العصبة الحضرمية وحملة مباخر السلطان (الكثيري) - الصفحة 2

ولد الرملة · 2013-04-24, 05:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الديس الشرقية

رفض الصيعر التبعية للسلطنة القعيطية

وفي سنة 1934م و أثناء تواجد النفوذ البريطاني بالجزيرة العربية كان أول توجه حكومي للسيطرة على مناطق الصيعر من قبل السلطنة القعيطية التي كانت تحت الحماية البريطانية، فقد حرص السلطان علي بن صلاح القعيطي مستعينا بالحكومة البريطانية على إخضاع مناطق الصيعر تحت سلطنته فكان الرفض التام من الصيعر للتواجد الأجنبي على أراضيهم وبدأ الصيعر بالتمرد و شن الغارات على قوافل ومناطق السلطنة القعيطية مما إضطر السلطان القعيطي إلى طلب العون من الحكومة البريطانية لوقف ذلك التمرد، وقد أشار إلى هذا الحاج عبدالله جون فليبي في كتابه الجنوب فقال( كان السلطان علي بن صلاح يكثر علي ويلح بأن أسعى له بطلب المساعدة والسلاح من الحكومة البريطانية لإخضاع قبائل الصيعر ونهد المتمردة على سلطنته إذ كانت هذه أمنيته) وفي المقابل قال موضع آخر ( لقد كان إبن سعود يكثر الغارات والهجمات على قبائل الصيعر ليضعف شوكتهم مستعينا بقبائل يام والدواسر الموالية له ولم يستطع إلى ذلك سبيلا ).
إلى أن قامت الحكومة البريطانية بضرب مناطق الصيعر بالطائرات البريطانية بأمر من المستشار البريطاني وليام إنجرامس المكلف عن المنطقة الجنوبية من قبل الحكومة البريطانية مما اضطر قبائل الصيعر إلى ترك مناطقهم الصحراوية و الزحف إلى المناطق الجبلية كالريدة وعقبة عكبان وحَجْر وغيرها من المناطق الجبلية فتبعتهم الطائرات وتم ضرب حصن بن ملْهي وحصن بن رميْدان وحصون أخرى وإنتهى الأمر بتوقيع إنجرامس معاهدة صلح مع قبيلة الصيعر سنة 1935م و إعطائهم الإستقلالية في أراضيهم وعدم تبعيتهم لأي من السلطنات سواءا بلاد حضرموت أوغيرها مع حقهم في فرض عشور( جمارك ) على العابرين في أراضيهم والسماح للحكومة البريطانية بإنشاء مركز عسكري للتفتيش بمنطقة العبر.

تسلم يمينك على هذه المعلومات اخي ونعم بقبائل الصيعر ذياب الصحراء الي عمرهم ماخضعوا لاحد

عتق · 2013-04-24, 10:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الديس الشرقية

رفض الصيعر التبعية للسلطنة القعيطية

وفي سنة 1934م و أثناء تواجد النفوذ البريطاني بالجزيرة العربية كان أول توجه حكومي للسيطرة على مناطق الصيعر من قبل السلطنة القعيطية التي كانت تحت الحماية البريطانية، فقد حرص السلطان علي بن صلاح القعيطي مستعينا بالحكومة البريطانية على إخضاع مناطق الصيعر تحت سلطنته فكان الرفض التام من الصيعر للتواجد الأجنبي على أراضيهم وبدأ الصيعر بالتمرد و شن الغارات على قوافل ومناطق السلطنة القعيطية مما إضطر السلطان القعيطي إلى طلب العون من الحكومة البريطانية لوقف ذلك التمرد، وقد أشار إلى هذا الحاج عبدالله جون فليبي في كتابه الجنوب فقال( كان السلطان علي بن صلاح يكثر علي ويلح بأن أسعى له بطلب المساعدة والسلاح من الحكومة البريطانية لإخضاع قبائل الصيعر ونهد المتمردة على سلطنته إذ كانت هذه أمنيته) وفي المقابل قال موضع آخر ( لقد كان إبن سعود يكثر الغارات والهجمات على قبائل الصيعر ليضعف شوكتهم مستعينا بقبائل يام والدواسر الموالية له ولم يستطع إلى ذلك سبيلا ).
إلى أن قامت الحكومة البريطانية بضرب مناطق الصيعر بالطائرات البريطانية بأمر من المستشار البريطاني وليام إنجرامس المكلف عن المنطقة الجنوبية من قبل الحكومة البريطانية مما اضطر قبائل الصيعر إلى ترك مناطقهم الصحراوية و الزحف إلى المناطق الجبلية كالريدة وعقبة عكبان وحَجْر وغيرها من المناطق الجبلية فتبعتهم الطائرات وتم ضرب حصن بن ملْهي وحصن بن رميْدان وحصون أخرى وإنتهى الأمر بتوقيع إنجرامس معاهدة صلح مع قبيلة الصيعر سنة 1935م و إعطائهم الإستقلالية في أراضيهم وعدم تبعيتهم لأي من السلطنات سواءا بلاد حضرموت أوغيرها مع حقهم في فرض عشور( جمارك ) على العابرين في أراضيهم والسماح للحكومة البريطانية بإنشاء مركز عسكري للتفتيش بمنطقة العبر.

وهذا أكبر دليل أن العبر لم تكن تتبع السلطنة القعيطية لذلك ستعود لحضنها الطبيعي شبوه.

ابوهمام · 2013-04-24, 10:31 PM

::::::::::::::::::::::: تم الحذف بسبب الاسائه:::::::

غمضان النهدي · 2013-04-24, 10:33 PM

شكرا للأخ الديس الشرقية على تلك المعلومات القيمة عن سلطنتي القعيطي والكثيري نحن بأمس الحاجة اليها.

المؤمن الشافعي · 2013-04-24, 10:41 PM

من خلال متابعتي لهذه المعلومات أتضح لي أن الجنوب العربي فعلا أرض واحدة وأبنائها من المهرة الى باب المندب ثقافتهم واحدة ولا فرق بينهم الله يديم التلاحم بين الجنوبيين من أبيناء حضرموت ويافع علاقتهم تاريخية قديمة .وأصبحوا يشكلون نسيج أجتماعي واحد من القدم .. عاشت أرض جنوب العرب من المهرة الى باب المندب .

الديس الشرقية · 2013-04-24, 11:12 PM

شكرا لكل الأخوه ونحن نجلي الغبار عن تاريخ حضرموت.

المؤمن الشافعي · 2013-04-24, 11:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الديس الشرقية

شكرا لكل الأخوه ونحن نجلي الغبار عن تاريخ حضرموت.

حضرموت بسلطناتها هي قلب الجنوب العربي النابض .

