قناة الجزيرة قناة الانحطاط الانسانى والاخلاقى والسياسى

[ارادة الشعب قانون]

قناة الجزيرة عنوان
الانحطاط الانسانى والاخلاقى والسياسى
لقد اكتشفت بعض حقيقة قناة الجزيرة منذ اشتداد القضية الجنوبية وطريقة تغطيتها من الجزيرة . كانت هناك حادثتان جعلتنى ادرك ان الجزيرة هى قناة سياسية بالدرجة الاولى ، الحادثة الاولى هى تسجيل مقابلة مع حيدر ابوبكر العطاس التى طالب فيها بظهور البيض ، ودعى فى تلك المقابلة على عبدالله صالح والبيض الى فك الارتباط وعودة كل دولة الى وضعها . بقيت هذه المقابلة قابعة فى ادراج الابتزاز لعدة اشهر وبعد ان غير رأيه على عبدالله صالح فى حضور مؤتمر القمة العربية فى الدوحة برعاية قطر واتجه الى قمة السعودية فى الكويت ، اخرجت الجزيرة هذه المقابلة الى النور . الحادثة الثانية هى اقفال السلطات اليمنية فى صنعاء - قبل قيام الاحتجاجات - لمكتب الجزيرة واخذ اجهزته ، نظرا لاحتدام حدة الخلافات على خلفية الحرب فى صعدة ودخول السعودية طرف فى الحرب مع الرئيس قاطعة على قطر نفوذها من خلال مبادرات الحلول السياسية ، فى مساء ذلك اليوم بثت الجزيرة تقريرا عن القضية الجنوبية وعندما تشاهده وتسمعه تشعر وكأن الجزيرة تحولت الى لسان حال القضية الجنوبية تروج لاستقلال الجنوب . وكانت هذه رسالة واضحة للسطات فى اليمن جعلتها تعيد الاجهزة التى صادرتها وتسمح باستمرار عمل مكتب الجزيرة .
من تلك الحادثتين تجلى بوضوح ان القناة ليست فقط منحازة بل قناة ابتزاز سياسى ، وكان هذا مبلغ ضنى واعتقدت انى اكتشفت الحقيقة . ومن طريقة تغطيتها لثورة تونس ومصر تجلى بشكل واضح انها قناة موقف سياسى ، وقناة قضية ورأى ، هى قضية ورأى قطر وان تقراريها الاخبارة ليست مجرد اخبار بل تعليقات سياسية ، واعتقدت كذلك اننى فى هذه المرة اكتشفت الجزيرة على حقيقتها فعلا . لكن لم اتصور أن تصل الجزيرة الى مستوى من الانحطاط السياسى والانسانى والاخلاقى الى درجة فبركة الاحداث وصناعة المسرحيات للتمهيد لاستصدار فتاوى القتل على الهواء مباشرة . لم اتوقع ان تكون الجزيرة مجرد اداة حرب قذرة بل المقاييس فى وقت الحاجة .
فتوى قتل القذافى خير مثال على هذا الانحطاط بقل المقاييس الاخلاقية والانسانية والدينية ... ، وهى فتوى مُهدت بحملة ساخنة محمومة قائمة على الكذب والتلفيق . لقد اخرجت الجزيرة مسرحية يرويها " شهود العيان " - ولاتدرى من اي مكان يتصلون فعلا - تصف قصف الطيران الحربى للمتظاهرين العزل فى طرابلس بالصواريخ ، نعم بالصواريخ . وفى قمة الحبكة الدرامية للمأساة برزت العقدة الرئيسية التى تحتاج الى حل ، انه القذافى المجرم نيرون العصر وهولاكو الزمان ولابد من ظهور بطل يخلص الناس من شره فقد استوجب الامر قتله . اعلنت الفتوى واسدل الستار وتركت النهاية مفتوحة ليكتبها احد الابطال فى الواقع . وطلع الصباح ، وانتهى الكذب المباح ، وصمت الصياح والنواح ، ولم يسمع احد بجريمة قصف الطيران الى اليوم وطويت صفحتها . هذه هى الجزيرة . هل طيران النيتو احد المخلصين ؟ بالتأكيد كان احد الابطال .
