اهلا بالاشقــــــــــاء الخليجيين في وطنهم الثاني

[الكوكب الضاوي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقدمة
المصالح والمجاملات وحدها هي التي تحكم العلاقات الدولية في وقتنا الراهن ، وهي القانون والمنظار التي من خلاله تنفذ قضايا الشعوب إلى المنظمات الدولية والإقليمية ، لذلك لم يعُد هناك أي معنى للمنظمات الدولية وهيئاته وعلى رأسها ما يطلق عليها المنظمات الإنسانية ، فكلمة إنسانيه قد احتجبت وراء المنافع ، فكل التعاملات والتحركات أصبح ينظر إليها من زاوية الربح والخسارة ، وكل القائمين على المنظمات والهيئات الدولية يبحثون على مناطق النزاع الدسمة كَ منطقة أبية في جنوب السودان الغنية بالبترول والمعادن 0
تقرير مصير الشعوب التي وضعته تلك المنظمات لامعنا له بالنسبة لشعوب في البلدان الفقيرة ، فهو يعود بالوبال عليها فالظهور المدارة إليهم هي نصيبهم منه فلا محرك لساكن عندهم مهما بلغ الأمر عندهم من مبلغ 00
الدورة الخليجية المراد إقامتها في عدن المحتلة كانت وما زالت محل تجاذبات وتصريحات وتشكيك ونفي واثبات ، ولم نرى أي موقف صريح وواضح ، رغم وضوح الصورة وجلائها من ناحية أمنية أو من ناحية أساس المشكلة التي جعلت تلك المنطقة بؤرة توتر وقلق للمنطقة بل وللعالم اجمع، فكما قلنا المصالح والمجاملات هي السائدة والمتحكمة بأي موقف من أي قضية ، مع علمنا إن المنافع بالنسبة لدول الخليج مع المحتل اليمني فأنها منعدمة فماذا يجنوه من اليمن غير الخسران المبين وتصدير الأزمات والمشاكل إليهم ، وما حرب الحوثي إلا غيض من فيض 00هنا فقط ما تبقى من مواقف خليجية تكمن في اطار المجاملات التي يتعامل بها الأشقاء في الخليج مع المحتل اليمني ، وهذا مايؤسفنا ، بل أنها تُعد من اسواء السيئات عندما تكون على حساب دماء الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء ، مع يقيننا إن دول الخليج تدرك أكثر من غيرها حجم المعاناة والمأساة التي يتعرض لها شعب الجنوب دون استثناء ، كذلك هم يدركون مدى استفحال المشكلة وطبيعتها الاحتلالية للأرض الجنوبية وطبيعة ذلك النظام القبلي المتخلف ، ويدركون تماماً إن لا مجال للتعامي وغض الطرف وإدارة الظهور وصم الآذان عن الأصوات الجنوبية المنادية بالتحرر من الظلم والجور والقمع اليمني 0مايبعث على الحزن والأسى إنهم الاشقاء لا يتحركون إلا بعد إن تتحرك أمريكا ، وان اتخذت موقف لصالح الجنوب فأننا نراهم يتقاطرون جماعات من بعدها ، وأسفنا يكمن إنهم لم يكونوا سباقين لأخذ المبادرة الإنسانية والالتفات إلى معاناة شعب يعاني ليل نهار من ظلم الظالمين المستبدين ، وكان من الواجب عليهم من باب أولى في الدين والجيرة ان يقفوا مع شعب الجنوب 0