عتق · 2013-04-25, 01:21 AM

العوالق وخليفة وبلحارث يحررون شبوه(القديمه) من الغزو الأمامي

بقلم: محمد عيدروس علي السليماني

القردعي يحتل شبوة القديمة: في سبتمبر من عام 1938 وقع حدث مهم سبّب أهم اقتراب رسمي بريطاني من منطقة خليفة. كان ذلك الحدث هو احتلال قوات إمامية بقيادة الشيخ علي بن ناصر القردعي المرادي لمنطقة شبوة القديمة. و قد أزعجت هذه العملية الحكومة البريطانية, لأنها ترى أن سيطرة إمام اليمن عليها, سيقطع التواصل ما بين حضرموت و بيحان و أرض العوالق العليا. و على حسب المصادر البريطانية فإن القردعي كان يزمع الزحف من هناك, طبعا بعد أن تأتيه الإمدادات اللازمة, إلى عياذ و جردان و حاضنة خليفة والعوالق العليا و مرخة. و ليجعل من بيحان التي لها صلات أقوى ببريطانيا, جزيرة في وسط مناطق تدين بالولاء لإمام اليمن.
هملتن و قواته يستعيدون شبوة القديمة من القردعي: لم تتردد بريطانيا لحظة واحدة في اتخاذ الإجراء المناسب لحماية مصالحها. فقد أرسلت تسع طائرات قامت بطيران استعراضي فوق شبوة و العبر و بيحان, لتخويف القردعي و قواته و قبائل المنطقة. و عينت الكابتن "هملتن" الذي أنتقل إلى الإدارة السياسية البريطانية في عدن ليرتب لعملية استعادت شبوة من القردعي. فتواصل مع شريف بيحان و بلحارث و العاقل الهمامي , و أصطحب معه قوة من حرس الحكومة بقيادة الرايس علي جازع العولقي. فتحركت قبائل همام و كانوا حوالي مئة رجل بقيادة العاقل صالح بن حسين الهمامي ومعهم كميات من المياه على ظهور الجمال تكفي لمدة ثلاثة أيام. كما أرسل هملتن رسالة إلى آل مهدي و على وجه التحديد طالب بن علي بن أحمد, و طالب بن علي بن حسين و حسن بن علي بن مقلم مع مجموعة من أصحابهم, و يطلب حضورهم إلى شبوة لمواجهة القردعي و قواته فذهبوا و معهم الشيخ عيدروس بن أحمد بن طالب الذي تزمل قائلا:
إحنا توكلنا على البــــــاري ذي كل شيء مكتوب بالخيرة,
يا حد بن غالب و يا عرما جالش هملتن من جبل صيرة.
و من جهة أخرى كانت علاقة السلطان عوض بن صالح العولقي ببريطانيا سيئة للغاية في هذا الوقت, فرفض إرسال أية قوات عولقية للمشاركة مع هملتن في دحر القردعي, و جاراه في ذلك الشيخ محسن بن فريد العولقي. كما أن عامل الإمام في البيضاء السيد محمد عبدالله الشامي (كان صديقا للقردعي) قام باتصالات سرية, بواسطة السيد ناصر بن محسن (عاقل مرخة), مع السلطان عوض بن صالح لكي يتنازل عن أية حقوق تاريخية للعوالق في شبوة, لكنه رفض ذلك أيضا.
أستسلم القردعي و قواته, دون قتال, مساء يوم 28/11/1938 بعد أن سيطرت قوات هملتن على بير الماء الوحيدة في المنطقة و بعد يومين غادرت قوات القردعي باتجاه الحدود-برا- ترافقها حراسة شرف تتكون من حرس الحكومة و مجموعة من قبائل همام. أما القردعي وبناءا على طلبه فقد طارت به إحدى الطائرات البريطانية إلى النقوب في بيحان يوم 1/12/1938, يرافقه أحد السادة و منها تحرك إلى بلاده. (لم تذكر التقارير البريطانية أسم السيد و لا عن اختطاف القردعي لهذه الطائرة, بعد أن عرف أنها تريد أخذه إلى عدن, كما يدعي البعض), وقد دامت عملية احتلال شبوة و استعادتها حوالي الثلاثة أشهر (سبتمبر-نوفمبر 1938) ما بين احتلال و مفاوضات بريطانية-يمنية, و إنذار بريطاني, ثم استعادتها.
وقد اهتزت جوارح القردعي لهزيمته و أبدع قصيدة أنتقينا منها الأبيات التالية:
و في شبوة طعمنا الحلو مـــرا و نطلب يا خفي اللطف ستــــــري,
و طيارات كم حمرا و صفــــرا عليها أشرار كمن هيم عفـــــــري,
و سيارات تسبق هجن ضمــرا على الوعد أصبحوا كلن مســـري,
و ضابط بيده القوة تجــــــــارا كسبت الصبر و إن الصبر نصـري,
و نا من جيش بالغ كل شبـــرا و عاد (المام) و أبنه عند ظهــري,
و قلبي فيه وقادة و حـــــــــرا بغيت الصبر لكن ضاق صبـــــري,
نقوب أشراف ما هم قوم عثرا تحب الضيف كمن غمر بشــــري,
و يا بيحان ماذا الفعل يجـــرا و عادك في الوسط مانته بقــــري.
علمت القبائل بوجود هملتن في شبوة,فتقاطرت عليه مجاميع منها, و من أهل سليمان ذهب سعيد بن علي المعواك, رويس بن علي بن رويس, طالب بن علي بن رويس, و علي بن سالم القفله فلاقوا هملتن و جنوده و مجاميع من القبائل في منطقة عياذ. و قد حاول مبارك السحم الطوسلي أن يحصل لهم على فسح (هبة) من هملتن فلم ينجح, فقامت همام بالتبرع لهم بمقدار ريال فرنصة عن كل همامي, فجمعوا لهم حوالي106 ريالا. . كما كان من ضمن جنود هملتن من آل سليمان محمد بن الهامل, ناصر بن علي صيمع, و محسن بن الحتير اليسلمي, و من خليفة محمد بن أحمد بن طالب,و بن سالم بن الكديم باحقينة..و صالح بن ناصر بن رزام. و كان هملتن يدفع لكل رجل في قوّته من القبائل ريال فرنصة واحد في اليوم.
هملتن مع قبائل بلعبيد: توجه هملتن و صحبه من شبوة إلى أسفل وادي عرما و هناك قابلته قبائل بلعبيد و عملت له موكبا كبيرا تزمل فيه الشاعر " يسلم بن الحداد" مشيرا إلى استعادة شبوة من القردعي قائلا:
مرحبا, حيّا بما ساقــــــــــــــــه الله ذي له التصروف فيما يقولــــــــــه
يا "هملتن" من حمـــــاها جباهــــا يا سراج البحر عرضه و طولــــــه
بعد وادي عرما توجه إلى عياذ, فأقام فيها مركزا لحرس الحكومة وزوده بجهاز لاسلكي, و نقلت إليه بعد فترة قصيرة القوة التي كانت في شبوة.
هملتن في حاضنة خليفة: بعد عياذ, توجه هملتن و صحبه, و على رأسهم الشريف عوض بن أحمد الهبيلي و محمد بن حسين الهمامي (شقيق عاقل همام), إلى حاضنة خليفة و إلى الجابية بشكل محدد.
لقد أدعى هملتن أنه بعد أن هزم القردعي, أظهرت العديد من القبائل رغبة كبيرة للسلم في المنطقة...كما فعل إنجرامز في حضرموت ( صلح إنجرامز تم ما بين قبائل حضرموت في عام 1937 بتدبير من الضابط السياسي البريطاني هارولد إنجرامز و السيد أبوبكر الكاف, فتم توقيع 1400 اتفاقية صلح ما بين القبائل لمدة 3 أعوام و جددت لمدة عشر سنوات, لكنها استمرت حتى اليوم). فكان هملتن يرى أنه من أجل ترتيب صلح مماثل, فلابد من تجفيف منابع بيع السلاح, و كانت الجابية و حسين بن كعوات أشهر من نار على علم في هذا الجانب. لذلك عزم على الوصول إلى الجابية و مقابلة حسين بن كعوات.