اليوم تعلب الجزيرة فى سوريا لعبة اكثر قذارة وانحطاطا وقد حاولت اخراج مسرحية طرابلس مرة اخرى فى سوريا ولكن فشلت ، وربما تعاود انتاج المسرحية بشكل جديد .
( بغض النظر عن موقفنا من القذافى او النظام فى سوريا فذلك امر والجزيرة قضية اخرى )
كيف ينسى الجمهور التغطية الساخنة لمعركة طرابلس الجوية ؟ لماذا لم يسأل احد عن نتائج تلك المعركة ولم يتحدث عنها احد ؟ كيف ادرجت فى طى النسيان ؟ ماهذه الذاكرة الضلحة والمثقوبة والمتطايرة وهذه الجماجم التى تتقبل كل شئ بمنتهى السذاجة دون طرح اى سؤال ! وماهذه الجرأة من الجزيرة للاستمرار فى انتاج نفس المسرحيات ؟ هل فهمت ذاكرة المشاهد جيدا ؟
الاحرى بكل عربى شريف ليس فقط مقاطعة الجزيرة بل اغلاق مكتبها فى بلاده ، واسقاط هذه الصوامع الصهيونية التى تعتبر العن من سفارات الكيان الصهيونى ، لانها تغتال الوعى قبل كل شئ اخر . من طبع على خريطة فلسطين اسم " اسرائيل " بهدف طبعه فى عقل المشاهد لتطبيعه وتليين عقليته المتحجرة التى لا تستسيغ اسم اسرائيل بديلا عن فلسطين ؟
الجزيرة ليست مجرد قناة اخبارية او قناة للرأى والرؤى المتعددة ، الجزيرة هى قسم رئيسى من اقسام وزارة الخارجية القطرية ، ورئيسها ومحرريها ليسوا مجرد موظفين او اعلاميين عاديين بل هم سياسيون بالدرجة الاولى ، ويعبرون عن سياسة قطر وتوجهاتها بشكل مباشر احيانا او غير مباشر احيانا اخرى ، ومن غير المستبعد عقدهم لاجتماعات مع وزير الخارجية القطرية ذاته لرسم السياسة الاعلامية فى بعض القضايا ، ومن غير المستبعد ايضا ارتباطهم بالمخابرات القطرية بل حتى الصهيونية . كم شخص اغتيل بعد مقابلة مع الجزيرة ؟. والجزيرة ايضا هى ورقة سياسية وكرت من كروت اللعب على الطاولة السياسية ، وهى بهذه الصفة قد تستخدم كوسيلة ضغط واحيانا اخرى كوسيلة للابتزاز واحيانا عربون صداقة أوسلاح للحرب الاعلامية والسياسية والدينية ، ... يوظف لصالح احد الحلفاء . والمهم انها اداة فعالة للحرب . وبالمختصر الجزيرة هى قطر ، هى وزارة الخارجية والمخابرات ومسخ مشوه من الايدلوجية الدينية التبريرية التى تجمع بين الوهابية والاخوانية .
تجاهل الجزيرة لما يجرى فى الجنوب العربى ليس مجرد تجاهل ، بل مؤامرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى . فقطر تدعم قضية فى اليمن مضادة لقضية الجنوب العربى وتأتى تغطيتها للاحداث فى سياق يؤكد قضية ويسقط قضية اخرى ، فهى وان لم تهاجم الجنوب صراحة ، ولكنها تضرب تحت الحزام بعنف ، والجزيرة هنا جندت امكاناتها لخدمة الاصلاح واللقاء المشترك عوضا عن خدمة على صالح ، وجندت امكاناتها لخدمة النظام الجيدي القديم اليوم بعد ان اتفق الفرقاء . وتقارير مراسلى القناة تعبير عن سياسة الجزيرة المتطابقة مع سياسة الاصلاح هذه الايام ، انهم ينفذون سياسة الجزيرة بحذافيرها ، ولا يخدعون الجزيرة كما يفسر البعض ، فالمركز الرئيسى للجزيرة مطلع على الاحداث عبر دولة قطر نفسها واستخباراتها فى اليمن وعلاقاتها ، وهى لا تحتاج لمذيع ليطلعها على هذه الاخبار التى تعتبر قطر جزء منها . لن تسمح الجزيرة ، او اى قناة اخرى ، لمذيع للتأثير فى الرأى العام على حسب هواه . لا يمكن تصور هذا الامر . المذيع فى النهاية موظف ، وفى مثل هذه الاحداث ، مجرد بوق يمثل سياسة قناة ، ولو خالف لطرد على الفور .