مسألة الدورة الخليجية هي عبارة عن موضوع رياضي صرف ، وكم كان الحرص عليها من قبل الجميع والاهتمام بذلك الحدث والخوف على اللاعبين والجمهور الخليجي وحياتهم رغم حشد مئات الألوف لحمايتهم ، فلا ندري ممن ( كالذي يرسل الذئب لحماية الغنم )00لكن لو تقدمنا لا أشقاءنا في الخليج ونقول لكم أيها الأعزاء كم بذلتم من الوقت والجهد في التحري والتخابر وإرسال الوفود الأمنية ، وتكليف العديد ممن يرفعون لكم التقارير الشهرية بل الأسبوعية واليومية عن الأوضاع الأمنية وهذا لا احد يلومكم عليه لسلامة مواطنيكم وانتم المسئولون عنها إمام الله ثم إمام شعوبكم ، وكان أملنا إن تقوموا بكل ذلك مع الشعب الجنوبي 00هنا لعلنا نضعكم إمام سؤال اكبر وهو هل تستطيعون إبراء أنفسكم إمام الله ثم العالم اجمع من مسئولية تقع عليكم تجاه شعب يُذبح ويُشرد ويتعرض لا بشع أنواع الظلم ؟ ومما يزيد على عواتقكم ان ذلك النظام يتلقى منكم الدعم المادي والمعنوي ؟ وتأكيدا للحالة الأمنية المنعدمة سمعنا عن ما استنتجتموه خلال الفترة الماضية بعدم إمكانية إقامة الدورة ،و تأكد لكم إن البلاد فيها الخطر وانعدام الأمن ، رغم ما قد وفر لكم من سبل الحماية والتأمين وذلك بحشد عشرات الألوف من جحافل الغزاة ، إلا إنهم لم يتمكنوا من إخفاء مظاهر المعاناة والتشريد لأبناء الجنوب وبالمقابل عدم استقرار البلد ، إلى جانب ما تدّعيه سلطات الاحتلال بوجود تنظيم القاعدة الذي لا أساس له في ارض الجنوب ، وإنما تلك العمليات المنسوبة لذلك التنظيم هي من صنع النظام اليمني وأجهزته القمعية ، والجميع يعلم بذلك بالتأكيد والقصد منها ؟
وبعد هذا 00هل يرضيكم إن يعيش شعب بنسائه وأطفاله وشيوخه تحت هذا الحصار والخوف والجوع والتشريد والإذلال ؟
لا نجزم إن هذه الحالة ترضيكم على الإطلاق ، وما نجزمه فقط إنكم تقفون موقف المتفرج ، لا تبالون لصرخات الأطفال والأمهات التي يفقدنَ أبنائهنّ والأرامل التي يفقدنَ أزواجهنّ ، وكان أملنا الوحيد على اقل تقدير إن توقفوا دعمكم المادي الذي يكون السبب في قتل الأطفال والنساء والأبرياء ، هذا ما نرجوه منكم يا أشقاء الشعب المقموع المحاصر0
ما يخص الدورة الخليجية ومناشدة أبناء الجنوب للأشقاء بعدم إقامتها على أرضهم المحتلة قد كان لها ما يبررها ، لان تلك الدورة لم ولن تكون بالنسبة لشعب الجنوب والاحتلال مجرد حدث رياضي ابدأ ، بل هي بمثابة وجود من عدمه ، لان المحتل يحاول إن يظهر للعالم فقط إن الوحدة المزعومة راسخة كما يدّعيه ، وان الأوضاع على خير ما يرام ، ويربد إنكار حقيقة الاحتلال القائم للجنوب ، بينما يريد شعب الجنوب إن يثبت للعالم اجمع إن النظام اليمني إنما وجوده على ارض الجنوب هو كوجود أمريكا في افقانستان أو العراق ، أو وجود إسرائيل على ارض فلسطين ، ويكون لو أتيحت لهم الفرصة وإذا ما قامت الدورة من خلال المظاهرات السلمية المعبرة عن مطالبهم العادلة ، لكن مع علم أبناء الجنوب إن ذلك النظام سيفتعل الأزمات وقد يرتكب الحماقات وينسبها إليهم ، ومن هنا أتت المطالبة بعدم إقامة الدورة الكروية لما لها من اثأر جسيمة أكان بالنسبة للجنوبيين أو الإخوان الخليجيين ، فالجميع يدرك مدى استفادة ذلك النظام من وجود عدم الاستقرار لان ذلك فيه بقائه واستمرار على راس حكم البلاد 0
أخيرا ما يريده أبناء الجنوب من أشقائهم في الخليج هو تفهم مطالبهم المشروعة والتي لاشك مغرفتهم بها ، وعليهم الوقوف مع الشعب الجنوبي لنيل مطالبة بإقامة دولته على ترابه ، وإذا ما تحقق ذلك ووجد نظام جنوبي عادل ، وساد الأمن والأمان والاستقرار عندها نقول للأشقاء مرحباً بكم في بلدكم بين أهلكم وإخوانكم في ارض الجنوب العربي0