وصلت هملتن رسائل من آل مهدي و آل الصوة تفيد بأنه غير مرحب به في أرضهم . ( هذا ما يذكره هملتن, رغم وجود مجموعة من آل مقلم(آل مهدي السفلان) و عيدروس بن احمد بن طالب ( من آل مهدي العليان) برفقته, علما بأن هملتن لم يذكر في كتابه بأن آل مهدي كانوا برفقته, و لا ندري لماذا فربما أختلط الأمر على هملتن عندما كتب كتابه هذا بعد سنوات عديدة من الحادثة؟). فما كان منه إلا أن استعد للأمر من خلال تشكيل مجموعة قوية بشخصياتها من أربعين فردا. و من أهمهم أحد سادة مرخة المعروفين, و من همام و أهل سليمان و عوالق آخرين, إلى جانب الشريف عوض بن أحمد الهبيلي و أحد مناقد جردان (المنقد هو من يبطل أو يؤيد الأحكام العرفية). فهملتن يعتقد أنه من الصعب على بني هلال ( خليفة) ان يستخدموا القوة ضد هذه التشكيلة من الرجال. فلو فعلوا ذلك لقطعوا أنفسهم عن جيرانهم.
عند وصول هملتن و صحبه إلى الشبيكه, أعترضهم مقلم بن سعيد, فطلب مبارك السحم من هملتن أن يمنحه فسحا مقداره عشرون ريالا فرنصة. لكن بعد ذلك استقبلهم آل مقلم و عرض عليهم الشيخ طالب بن علي بن حسين بن مقلم أن يبيتوا في منزله فوافق الشريف و الهمامي, أما هملتن و مبارك السحم فقد ناما في الخلاء , على حسب رغبة هملتن وبقرب بيت طالب بن علي تأمينا لهم. و من هناك توجه الركب إلى عتق.
عندما وصلوا إلى أطراف عتق برز لهم الشيخ صالح بن الحاشرة بن الصوة في مجموعة من أصحابه. و على حسب وصف هملتن, فصالح يبلغ من العمر حوالي ثلاثون عاما, وسيما, و رجل يرغب في السلام, و هو يمثل قسما مهما من آهل الصوة. و قد رحب بهم و قال لهم أتبعوني فأنا رفيقكم في قبيلتي. ورغم ذلك فعند إقبالهم على عتق كانوا حذرين من أن يمطرهم أحد ما بالرصاص من البيوت المتناثرة. و على بعد حوالي نصف كيلومتر من عتق قابلوا رجلا مسنا (لم يذكر أسمه)في مجموعة صغيرة, و بتدخل من الشريف عوض و دبلوماسيته سمح لهم بالمبيت في عتق و اختاروا ودن العاض جنوبي وادي عتق.
كان هملتن يرى أن الجابية هي مركز بيع السلاح و أن حسين بن كعوات أهم من يتاجر فيه, و فيها مجتمع غني, و حواليه مجتمعات أفقرها السلاح الذي تبيعه لأهلها. و رغم أن حسين بن كعوات قد أستثمر أمواله في بناء المنازل و شراء الأراضي, لكن السلم هو آخر ما يطمح إليه. فهو على علم بصلح إنجرامز في حضرموت, و الذي جعل الحضارمة يحملون العصي و تصدئ بنادقهم في بيوتهم. كما أن قلقه لا بد أنه قد زاد عندما علم بمحادثات السلم في كل من شبوة و جردان, حيث يوجد له العديد من الزبائن. كما أن الرغبة في السلم التي أبداها ابن قبيلته و قريته صالح بن الحاشرة و آل مهدي , تنذر بخراب تجارته في السلاح.
و صل هملتن إلى الجابية صبيحة يوم 30/12/1938 و بهره عمرانها و طريقة بناء البيوت, و قد ذكر أن بها ما يقارب المائة بيت, معظمها من ثلاث طوابق, و تحميها خمسة حصون طويلة مبنية من اللّبن. كما ذكر أن بها بئرين. اصطف لاستقبالهم حوالي مأتي شخص خارجها. و أقيم لهم موكب (محف) و تبودل إطلاق النار للتحية كما تجري العادة, و خلال المحف برز مبارك عبدالله السحم الطوسلي (كان برتبة رايس في حرس الحكومة مع هملتن), متزملا:
حيو بسركال البحور الطاميـة ذي تسقي العطشان من مويه صريح,
با تدخلون الدين و أنته شافعي و لا ألبسو قمصان في دين المسيـح.
فرد عليه سالم بن المحترق بن الصوة قائلا:
العهد للسركال ما شي عندنـــــا عند القريشي بن منصر بن صلاح,
من لا يكافي في الوطن لا يحلها ريته مع الشعفان و أمواج الريـــاح,
و علي أي حال فقد سمحت لهم أهل الصوة أن يخيموا بقرب مقبرة اليهود, أي على بعد ثلاثمأة متر من أقرب حصن, و لم يستضفهم أحد إلى البيوت, لكن صالح بن الحاشرة قدم لهم لحما, رغم أنه لم يكن غنيا. و هنا يفيد هملتن أنه نسي أن يفكر كجندي, و إلا لخيّم و صحبه على مسافة لا تقل عن كيلومتر واحد من تلك البلدة المزعجة..
حسين بن كعوات يقابل هملتن: قبيل الغروب, وصلهم حسين بن كعوات للحديث. و قال أن الصلح مع أهل مهدي لا يمكن الوثوق به, كما عرّج في حديثه على الخلاف الباراسي-اليسلمي, و علق على دحر قوات الإمام في شبوة, كما سرد شيئا من تاريخ بني هلال. فما كان من هملتن إلاّ أن سأله:" هل سمعت بصلح إنجرامز؟" فعقّب حسين, متجاهلا السؤال, قائلا " هل صحيح أن إنجرامز فرض ضرائب على المكلا و حضرموت؟" فرد عليه هملتن: " لكنها ليست دما". و هنا تثاءب حسين بن كعوات, مدعيا أنه يحس بالنعاس, و مشى.
في اليوم التالي تقابل هملتن و حسين بن كعوات مرة أخرى, فقرر هملتن أن يعامله كتاجر و ليس كشخصية قبيلية. و ابرز له بندقا من نوع "طالب شر" و سأله إن كان هذا بندقا جيدا؟ فقام حسين بتفحص البندق و قال أنه جيد و قيمته تتراوح من أربعمأة إلى خمسمأة ريال فرنصة. فكرر هملتن السؤال: لكن هل هو جيد؟ فرد حسين باستغراب: نعم هو جيد, جيد جدا". و هنا وصل هملتن إلى مغزاه فرد على حسين قائلا: (( نعم أنه بندق جيد, لكنه شئ سيئ". لقد صنع لصيد الوحوش البرية, أما هنا فهو يستخدم لقتل الرجال.. المسلمين. لقد أصبحت سمينا بسبب الحروب و دماء المسلمين. و كلما قتل رجل في المشرق ازددت بدانة يا حسين. و لو كان الأمر لي لأخذت كل ما في مخازنك من سلاح, و لأصبحت تتاجر في الأقمشة. لهذا السبب أنت ضد إحلال السلم في المنطقة و غيرها. و لو تآخى المسلمين, مثلما يفترض أن يكونوا, لأنكمش كرشك إلى النصف)). ( كما نلاحظ هنا أن هملتن نصّب نفسه مدافعا عن المسلمين. ؟). على أي حال كان حسين بن كعوات غنيا بمقاييس ذلك الزمان, و كان غفر الله له, لا يسلّف أحدا إلاّ إن كان محربا ( يطلب ثأرا) كما كان يبيع مشط (خمس حبات) رصاص العيلمان بأربعة ريالات فرنصة. و خلال وجود هملتن جاءت طائرتان من النوع المسمى "أبو محر" و حطتا في جول الجابية و جلبتا تموينا لهملتن و قواته, و عادتا إلى عدن.
على أثر ذلك كتب الشيخ عبدالله بن عوض الصوة (جوهر) رسالة احتجاجية إلى الكولونيل ليك والي عدن, يحتج فيها على هملتن الذي يفيد بأنه "جاب جنود الحكومة بدون إذن و أنزل طائرة الحكومة في بلادهم و يخلي مسؤوليته من أي فعل ضد الجنود و الطائرة". و يفيد أيضا بأنه لا يعترف لبريطانيا بأي حماية عليهم و أنهم تابعين للمملكة المتوكلية اليمنية ( الرسالة مؤرخة في نوفمبر 1934وليس بالهجري مثلما يحصل في العادة و خطها جميل نسبيا , لكن فحواها يطابق أحداث وصول هملتن إلى الجابية, و لا نعلم بأي زيارة قام بها هملتن و الطائرات البريطانية إلى الجابية غير ما ذكرنا أنه حصل في ديسمبر 1938, كما ورد في المقال هذه, و يبقى تاريخ الرسالة لغزا, فربما أنها نقلت من أصل).
خلال تأهب هملتن و صحبه لمغادرة الجابية قدم عليهم فجأة منصور بن لحول الباراسي و أعلن لهم بأنهم ممنوعون من المرور في الضلعة. و قد أدى هذا إلى حصول مشادة بالأيدي ما بين منصور و هملتن, ليس مجال تفصيلها هنا. المهم أن هملتن غادر إلى وادي همام ثم نصاب.

