لودر هي عروسه أبين وبنود جديدة يلعبه الاحتلال من قصر الرئاسه

[الثائر الصلب]

منطقة لودر تعد من أجمل مناطق محافظة أبين إن لم تكن أجملها على الإطلاق، كونها تجمع كثيرا من صفات الجمال الطبيعي فهي مدينة زراعية تحيط بها المزروعات من كل جانب، كما تطل عليها من الشمال سلسلة جبلية طويلة وعالية الارتفاع تسمى «الكور» وهي جبال ذات اخضرار دائم على مدار السنة..


وقمم تلك الجبال تقابل البحر العربي نتيجة لهبوب الرياح الموسمية على مسطحات البحر التي تنقل السحب الناشئة من مياه البحر إلى سماء جبال لودر فتصطدم بقممها وتتحول إلى أمزان ماطرة فتسيل الأودية كشلالات هادرة تسقي أراضي لودر الزراعية ذات الخصوبة العالية فتأتي ثمارها يانعة لتصبح المنطقة كسلة غذاء على مستوى المحافظة.
وما يميز لودر أيضا أنها تقع على مفترق محافظات ثلاث هي البيضاء وشبوة وعدن فصارت كخلية نحل تجارية وسوقاً حيوية يجد المستهلك حاجته فيها بأقل مما هي عليه الأسعار في مدن المحافظة الأخرى، ويبدو أن موقعها الجغرافي المتميز ومناخها المعتدل على مدار السنة قد جعلها قبلة للكثير من التجار ولربما زاد فيها العرض على الطلب وهذا سر معقولية أسعارها فصارت قبلة للمستهلكين أيضا.
هذه المدينة الجميلة بكل صفاتها سقطت في مستنقع الصراع بين الدولة والجماعات المسلحة التي يقال عنها «قاعدة» وإن كنت أشك أن في اليمن قاعدة وانما هي سلطات الاحتلال هذا الوضع قاد إلى اشتعال الصراع فيها في شهر رمضان واستطاع المسلحون قتل أكثر من ثمانية جنود دفعة واحدة في أول أيام المواجهة، وكعادتها بدأت الدولة بإرسال التعزيزات إلى لودر من زنجبار (150 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من لودر) ومن البيضاء (80 كيلومتر إلى الشمال من لودر) وجمعت القوات على مشارف مدينة لودر ولكنهم لم يتقدموا لاقتحام المدينة وظلت عملية الكر والفر هي المسيطرة على الطرفين، لكن مسلحي القاعدة استطاعوا الإثخان في القوات العسكرية وقتل 16 جندي وتدمير طقمين ومدرعة وعجزت القوات عن مطاردتهم وسرعان ما تفتقت عقليات القادة العسكريين عن خطة «خائبة» زادت الطين بلة وضاعفت من معاناة أهالي لودر حيث أنزلوا منشورات تدعو المواطنين إلى الخروج من المدينة ومن لم يخرج فهو مع القاعدة فخرج الناس وكان خروجا مهينا بسيارات «الدينا» والشاحنات التي لا تصلح إلا لنقل البضائع تكتظ بالأطفال والنساء والرجال وكأنهم يحشرون إلى المحشر وآخرون قطعوا مسافة عشرين كيلومتر من لودر إلى مدينة العين مشيا على الأقدام حين انقطعت بهم السبل، وخطة كهذه جاءت في مصلحة القاعدة التي عبث أفرادها بالمدينة تحت مبرر دعم الجهاد أما القوات العسكرية فلم تجرؤ على دخول المدينة طوال أسبوع وما زالت. وكأن الطرفين اتفقا على أبناء لودر الذين وقعوا بين ناريهما.
حيث ان سلطات الاحتلال هي القاعدة حددت استراتيجية واضحة تمثلت في قتل رجال الأمن والسيطرة على بعض المناطق والقرى واستمالة المدنيين من بعض القبائل لتوسيع نفوذها مما جعل الدولة في الحضيض وخاصة في مناطق تواجد القاعدة التابعه لسلطه الاحتلال ومنها لودر وزنجبار وجعار في أبين.
أكثر من مائة ألف نازح بأمر السلطات
