احمد العيسي يتجه جنوباً في مهمة إحياء مشيخة العواذل موضوع مهم

[بسمل محضار]

3/6/2009

بعد أحداث يناير 1986م كانت وجهة الحاج صالح محمد العيسي إلى مدينة الحديدة حيث استقر مع أبنائه بادئاً حياته الجديدة بإنشاء محطة تهامة للوقود كعمل تجاري يعول عليه تأمين معيشة أسرة فقدت ابنها الأكبر وتتوق لحياة مستقرة.
وعلى العكس من معظم ضحايا أحداث 13يناير الذين تركز وجودهم في صنعاء وتعز، أو من كانوا في معسكرات خاصة بهم، فقد وجد الحاج صالح العيسي النازح من ساحل بحر العرب أن فرصة أفضل للاستقرار تتوفر في الحديدة الرابضة على ساحل البحر الأحمر، والبيئتان تتشابهان كثيراً، بالإضافة إلى حس تجاري جعله يرى في الحديدة مكاناً للعيش وممارسة العمل التجاري.
الأب الذي بدأ عمله من محطة وقود داخل مدينة الحديدة كان يقوم بمهمة وضع اللبنات الأولى فقط ليرسي القاعدة لولده الذي كان حينها لا يزال طالباً في المرحلة الثانوية بمعهد النور العلمي في مدينة الحديدة.
بحسب مواطنين عرفوه حينها فإن الحاج صالح العيسي كان أيضا يملأ خزانات محطته بالآجل، فإمكاناته المادية لا تساعده على دفع المبلغ نقدا. سنوات أمضاها الوالد في محطة وقود العميري في الحديدة، استأجرها من آخرين لتشغيلها، ثم استأجر محطة الميناء ليضيف إليهما بعد أن انضم إليه ولده أحمد محطة زايد، وثلاثتهن في مدينة الحديدة. بعدها اتجه العيسي الابن المولود في 1970م نحو ممارسة التجارة، ولكن هذه المرة في مجال الخدمات البحرية كممون للبواخر بالديزل وكل مستلزمات السفن، وكانت تلك المرحلة بمثابة تهيئة للإعلان عن مرحلة جديدة لآل العيسي.
أبحر بعيداً عن محطات وقود والده وشباك المرمى ليكسب كثيراً من مجاله الجديد الذي تطور من تزويد السفن بالديزل وكل المستلزمات إلى النقل البحري بعد أن اشترى سفينة بقيمة خمسين ألف دولار اقترض معظمها.
لكنه، وبعد حرب صيف 1994م، أصبح أقوى بعد أن خبر الإبحار لاصطياد المال، وبما حصل عليه من بواخر ومعدات بحرية استأجرها من جهات رسمية ساعده في ذلك تولي رفاق العائلة مناصب هامة بعد مشاركتهم في نصر 1994م.
وبحسب معلومات حصلت عليها "المصدر" فإن معدات النقل التي كانت تتبع القوات البحرية لدولة الجنوب آلت إلى العيسي بالإيجار مقابل مبالغ رمزية بعد توثيقه الشراكة مع قيادات عسكرية أخذتها كجزء من استحقاقات حرب 94م.
وتلك المعدات وفرت أرباحاً خيالية جعلت شركة عبر البحار للنقل البحري "OVER SEAS " تتحول إلى امبراطورية خلال سنوات خاصة بعد أن تمكن العيسي من عقد صفقات مع جهات حكومية صار بموجبها ناقلاً رئيسياً لمادتي الديزل والبترول من مصفاة عدن إلى ميناء الحديدة، ومورداً وحيداً لكثير من مؤسسات القطاع الخاص والعام والمختلط.
وبحسب معلومات "المصدر" فإن وزير النقل حينها اللواء أحمد مساعد حسين كان يمنح تسهيلات ودعماً غير محدودين للشاب العيسي لأسباب ترتبط بعلاقات ليس أقلها أن الجميع نزح بعد أحداث 86م بالإضافة إلى أن أسرة آل العيسي خسرت في تلك الأحداث اثنين هما أخو أحمد صالح العيسي وعمه، كما ترتبط بقوة العيسي التي اكتسبها من شركائه النافذين.