الديس الشرقية · 2013-04-25, 01:51 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عتق

العوالق وخليفة وبلحارث يحررون شبوه(القديمه) من الغزو الأمامي

بقلم: محمد عيدروس علي السليماني

القردعي يحتل شبوة القديمة: في سبتمبر من عام 1938 وقع حدث مهم سبّب أهم اقتراب رسمي بريطاني من منطقة خليفة. كان ذلك الحدث هو احتلال قوات إمامية بقيادة الشيخ علي بن ناصر القردعي المرادي لمنطقة شبوة القديمة. و قد أزعجت هذه العملية الحكومة البريطانية, لأنها ترى أن سيطرة إمام اليمن عليها, سيقطع التواصل ما بين حضرموت و بيحان و أرض العوالق العليا. و على حسب المصادر البريطانية فإن القردعي كان يزمع الزحف من هناك, طبعا بعد أن تأتيه الإمدادات اللازمة, إلى عياذ و جردان و حاضنة خليفة والعوالق العليا و مرخة. و ليجعل من بيحان التي لها صلات أقوى ببريطانيا, جزيرة في وسط مناطق تدين بالولاء لإمام اليمن.
هملتن و قواته يستعيدون شبوة القديمة من القردعي: لم تتردد بريطانيا لحظة واحدة في اتخاذ الإجراء المناسب لحماية مصالحها. فقد أرسلت تسع طائرات قامت بطيران استعراضي فوق شبوة و العبر و بيحان, لتخويف القردعي و قواته و قبائل المنطقة. و عينت الكابتن "هملتن" الذي أنتقل إلى الإدارة السياسية البريطانية في عدن ليرتب لعملية استعادت شبوة من القردعي. فتواصل مع شريف بيحان و بلحارث و العاقل الهمامي , و أصطحب معه قوة من حرس الحكومة بقيادة الرايس علي جازع العولقي. فتحركت قبائل همام و كانوا حوالي مئة رجل بقيادة العاقل صالح بن حسين الهمامي ومعهم كميات من المياه على ظهور الجمال تكفي لمدة ثلاثة أيام. كما أرسل هملتن رسالة إلى آل مهدي و على وجه التحديد طالب بن علي بن أحمد, و طالب بن علي بن حسين و حسن بن علي بن مقلم مع مجموعة من أصحابهم, و يطلب حضورهم إلى شبوة لمواجهة القردعي و قواته فذهبوا و معهم الشيخ عيدروس بن أحمد بن طالب الذي تزمل قائلا:
إحنا توكلنا على البــــــاري ذي كل شيء مكتوب بالخيرة,
يا حد بن غالب و يا عرما جالش هملتن من جبل صيرة.
و من جهة أخرى كانت علاقة السلطان عوض بن صالح العولقي ببريطانيا سيئة للغاية في هذا الوقت, فرفض إرسال أية قوات عولقية للمشاركة مع هملتن في دحر القردعي, و جاراه في ذلك الشيخ محسن بن فريد العولقي. كما أن عامل الإمام في البيضاء السيد محمد عبدالله الشامي (كان صديقا للقردعي) قام باتصالات سرية, بواسطة السيد ناصر بن محسن (عاقل مرخة), مع السلطان عوض بن صالح لكي يتنازل عن أية حقوق تاريخية للعوالق في شبوة, لكنه رفض ذلك أيضا.
أستسلم القردعي و قواته, دون قتال, مساء يوم 28/11/1938 بعد أن سيطرت قوات هملتن على بير الماء الوحيدة في المنطقة و بعد يومين غادرت قوات القردعي باتجاه الحدود-برا- ترافقها حراسة شرف تتكون من حرس الحكومة و مجموعة من قبائل همام. أما القردعي وبناءا على طلبه فقد طارت به إحدى الطائرات البريطانية إلى النقوب في بيحان يوم 1/12/1938, يرافقه أحد السادة و منها تحرك إلى بلاده. (لم تذكر التقارير البريطانية أسم السيد و لا عن اختطاف القردعي لهذه الطائرة, بعد أن عرف أنها تريد أخذه إلى عدن, كما يدعي البعض), وقد دامت عملية احتلال شبوة و استعادتها حوالي الثلاثة أشهر (سبتمبر-نوفمبر 1938) ما بين احتلال و مفاوضات بريطانية-يمنية, و إنذار بريطاني, ثم استعادتها.
وقد اهتزت جوارح القردعي لهزيمته و أبدع قصيدة أنتقينا منها الأبيات التالية:
و في شبوة طعمنا الحلو مـــرا و نطلب يا خفي اللطف ستــــــري,
و طيارات كم حمرا و صفــــرا عليها أشرار كمن هيم عفـــــــري,
و سيارات تسبق هجن ضمــرا على الوعد أصبحوا كلن مســـري,
و ضابط بيده القوة تجــــــــارا كسبت الصبر و إن الصبر نصـري,
و نا من جيش بالغ كل شبـــرا و عاد (المام) و أبنه عند ظهــري,
و قلبي فيه وقادة و حـــــــــرا بغيت الصبر لكن ضاق صبـــــري,
نقوب أشراف ما هم قوم عثرا تحب الضيف كمن غمر بشــــري,
و يا بيحان ماذا الفعل يجـــرا و عادك في الوسط مانته بقــــري.
علمت القبائل بوجود هملتن في شبوة,فتقاطرت عليه مجاميع منها, و من أهل سليمان ذهب سعيد بن علي المعواك, رويس بن علي بن رويس, طالب بن علي بن رويس, و علي بن سالم القفله فلاقوا هملتن و جنوده و مجاميع من القبائل في منطقة عياذ. و قد حاول مبارك السحم الطوسلي أن يحصل لهم على فسح (هبة) من هملتن فلم ينجح, فقامت همام بالتبرع لهم بمقدار ريال فرنصة عن كل همامي, فجمعوا لهم حوالي106 ريالا. . كما كان من ضمن جنود هملتن من آل سليمان محمد بن الهامل, ناصر بن علي صيمع, و محسن بن الحتير اليسلمي, و من خليفة محمد بن أحمد بن طالب,و بن سالم بن الكديم باحقينة..و صالح بن ناصر بن رزام. و كان هملتن يدفع لكل رجل في قوّته من القبائل ريال فرنصة واحد في اليوم.
هملتن مع قبائل بلعبيد: توجه هملتن و صحبه من شبوة إلى أسفل وادي عرما و هناك قابلته قبائل بلعبيد و عملت له موكبا كبيرا تزمل فيه الشاعر " يسلم بن الحداد" مشيرا إلى استعادة شبوة من القردعي قائلا:
مرحبا, حيّا بما ساقــــــــــــــــه الله ذي له التصروف فيما يقولــــــــــه
يا "هملتن" من حمـــــاها جباهــــا يا سراج البحر عرضه و طولــــــه
بعد وادي عرما توجه إلى عياذ, فأقام فيها مركزا لحرس الحكومة وزوده بجهاز لاسلكي, و نقلت إليه بعد فترة قصيرة القوة التي كانت في شبوة.
هملتن في حاضنة خليفة: بعد عياذ, توجه هملتن و صحبه, و على رأسهم الشريف عوض بن أحمد الهبيلي و محمد بن حسين الهمامي (شقيق عاقل همام), إلى حاضنة خليفة و إلى الجابية بشكل محدد.
لقد أدعى هملتن أنه بعد أن هزم القردعي, أظهرت العديد من القبائل رغبة كبيرة للسلم في المنطقة...كما فعل إنجرامز في حضرموت ( صلح إنجرامز تم ما بين قبائل حضرموت في عام 1937 بتدبير من الضابط السياسي البريطاني هارولد إنجرامز و السيد أبوبكر الكاف, فتم توقيع 1400 اتفاقية صلح ما بين القبائل لمدة 3 أعوام و جددت لمدة عشر سنوات, لكنها استمرت حتى اليوم). فكان هملتن يرى أنه من أجل ترتيب صلح مماثل, فلابد من تجفيف منابع بيع السلاح, و كانت الجابية و حسين بن كعوات أشهر من نار على علم في هذا الجانب. لذلك عزم على الوصول إلى الجابية و مقابلة حسين بن كعوات.
