المبادرة الخليجية..شباب الثورة..الحراك الجنوبي..اللقاء المشترك..الحزب الحاكم كلام في

[نبيل العوذلي]

المبادرة الخليجية..شباب الثورة..الحراك الجنوبي..اللقاء المشترك..الحزب الحاكم كلام في الصميم

بسم الله الرحمن الرحيم
المبادرة الخليجية..شباب الثورة..الحراك الجنوبي..اللقاء المشترك..الحزب الحاكم كلام في الصميم
هل تكون المبادرة الخليجية بمثابة المخرج الجميل لمأزق اليمن ام انها هي المأزق بعينه؟
هل اصرار قيادة شباب الثورة السلمية على سلمية الثورة حبا في السلم أم قلقا من مزاحمة القبيلة والعسكرالقبليين؟
هل يمكن تجاوز دور الاقليم-السعودي-خاصة بالاستمرار في الثورة أم انها فرصة للخروج بمخرج جميل يحفظ ماء وجه الكل بتوازن ويتيح الارضية لحل كل القضايا؟
هل نجح الشماليون مرة اخرى بالالتفاف على القضية الجنوبية والجنوبيين أم انهم وصلوا بالاضطرار الى الاصطلاح على جنوبي يخرجهم من مرحلة التوتر متمثلا بالجنوبي عبدربه منصور هادي؟
هل يعي الجنوبيون ضرورة الواقع الخاص بهم ومن حولهم ايضا والمتمثل بعدم قدرتهم على التوحد ونجاح ثورة الشباب التي كادت ان تطغى على المشهد كله حتى القضية الجنوبية والحراك الجنوبي؟
الم يبرهن الشماليون على انهم قادوا ثورتهم بطريقة تكاد تكون افضل مننا في بعض الجوانب خصوصا الاعلامي مما اظهرها واشهرها مع اننا اصحاب السبق الى هذا الميدان؟
شكل الارث التاريخي الاجتماعي الشعوبي والقبلي مذهبيا وسياسيا وجهويا لليمنيين دورا بل ووجودا في العشرة الاشهر السابقة حتى الامس يوم توقيع المبادرة الخليجية من اطراف المعارضة والحزب الحاكم المحور الباطني الذي على اساسه ينطلق كل من مفكري ومحرضي الجماهير اليمنية المناصرة لكل اطراف المشهد السياسي شمالا وجنوبا في تحريك واشعال فتيل التوترهنا وهناك والاضفاء على روح الثورة الشبابية بكل ما تحمله الكلمة من معنى نفس هذا الارث التاريخي الاجتماعي يظهر في معرض برواز استراتيجيات كل فريق وفلتات السنة البعض منهم في الجلسات الخاصة.فالحزب الحاكم كان يحرك جماهيره المنتمية بشكل خاص على اساس اثارة النعرات القبلية ضد شعوبية ومدنية معقل المدنية والشعوبية في شمال اليمن الحبيب-تعز الباسلة-ساعده على ذلك ما لم يتمكن هؤلاء في اخفاءه خاصة اليوم لدور وطموح قديم مستمرمعهم شمالا وجنوبا لايمكن اغفاله متظلل بمظلة الدولة المدنية التي يجنح الشعوبيون الى تكوينها في اليمن بالانقلاب على حكم القبيلي والقبيلة والعسكري القبيلي ايضا نظرا للارث السلبي كما يصورونه لهذه الطبقة والفصيل الاجتماعي والذي ينتمي بشكل خاص في شمال اليمن الى المذهب الزيدي الذي يشكل احد اركان واعمدة قوة اهل اليمن في عمقهم الاستراتيجي ضد الاخرين ,ولكن مفكري الحزب الحاكم المتشبعة دماءهم بعقيدة الاستعلاء ضد الشعوبين من ابناء تعز وجنوب اليمن عامة استطاعوا ان يضيفوا بعدا اخرا تمكنوا من خلاله بمزيد من التخفي بل وكسب طبقة كبيرة من الشعوبيين من ابناء تعز تساندهم وتقف الى جانبهم مثلما برز في نائب وزير الاعلام عبده الجندي وسلطان البركاني وعبدالحفيظ النهاري والصوفي وعبدالله غانم.....الخ وذلك على اساس جعل الاخوان المسلمين والمساندين لهم من الفصيل القبلي والعسكري بما عرف عنهم عبر وسائل الاعلام الرسمية بمليشيات الاخوان والفرقة وعصابة اولاد الاحمر,مما اثرت ثقافة هذا البعد على كثير من الناس واستطاعت ان شكل كتلة معارضة لصالح الرئيس على اساس ثقافة هذا البعد ىالذي نجح اصحابه في تحقيق جزء من الاستراتيجية الطبعية في شخصياتهم ونفسياتهم المستعلية على ابناء المناطق الشعوبية تعز والحديدة وعدن .....الخ

