مسلحو "القاعدة" يقاتلون في زنجبار وعيونهم على عدن

[الفاارس]

مسلحو "القاعدة" يقاتلون في زنجبار وعيونهم على عدن

معارك ضارية على مشارف زنجبار وقصف مكثف على "المخزن" و"كود" والطائرات الأميركية تشارك في قنص قادة التنظيم الميدانيين






لا تزال المعارك على أشدها بين وحدات من الجيش اليمني مؤيدة للثورة وبين مسلحي تنظيم "القاعدة" في مدينة زنجبار بمحافظة أبين الجنوبية وضواحيها، بمشاركة الطيران الحربي اليمني وطائرات أميركية بدون طيار نجحت الأسبوع الماضي في قنص عدد من قيادات التنظيم البارزة، بينها أبو علي الحارثي الصغير أمير التنظيم في شبوة شرق اليمن، وعمار الوائلي الأمير في صعدة شمال البلاد.
آخر تلك المعارك وأشدها ضراوةً التي جرت ليل الجمعة/ السبت 11 يونيو/ حزيران الجاري على مشارف زنجبار عاصمة محافظة أبين، حين حاول مسلحو "القاعدة" اقتحام اللواء 25 ميكا التابع للفرقة المدرعة الأولى، والذي يقول عناصر التنظيم إنهم يخوضون معه حرباً ضروساً، متوعدين بمحاصرته وإجباره على الاستسلام مهما كلفهم الثمن.
اللافت في الأمر أن تصاعد وتيرة الحرب على "القاعدة" جاء بعد سيطرة مسلحي التنظيم على مدينة زنجبار، وهي المدينة التي كان مسلحو "القاعدة" يضعونها نصب أعينهم كمحطتهم التالية بعد جعار، المدينة التي سيطر عليها المسلحون الإسلاميون أواخر مارس/ آذار الماضي، حيث استولوا على القصر الرئاسي في قمة جبل خنفر ومقر الإذاعة المحلية وتمكنوا من إنهاء أي مظهر من مظاهر الدولة في المدينة.
وعلى غير العادة التزم تنظيم "القاعدة" الصمت إزاء أحداث جعار وسيطرته على الأوضاع الأمنية في المدينة، بل نفت عناصر "جهادية" مقربة من التنظيم الأنباء التي ترددت عن إعلان إمارة إسلامية في المدينة، لكن في هذا الوقت بالذات كانت المعلومات تشير إلى أن مسلحي "القاعدة" منذ تلك اللحظة وهم يستعدون للدخول إلى زنجبار، ومنها إلى مدينة عدن كبرى مدن جنوب، ومن ثم العودة عبر الشريط الساحلي شرقاً إلى محافظة شبوة ثم حضرموت لإحكام الطوق على كافة المحافظات الجنوبية والجنوبية الشرقية التي نجح تنظيم "القاعدة" على مدى الثلاث السنوات الماضية في إيجاد موطئ قدم له في هذه المناطق، مستغلاً حالة السخط العام ضد الدولة والانهيار التدريجي للنظام الحاكم.
المواجهات التي شهدتها عديد مناطق جنوب اليمن الأسبوعين الماضيين، عززت القناعة لدى الكثيرين بالوجود الفعلي لتنظيم "القاعدة" في اليمن، ومستوى القدرات العسكرية والبشرية التي بات يتمتع بها التنظيم، برغم الجهود والتدخلات الأميركية المتزايدة في البلد تحت مسمى الحرب على الإرهاب، بما في ذلك العمليات السرية التي قالت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية إن الولايات المتحدة استغلت فراغ السلطة بسبب الاحتجاجات التي يشهدها اليمن لاستئنافها بشكل اكبر وتكثيف ضرباتها الجوية ضد المسلحين الإسلاميين، كما نقلت الصحيفة عن مصادر أميركية، لم تكشف عنها، بأن الولايات المتحدة استخدمت طائرات بدون طيار ومقاتلات في الضربات الأخيرة، قتلت عدداً من أخطر مسؤولي "القاعدة في جزيرة العرب".
مواجهات عنيفة
مدينة زنجبار شهدت السبت أعنف المواجهات المسلحة بين مئات من عناصر تنظيم "القاعدة" وقوات اللواء 25 ميكا التابع للجيش المرابط في الضاحية الشمالية للمدينة، حيث اندلعت المواجهات منذ ساعات الفجر الأولى، عندما شن المسلحون هجوماً عنيفاً على اللواء العسكري في محاولة لاقتحامه من كل الجهات، غير أن قوات المعسكر تمكنت من صدّ الهجوم بعد معارك شرسة استمرت لعدة ساعات في محيط الموقع العسكري.
