في الذكرى الثالثه لوفات القائد الاسطوره العميد بدر صالح السنيدي

[نزار السنيدي]

في مثل هذا اليوم24/رمضان 1429 توقف قلب العميد بدر صالح السنيدي القائد العسكري الاسطوره, رجل من افضل الرجال رجل من اغلى الرجال , رجل عشت بقربه ضابطا وعشت بقربه انساننا , رحم الله عميدنا وسكنه فسيح جناته

هذه قصه اسردها لكم وقعت عام 94م قبيل الحرب, بل لعلها كانت الشراره الاولى, وبما اني احد المشاركين في هذه الحادثه اسرد لكم تفصاليها مختصرا

ما اشبه اليوم بالبارحه "هل سمعتم بما حصل في 14 فراير 1994في احد ليالي رمضان لا اعتقد ان الكل يعرف هذه القصه ارجو ان تسمحو لي ان احكي لكم هذه القصه لعل وعسى نستفيد درس في التكتيك العسكري ونسقط الماضي على الحاضر وان هناك اندماج بين الشجاعه وحنكه القياده
بطل هذه القصه العميد المرحوم بدر السنيدي قايد اللوا الرابع مدرع واركان سلاح الدروع قبل الوحده واحد اشجع قيادات الجيش اليمني واحنكها على الاطلاق وللعلم كانت خططه العسكريه تدرس في الكليه العسكريه ومدراس القياده والاركان "
المكان دوفس الكود محافضه ابين
الظرف السياسي ليله توقيع وثيقه العهد والاتفاق في الاردن الاجوا السياسيه مشحونه
الحدث الابرز حصار لوا مدرم مشاه من قبل لوا العمالقه شمالي المرابط في زنجبار
الوقت الساعه الخامسه صباحا
قامت قوات سريه مشاه تابعه للوا العمالقه بحصار القايد الفذ بدر السنيدي واشهرت الاسلحه لاعتقاله كان الموقف رهيبا وصعبا لرجل شجاع مثل بدر السنيدي نظر يمين ثم شمال ورا عشرات الجنود يصوبون اسلحتهم الشخصيه الى راسه " قدر الموقف ابتسم استعلم عن ما يريدون اجاب قايدهم انت معتقل هذه التعليمات عليك الاستسلام " ابتسم مره اخرا كان القايد الصغير يحدثه وفرائصه ترتعد لان منظر السنيدي القايد مهيبا برتبته العسكريه " وبهندامه العسكري " اقنع الضابط بان يستغل سيارته وافق الضابط بعد ما كلف احد العساكر بطلوع معه بالسياره " كانت هناك طقمان امامه ومثلهما خلفه واقتدوه مخفورا الى لوا العمالقه مقر القياده

بينما السياره تمشي بالاتجاه المحدد سلفا وعند وصول السياره جوله زنجبار فكر قايدنا بان يعكس الاتجاه نحو مدينه جعار "لكن الخط كان مستقيما " وكان ممكن قنص سيارته فورا " فكر بكل الحلول كان الوقت قصيرا والبدايل قليله " ولكن عقل القايد لا يتوقف عن التفكير " فجائه وبدون مقدمات وبصوت قايدنا الجهوري " صاح بصوت عالي لسايقه شمال " كان السايق محنكا ومدربا تدريبا عاليا " ويبدو انه قد اختير بعنايه فايقه " فهم قايده واتجه شمالا باتجاه بوابه لوا مدرم المحاصر " كانت البوابه مغلقه ولكنه استمر بالسير مخترقا البوابه واصبح في حمايه مدرم سالما" لم يستطع الضابط اعطا اوامره باقتحام البوابه لان مهمته كانت محدده ووضعه كان صعبا لانه يتعامل مع ضابط اعلى رتبتا ومقاما "

انتقل الخبر باعتقال وحصار بدر السنيدي في لوا مدرم خلال ساعات تداعت قبايل يافع الساحل وتجمعوفي غضون الساعه التاسعه بالاضافه الا مجموعات من القبايل الاخرا في مقر المليشيا بجعار
وكذالك افراد مليشيا جعار حوالي عشره الف مقاتل باسلحتهم وعتادهم ومعنوياتهم العاليه الهدف نجده بدر السنيدي " كانت مساله الانتقال والهجوم لتحرير بطلنا ليست بالسهله لانها تتحرك على ارض مكشوفه وتواجه لوا مدرع "

وزير الدفاع حينها هيثم قاسم طاهر اعطى تعليماته بالهاتف لقايد لوا مدرم بالتحفظ على بدر السنيدي حفاضا على حياته " وهذا كان كل ما يستطيع فعله لان العمالقه تاتمر بامر صنعا مباشره " لكن بطلنا لم يستكين " استطاع التواصل هاتفيا بمنزله في عدن " واعطى رقم هاتف قياده مدرم " واوعز لاحد الاخوه بالاتصال به تم ذالك ووافهمه الوضع ومكان تواجده وانه يجب ان يخرج من هناك باي شكل من الاشكال

بعد تدارس الموقف في جعار ووصلو الى حل بانه يجب تهريبه" انبرا رجلان احدهم ضابط عسكري من احد اقربا السنيدي واخر من الاستخبارات العسكريه وجنديان بالزي المدني استغلا سياره مدنيه واتجها الى ابين مهمتهم تنفيذ عمليه نوعيه اخراجه باي شكل من لوا مدرم وانغاذ حياته

الاوامر صدرت بتصفيه بدر السنيدي جسديا " والمهمه اصدرت للوا العمالقه فعلا " حسب ما ذكر لاحقا وتقديمه كبش فدا لبعض الحلول السياسيه "

تحركه سيارت الانغاذ مخترقه كل النقاط العسكريه المؤديه الى زنجبار " لا نهالم تثير الشك " حتى وصلت لوا مدرم " استغبلهم السنيدي شعثا اغبر لكنه بمعنويات عاليه " لم يدعهم للجلوس فقال يجب الخروج من هنا فورا كانت سيارته معروفه " وتم حشر الكل بالسياره المدنيه الصغيره وخرجا من المعسكر باتجاه الخبت عموديه وصول بجوله الجول المخزن ومنها الى باتيس ثم الى يافع ثم الى عدن

رحم الله هذا البطل " كان يقول القياده كر وفر " والقياده تقدير الموقف " والانسحاب في وقت الضروره حنكه عسكريه " والحفاظ على ارواح الناس اهم من اي نصر وهمي " عاش شامخا ومات كذلك