لقد هم شيخ قبيلة حاشد صادق الاحمر منتصرا بقيمه ومبادئه القبلية العربية في النجدة والوقوف ضد الظالم مع المظلوم ذلك العرف المتواتر في ابناء قبائل اليمن عامة وقبيلة حاشد على نحو ادق للدخول في حرب ضد صالح واولاده الذي استطاع بذكاء غبي ان يبني لهم مؤسسات عسكرية خاصة متصلة ببقرة حلوب اقليمية وتارة دولية بمبررات شتى منها على سبيل الحصر مكافحة الارهاب مشكلين مؤسسات عسكرية موالية لافراد وليس لوطن وشعب يريدون من خلالها ان يقمعوا كل من يعارضهم بنصوص الشرعية الدستورية التي يروجون لها تارة عبر الاعلاميين وتارة عبر علماء المؤسسة الدينية التقليدية من مرجئة السلفية والذين كا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يوالون الحكام مطلقا ولو كانوا كفرة فجار.
فاراد شيخ قبيلة حاشد وقبيلته على الدخول في معركة حربية يكون ثمنها تدمير صنعاء الحبيبة بلا شك والاف من الشهداء في حرب باغية بين طائفتين مؤمنتين رفضت احداهما الامتثال للصلح سابقا بحسب ما قدمه واقترحه الصلحاء من اخواننا في دول الخليج والسعودية ذلك الاب الروحي للمنطقة بشكل خاص ففر الرئيس اليمني من التوقيع مرات عدة كما هو مشهور مغترا ومراهنا على امكانية الحسم العسكري بمؤسسات عسكرية بين شعب وقبائل يمتلكون كل انواع الاسلحة ويعشقون القتال كعشقهم لورقة القات بحيث ان هذه المؤسسة العسكرية سوف لن تكون فاعلة سوى في مناطق محددة لاتخرج عن اطار ربما صنعاء وعدن وتعز بحدودها الجغرافية المحددة بمساحاتها المدنية.
رب ضارة نافعة
لقد فسر مفكري ومنظري الثورة الشبابية من اساتذة الجامعات الذين يشكل الشعوبيون النسبة الغالبة منهم على ان القبيلة تريد ان تخطف ثورة الشباب بجرها الى مربع العنف فتتاح لها الفرصة من خلال الحرب على الاستمرار بسيطرتها وهيمنتها على الدولة المنشود قدومها مرة اخرى مما يحد من طموحهم القديم الجديد الذي بدأ منذ عهد نشوان الحميري بنزعته القحطانية اليمانية لليمن الاسفل ضد عدنانية وقبلية اليمن الاعلى حتى عبدالفتاح اسماعيل وجار الله عمر واخيرا نجيب قحطان الناطق الرسمي باسم اللقاء المشترك متخذين الوان شتى عبر مراحل التاريخ تارة قبلية قحطانية وتارة جهوية مناطقية وتارة ايدلوجية يسارية او قومية واخيرا اسلامية اخوانية ولكنها لاتخرج عن اطار المخزون التاريخي للشعوبية ضد القبلية .
ادرك ذلك حكماء القبيلة اليمنية فتوقفوا عن الاستمرار بدفع الامور نحو الحرب مظهرين ثقافة جديدة تلتقي مع هؤلاء الشعوبيين على اساس جهوي ظاهرا يتمثل في منع اتاحة الفرصة للجنوبيين الذين يريدون الاقتتال في الشمال وخاصة صنعاء وبين ابناء الشمال من اجل ان ينفصلوا كاشفين –اي ابناء الشمال-عن شخصية جديدة لهم تجاه ابناء الجنوب تتيح لهم الفرصة من تجاوز الجهوية والقبلية والشعوبية بل وحتى المذهبية طالما ان ذلك التوحد سيمنع ابناء الجنوب من الانفصال باستعادة دولتهم التي يجتهد ابناء الشمال حقيقة في اذابة قضيتهم تارة بالثورة الشبابية وتارة بالنسبة المتواجدة لهم في المؤسسات العسكرية والسياسية خاصة لابناء ابين وشبوة واخيرا باظهار قيادات شمالية استوطنت الجنوب بعد الوحدة تتحدث عن القضية الجنوبية والحراك الجنوبي اكثر واقوى من الجنوبيين انفسهم ملبسين ومدلسين ومكررين نفس السيناريو الذي مرره جيل منهم سابقا طالما اردوا بنزعتهم التي كانوا يظهرونها لصالح الجنوب الشمال فقط وثقافة الشمال ووصل البعض الى المغالاة بربط عدن ثقافيا واجتماعيا بمناطق الشمال كتعز واب فاصلين اياها عن مناطق الجنوب مع ان حديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح يبين ان عدن متصلة تاريخيا بالجنوب وليس بالشمال حتى وان تساوت المسافة احيانا بين عدن ومنطقة معينة في الشمال مع منطقة اخرى في الجنوب لان النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح-يخرج من عدن ابين...- وهو مايدل على ان اتصال عدن هو بالجنوب –ابين –وليس بالشمال—تعز او الحديدة او اب-