لا شك أن التحركات العسكرية والتعزيزات الواصلة من زنجبار والبيضاء إلى منطقة لودر قد كلفت خزينة الدولة مبالغ ضخمة لكن يضاف إلى هذه العملية الاحتيالية ما يصرف من ذخيرة مدفعية ودبابات وما في حكمها التي تدفع أثمانها الكبيرة من خزينة الدولة وبالعملة الصعبة وفي حال كهذا ينبغي ألا يهدر مثل هذا العتاد إلا لتحقيق الأهداف التي تخدم الأمن والاستقرار، هذا إذا كان لدى القادة العسكريين شيء من بقايا وطنية أما أن تهدر هذه الأموال من مجهود حربي إلى ذخيرة متنوعة إلى آليات تدمر بصورة عبثية فهذا هو عين الفساد والتخريب مع سبق الإصرار والترصد، فكم أهدرت من ذخائر مدفعية على جبل زارة المشرف على مدينة لودر وذخائر أسلحة متنوعة ولم تصب أعضاء القاعدة بأذى ولكنها تسببت أيضا في تخريب بعض المنازل ناهيك عن أرواح الجنود الـ16 التي ذهبت سدى وهي أغلى مما سواها.
إن هذه تعد جرائم جنائية يجب محاكمة مرتكبيها لأن ذلك إما أن يكون فشلا عسكريا أو تواطؤ على الفساد وفي كلا الحالتين يجب أن يقع مرتكبوها تحت طائلة القانون إن كانت هناك دولة بمعناها المتعارف عليه، أما القاعدة فما زال أفرادها يتجولون بحرية في لودر وعددهم لا يتجاوز 20 فردا فقط والقوات ما زالت على بعد خمسة كيلومتر من لودر منذ الخميس 19/8/2010م وحتى السبت 28/8/2010م.
وفي تصريح صحفي لنائب رئيس فرع التجمع اليمني للإصلاح بمديرية لودر محمد ناصر القديمي قال: ما تزال القوات العسكرية خارج مدينة لودر وما يزال المسلحون يظهرون من وقت إلى آخر في المدينة ولا ندري ما الحكمة من عدم دخول القوات إلى المدينة لتطهيرها من المسلحين كما أعلن نائب وزير الداخلية.
وأضاف: لليوم التاسع على التوالي على بدء المعركة والقوات وما زالت مرابطة خارج لودر. وعن وضع المدينة بعد أسبوع من الصراع قال: عادت الحياة تدريجيا إلى المدينة وهي الآن شبه طبيعية لكن القلق والخوف ما يزالان يساوران الناس وقد عاد بعض النازحين ولكن بأعداد محدودة جدا. وعن عدد النازحين قال: أكثر من 100 ألف خرجوا من المدينة حتى لكأنها تحولت إلى مدينة أشباح طوال أسبوع كامل. وعن الجهود الشعبية لإحلال السلام في المدينة أفاد بأن وساطة تقدم بها مشائخ المنطقة فشلت وبقيت الأمور على حالها لكن المحير في الأمر هو عدم دخول القوات لبسط النظام وإظهار هيبة الدولة إن كان لها أثر.
وعن القتلى والإصابات في الجانبين أكد القديمي أن 16 جنديا قتلوا وأصيب عدد آخر لم نتمكن من معرفته أما أفراد القاعدة فلم يصب أحد منهم بأذى مطلقا. واختتم تصريحه بأن الطرفين مازالا يلتزمان الهدوء منذ يوم الجمعة 27/8/2010م ولم تسجل أي احتكاكات بينهما وكل يرابط في موقعه.
مسئول أمني رفيع في المحافظة -فضل عدم ذكر اسمه- قال: هناك ترتيبات أمنية معدة لتطهير المدينة من أعضاء تنظيم القاعدة وهي ترتيبات تصب في مصلحة المواطنين.
وأضاف: لا نريد أن نزج بالقوات المسلحة إلى قلب المدينة حتى لا تقع أخطاء يتضرر منها المواطنون ووضعنا لذلك ترتيبات أمنية تحفظ السلامة للناس وفق مبدأ لا ضرر ولا ضرار. ولم يوضح نوعية هذه الترتيبات الأمنية ولا زمن تنفيذها لكنه قال: إن تنفيذها خلال يومين على الأكثر.
وعلمت «الأهالي» أن لجنة وساطة تبذل مساعيها بحيث يتم ضمان خروج المسلحين من المدينة وعودة الجيش إلى مواقعه وحصر الأضرار التي لحقت بالسكان وهناك ومؤامره من قبل الاحتلال الشمالي والقاعدة في الكر والفر والتعاون فيما بينهم لتصفيه السكان الابرياء وزرع الخوف حتى ذكرت مصادر ان سلطات الاحتلال ان ابناء لودر قاعدة حتى يتم تصفيتهم ولكن الحمد لله تم زوح ابناء لودر من مناطقهم التي كانوا تحت رحمه السلطه وبما يسمونها القاعد وهم ذات عمله واحدة!!