الكذبة الكبرى في تاريخ البشرية عداء إيران لأمريكا والصهاينة والقاعدة وداعش

سم الدحابيش · 2015-11-15, 04:21 AM

الكذبة الكبرى في تاريخ البشرية

عداء إيران لأمريكا والصهاينة والقاعدة وداعش

بعملية رصد سريعة وبالعودة إلى الوراء في قراءة تاريخ نشوء مايسمى ب "القاعدة" الأم الشرعية لما يسمى اليوم ب "داعش" فإنها نشأت في ثمانينات القرن الماضي في أفغانستان وتقريبا (في نفس الوقت) الذي نشأت فيه دولة إيران " الإسلامية"!

وقد كان سقوط شاه إيران الحليف الوثيق لأمريكا صدمة لم يتوقعها المحللون السياسيون ولاحتى العسكريون. حيث أن علاقة الشاه بأمريكا لاتشوبها شائبة وولاؤه لها منقطع النظير فلماذا سقط الشاه ولم تقم أمريكا بحمايته؟! أو بعبارة أخرى ما الذي جعل أمريكا تضحي بحليفها الوثيق شاه إيران وتسمح بظهور الخميني المتطرف ونشوء مايسمى ب " الجمهورية الإسلامية الإيرانية" الشيعية المذهب على أنقاض الإمبراطورية البهلوية الفارسية في هذا الوقت بالذات؟!

كما يبدو لي واضحا بأن هناك ارتباطا وثيقا بين ظهور القاعدة " السنية" في أفغانستان وبين ظهور الدولة " الإسلامية" الإيرانية " الشيعية" في تزامن غريب لايخفى على عين المتفحص.

والمتتبع لأخبار جمهورية إيران " الإسلامية" والقاعدة سيجد بأن إيران استقبلت قادة القاعدة الإرهابية ودعمتهم في حربهم ضد الروس في افغانستان كما دعمهم الأمريكان أيضا باعترافاتهم الصريحة (عسكريا ولوجستيا) واستعملوهم لدحر الإحتلال الروسي عن افغانستان، وهو ما أدى لاحقا إلى سقوط النظام الإشتراكي في روسيا ومن ثم سقوط المعسكر الإشتراكي برمته في شرق أوروبا وكاد أن يعصف بروسيا ويسقطها مثل ورقة الخريف كدولة عظمى أيام حكم يلتسين الصهيوني لولا أن جاء بوتين اليهودي الأصل (الوطني الإنتماء إلى روسيا) لينقذ وطنه روسيا من الإنهيار الوشيك في آخر لحظة! وهو ماأخر المشروع الأمريكي عن التقدم بنفس السرعة الصاروخية التي بدأ بها منذ ثمانينات القرن الماضي أيام حكم الرئيس الأمريكي رونالد ريجان ومن بعده حكم جورج بوش الأب في محاولة لتدمير العالم كله عبر تدمير روسيا أولا وإخضاع العالم كله لحكم الهيمنة الأمريكية المطلقة والتي نجحت في فترة تضعضع الأوضاع في روسيا اثناء فترة إنهيار المعسكر الإشتراكي في نهاية ثمانينيات القرن الماضي وازدهرت هيمنة أمريكا مع تدهور الأوضاع الإقتصادية لروسيا اثناء حكم الرئيس يلتسين لروسيا والذي تزامن مع حكم رئيس ألأمريكي جورج بوش الإبن. ومن ثم بدأ مشروع أمريكا بالتراجع والسير ببطء بعد تسلم بوتين ذو الشخصية القوية لمقاليد الأمور في روسيا.

وبالعودة إلى منهج القاعدة فقد اتخذت مايسمى بالقاعدة منهجا متشددا "قيل بأنه سني" وتم إسناده الى المذهب الوهابي السلفي المنتشر في المملكة العربية السعودية ودول الخليج بشكل عام حيث انجر كثير من شيوخهم لتاييد القاعدة والإشادة بها أثناء حربها ضد الروس وسقطوا في ذلك الفخ إما جهلا أو تعصبا. فكان أن قامت كل دول الخليج وبتأثير هذا الشحن الإعلامي بدعم القاعدة ماليا ولوجستيا حتى أنهت مهامها ضد الروس في افغانستان.