وصلت هملتن رسائل من آل مهدي و آل الصوة تفيد بأنه غير مرحب به في أرضهم . ( هذا ما يذكره هملتن, رغم وجود مجموعة من آل مقلم(آل مهدي السفلان) و عيدروس بن احمد بن طالب ( من آل مهدي العليان) برفقته, علما بأن هملتن لم يذكر في كتابه بأن آل مهدي كانوا برفقته, و لا ندري لماذا فربما أختلط الأمر على هملتن عندما كتب كتابه هذا بعد سنوات عديدة من الحادثة؟). فما كان منه إلا أن استعد للأمر من خلال تشكيل مجموعة قوية بشخصياتها من أربعين فردا. و من أهمهم أحد سادة مرخة المعروفين, و من همام و أهل سليمان و عوالق آخرين, إلى جانب الشريف عوض بن أحمد الهبيلي و أحد مناقد جردان (المنقد هو من يبطل أو يؤيد الأحكام العرفية). فهملتن يعتقد أنه من الصعب على بني هلال ( خليفة) ان يستخدموا القوة ضد هذه التشكيلة من الرجال. فلو فعلوا ذلك لقطعوا أنفسهم عن جيرانهم.
عند وصول هملتن و صحبه إلى الشبيكه, أعترضهم مقلم بن سعيد, فطلب مبارك السحم من هملتن أن يمنحه فسحا مقداره عشرون ريالا فرنصة. لكن بعد ذلك استقبلهم آل مقلم و عرض عليهم الشيخ طالب بن علي بن حسين بن مقلم أن يبيتوا في منزله فوافق الشريف و الهمامي, أما هملتن و مبارك السحم فقد ناما في الخلاء , على حسب رغبة هملتن وبقرب بيت طالب بن علي تأمينا لهم. و من هناك توجه الركب إلى عتق.
عندما وصلوا إلى أطراف عتق برز لهم الشيخ صالح بن الحاشرة بن الصوة في مجموعة من أصحابه. و على حسب وصف هملتن, فصالح يبلغ من العمر حوالي ثلاثون عاما, وسيما, و رجل يرغب في السلام, و هو يمثل قسما مهما من آهل الصوة. و قد رحب بهم و قال لهم أتبعوني فأنا رفيقكم في قبيلتي. ورغم ذلك فعند إقبالهم على عتق كانوا حذرين من أن يمطرهم أحد ما بالرصاص من البيوت المتناثرة. و على بعد حوالي نصف كيلومتر من عتق قابلوا رجلا مسنا (لم يذكر أسمه)في مجموعة صغيرة, و بتدخل من الشريف عوض و دبلوماسيته سمح لهم بالمبيت في عتق و اختاروا ودن العاض جنوبي وادي عتق.
كان هملتن يرى أن الجابية هي مركز بيع السلاح و أن حسين بن كعوات أهم من يتاجر فيه, و فيها مجتمع غني, و حواليه مجتمعات أفقرها السلاح الذي تبيعه لأهلها. و رغم أن حسين بن كعوات قد أستثمر أمواله في بناء المنازل و شراء الأراضي, لكن السلم هو آخر ما يطمح إليه. فهو على علم بصلح إنجرامز في حضرموت, و الذي جعل الحضارمة يحملون العصي و تصدئ بنادقهم في بيوتهم. كما أن قلقه لا بد أنه قد زاد عندما علم بمحادثات السلم في كل من شبوة و جردان, حيث يوجد له العديد من الزبائن. كما أن الرغبة في السلم التي أبداها ابن قبيلته و قريته صالح بن الحاشرة و آل مهدي , تنذر بخراب تجارته في السلاح.
و صل هملتن إلى الجابية صبيحة يوم 30/12/1938 و بهره عمرانها و طريقة بناء البيوت, و قد ذكر أن بها ما يقارب المائة بيت, معظمها من ثلاث طوابق, و تحميها خمسة حصون طويلة مبنية من اللّبن. كما ذكر أن بها بئرين. اصطف لاستقبالهم حوالي مأتي شخص خارجها. و أقيم لهم موكب (محف) و تبودل إطلاق النار للتحية كما تجري العادة, و خلال المحف برز مبارك عبدالله السحم الطوسلي (كان برتبة رايس في حرس الحكومة مع هملتن), متزملا:
حيو بسركال البحور الطاميـة ذي تسقي العطشان من مويه صريح,
با تدخلون الدين و أنته شافعي و لا ألبسو قمصان في دين المسيـح.
فرد عليه سالم بن المحترق بن الصوة قائلا:
العهد للسركال ما شي عندنـــــا عند القريشي بن منصر بن صلاح,
من لا يكافي في الوطن لا يحلها ريته مع الشعفان و أمواج الريـــاح,
و علي أي حال فقد سمحت لهم أهل الصوة أن يخيموا بقرب مقبرة اليهود, أي على بعد ثلاثمأة متر من أقرب حصن, و لم يستضفهم أحد إلى البيوت, لكن صالح بن الحاشرة قدم لهم لحما, رغم أنه لم يكن غنيا. و هنا يفيد هملتن أنه نسي أن يفكر كجندي, و إلا لخيّم و صحبه على مسافة لا تقل عن كيلومتر واحد من تلك البلدة المزعجة..
حسين بن كعوات يقابل هملتن: قبيل الغروب, وصلهم حسين بن كعوات للحديث. و قال أن الصلح مع أهل مهدي لا يمكن الوثوق به, كما عرّج في حديثه على الخلاف الباراسي-اليسلمي, و علق على دحر قوات الإمام في شبوة, كما سرد شيئا من تاريخ بني هلال. فما كان من هملتن إلاّ أن سأله:" هل سمعت بصلح إنجرامز؟" فعقّب حسين, متجاهلا السؤال, قائلا " هل صحيح أن إنجرامز فرض ضرائب على المكلا و حضرموت؟" فرد عليه هملتن: " لكنها ليست دما". و هنا تثاءب حسين بن كعوات, مدعيا أنه يحس بالنعاس, و مشى.
في اليوم التالي تقابل هملتن و حسين بن كعوات مرة أخرى, فقرر هملتن أن يعامله كتاجر و ليس كشخصية قبيلية. و ابرز له بندقا من نوع "طالب شر" و سأله إن كان هذا بندقا جيدا؟ فقام حسين بتفحص البندق و قال أنه جيد و قيمته تتراوح من أربعمأة إلى خمسمأة ريال فرنصة. فكرر هملتن السؤال: لكن هل هو جيد؟ فرد حسين باستغراب: نعم هو جيد, جيد جدا". و هنا وصل هملتن إلى مغزاه فرد على حسين قائلا: (( نعم أنه بندق جيد, لكنه شئ سيئ". لقد صنع لصيد الوحوش البرية, أما هنا فهو يستخدم لقتل الرجال.. المسلمين. لقد أصبحت سمينا بسبب الحروب و دماء المسلمين. و كلما قتل رجل في المشرق ازددت بدانة يا حسين. و لو كان الأمر لي لأخذت كل ما في مخازنك من سلاح, و لأصبحت تتاجر في الأقمشة. لهذا السبب أنت ضد إحلال السلم في المنطقة و غيرها. و لو تآخى المسلمين, مثلما يفترض أن يكونوا, لأنكمش كرشك إلى النصف)). ( كما نلاحظ هنا أن هملتن نصّب نفسه مدافعا عن المسلمين. ؟). على أي حال كان حسين بن كعوات غنيا بمقاييس ذلك الزمان, و كان غفر الله له, لا يسلّف أحدا إلاّ إن كان محربا ( يطلب ثأرا) كما كان يبيع مشط (خمس حبات) رصاص العيلمان بأربعة ريالات فرنصة. و خلال وجود هملتن جاءت طائرتان من النوع المسمى "أبو محر" و حطتا في جول الجابية و جلبتا تموينا لهملتن و قواته, و عادتا إلى عدن.
على أثر ذلك كتب الشيخ عبدالله بن عوض الصوة (جوهر) رسالة احتجاجية إلى الكولونيل ليك والي عدن, يحتج فيها على هملتن الذي يفيد بأنه "جاب جنود الحكومة بدون إذن و أنزل طائرة الحكومة في بلادهم و يخلي مسؤوليته من أي فعل ضد الجنود و الطائرة". و يفيد أيضا بأنه لا يعترف لبريطانيا بأي حماية عليهم و أنهم تابعين للمملكة المتوكلية اليمنية ( الرسالة مؤرخة في نوفمبر 1934وليس بالهجري مثلما يحصل في العادة و خطها جميل نسبيا , لكن فحواها يطابق أحداث وصول هملتن إلى الجابية, و لا نعلم بأي زيارة قام بها هملتن و الطائرات البريطانية إلى الجابية غير ما ذكرنا أنه حصل في ديسمبر 1938, كما ورد في المقال هذه, و يبقى تاريخ الرسالة لغزا, فربما أنها نقلت من أصل).
خلال تأهب هملتن و صحبه لمغادرة الجابية قدم عليهم فجأة منصور بن لحول الباراسي و أعلن لهم بأنهم ممنوعون من المرور في الضلعة. و قد أدى هذا إلى حصول مشادة بالأيدي ما بين منصور و هملتن, ليس مجال تفصيلها هنا. المهم أن هملتن غادر إلى وادي همام ثم نصاب.

