القضية الجنوبية وصراع بروكسل والقاهرة !!! بقلم عبد الكريم سالم السعدي

[حسين بن طاهر السعدي]

حياة عدن >> وجهات نظر

بقلم عبد الكريم سالم السعدي

انعقد في السابع والعشرين والثامن والعشرين من الشهر الماضي سبتمبر الاجتماع الثاني للمعارضة الجنوبية في الخارج والذي كان انعقاده في العاصمة المصرية القاهرة
وقد كرس هذا الاجتماع للتحضير للمؤتمر الوطني الجنوبي العام الذي يسعى الجنوبيون إلى عقده ويبنون عليه آمال توحدهم واتفاقهم في مواجهة استحقاقات قضيتهم.. لم يحمل البيان الصادر عن هذا الاجتماع الكثير لأبناء الجنوب وتقريبا انه لم يصل إلى النقطة التي نجح الاجتماع الأول في الوصول إليها فقد رافقت الاجتماع الثاني نفس المعضلة التي واجهت الاجتماع الأول الذي انعقد أيضا في العاصمة المصرية القاهرة في وقتا سابقا من هذا العام2011م وتتلخص تلك المعضلة في عدم التوافق بين الأطراف الأمر الذي نتج عنه غياب بعض القوى والشخصيات الوطنية الجنوبية عن الحضور لهذا الاجتماع... ويبدو أن هذا الغياب قد خلق مشكلة حالت دون وصول الاجتماع إلى أهدافه وهذا ما أكده بشكل غير مباشر البيان الصادر عن هذا الاجتماع واللجنة المنبثقة عنه المكونة من أحد عشر عضوا والتي أشار البيان إلى أن مهمتها تنحصر في التواصل مع الأطراف الجنوبية التي لم تحضر ولم تشارك سواء بسبب الاختلاف في التوجهات أو لأسباب أخرى.. الجدير ذكره هنا أن حالات الغياب في كلا الاجتماعين حملت أكثر من عنوان كان العنوان الأبرز هو الاعتراض على توجهات جماعة القاهرة والأفكار التي يتبنوها والعنوان الآخر للغياب هو سؤ التحضير للاجتماع وأتباع الانتقائية في توجيه الدعوات للحضور بشكل متعمد ومكشوف , أما العنوان الثالث وهو في رأيي لب المشكلة ومكمن الخطر فهم (المهمشون) الذين لم يؤخذ رأيهم ولم توجه لهم الدعوات سابقا ولا لاحقا على الرغم من أن وثائقهم وشهادات ميلادهم تؤكد أنهم جنوبيون ومتواجدون في الساحات وينضوي البعض منهم في أطر كيانات سياسية ومدنية أهملت بالكامل ويتوزع الكثير منهم بين كافة فئات الشعب الجنوبي فمنهم الأكاديميون وأساتذة الجامعات ومنهم الضباط ومنهم رجال القانون بكل سلطاته ورجال المال والأعمال والمهندسون والعمال والفلاحين ورجال الدين والكتاب والصحفيين وغيرهم هؤلاء جميعا تحولوا إلى كتلة مغيبة لا احد يبحث عن ما تحمله من أفكار أو أطروحات قد تفيد القضية وتخرجنا جميعا من حالة الاستقطاب وسباق الجذب المحموم الذي تمارسه كل الاطراف ضد بعضها... هذه الحالات الثلاث وغيرها هي العقبات التي تقف دون توصلنا إلى رأي واحد وللأسف عجز السياسيون الجنوبيون في إيجاد الوسيلة التي بها يتجاوزون تلك العقبات وارى أن من أهم أسباب ذلك العجز هو هيمنة مجموعة معينة على مقاليد أمور الثورة الجنوبية وحصرها في إطارهم وانقسام هذه المجموعة إلى فريقين فريق الداخل الذي تجزأ بفعل خلافات فريق الخارج وأصبح متقوقعا في نقطة واحدة وهي نقطة التوفيق بين فرقاء الخارج وانزلق في (مراثون) محموم نسي معه