لم يكن يعرف عن أحمد صالح العيسي الشاب الإصلاحي النبيه وأحد أعضاء فريق كرة الطائرة بمعهد النور العلمي سوى أنه يهوى الرياضة حد الهوس، ومشغوف بالتجارة، وفيما أخفق في تحقيق نجومية في المجال الأول فقد تمكن من الانطلاق بسرعة الصاروخ في مجال تنمية التجارة ليتحول بعدها إلى مشجع وداعم سخي للرياضة.
منذ منتصف التسعينيات تبنى رجل الأعمال العيسي نادي الهلال الحديدي، وتجارته استمرت في التوسع كل يوم، فبعد تأسيسه شركة عبر البحار للنقل ظل وفياً مع الإرث التجاري البسيط لوالده الحاج صالح العيسي واستمر في إنشاء محطات البترول ليصبح مالكاً لأكبر سلسلة محطات وقود على طريق الحديدة - تعز بالإضافة إلى عدد من المحطات داخل مدينة الحديدة، وإلى جانب تأسيس مصفاة لتكرير النفط في رأس عيسى فقد أنشأ مصنعاً للأكياس وآخر للزيوت.
وكما أن انشغاله بالتجارة حرمه من أن يصبح لاعباً محترفاً في نادي رياضي.. فلم يتمكن من مواصلة الدراسة أو الحصول على مؤهلات علمية عالية - باستثناء حصوله كغيره من الميسورين في هذا البلد في وقت متأخر على مؤهل جامعي في المحاسبة- فقد مكنته الثروة من تحقيق قدر معقول من النفوذ كوجاهة اجتماعية وفاعل خير، وداعم لنادي الهلال مما جعله يصدر اسمه بصفة "الشيخ" بدلا من ألقاب لم يدركها.
لكن تلك الوجاهة لم تنمو بمستوى مواز للثروة التي تتضاعف كل يوم.. وما يوفره له الشركاء النافذون من حماية ودعم لم يعد مقبولاً، وبالتالي فإن نجاحاته المالية صارت باعثة لرغبات في نفوذ أكبر. إلا أن عوامل عدة كانت بمثابة الكابح لرغبات الشيخ العيسي.
أول هذه العوامل وجوده في مدينة تتقاسمها بيوت تجارية كبيرة مضى على وجودها هناك عقود قبل مجيء العيسي من أبين. فمدينة الحديدة مثلث ذو ثلاثة أضلاع متساوية "مجموعة هايل، مجموعة ثابت، مجموعة ردمان" ولا مجال هناك لتعديل التركيبة ليصبح الشكل مربعا مثلاً. والعامل الآخر ارتباطه بحزب الإصلاح الذي بدأ حينها يتجه أكثر نحو المعارضة، وتحولت هذه النقطة إلى عبء يعيق طموحات العيسي ويمكن منافسيه من إقصائه بتهمة تمويل الإصلاح في الحديدة.
ومع شعوره برغبة في نفوذ وجاه يوازي الثروة، ومحاولة للاستفادة من الثقة التي يحظى بها عند شخصيات كبيرة في الدولة أبرزها اللواء علي محسن الأحمر، فإن على الشيخ العيسي البحث عن نقاط قوة بدأها بإعلان انضمامه إلى المؤتمر الشعبي العام بعد أن تلقى وعوداً مؤكدة من قيادة الحزب الحاكم بترشيحه لمجلس النواب عن الدائرة (164) في مدينة الحديدة، وكان ذلك في منتصف 2002م.
لكن الانضمام للمؤتمر لم يمكّن العيسي من اقتحام دائرة النفوذ المضروبة على الحديدة -ماليا في المدينة ومشيخياً في الريف - وتمكن رجل الأعمال عبد الجليل ثابت رئيس فرع المؤتمر بالحديدة من زحلقة العيسي وسلم الدائرة للشيخ مرعي، مقابل وعود تلقاها الأول بترشيحه في المجالس المحلية وتسليمه منصب أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة.