شكرا للأخ عتق على نقل هذا المقال القيم للأخ السليماني والذي يضي فتره مهمة من تاريخنا في منطقة شبوه.

عتق · 2013-04-25, 01:59 AM

لو تتكرم الأدارة بتثبيت الموضوع لأهميتة التاريخية.

2013-04-24, 10:31 PM	#13
ابوهمام قلـــــم نشيـط جــــداً تاريخ التسجيل: 2007-11-29 المشاركات: 294	::::::::::::::::::::::: تم الحذف بسبب الاسائه::::::: التعديل الأخير تم بواسطة المصرب ; 2013-04-25 الساعة 01:54 AM

2013-04-24, 11:12 PM	#16
الديس الشرقية قلـــــم نشيـط جــــداً تاريخ التسجيل: 2012-04-14 المشاركات: 181	شكرا لكل الأخوه ونحن نجلي الغبار عن تاريخ حضرموت. التعديل الأخير تم بواسطة الديس الشرقية ; 2013-04-24 الساعة 11:25 PM

2013-04-25, 01:21 AM	#18
عتق قلـــــم فعـــّـال تاريخ التسجيل: 2012-04-14 المشاركات: 420	العوالق وخليفة وبلحارث يحررون شبوه(القديمه) من الغزو الأمامي بقلم: محمد عيدروس علي السليماني القردعي يحتل شبوة القديمة: في سبتمبر من عام 1938 وقع حدث مهم سبّب أهم اقتراب رسمي بريطاني من منطقة خليفة. كان ذلك الحدث هو احتلال قوات إمامية بقيادة الشيخ علي بن ناصر القردعي المرادي لمنطقة شبوة القديمة. و قد أزعجت هذه العملية الحكومة البريطانية, لأنها ترى أن سيطرة إمام اليمن عليها, سيقطع التواصل ما بين حضرموت و بيحان و أرض العوالق العليا. و على حسب المصادر البريطانية فإن القردعي كان يزمع الزحف من هناك, طبعا بعد أن تأتيه الإمدادات اللازمة, إلى عياذ و جردان و حاضنة خليفة والعوالق العليا و مرخة. و ليجعل من بيحان التي لها صلات أقوى ببريطانيا, جزيرة في وسط مناطق تدين بالولاء لإمام اليمن. هملتن و قواته يستعيدون شبوة القديمة من القردعي: لم تتردد بريطانيا لحظة واحدة في اتخاذ الإجراء المناسب لحماية مصالحها. فقد أرسلت تسع طائرات قامت بطيران استعراضي فوق شبوة و العبر و بيحان, لتخويف القردعي و قواته و قبائل المنطقة. و عينت الكابتن "هملتن" الذي أنتقل إلى الإدارة السياسية البريطانية في عدن ليرتب لعملية استعادت شبوة من القردعي. فتواصل مع شريف بيحان و بلحارث و العاقل الهمامي , و أصطحب معه قوة من حرس الحكومة بقيادة الرايس علي جازع العولقي. فتحركت قبائل همام و كانوا حوالي مئة رجل بقيادة العاقل صالح بن حسين الهمامي ومعهم كميات من المياه على ظهور الجمال تكفي لمدة ثلاثة أيام. كما أرسل هملتن رسالة إلى آل مهدي و على وجه التحديد طالب بن علي بن أحمد, و طالب بن علي بن حسين و حسن بن علي بن مقلم مع مجموعة من أصحابهم, و يطلب حضورهم إلى شبوة لمواجهة القردعي و قواته فذهبوا و معهم الشيخ عيدروس بن أحمد بن طالب الذي تزمل قائلا: إحنا توكلنا على البــــــاري ذي كل شيء مكتوب بالخيرة, يا حد بن غالب و يا عرما جالش هملتن من جبل صيرة. و من جهة أخرى كانت علاقة السلطان عوض بن صالح العولقي ببريطانيا سيئة للغاية في هذا الوقت, فرفض إرسال أية قوات عولقية للمشاركة مع هملتن في دحر القردعي, و جاراه في ذلك الشيخ محسن بن فريد العولقي. كما أن عامل الإمام في البيضاء السيد محمد عبدالله الشامي (كان صديقا للقردعي) قام باتصالات سرية, بواسطة السيد ناصر بن محسن (عاقل مرخة), مع السلطان عوض بن صالح لكي يتنازل عن أية حقوق تاريخية للعوالق في شبوة, لكنه رفض ذلك أيضا. أستسلم القردعي و قواته, دون قتال, مساء يوم 28/11/1938 بعد أن سيطرت قوات هملتن على بير الماء الوحيدة في المنطقة و بعد يومين غادرت قوات القردعي باتجاه الحدود-برا- ترافقها حراسة شرف تتكون من حرس الحكومة و مجموعة من قبائل همام. أما القردعي وبناءا على طلبه فقد طارت به إحدى الطائرات البريطانية إلى النقوب في بيحان يوم 1/12/1938, يرافقه أحد السادة و منها تحرك إلى بلاده. (لم تذكر التقارير البريطانية أسم السيد و لا عن اختطاف القردعي لهذه الطائرة, بعد أن عرف أنها تريد أخذه إلى عدن, كما يدعي البعض), وقد دامت عملية احتلال شبوة و استعادتها حوالي الثلاثة أشهر (سبتمبر-نوفمبر 1938) ما بين احتلال و مفاوضات بريطانية-يمنية, و إنذار بريطاني, ثم استعادتها. وقد اهتزت جوارح القردعي لهزيمته و أبدع قصيدة أنتقينا منها الأبيات التالية: و في شبوة طعمنا الحلو مـــرا و نطلب يا خفي اللطف ستــــــري, و طيارات كم حمرا و صفــــرا عليها أشرار كمن هيم عفـــــــري, و سيارات تسبق هجن ضمــرا على الوعد أصبحوا كلن مســـري, و ضابط بيده القوة تجــــــــارا كسبت الصبر و إن الصبر نصـري, و نا من جيش بالغ كل شبـــرا و عاد (المام) و أبنه عند ظهــري, و قلبي فيه وقادة و حـــــــــرا بغيت الصبر لكن ضاق صبـــــري, نقوب أشراف ما هم قوم عثرا تحب الضيف كمن غمر بشــــري, و يا بيحان ماذا الفعل يجـــرا و عادك في الوسط مانته بقــــري. علمت القبائل بوجود هملتن في شبوة,فتقاطرت عليه مجاميع منها, و من أهل سليمان ذهب سعيد بن علي المعواك, رويس بن علي بن رويس, طالب بن علي بن رويس, و علي بن سالم القفله فلاقوا هملتن و جنوده و مجاميع من القبائل في منطقة عياذ. و قد حاول مبارك السحم الطوسلي أن يحصل لهم على فسح (هبة) من هملتن فلم ينجح, فقامت همام بالتبرع لهم بمقدار ريال فرنصة عن كل همامي, فجمعوا لهم حوالي106 ريالا. . كما كان من ضمن جنود هملتن من آل سليمان محمد بن الهامل, ناصر بن علي صيمع, و محسن بن الحتير اليسلمي, و من خليفة محمد بن أحمد بن طالب,و بن سالم بن الكديم باحقينة..و صالح بن ناصر بن رزام. و كان هملتن يدفع لكل رجل في قوّته من القبائل ريال فرنصة واحد في اليوم. هملتن مع قبائل بلعبيد: توجه هملتن و صحبه من شبوة إلى أسفل وادي عرما و هناك قابلته قبائل بلعبيد و عملت له موكبا كبيرا تزمل فيه الشاعر " يسلم بن الحداد" مشيرا إلى استعادة شبوة من القردعي قائلا: مرحبا, حيّا بما ساقــــــــــــــــه الله ذي له التصروف فيما يقولــــــــــه يا "هملتن" من حمـــــاها جباهــــا يا سراج البحر عرضه و طولــــــه بعد وادي عرما توجه إلى عياذ, فأقام فيها مركزا لحرس الحكومة وزوده بجهاز لاسلكي, و نقلت إليه بعد فترة قصيرة القوة التي كانت في شبوة. هملتن في حاضنة خليفة: بعد عياذ, توجه هملتن و صحبه, و على رأسهم الشريف عوض بن أحمد الهبيلي و محمد بن حسين الهمامي (شقيق عاقل همام), إلى حاضنة خليفة و إلى الجابية بشكل محدد. لقد أدعى هملتن أنه بعد أن هزم القردعي, أظهرت العديد من القبائل رغبة كبيرة للسلم في المنطقة...