وقد استؤنفت المواجهات بشكل متقطع خلال ساعات النهار في أنحاء متفرقة من المدينة وضواحيها حيث تتمركز تعزيزات من القوات الحكومية استعدادا لعملية اقتحام شاملة لتطهيرها من مسلحي "القاعدة"، كما تقول وسائل الإعلام الرسمية.
مصادر محلية في أبين قالت لصحيفة "الغد" إن المعارك التي تشهدها زنجبار بين القوات الحكومية ومسلحي "القاعدة" منذ أسبوعين خلفت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، بالإضافة إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، جراء القصف الجوي والمدفعي المكثف على مواقع المسلحين في المدينة.
واعترف مصدر مقرب من "القاعدة"، في اتصال هاتفي لـ"الغد"، بضراوة المواجهات التي تشهدها المدينة، كما اعترف بمقتل عدد من قيادات التنظيم في غارات جوية نفذتها طائرات أميركية، لكنه قدّر إجمالي عدد مسلحي "القاعدة" الذين سقطوا منذ سيطرتهم على جعار قبل شهرين بنحو 22 مسلحاً، بالإضافة إلى إصابة 12 آخرين بجروح.
السلطات اليمنية تحدثت عن مقتل أكثر من 48 مسلحاً وإصابة آخرين، خلال الأسبوعين الماضيين، بينهم 18 "إرهابياً" قتلوا في مواجهات السبت بين المسلحين وقوات اللواء 25 ميكا، فيما أصيب آخرون، بحسب مصدر عسكري في وزارة الدفاع، مشيراً إلى أن 9 جنود قتلوا وأصيب آخرون في المواجهات.
وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية نهاية الأسبوع الفائت عن مقتل 30 عنصراً من المسلحين في مواجهات عنيفة جرت الأربعاء 8 يونيو بين القوات الحكومية والمسلحين، تركزت في منطقة دوفس على بعد 4 كم جنوب زنجبار، في الوقت الذي تحدثت مصادر محلية عن دفن 10 جثث لمسلحين والصلاة عليهم في مدينة جعار المتاخمة لزنجبار.
وتزامنت مواجهات السبت في زنجبار مع اشتباكات عنيفة جرت في مديرية لودر المجاورة، عندما نصب مسلحو "القاعدة" كمينا لقافلة عسكرية تابعة للواء 111 مشاة، كانت في طريقها إلى المنطقة، محملة بمواد تموينية وعسكرية للمشاركة في القتال ضد مسلحي "القاعدة".
وفيما تحدث مصدر عسكري عن مقتل ثلاثة إرهابيين من تنظيم "القاعدة" وإصابة 10 آخرين بجروح، قال شهود عيان إن المسلحين تمكنوا من تدمير معظم الآليات العسكرية وإحراقها، مشيرين إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى من الجنود، فيما تحدثت مصادر محلية عن غارات جوية نفذها الطيران الحربي اليمني ضد مواقع المسلحين في لودر وزنجبار، كما شوهدت طائرات صغيرة تجوب سماء المحافظة في عدة مناطق يعتقد بأنها طائرات أميركية بدون طيار.
وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ليون بانيتا أعلن الخميس أمام مجلس الشيوخ أن العمليات ضد "القاعدة" في اليمن متواصلة بالرغم من عدم الاستقرار، مضيفاً بأنه "حتى وان كان الوضع مخيفا وغامضا فإننا نواصل فعلا عملياتنا" ضد تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب".
وتابع بانيتا أمام لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ "نواصل العمل مع أعضاء من حكومتهم للتصدي لتنظيم القاعدة وهم يواصلون التعاون معنا".
وتبدو الأرقام التي تتحدث عن خسائر الطرفين جراء المواجهات مجرد أرقام تقديرية لا تمثل إحصائيات دقيقة، في ظل استمرار الاشتباكات وتعذر وصول وسائل الإعلام إلى المنطقة للاطلاع على حقيقة ما يجري على الأرض.
وكان مسلحو "القاعدة" خاضوا معارك شرسة الأربعاء الفائت، مع قوات حكومية ترابط في منطقة دوفس على مشارف مدينة زنجبار بالقرب من محافظة عدن، حيث أقام المسلحون نقطة تفتيش في تلك المنطقة.
