ما ينبغي على أبناء الجنوب اليمني فهمه

[الجنوبي الضالعي]

ما ينبغي على أبناء الجنوب اليمني فهمه

عبـد الرزاق الجمل ـ القدس العربي

تقوم الدعوة إلى الانفصال على تصور خاطئ لنتائجه، وعلى عدم الاكتراث بها، ولهذا يحلو للبعض أن يعبروا عن الانفصال بـ" فك الارتباط" ، ويعنون به عودة الأمور إلى سابق عهدها، أي إلى ما قبل 1990م .. فهل ستعود الأمور إلى سابق عهدها في ظل كثير من المتغيرات على الصعيد المحلي والخارجي، وفي ظل الرغبة من طرف واحد بالانفصال، وهل سابق عهدها الطبيعي هو الانفصال ..؟!

لا شك بأن الظروف تتحكم بالأحداث، فقد يختلف تأثير الحدث من زمن إلى آخر ومن مكان إلى آخر، بحسب اختلاف الظروف الزمنية والمكانية، والانفصال حدث جديد لا علاقة له بوضع ما قبل 1990م ولا بظروفه، والنظر إليه من الزاوية التاريخية لا يتناسب ومستجدات الحاضر ومتطلباته ومحاذيره، على أن تاريخ الوحدة سابق لتاريخ التشطير، و1990م هو تاريخ العودة إلى الوحدة لا تاريخ أول وحدة..

وبالعودة إلى السؤال السابق، أعتقد أن تماسك الجنوب مرهون بتماسك قوى الحراك، وتماسك قوى الحراك مرهون ببقاء النظام، لأنه سبب اتحادها أصلا ، وعندما يغيب (إن حدث انفصال لا قدر الله) ستظهر عوامل الفرقة لتعلن عن مرحلة جديدة لم تكن في حسبان أبناء الجنوب .. تماسك الجنوب مرهون بعدم التخلي عن فكرة الوحدة إذن ..

ٍكنا دولتين مستقلتين.. يرى البعض في هذا الأمر مشروعية تاريخية للـمطالبة بالانفصـال، ويطمئنون لذلك أكثر عندما يقارنون وضع ما قبل الوحدة به في ظلها، لكن ذلك ناتج عن قصر في الفهم، إذ لا يجوز أن نحاكم البلد بوضعين خاطئين .. وضع التفرقة ووضع عدم الاستفادة من الوحدة .. لأن علينا أن نتحد ونستفيد.. ثم لا تنسوا بأننا كنا دولة واحدة قبل أن نكون دولتين ..

المتحمسون للانفصال اليوم، يستعجلون الاستحقاقات لا أكثر، والاستحقاقات ستقود الجميع إلى مصير مرعب .. فصول من اقتتال الحلفاء فيما بينهم ..

ومع ذلك، لن تكون الأمور بالسهولة التي يتصورها من ينادون بالانفصال : (انفصال الجنوب عن الشمال يليه قيام دولة مستقلة في الجنوب) .. ستلي الانفصال مرحلة جديدة من الصراعات على الحدود، وبين حلفاء الأمس أنفسهم .. هذا على الصعيد المحلي ..

أما على الصعيد الخارجي، فسيتحول الجنوب (ككل منطقة فوضى) إلى ساحة لحروب خارجية لا تنتهي، ولكم أن تتساءلوا عن هوية الأطراف المتصارعة في العراق وفي الصومال وفي أفغانستان، بل وفي جزء من اليمن، وما الذي يعود على هذه البلدان من مثل هذه الحرب أو الحروب، وما هو مستقبلها في ظلها..؟!

لقد تغيرت الظروف الدولية كثيرا، وأصبح من السذاجة بمكان أن نقيس الحاضر على الماضي دون أن نراعي هذه المتغيرات وتأثيراتها، ودون أن نعتبر بنماذج حية صيرتها الفوضى ساحة لصراعات مشاريع أخرى لا تمت لقضاياها بصلة..

في ظل كل ذلك لن يكون بمقدور أبناء الجنوب لملمة الوضع، لأن مسألة التحكم بمجرياته باتت بيد قوى أخرى .. وإذا كانت الولايات المتحدة قد عجزتْ عن لملمة الوضع في العراق أو عن وضع حد للتدخلات الخارجية، وهي قوة عظمى، فستكون الشلل المتناحرة في الداخل الجنوبي عن ذلك أعجز ..؟!