كما فعل إنجرامز في حضرموت ( صلح إنجرامز تم ما بين قبائل حضرموت في عام 1937 بتدبير من الضابط السياسي البريطاني هارولد إنجرامز و السيد أبوبكر الكاف, فتم توقيع 1400 اتفاقية صلح ما بين القبائل لمدة 3 أعوام و جددت لمدة عشر سنوات, لكنها استمرت حتى اليوم). فكان هملتن يرى أنه من أجل ترتيب صلح مماثل, فلابد من تجفيف منابع بيع السلاح, و كانت الجابية و حسين بن كعوات أشهر من نار على علم في هذا الجانب. لذلك عزم على الوصول إلى الجابية و مقابلة حسين بن كعوات. وصلت هملتن رسائل من آل مهدي و آل الصوة تفيد بأنه غير مرحب به في أرضهم . ( هذا ما يذكره هملتن, رغم وجود مجموعة من آل مقلم(آل مهدي السفلان) و عيدروس بن احمد بن طالب ( من آل مهدي العليان) برفقته, علما بأن هملتن لم يذكر في كتابه بأن آل مهدي كانوا برفقته, و لا ندري لماذا فربما أختلط الأمر على هملتن عندما كتب كتابه هذا بعد سنوات عديدة من الحادثة؟). فما كان منه إلا أن استعد للأمر من خلال تشكيل مجموعة قوية بشخصياتها من أربعين فردا. و من أهمهم أحد سادة مرخة المعروفين, و من همام و أهل سليمان و عوالق آخرين, إلى جانب الشريف عوض بن أحمد الهبيلي و أحد مناقد جردان (المنقد هو من يبطل أو يؤيد الأحكام العرفية). فهملتن يعتقد أنه من الصعب على بني هلال ( خليفة) ان يستخدموا القوة ضد هذه التشكيلة من الرجال. فلو فعلوا ذلك لقطعوا أنفسهم عن جيرانهم. عند وصول هملتن و صحبه إلى الشبيكه, أعترضهم مقلم بن سعيد, فطلب مبارك السحم من هملتن أن يمنحه فسحا مقداره عشرون ريالا فرنصة. لكن بعد ذلك استقبلهم آل مقلم و عرض عليهم الشيخ طالب بن علي بن حسين بن مقلم أن يبيتوا في منزله فوافق الشريف و الهمامي, أما هملتن و مبارك السحم فقد ناما في الخلاء , على حسب رغبة هملتن وبقرب بيت طالب بن علي تأمينا لهم. و من هناك توجه الركب إلى عتق. عندما وصلوا إلى أطراف عتق برز لهم الشيخ صالح بن الحاشرة بن الصوة في مجموعة من أصحابه. و على حسب وصف هملتن, فصالح يبلغ من العمر حوالي ثلاثون عاما, وسيما, و رجل يرغب في السلام, و هو يمثل قسما مهما من آهل الصوة. و قد رحب بهم و قال لهم أتبعوني فأنا رفيقكم في قبيلتي. ورغم ذلك فعند إقبالهم على عتق كانوا حذرين من أن يمطرهم أحد ما بالرصاص من البيوت المتناثرة. و على بعد حوالي نصف كيلومتر من عتق قابلوا رجلا مسنا (لم يذكر أسمه)في مجموعة صغيرة, و بتدخل من الشريف عوض و دبلوماسيته سمح لهم بالمبيت في عتق و اختاروا ودن العاض جنوبي وادي عتق. كان هملتن يرى أن الجابية هي مركز بيع السلاح و أن حسين بن كعوات أهم من يتاجر فيه, و فيها مجتمع غني, و حواليه مجتمعات أفقرها السلاح الذي تبيعه لأهلها. و رغم أن حسين بن كعوات قد أستثمر أمواله في بناء المنازل و شراء الأراضي, لكن السلم هو آخر ما يطمح إليه. فهو على علم بصلح إنجرامز في حضرموت, و الذي جعل الحضارمة يحملون العصي و تصدئ بنادقهم في بيوتهم. كما أن قلقه لا بد أنه قد زاد عندما علم بمحادثات السلم في كل من شبوة و جردان, حيث يوجد له العديد من الزبائن. كما أن الرغبة في السلم التي أبداها ابن قبيلته و قريته صالح بن الحاشرة و آل مهدي , تنذر بخراب تجارته في السلاح. و صل هملتن إلى الجابية صبيحة يوم 30/12/1938 و بهره عمرانها و طريقة بناء البيوت, و قد ذكر أن بها ما يقارب المائة بيت, معظمها من ثلاث طوابق, و تحميها خمسة حصون طويلة مبنية من اللّبن. كما ذكر أن بها بئرين. اصطف لاستقبالهم حوالي مأتي شخص خارجها. و أقيم لهم موكب (محف) و تبودل إطلاق النار للتحية كما تجري العادة, و خلال المحف برز مبارك عبدالله السحم الطوسلي (كان برتبة رايس في حرس الحكومة مع هملتن), متزملا: حيو بسركال البحور الطاميـة ذي تسقي العطشان من مويه صريح, با تدخلون الدين و أنته شافعي و لا ألبسو قمصان في دين المسيـح. فرد عليه سالم بن المحترق بن الصوة قائلا: العهد للسركال ما شي عندنـــــا عند القريشي بن منصر بن صلاح, من لا يكافي في الوطن لا يحلها ريته مع الشعفان و أمواج الريـــاح, و علي أي حال فقد سمحت لهم أهل الصوة أن يخيموا بقرب مقبرة اليهود, أي على بعد ثلاثمأة متر من أقرب حصن, و لم يستضفهم أحد إلى البيوت, لكن صالح بن الحاشرة قدم لهم لحما, رغم أنه لم يكن غنيا. و هنا يفيد هملتن أنه نسي أن يفكر كجندي, و إلا لخيّم و صحبه على مسافة لا تقل عن كيلومتر واحد من تلك البلدة المزعجة.. حسين بن كعوات يقابل هملتن: قبيل الغروب, وصلهم حسين بن كعوات للحديث. و قال أن الصلح مع أهل مهدي لا يمكن الوثوق به, كما عرّج في حديثه على الخلاف الباراسي-اليسلمي, و علق على دحر قوات الإمام في شبوة, كما سرد شيئا من تاريخ بني هلال. فما كان من هملتن إلاّ أن سأله:" هل سمعت بصلح إنجرامز؟" فعقّب حسين, متجاهلا السؤال, قائلا " هل صحيح أن إنجرامز فرض ضرائب على المكلا و حضرموت؟" فرد عليه هملتن: " لكنها ليست دما". و هنا تثاءب حسين بن كعوات, مدعيا أنه يحس بالنعاس, و مشى. في اليوم التالي تقابل هملتن و حسين بن كعوات مرة أخرى, فقرر هملتن أن يعامله كتاجر و ليس كشخصية قبيلية. و ابرز له بندقا من نوع "طالب شر" و سأله إن كان هذا بندقا جيدا؟ فقام حسين بتفحص البندق و قال أنه جيد و قيمته تتراوح من أربعمأة إلى خمسمأة ريال فرنصة. فكرر هملتن السؤال: لكن هل هو جيد؟ فرد حسين باستغراب: نعم هو جيد, جيد جدا". و هنا وصل هملتن إلى مغزاه فرد على حسين قائلا: (( نعم أنه بندق جيد, لكنه شئ سيئ". لقد صنع لصيد الوحوش البرية, أما هنا فهو يستخدم لقتل الرجال.. المسلمين. لقد أصبحت سمينا بسبب الحروب و دماء المسلمين. و كلما قتل رجل في المشرق ازددت بدانة يا حسين. و لو كان الأمر لي لأخذت كل ما في مخازنك من سلاح, و لأصبحت تتاجر في الأقمشة. لهذا السبب أنت ضد إحلال السلم في المنطقة و غيرها. و لو تآخى المسلمين, مثلما يفترض أن يكونوا, لأنكمش كرشك إلى النصف)). ( كما نلاحظ هنا أن هملتن نصّب نفسه مدافعا عن المسلمين. ؟). على أي حال كان حسين بن كعوات غنيا بمقاييس ذلك الزمان, و كان غفر الله له, لا يسلّف أحدا إلاّ إن كان محربا ( يطلب ثأرا) كما كان يبيع مشط (خمس حبات) رصاص العيلمان بأربعة ريالات فرنصة. و خلال وجود هملتن جاءت طائرتان من النوع المسمى "أبو محر" و حطتا في جول الجابية و جلبتا تموينا لهملتن و قواته, و عادتا إلى عدن. على أثر ذلك كتب الشيخ عبدالله بن عوض الصوة (جوهر) رسالة احتجاجية إلى الكولونيل ليك والي عدن, يحتج فيها على هملتن الذي يفيد بأنه "جاب جنود الحكومة بدون إذن و أنزل طائرة الحكومة في بلادهم و يخلي مسؤوليته من أي فعل ضد الجنود و الطائرة". و يفيد أيضا بأنه لا يعترف لبريطانيا بأي حماية عليهم و أنهم تابعين للمملكة المتوكلية اليمنية ( الرسالة مؤرخة في نوفمبر 1934وليس بالهجري مثلما يحصل في العادة و خطها جميل نسبيا , لكن فحواها يطابق أحداث وصول هملتن إلى الجابية, و لا نعلم بأي زيارة قام بها هملتن و الطائرات البريطانية إلى الجابية غير ما ذكرنا أنه حصل في ديسمبر 1938, كما ورد في المقال هذه, و يبقى تاريخ الرسالة لغزا, فربما أنها نقلت من أصل). خلال تأهب هملتن و صحبه لمغادرة الجابية قدم عليهم فجأة منصور بن لحول الباراسي و أعلن لهم بأنهم ممنوعون من المرور في الضلعة. و قد أدى هذا إلى حصول مشادة بالأيدي ما بين منصور و هملتن, ليس مجال تفصيلها هنا. المهم أن هملتن غادر إلى وادي همام ثم نصاب. التعديل الأخير تم بواسطة عتق ; 2013-04-25 الساعة 01:46 AM