وطبقاً لشهود عيان فقد بدأت المواجهات مع دخول ساعات الليل الأولى، وتزامنت مع هجوم واسع شنته قوات من الجيش بمشاركة الطيران الحربي على مواقع المسلحين في زنجبار والمناطق المحيطة بها.
وتركزت عملية القصف على منطقة المخزن الواقعة بين زنجبار وجعار، حيث يتحصن مجموعة من المسلحين داخل مجمع سكني سيطروا عليه أخيراً، وهو مجمع سكني تابع لبعثة طبية صينية كانت تعمل قبل سنوات في مستشفى الرازي الكائن في مدينة جعار والذي يقع حالياً تحت سيطرة المسلحين.
وتحدثت مصادر محلية لـ"الغد" عن قصف جوي ومدفعي مكثف استهدف مزارع يتحصن بداخلها المسلحون في منطقة الكود الواقعة في أطراف زنجبار.
وقال مصدر عسكري لـ"الغد" إن مسلحي "القاعدة" حصلوا بالفعل على عتاد عسكري ضخم استولوا عليه من مخازن الجيش أثناء اقتحام مدينة زنجبار وقبلها جعار أو خلال المواجهات الأخيرة، كما استولوا على أموال كبيرة من الفرع المحلي للبنك المركزي اليمني في مدينة زنجبار، بما فيها أموال بالعملة الصعبة.
ويقول سكان فروا من زنجبار إن مسلحي "القاعدة" أخبروهم بأن محطتهم التالية بعد زنجبار ستكون عدن، وهو ما أثار مخاوف حقيقية لدى السكان في عدن من تسلل عناصر "القاعدة" إلى مدينتهم، لتصبح مسرحا للمواجهات، وبالتالي تعرض حياتهم لخطر القتل أو التشرد.
أوضاع إنسانية
وألقت المواجهات المسلحة في زنجبار بظلالها على الأوضاع الإنسانية والمعيشية لمن تبقى من السكان المحليين المحاصرين داخل المدينة، بعد ما اضطر غالبيتهم إلى ترك منازلهم والفرار إلى المناطق المجاورة.
فمع اشتداد المعارك تشهد المدينة المنكوبة أوضاعاً إنسانية غاية في السوء، حيث يعاني من تبقى من السكان المحليين نقصاً شديداً في الغذاء ومياه الشرب، بينما هاجرت معظم العائلات إلى بعض المدارس والمقرات الحكومية المهجورة في المناطق المجاورة بانتظار دور المنظمات الإغاثية المحلية والدولية.
ويقول أحد السكان المحليين في مدينة زنجبار إن حياتهم باتت في خطر محقق، فإما الموت جوعاً أو بقذائف القصف العشوائي للجيش ضد معاقل المسلحين والتي تطال الأحياء السكنية أيضاً.
وتظهر إحصائية أولية حصلت عليها "الغد" لأماكن النازحين من محافظة أبين إلى كل من عدن ولحج بأن أبرز الاحتياجات الأساسية للنازحين تتمثل في الغذاء ومياه الشرب والملابس والفرش.
وقدرت مصادر حقوقية وإغاثية عدد النازحين من سكان محافظة أبين إلى نحو عشرين ألف نازح بينهم لاجئون صوماليون اتخذوا من مدارس في مدينتي عدن ولحج سكنا لهم منذ نزوحهم قبل نصف شهر.
وكان مسؤول حكومي يمني حذر من كارثة صحية في المحافظة في ظل تدنٍ واضح في الخدمات الصحية جراء المعارك الدائرة بين الجماعات المسلحة وقوات الأمن والجيش، ووصف مدير مكتب الصحة بمحافظة أبين الدكتور الخضر السعيدي، في تصريحات صحافية (الأربعاء 8 يونيو)، الوضع في المدينة بأنه "كارثي"، محذراً من كارثة وبائية نتيجة الجثث المتحللة بشوارع المدينة، مشيراً إلى "أن هناك عشرات الجثث مرمية بالشوارع وأن الحيوانات بدأت تأكل منها، وهو ما قد يسبب كارثة صحية كبيرة بالمدينة نتيجة استمرار القتال الدائر وعدم القدرة على انتشال الجثث".

[ابو ثاير]

نعم ستسقط عدن بيدهم
وليس لنا الا ان نقول حيابهم حيابهم

[سليم اليافعي]

هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه حيا ابوك

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو ثاير

نعم ستسقط عدن بيدهم
وليس لنا الا ان نقول حيابهم حيابهم

[يشبم]

مسلحوا القاعدة كرت بيد جهة

تلعب بهم لحاجتها