ولكننا حقيقة ازاء معضلة متمثلة في السيكلوجية الجنوبية التي لم تتمكن من التطور سياسيا في بعض جوانبها لبعض المناطق وللاسف الذين لم يستطيعوا ان يخرجوا من قمقم المكايدات والمناطقية والحزبية تلك التي كانت السبب في انهيار الجنوب بل ونجح ابناء الشمال في ادارة الازمات والبلاد واخيرا الثورات بنحو هو احسن من ادارتنا نحن الجنوبيين وان كنا نتميز بمصداقية هي الافضل عن اخوتنا في الشمال الحبيب .
يبرز على المشهد السياسي الحوثيون بنزعتهم الطائفية الخبيثة التي يريدون احياءها من جديد في زيود اليمن الذين يشكلون قوام قوة اليمن وشوكته العنيدة تجاه اعداء اليمن على المدى البعيد ولايذهبون الى تلك الصفويات المستوردة من ايران الفارسية التي تريد ان تدخل على معقل اهل السنه في المملكة العربية السعودية من خلال اليمن
ازاء ذلك كله تظهر المبادرة الخليجية ثمرة ثورة الشباب بنظري حتى وان لم تحقق الحد الاعلى من طموحات الشباب ذلك الجيل العظيم الذي برهن بسلميته وتضحيته على تباشير لكيان جديد لليمن واهله شمالا وجنوبا وفق منظور جديد يمنح كل ذي حق حقه من خلال الحوار الاخوي البناء كمخرج جميل لتركيبة تلك المعادلة من الدرجة الخامسة المعقدة تضطرنا الى التعامل معها كجزء من منظومة اقليمية ودولية لايمكن الانعزال عنها خصوصا وان الواقع برهن على احترام المجتمع الدولي لها ولاصحابها خاصة السعودية وتأييدهم لها ونحن في ثورتنا الشبابية كنا قد راهنا على البعد الاقليمي والعربي والمجتمعي الدولي واصرينا على التعويل على هذا البعد محافظين على سلمية تحولت الى سليمة سلبية لاتحرك قيم الدول الغربية وانسانيتها المتحرك اصلا حال حصول التضحية والالم والظلم الممارس على الشعوب من خلال ابراز وسائل الاعلام لذلك وتلك النسب من الوقائع المحركة والمهيجة لقرارات المجتمع الدولي ومنظماته وهو ما لم يرده الشباب كثيرا الا في محطات قليلة مقصود منها تحريك الملف دوليا بالاحراج لدول الاقليم غيرمستمرين بدفع لحركة التضحية المعجلة بالاحراج لدول الاقليم والمحرجة لهم امام ضغط واحراج انسانية وقانونية واممية الدول العظمى وشعوبها.
ان ممارسات النظام اليمني بحزبه الحاكم ورئيسه لايمكن تسويتها بالنظام السوري او الليبي سابقا فهو على قدر من الحياء والانسانية لم يستطع الاخرين انكارها من اطراف الاقليم والعالم ولذلك دعموا المبادرة الخليجية وعلينا ان نكون منصفين (((ولايجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى))) تستحق ان نراعيها ولانكون مجرد مقلدين للآخرين دون النظر الى واقعنا واطراف المعادلة فيه وما ينفعه ويضره مستقلين بشخصيتنا المنبثقة من واقعنا وتجربتنا وليس من واقع الاخرين وتجحربتهم التي حكمت اطرافها وقائع وواقع لاينطبق على ماقعنا تماما
اننا اذا امام واقع لايريد ان يضحي الى اخر رمق وفي نفس الوقت يريد ان يحقق الحد الاعلى من المطالب له فتظل المبادرة الخليجية هي المخرج الجميل الممكن ان شاء الله لحل كل القضايا بما فيها القضية الاساسية بنظرنا وهي القضية الجنوبية –والله اعلم-

المصدر: شبكة الساحات السعودية - من قسم: الساحة السياسية