أن يجدد صفوفه من الداخل من خلال إرساء مبادئ الديمقراطية التي تتطلب أن لا تستمر هذه المجموعة في السيطرة على القيادة وأن تمنح الفرصة للآخرين للمشاركة في صنع القرار حتى لا يظهر أولئك أمام الرأي العام المحلي والخارجي بأن ثورتهم ما هي إلا مشروع نظام ديكتاتوري قادم.. وفريق الخارج الذي يمثل الفريق (الأقوى بأمواله وخبرات عناصره) والذي تؤكد خطواته ودعواته وقراراته انه مازال يتلقى معلوماته عن الداخل من خلال قنوات معينه وثابتة لا تتغير ولهذا السبب تأتي قراراته دائما متشابهه وليس فيها جديد كما أن هذا الفريق وعلى الرغم من انه لم يشارك في صنع انطلاقة الثورة الجنوبية والتي انطلقت تحت مسمى( الحراك الجنوبي) ولكنه التحق بها إلا انه استطاع أن يحول الشارع الجنوبي إلى مجموعات تتحكم فيها عناصر في الداخل وتجير ولاءها لعناصر فريق الخارج وتدريجيا تنتزع منها الولاء للقضية وللوطن الذي مازال أسيرا.. فبعد أن وصل فريق الخارج وأوصل القاعدة الشعبية الجنوبية إلى مرحلة التمزق أملت عليه المصالح أن ينقسم إلى فرقتين تتبنى كل منهما نظرية خاصة لحل القضية الجنوبية فأشتد الخلاف فأخذ كل فريق تابعيه في اتجاه تحقيق أحلامه وبسبب ذلك انقسم الداخل إلى مجموعات تتهم كل منهما الأخرى وأصبح أساس حوارهما أيهما أفضل الفيدرالية المشروطة أم فك الارتباط ثم هبط مستوى الحوار ليصبح أيهما أفضل علي ناصر أم البيض أم العطاس وتناسى الجميع المبادئ والأهداف النظيفة التي جمعتنا في البداية وقادتنا إلى التصالح والتسامح ذلك الانجاز الذي أصبح اليوم مهددا بسبب عودة التقسيمات والتمترس خلف الأفراد!!
للأسف الشديد أن العقليات مازالت هي العقليات رغم كل ما تعرضنا له في الجنوب وما خضناه من تجارب والذي يفترض أنها منحتنا حصانة الخبرات المتراكمة في مواجهة الإضرار بأنفسنا إلا أن ثقافة (من حضر أكفى) مازالت هي البديلة لثقافة الرأي والرأي الآخر عند البعض الذين يصرون على دس رؤوسهم في الرمال ظنا منهم أن تجنب المواجهة مع القضايا العالقة والبحث عن حلول لها هو الأسلوب الأمثل الذي يحفظ للجنوبيين توحدهم ويتمادون في أتباع نفس أسلوب الماضي في معالجة الأخطاء وهو أسلوب ترحيل القضايا وتجييش أبناء الجنوب بعضهم في مواجهة بعض كما أنهم مازالت تستهويهم فكرة الانفراد بالقرار وتهميش الآخرين وكأني بهم لم يدركوا بعد أن الكوارث التي مر بها الجنوب والتي توجت بكارثة الوحدة اليمنية جاءت نتيجة لتهميش الفئة الأوسع من أبناء الجنوب ومصادرة حقهم في المشاركة في صنع مستقبلهم إلى جانب عدم مواجهة القضايا ذات الخلاف وإيجاد حلول لها في وقتها والإصرار على السير تحت ضجيج الشعارات والحماس المبالغ فيه والذي دائما ما ينكشف عن واقع يؤدي إلى الصدام في محصلته النهائية!!