تذكروا .. لم تعد الأوضاع إلى طبيعتها في كل البلدان التي شهدت تفلتا أمنيا، لا في أفغانستان ولا في الصومال ولا في العراق ولا في غيرها .. وربما لن تعود .. ولا نريد لجزء من وطننا أن يكون النموذج التالي ..
وجاء الرد على هذا الفصيح القبيح من أحد ابناء الجنوب الشرفا
الأولى : سقط القناع الساقط منذ زمن !!
* منذ 7 / 7 / 94م كنا نرى (المقهورين) في (تعز الحالمة بالحرية) يقفون ضد كل صوت ينادي بالحرية عندما يأتي الصوت من (الجنوب) تناقض مزري يقف الحالم بالحرية ضد البطل الشامخ الصامد الرافض للعبودية، لكنه الإدمان المستمر من سنين على المهانة والمذلة والظلم والعبودية... إدمان يجعل صاحبه يقف بنذالة ضد من فتحوا ديارهم وصدورهم له... ألا تبًا لكم؛ لأنكم في نظر كل الشرفاء مجرد (جبناء محترفين).
* منذ 7 / 7 / 94م كنا نراكم تلتحمون بنذالة مقززة ضدنا مع النظام الذي يدوسكم من عشرات السنين ويمتهن كرامتكم ليل ونهار نهارا جهاراً وأنتم كالفئران بل الفئران أكثر شجاعة منكم.. نحن نعرف أنّ في (تعز) العديد من الزملاء والزميلات الشرفاء الواقفين بشهامة معنا لذا أقول إنني (لا أعمم القول ولكني أخص الحثالات الذين خرجوا يهتفون ضدنا) حتى ولو خرجتم مرغمين كان بإمكانكم قلب الطاولة لينقلب السحر على الساحر، لكني متأكد أنّكم خرجتم فرحين لذا أقول : لقد برهنتم بكل جذارة بأنكم لا تقيمون أي وزن للعيش والملح ولا المحبة والعشرة، وعليه لقد دخلتم بقناعة تامة إلى (مخنق الذئب) ولن تخرجوا حين تدق ساعة الدم منه !!
* أقول ... يا من أدمنتم الظلم والمهانة والمذلة، لم تفهموا بعد أنّ من العار كل العار أن يقف المظلوم مع ظالمه وضد من يتصدى لهذا الظالم؟! تقفون يا حثالات الأرض وديدانها أمام أبناء الجنوب الذين يتساقط الشهداء في الساحات كل يوم بصدورهم المفتوحة، يتلقون رصاصات الاحتلال الغادرة ويسقط هنا الشهيد تلو الشهيد، لذا لأنكم جبناء وأنذال وأهل فتن وغدر تعرفون أنكم لا تستطيعون أن تكونوا مثلنا بل حتى لا تستطيعون الحلم بأن تكونوا مثلنا خرجتم ضدنا، ولكننا سندخلكم رغمًا عن أنفكم إلى قلب جحيم العاصفة الجنوبية فكونوا رجالاً وقاومونا عندما (تدق ساعة الكفاح المسلح).
* سوف ترون أولاً هذا الجيش الذي يرعبكم كيف يتساقط كأوراق الشجر وقت الخريف في ظلال حرب التحرير الشعبية وسيحصد ما زرع فمن يزرع الريح يحصد العاصفة وأنتم سوف تحصدون ما لم تكونوا قط قد حلمتم به ... استعدوا من الآن يا كلاب الصيد لأننا قد عقدنا العزم على إدخالكم في دوامة الكفاح المسلح... ولن تفلتوا لا أنتم ولا من يستعبدكم ليل نهار يا حثالات الزمن.... أعيد القول ليس خوفـًا ولكن إنصافـًا للحقيقة إننا لا ننسى ولن ننسى (أهلنا الأعزاء الشرفاء من تعز الواقفين معنا هؤلاء في قلوبنا وسيظلون في حدقات العيون.. هم منا وفينا ولا نفرط بهم... سيرى المحتل وسترون العبرة في نهاية المطاف حين يقضي الله أمرًا كان مفعولا!!