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
العصبة الحضرمية.. هل تلعب بالنار؟ / صالح الجبواني	عتق	المنتدى السياسي	110	2013-04-22 07:43 PM
مقابلة مع رئيس العصبة الحضرمية .. حضرموت لاتنتمي للجنوب	ارجون	المنتدى السياسي	16	2013-03-17 01:42 PM
عاجل بالصور فشل مهرجان مايسمى العصبة الحضرمية ورفع علم الجنوب على المسرح	اسدالجنوب	المنتدى السياسي	14	2013-01-10 03:02 PM
العصبة الحضرمية تكثف من نشاطها في دولة الخليج استعداد لمرحلة جديدة	احمد الخليفي	المنتدى السياسي	10	2012-09-06 02:55 AM

2013-04-24, 10:33 PM	#14
غمضان النهدي قلـــــم نشيـط جــــداً تاريخ التسجيل: 2012-03-14 المشاركات: 210	شكرا للأخ الديس الشرقية على تلك المعلومات القيمة عن سلطنتي القعيطي والكثيري نحن بأمس الحاجة اليها.

2013-04-24, 10:41 PM	#15
المؤمن الشافعي قلـــــم فضـــي تاريخ التسجيل: 2012-02-14 المشاركات: 1,677	من خلال متابعتي لهذه المعلومات أتضح لي أن الجنوب العربي فعلا أرض واحدة وأبنائها من المهرة الى باب المندب ثقافتهم واحدة ولا فرق بينهم الله يديم التلاحم بين الجنوبيين من أبيناء حضرموت ويافع علاقتهم تاريخية قديمة .وأصبحوا يشكلون نسيج أجتماعي واحد من القدم .. عاشت أرض جنوب العرب من المهرة الى باب المندب .

2013-04-25, 01:59 AM	#20
عتق قلـــــم فعـــّـال تاريخ التسجيل: 2012-04-14 المشاركات: 420	لو تتكرم الأدارة بتثبيت الموضوع لأهميتة التاريخية.