وظل العيسي طوال هذه الفترة يحفر بقوة ليفرض نفسه في المجتمع الحديدي كقاعدة انطلاق نحو صنعاء. لم ينهزم ولم يتسرب إلى نفسه اليأس. وكان حضوره في الأوساط الشعبية يتعاظم مع تزايد ثروته وإنفاقه السخي على مجالات العمل الخيري. وظل انتماؤه لمحافظة أبين مجرد ذكرى قديمة يحن إليها في المناسبات ويصلها القليل من أعماله الخيرية، ولم يفكر أبداً في التوجه جنوباً للاستثمار، وظل يعتقد أن مستقبله في الحديدة والأمر فقط بحاجة إلى قليل من الوقت.
بعد أن سدت الطريق إلى مجلس النواب أمامه في 2003م وتقبلها بروح رياضية جاءت المحطة الثانية حين خاض العيسي، الذي يصنف كأكبر داعم للرياضة اليمنية، معركة ضارية مع منافسه الشيخ حسين الأحمر للفوز بمنصب رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم، ووصل إلى ذات الموقع بصعوبة بعد إجراء جولتين من الانتخابات ألغيت أولاهما بقرار من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
وعلى الرغم أن العيسي يحظى بقبول في الأوساط الرياضية ويلقى تقديراً لإنفاقه السخي واللامحدود على الكرة إلا أن معركته كانت صعبة لأنه يخوضها ضد شخصيات مسنودة قبلياً وسياسياً إلى جانب اعتبارات جهوية ومناطقية جعلته يشعر بأن المال مهما كثر لا يكون قوياً ما لم يسنده النفوذ. وبدأ يعيد حساباته مرة أخرى.
وفي الانتخابات المحلية التي أجريت في 2006م ترشح العيسي للمجلس المحلي عن إحدى مديريات مدينة الحديدة عن المؤتمر الشعبي وفاز بعضوية مجلس المحافظة دون مشقة لأن الإصلاحيين لم ينسوا علاقة ود جمعتهم ولم تتعكر رغم انتقاله إلى المؤتمر الشعبي لحسابات لا علاقة لها بالقناعات وعملوا ضمن طاقم حملته الانتخابية. لكنه لم يتمكن من الفوز بمنصب الأمين العام لمحلي محافظة الحديدة، جاء ذلك في نفس الموسم الذي كلف فيه العيسي بدفع عشرات الملايين كتمويل للدعاية الانتخابية لرئيس الجمهورية في محافظة أبين، وبالتالي فقد أدرك أن ما وصل إليه في الحديدة هو أعلى ما يمكن أن يحققه من نفوذ.
ربما كان تكليفه بتمويل الدعاية الانتخابية للرئيس في أبين هو ما لفت نظره إلى أن عليه أن يعود إلى مسقط رأسه حيث يمكنه تحقيق ما صعب تحقيقه في الحديدة، ولأن الحراك الجنوبي قد بدأ في المحافظات الجنوبية بعد أشهر من الانتخابات الرئاسية فالحاجة للعودة إلى أبين لم تعد رغبة شخصية فقط بل التقت مع رغبة رسمية في إيجاد مراكز نفوذ جديدة في محافظات باتت تشتعل وعلى النظام أن يبحث عن سبل جديدة للسيطرة عليها.
تواصل الحراك وصار النظام يفتش الإرشيف للاستفادة من النازحين من الجنوب كوسيلة لإسكات الشارع الجنوبي. وبعد تصريف طابور من العائدين والعاطلين كان على رجال الأعمال الذين غادروا الجنوب في مختلف المراحل أن يكون لهم دور في ذلك، وبالتالي فقد بدأ العيسي يكرر زياراته إلى محافظة أبين ومشاريعه الخيرية بدأت تحضر بشكل أقوى.
ولأن العودة إلى الجنوب باتت حاجة، فقد استمع النظام في صنعاء لرأي العيسي قبل انتخابات محافظ أبين وكان من المشجعين لانتخاب الميسري، إلا أن تحويل العيسي البوصلة باتجاه الجنوب لم يكن محل ترحيب نافذين هناك وخصوصاً قيادة الحزب الحاكم التي تخشى أن يؤثر حضور العيسي على مصالحها، وبالتالي فقد تحرك قياديون في الحزب الحاكم لإيصال رسائل للرئيس تقلل من أهمية حضور العيسي وعودته للمنطقة.