علينا ان نتذكر تغطية الجزيرة لحفلة الارهاب فى المعجلة ، عوضا عن تغطية تشييع الشهداء من الاطفال والنساء والشيوخ والابرياء ، وهى مأساة انسانية بكل ما تعنية الكلمة من معنى ، وحدث اخبارى على قدر من الاهمية . عوضا عن تغطية الحدث الاصلى غطت المسرحية المدبرة من الاحتلال اليمنى ، غطتها عن سبق اصرار وترصد ( اليست الجزيرة على علم بحفلة الارهاب هذه التى اقيمت على اشلاء الابرياء ؟ هل نزل مراسلها من السماء على المعجلة ، ام جاء بخطة مدبرة ؟ متى صور مراسل خطاب حى للقاعدة ؟ القاعدة هى التى تصور خطاباتها وترسلها للجزيرة ! ) لقد غطت حفلة الشياطين عن سبق اصرار وترصد لتدعم ذلك الاحتلال الذى قتل واباد ونفذ فصل من فصول الحرب القذرة باسم محاربة القاعدة ، عوضا تغطية الحدث الرئيسى الذى قد يثير خطر تعاطف الراى العام مع الشعب الجنوبى ولو على مستوى انسانى بحت . السيت هذه مؤامرة متكتملة فصولها جمعت القاعدة والاحتلال والجزيرة ؟ لو صمتت لهان الامر ، لكنها تعتبر الصمت اتاحة فرصة لنقل مراسم التشييع اعلاميا فارادت ان تخطف حتى مجرد احتمال تغطية حدث التشييع ، و خلقت صورة مغايرة تماما قلبت فيها الحقائق : تجمع للارهاب وليس تشييع جنائز ضحايا الارهاب . والهت الناس عن الحدث الاصلى وشوهته وشوهت سمعة ابناء المنطقة الذين تجمعوا حول الارهابين والذين يشكلون غطاء قبليا لهم .
هل هذا ضرب تحت الحزام ؟ لا هذه ضربة فى الصميم . هذا هو مستوى الجزيرة من الحقارة والقذارة والانحطاط الانسانى العام . والذى يثير حفيظة الانسان هو محاولة البعض ايجاد تبرير للجزيرة ، والانحاء باللائمة على مراسل متامر . وينسون الحقيقة المذكورة اعلاه : ان المراسل موظف تحكمه سياسة ويخدم تلك السياسية ، ولن تسمح لا الجزيرة ولا غيرها لمراسل لصناعة الراى على هواه . فاذا كانت القناة تدعم مصالح بلد المراسل سوف تكون تغطيته اكثر سوادا وحقدا وتخدم سياسة الجزيرة افضل ما يكون من خدمة ، وكذلك اذا كانت تخدم سياسة القناة ايدلوجية مراسل او مذيع او موظف فان هؤلاء سوف يخدمونها بكل احلاص وينسجمون معها .
مايثير الانتباه ان الجزيرة استخدمت شعار جديدا : " الانسانية " . تصور اذا انشأ الشيطان قناة وجعل شعارها " الايمان " . اذا صدقته صدقها .

[abusina]

لاتقدم ولا تاخر هذه القناة لاينفع الشعب الجنوبي الا سواعدهم وماعداء ذلك لايعمل لهم شيء