أسئلة مشروعة .. تبحث عن إجابة !!

[عبدالله السنمي]

بالنظر الى واقع الساحة اليمنية نجد أن الاوضاع تتحرك بطريقة دراماتيكية ، أحداث هنا وأحداث هناك ما بين الحرب الضروس التي شهدتها اليمن في صعدة ، ولا زالت مرشحة في أي لحظة وبين التفاعلات الشعبية في المحافظات الجنوبية ، وبين الاشتباكات من حين الى آخر بين قبائل والسلطة وآخرها أحداث شبوة ، ولو سلمنا أن جملة هذه الاحداث وبالاخص الاعتصامات المتصاعدة في المحافظات الجنوبية قد خلقت أوضاعا جديد تجاذبت معها أطراف العملية السايسية في اليمن ، وكل تعاطى مع الاحداث من منظورة ومنطلقاته وأهدافة ، فنجد السلطة ممثلة بحزب المؤتمر بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح تعاملت مع أحداث الجنوب ، مرة بالحرب النفسية ضد قيادات الاعتصامات ووصمهم بالنفر البائس والمعزول وانهم مجموعة من الذين فقدوا مصالحهم ، ومرة أخرى باستخدام أساليب العنف والسلاح ضد المتظاهرين وإعتقال القيادات ، وفي أحيان أخرى استخدام أساليب استرضاء بعض الشخصيات واستمالتهم بالوعود والاكراميات والتي ما تشبه الرشى ، وأحيانا تواجه السلطة هذه التحركات الشعبية ببث الفرقة ودق اسفين الكراهية والحقد وإشاعة الفننة بين الجنوبين ، ولم تحاول التعاطي مع هذه الاوضاع بجدية والاعتراف بالخلل الواقع في جسد هذاالشعب ومحاولة اصلاحة ، ولذلك نجد السلطة تستمر كعادتها في معالجة هذا الوضع بالهروب الى الامام .
في المقابل نجد طرف آخر وهي المعارضة ، وهي الطرف الاقوى بعد السلطة لم تستطع تكييف نفسها مع ما يجري وظلت مرتبكة ، وهي تحاول توجيه الاحداث الى خطها العام كمعارضة دون ان تفلح في ذلك ، وهناك طرف ثالث وهو المعني مباشرة بتحريك هذه الجماهير وتوجيهها ، ويمثل هذا الطرف قيادات التنسيق لجمعيات المتقاعدين والعاطلين والمبعدين والمهمشين وشخصيات المجتمع المدني وهؤلاء يطروحون فكرة تصحيح الاوضاع في إطار دولة الوحدة وإلغاء كافة أثار حرب 94م ، وهذا الطرح معلن وتؤكد عليه هذه القيادات في كل المناسبات ، وتؤكد على استمراية نضالها السلمي في ظل ما كفله لها الدستور .
الطرف الرابع الذي دخل على الخط ، وهم القيادات الجنوبية في الخارج ، ولو أن البعض منهم لم يصرح الى الان عن موقفه من الاحداث ( ؟ ) وهذا الطرف يحاول تصوير الاحداث الجارية على أنها هي ثورة التحرير الجنوبية من الاستعمار اليمني التي استولى على الجنوب بالقوة عام 94م لتاكيد وحدة غير شرعية قامت بقرار فردي في 22 مايو 1990م وأن الوضع الطبيعي هو عودة الأمور الى ما قبل ذلك التاريخ ( مايو 90 ) وتحقيق سيادة الجنوب أولا ثم يقرر الشعب في الجنوب كيفما يراه بعلاقته بدولة اليمن ( اليمن الشمالي ) .
هذه هي الصورة كما نراها في اليمن ، والسؤال :
اي من الاطراف السابقة تعتقدون أنه يمتلك زمام الأمور ويمتلك القدرة على تهيئة الاوضاع لصالحة ، وتوجيه دفة الاحداث نحو أهدافة والانتصار في آخر المطاف .
أرجو من الاخوة الاعزاء إبداء الرأي ، وأتمنى تحري الواقعية والموضوعية ، وطرح الاسباب والمبررات التي تدعم الرأي ، حتى يتحقق للنقاش جديته ، في اقناع الاطراف المختلفة .
ولكم خالص مودتي