وبالتالي فإن على العيسي إثبات عكس ذلك، ليستلهم من التكتلات التي ظهرت مؤخراً في الجنوب شكلاً يمنحه حضوراً أقوى. حينها تذكر الشيخ العيسي أنه ينتمي إلى قبائل العواذل ذات التاريخ العريق الذي كان آخر فصل فيه ما قام به أبناء ما كان يسمى حينها بـ"مشيخة العواذل" من دور نضالي لتحرير جنوب الوطن ودحر المحتل، وأن ترؤسه لتكتل قبائل العواذل سيهيء الظرف للعب دور أفضل.
قبائل العواذل تضم عدة مديريات ووزعها تقسيم إداري بعد الوحدة على محافظتي أبين والبيضاء ويجيد أبناؤها لعب الأدوار جيدا. ففي الوقت الذي كان عدد من أبرز شخصياتها هم مؤسسو ملتقى أبناء الجنوب في عام 2001م قبل أن يظهر أي حراك، فإن معظمهم اليوم هم قيادات في المجلس القبلي الذي أعلن مؤخراً برئاسة العيسي ويقدم نفسه على أنه البديل القريب من السلطة لاحتواء الحراك المتصاعد، كما أن عدداً من أبرز شخصيات الحراك والمتواجدين في الداخل والخارج يتصدرون الحراك الجنوبي القائم والذي لا يتحرج عن رفع يافطة الانفصال أمام قمع السلطة وتنكرها لمطالب يرونها أولوية.
خاصة أنه، وقبل حوالي عام، وجد العيسي نفسه في مواجهة حملة إعلامية مدعومة بالوثائق المسربة من أجهزة رسمية تقدمه كمهرب ديزل، ووجد أن ارتباطه بمراكز نفوذ لا يحميه من حملات يعتقد أنها موجهة وأن عليه أن يحمي ثروته وسمعته باعتبارات جهوية ونفوذ يجعل النظام يفكر أكثر من مرة عندما يفكر في الاقتراب منه.. بالإضافة إلى أن ترؤسه لاتحاد الكرة لم يضف له شيئاً ناهيك عن ما يتحمله كرئيس للاتحاد من هزائم ونكسات تمنى بها الرياضة اليمنية.
كما أن العيسي ومنذ سنوات بات وجهة يقصده كثير من المسؤولين والقيادات العسكرية بغرض الحصول على مبالغ يرونها حقا لهم، لا يستطيع العيسي أن يمنع عنهم تلك العادة لكنها باتت تثقل كاهله ويرى أنها إتاوات غير مبررة كان يدفعها قبل أن يقوى عوده حماية لمصالحه وبحثاً عن تسهيلات لأعماله التجارية.
فهل أدرك العيسي مؤخراً قواعد اللعبة وتمنطق جنبية الجد التي لم يرتديها منذ طفولته تقريبا واتجه إلى الجنوب لينقب عن "مشيخة العواذل" بعد أن وجد أن الجنوب المشتعل بات مصدر قوة بإمكانه الاستفادة منها لتعزيز موقفه أمام السلطة وتهيئة نفسه لأدوار أكبر في المستقبل.. ولا مشكلة في ذلك ما دامت السلطة تأمل في دور كهذا خدمة لها وترى أن الرجل لن يفكر بطريقة تتقاطع معها..
[email protected]
نقلاً عن اسبوعية المصدر.

[بسمل محضار]

انا لا اعرف اي شئ عن العيسي املي ان اجد توضيح عن ما كتب خاصه ابن الجنوب العوذلي

[الجنوب العربي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسمل محضار

انا لا اعرف اي شئ عن العيسي املي ان اجد توضيح عن ما كتب خاصه ابن الجنوب العوذلي

ستجد التوضيح هنا
http://www.Smcentrer.Com/vb/showthread.Php؟t=11496

[ابن التحرير]

ياابن العيسي مشاريعكم فاشله مهما حاولتم انت والديكتاتور زعيمكم