" الجنوب العربي " ضحية المزاعم اليمنية ...

[طائر الاشجان]

" الجنوب اليمني " أكذوبة شارك في تلفيقها أبناء الجنوب العربي أنفسهم ، ففي مطلع ستينيات القرن الماضي لم يكن ليُذكر اسم اليمن إلا بمعزلٍ عن الجنوب العربي ، ولم نسمع أو نقرأ في أدبيات النظام الملكي أو الجمهوري اليمني ما يشير إلى يمنية الجنوب العربي بما فيه حضرموت ، وعندما أضيفت كلمة " اليمن " إلى شعار الجبهة القومية لتُقرأ " الجبهة القومية لتحرير الجنوب ( اليمني ) " بدلاً من " العربي " اعتبرها البعض نكتة ، أما أبناء حضرموت تحديداً فلم يعترفوا بهذا المسمى الجديد ، وعاشوا يستمرئونه على مضض ، ومن عجبٍ أن أول دستور للجمهورية العربية اليمنية لم يشتمل على أي إشارة إلى هذه الصنيعة المفتعلة على أيدي أبناء الجنوب ، وكأن الأمر لا يعنيه ، والحقيقة المؤسفة أن هذه الحلقة المصممة لربط الجنوب العربي باليمن كانت تتولى تجذيرها عناصر يمنية ليس لها علاقة بالجنوب العربي ألبتة ، ومنهم عبدالفتاح اسمعيل الذي جاهد في تولي المهام الإعلامية سواء في عهد قحطان الشعبي أو أثناء مرحلة الكفاح المسلح ، وعندما تقلد منصب أمين عام الحزب أوكل المهمة إلى أحد أوفى المقربين منه وهو راشد محمد ثابت ، الذي حمل حقيبة وزارة الإعلام ، فكان وتر الوحدة اليمنية أكثر الأوتار طنيناً في معزوفة الحزب لأوحد ، وبأنامل يمنية محترفة تخطط على المدى البعيد لضم الجنوب العربي إلى منظومة اليمن بعد مسح هويته سعياً نحو خلق نظام موحد تزول فيه هيمنة الزيدية التي تعمل على التنكيل بأبناء المنطقة الوسطى " الحجرية " وتحرمهم من حق المواطنة الكريمة ، والإسهام في الحكم ، وتقصيهم ليعيشوا بمعزل عن الحياة السياسية ، والتي منحها لهم الجنوب العربي طواعيةً ، فكانت ضالتهم المنشودة لغايات وصولية ، ومشروع يقوم على ابتلاع وطن برمته ، وتغيير هوية أمة بكاملها .

ولقد أدرك الرئيس علي عبدالله صالح هشاشة المشروع الوحدوي منذ الوهلة الأولى ، كونه يقوم على أساس وهمي ، وأن فوائدَ وهبته إياها مصائب قومٍ لا بد أن يستحوذ عليها بالطرق المشروعة وغير المشروعة ، فكانت حرب 94م ترجمةَ لهذه النزعة الطائشة ، واستطاع أن يحقق بالحرب ما عجز عن تحقيقه بالسلم ، هذا السلم الذي يمتطي الجنوبيون اليوم صهوته ، ويمثل لهم أمضى سلاح بواسطته يمكنهم استرجاع حقهم المسلوب .

وللرئيس مستشاريه المخلصين ، ومما تفتقت عنه أذهانهم هو شراء ذمم الجنوبيين ، وبذل الأموال والمناصب والجاه كلٌّ بحسب مقتضاه ، وأوكلت إلى هؤلاء الجنوبيين مهمة الدفاع عن مشروع الضم تحت شعار الوحدة ، وهي خطوة تهدف إلى تضليل الرأي العام الدولي ومنحه انطباعاً يوحي بالمشاركة الجنوبية الفاعلة ، ما يدحض مطالب دعاة تقرير المصير ، وقد قبل بعضهم المهمة لأسباب تراوحت بين الثأر والطمع ، فيما رفضها البعض الآخر باعتبارها خيانة أمة عقوبتها الموت وما بعد الموت " ولعذاب الآخرة أشد وأبقى " .

إن ما نشهده على الساحة اليوم هو مواجهة صريحة مع التاريخ القريب ، ومحاكمة جماهيرية منصتها شوارع الجنوب العربي ، وإدانة لشخوص لا يزالون على قيد الحياة يوارون أيديهم الملطخة بدماء الأبرياء ممن شكلوا كوكبة المسيرة نحو الإستقلال ، وحملوا رايات الحرية في وجه المحتل وأزلامه ، وبات من المؤكد عودة الأوضاع إلى ما قبل عام 90م كمطلب ملح لا أحد يمكنه التكهن بالكيفية التي تضمن تحقيق هذه الغاية ، لكن يقظة الجنوبيين واتساع دائرة القناعة الراسخة لدى الغالبية منهم بوجوب الخلاص من نير الإستحمار الجاثم على صدورهم لا يدع مجالاً للشك في اقتراب الأجل المحتوم لما يسمى وحدة أجمع الكل على أنها تحتضر .



ويمانيتي التي تدعيها .. أين برهانكم وأين الدليلا
صنعتها الجيوش قسراً وغنتها .. مزاميركم نهاراً وليلا

http://***********.net/vb2/showthread.php?t=19632


تحياتي
طائر الاشجان