أن من يصرون على حصر الجنوب وقضيته في جماعتي القاهرة وبروكسل لم يستفيدوا من دروس الماضي ولم يدركوا بعد أن الجنوب اكبر وأوسع من ذلك بكثير وانه لم يعد بالإمكان احتوائه واحتواء أبناءه بل أنهم يؤكدون أنهم بعيدون كل البعد عن الواقع الجنوبي اليوم فلوا علموا حقا الواقع الجنوبي للمس من لا يحجب عينيه التعصب ولا يغيب عقله الغلو منهم أن هناك من أبناء الجنوب من مازال خارج الساحات بسبب السلوكيات غير القويمة للبعض وبسبب إصرار البعض على تهميشهم وعدم منحهم الثقة ومحاولة إبعادهم عن مسرح الأحداث مما أدى إلى حرمان الوطن والقضية لجهود وإمكانيات الكثير من أبناءه!!
لاشك بأن هناك خطوات كان لابد من أتباعها عند التحضير لأي اجتماع يناقش القضية الجنوبية بحيث يكتب لهذا الاجتماع النجاح ولو بشكل نسبي وبحيث لا يصبح أي (الاجتماع) مجرد حلقة في سلسلة الاجتماعات غير المثمرة والتي لا تزيد الجنوبيين إلا تفرقا وتباعد من هذه الخطوات:
1-أن تعمم الدعوات للحضور على كافة القوى والشخصيات الوطنية الجنوبية على الساحة بحيث لا يهمش ولا يستثنى أحدا.
2- أن يتفق ويعمل الجميع على أن أي مؤتمر أو اجتماع يعقد بخصوص الجنوب وقضيته يجب أن يتم انعقاده في الداخل الجنوبي(العاصمة عدن)خصوصا أن هناك وسائل اتصالات متطورة تمكن الأخوة في الخارج من المشاركة عبرها .. كما انه يفضل أن ينعقد أي اجتماع أو مؤتمر(توحيدي) لفصائل العمل التحرري الجنوبي على مرحلتين.. أ- مرحلة تقديم الوثائق والمبادرات من قبل القوى والشخصيات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني ويتم فيها تشكيل لجنة لدراسة تلك الوثائق وتوحيدها في وثيقة واحدة تكون بمثابة برنامج العمل التحرري للمراحل القادمة.... ب- مرحلة اللقاء لإقرار تلك الوثيقة الموحدة وانتخاب الهيئات وفقا لتلك الوثيقة وتحديد وترتيب المهام (وهذه الرؤية يتبناها الكثير من أبناء الجنوب ويعملوا على إخراجها للنور قريبا)..
3- علينا جميعا أن ندرك أن (الحراك الجنوبي) هو حركة شعبية جنوبية ينضوي تحت سقفها كل أبناء الجنوب على الساحة بمختلف توجهاتهم السياسية والحزبية والشعبية التي تعمل من اجل التحرر والاستقلال وتحت هذا المسمى يندمج الكل دون استثناء , وعلى الذين يعملون على أن يبقى الحراك الجنوبي اسما هلاميا لا ملامح له لغرض في أنفسهم أن يعوا أن ذلك العبث يشكل خطرا على توحد أبناء الجنوب في هذه المرحلة ويحمل أخطارا اكبر لهم مستقبلا !!

الاربعاء 2011/10/05

[عبدالسلام بن عاطف جابر]

قرأت الموضوع في السياسي برس

و أنصح الجميع بقراءته

تحياتي للكاتب و الناقل

و أقول لهما كثَّر الله من أمثالكما


تحياتي

[عبدالسلام بن عاطف جابر]

مقترح على السعدي غير نوع الخط شوفه بيطلع هيروغليفي و لا يطلع خط عربي إلاَّ إذا عملت أقتباس و لأن البعض هنا لا يتقنون اللغة الهيروغليفية فأنصحك بتغيير نوع الخط

تحياتي

ههههههه

[حسين بن طاهر السعدي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام بن عاطف جابر

قرأت الموضوع في السياسي برس

و أنصح الجميع بقراءته

تحياتي للكاتب و الناقل

و أقول لهما كثَّر الله من أمثالكما


تحياتي

عبدالسلام بن عاطف جابر تشرفت بمرورك فعلاً موضوع جيد.

دمت بخيـــــــــــــــــــــــــــــــــر