يمنع دخول القات فيها . فكان الأولى لك أن تحافظ على تلك الميزة في هذه المحافظة لو كنت صادقاً في أحاديثك وخطبك التي تصدر عنك بحرصك في عدم إنتشار القات أو تعاطيه ولو كنت فعلا تحافظ على صحة شعبك ما كنت سمحت بذلك الانتشار في كل أيام الأسبوع وسمحت أيضاً بدخوله إلى حضرموت ، وحافظت على النظام السابق الخاص بتعاطي القات في الجنوب وأستمريت في منعه في حضرموت ، وهذا يدل على عدم صدقك في أحاديثك عن محاربتك هذه النبتة الخبيثة ، بل زاد في عهدك تعاطي القات بين الرجال والشباب والنساء وحتى فلذات الأكباد الصغار الذي يعتبر من العيب عليهم إستخدام هذه النبتة سابقاً ، نراهم الآن يتفاخرون فيه وهذه ظاهرة دخيلة على شعب الجنوب .


أيضاً ظهرت ظاهرة تعاطي المخدرات بين أوساط الشباب في عهدك الزاهر بالفساد وما لهذه الظاهرة من تدمير لصحة الشباب وتدمير عماد المستقبل الذي لا تتمنى أنت أن يقوى عوده وأن لاتقوم له قائمة حتى يستمر في غيبوبته ولا يبحث عن مستقبله ( رغم حديثك الدائم عن الشباب والحفاظ عليه !!!!!! ) .


لا ننسى ياسيادة الرئيس إنك عملت وعززت وقويت العداء القبلي والتمييز العرقي والمناطقية ، ونشرت السلاح لتزيد الانتقام بين القبائل وذلك لإضعافهم وإبعادهم عن قضيتهم الوطنية . وبهذا أنت طبقت السياسة الاستعمارية ( سياسة فرق تسد ) .. وأيضا مازلت تمارس طمس هوية هذه القبائل لأجل الفتن . ولم تراعي خصوصيتهم بل عملت على السيطرة الجغرافية والديموغرافية ليصبحوا أقلية ومحرومين ومجردين من ممتلكاتهم في أرض أجدادهم .


لقد تفننت أيها الرئيس بأساليبك المحنكة في القتل والسرقة والنصب والابتزاز ، وأصبح المواطن يفتقد الأمن والاستقرار ، فميزان القضاء قد أختل لديكم بتغلب الظالم على المظلوم في كل شؤون الحياة وأنت سيد العارفين أيها الرئيس .
تدني مستوى التعليم العام بشكل خطير في ظل سلطتكم وربما تتشدقون ياسيادة الرئيس بأنكم قمتكم بفتح عدد من المدارس لكن مافايدة الكم من المدارس والكيف معدوم فيها .


سيادة الرئيس :
لقد باركت في إنتشار الفساد بكل أنواعه كالنهب والسرقة للأموال العامة وانتشار ظاهرة الرشوة بشكل عام لدرجة أنه وصل إلى حد الإخلال باقتصاد البلاد ، ليستفيد منها أقلية من المتنفذين على حساب أكثرية مسحوقة . وزادت معاناة الشعب من خلال زيادة البطالة والفقر المدقع وتدني الأجور وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية بالرغم أننا من الدول المنتجة للبترول إلا انه مازال دخل الفرد في أدنى مستوياته العالمية .... والكثير الكثير الذي لايمكن يجره قلمي أو يسطره بل ولا تستوعبه كتب مكتبات العالم بأسره وماذا بعد ذلك لديك ؟ !!! وماذا بعد ذلك نحن منتظرين ؟ !!!
نحن شعب الجنوب الحر الذي لا يرضى بالإهانة التي رضي بها شعبك الشمالي طيلة ( ثلاثون عاما ) والذين قهرتهم ووضعت رجلك على رقابهم ولم يحركوا ساكناً ، الى متى استبدادك هذا ياسيادة الرئيس؟؟؟؟... والى متى استعبادك للشعب الذي تعتقد أنك أرفع وأنسب منهم بدرجات وهذه ما هي إلا (جنون العظمة ) وهو مرض نفسي يسمى ( البارانويا ) والذي أنت مريض به ، وتحتاج إلى علاج نفسي وقد يكون علاجك ميؤوس منه ، لأنه أستفحل بك منذ ثلاثين عاما فألحق نفسك أيها الرئيس فكل تصرفات جنابك توحي بذلك ، فالمصاب بهذا الداء يعتقد أن له ذكاء خارقاً ويتمتع بكل الامتيازات ، كما أن المصاب بهذا المرض لا يتفاهم مع الآخرين إلا إذا اعتبروه أرفع منهم وأنه على حق ، وأنه صاحب النوايا الحسنة ويعتقد أنه سليل أحد الملوك أو الأنبياء ، وكل هذه المؤشرات قد نفذتها وزدت عليها .. بل وأبدعت وتفننت فيها .
فخامة الرئيس :
أسمح لي أن أقدم لك إقتراحا من إبنة حضرموت الكبرى والذي أتمنى من الله أن تتحقق وهو أن تتنحى من أجل علاجك النفسي لترتاح مع أسرتك وليذكرك شعبك الشمالي في أيامك الباقية من عمرك بحسنة واحدة في حياتك عملتها لهم ويترحموا عليك عندما تأتي المنية المنتظرة فأنت لن تخلد .. ولن تنفعك تحت التراب إلا دعوة بالرحمة في وقت لن تشم رائحتها من عند من هم فوق التراب .
اما شعبنا الجنوبي سوف ترجع أرضه بكل الطرق أبيت أم لم تأبى فهو يعرف طريق الخلاص من هذا الاحتلال الهمجي المتخلف وله رجاله الذين سيضحون بالغالي والنفيس لاسترداد دولة الجنوب ودولة المؤسسات والقانون التي طمستموها في 7 / 7 / 1994م ، ولأن طبيعة شعبنا الجنوبي لا يرضى بالهوان وبالذل وبكل مايجري على أرض الواقع عكس إخواننا في الشمال اليمني الذين تعودوا على هذا الظلم ، ولهذا فأبناء الجنوب تواقون للنضال والكفاح لينالوا حريتهم واستقلالهم وكرامتهم ، وهذا ما سطعت به شمس الحراك السلمي والذي إنتشر في عموم المناطق الجنوبية بتأييد ومساندة ووقوف أبناء الجنوب مع قيادته الحكيمة بجانبه قلباً وقالباً ، وقد ترجم هذا الحب والتأييد في هذا الظرف العصيب يوم الثالث عشر من أكتوبر 2008م في ردفان الصمود بمناسبة الذكرى الأولى لشهداء منصة الحبيلين والذكرى الخامسة والأربعون لثورة 14 أكتوبر في المسيرة الحاشدة والتي تجمع وتجمهر قرابة عشرات الآلاف من أبناء الشعب غير آبهين بحشودك العسكرية الضخمة المسلحة ولا آبهين بالقنابل المسيلة للدموع ولا بالأسلحة الفتاكة التي يحملها جنودك .
فخامة الرئيس :
أريدك أن تعرف إنني أكن كل إحترامي وتقديري وفخري واعتزازي بأبناء الجنوب الأحرار وبشجاعتهم وبطولتهم النادر وجودها في الشعوب العربية المقهورة في هذه الأيام . . فصبرا يا إبن الجنوب العربي فان قضيتك موعدها النصر والاستقلال والتخلص من الاستبداد .
ولك مني التحية والسلام يافخامة الرئيس إذا فهمت ونفذت رسالتي بالوفاء والتمام .