إنتهاء القاعدة من فصل الحرب ضد روسيا وبداية الحرب ضد الدول العربية

بعد انتهاء ما يسمى "القاعدة" من دحر الإحتلال الروسي من أفغانستان... (وبايعاز ما...) بدأت القاعدة تطالب دول الخليج بمطالب تعجيزية من أجل الحصول على الأموال الطائلة والمناصب الكبيرة والحساسة في دول الخليج وهو مارفضته تلك الدول رفضا قاطعا ما أدى إلى نشوء توتر شديد في العلاقات بينهما ومن هنا انتهى شهر العسل المؤقت ما بين القاعدة ودول الخليج ثم بدأت القاعدة بابتزاز دول الخليج عن طريق تسريبات صحفية وحملات إعلامية وخطب ومواعظ في المساجد عن فساد (بعض) الجهات في تلك الدول فما كان من تلك الدول إلا أن قامت بحملة اعتقالات ضدهم بصفتهم ينشرون القلاقل ويهددون الأمن العام وهكذا بدأت القاعدة تستهدف دول الخليج بالتفجيرات المروعة رغم أنها بلدان "سنية مثلها" ولم تستهدف القاعدة ولا حتى بعملية واحدة دولة إيران "الشيعية" منذ نشأتها رغم ادعائها بأنها عدوها اللدود حيث تسميهم "الرافضة" فما معنى ذلك؟!

ولماذا تم التقارب بين السعودية ودول الخليج كثيرا في الآونة الأخيرة على حساب التقارب الروسي الإيراني الذي دام لعقود طويلة؟!

إنهيار التحالف الروسي الإيراني .. أسبابه ونتائجه

(الأسباب)

منذُ أن بدأت المباحثات الإيرانية الأمريكية الأخيرة حول الملف النووي الإيراني وبدأت معها تصريحات الغزل الإيرانية الأمريكية المتبادلة في وسائل الإعلام تزداد وتيرتها بدأت تشعر روسيا بأن الحليف الإيراني قد غدر بها وطعنها طعنة نجلاء في ظهرها عندما غلَّب مصالحه مع أمريكا عدو روسيا اللدود على مصالحه معها وارتمى بكل ثقله في أحضان "العدو" الذي يرفع شعارات موته منذ ثمانينيات القرن الماضي!

وبعد أن كانت روسيا متمسكة ببقاء الأسد وتتحالف بقوة مع إيران بدأت بتغيير رأيها ولم تعد ترى ضرورة لبقاء الأسد بعد التوقيع على الإتفاق النووي الإيراني الأمريكي!

بل وأصبحت منفتحة على بعض فصائل المعارضة السورية وتريد أن تجعلهم جزءا من الحل السياسي في سوريا.

وقد رأت الحكومة الإيرانية في هذا الإجراء الروسي تحديا لها وتقويضا لنفوذها في سوريا بشكل خاص وفي المنطقة العربية بشكل عام.

وازداد القلق لدى إيران حيث باتت تشعر بأن أي تراجع أو إنكماش للدور الإيراني في سوريا خاصة بعد الإنكسار الشديد الذي واجهته في الجنوب العربي بصفة خاصة والجمهورية العربية اليمنية بصفة عامة ستكون له عواقب وخيمة عليها (داخليا وخارجيا).

لقد انكشف الغطاء عن التحالف الإيراني الأمريكي الوثيق بين " العدوين اللدودين ظاهريا" منذ غزو أمريكا للعراق في عام 2003 م عندما تم إسقاط النظام العراقي بتعاون تام مع إيران التي تقاسمت النفط العراقي فيما بينها وبين أمريكا مناصفة .

وبالطبع لايخفى على أحد مافعلته شركة بلاك ووتر الصهيوأمريكية في العراق بعد استلام المالكي " الشيعي" والموالي لإيران للحكم فيها رغم انكشاف مخطط إختلاق الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة من جهة وكذا الفتنة العرقية والطائفية بين فسيفساء المجتمع العراقي المتعايش منذ آلآف السنين في العراق من جهة أخرى وذلك قبل حدوثه باشهر عديدة! ومع ذلك تم تنفيذه بحذافيره في العراق ودون أدنى تغيير!

حيث قامت تلك المنظمة بافتعال تفجيرات في أحياء الشيعة العرب واتهمت بها أبناء المذهب السني دون تمييز كما قامت بتفجيرات أخرى في أحياء سنية واتهمت بها الشيعة أيضا دون تميييز لخلق الفوضى والقتل والدمار والكراهية بين أبناء الشعب العراقي حتى لاتقوم له قائمة أبدا ويظل تحت أقدام مجوس إيران وحليفها السري أمريكا.

وقد لايستسيغ البعض هذه النظرية ويراها بعيدة عن المنطق وربما يقول: "كيف لأمريكا التي حاصرت إيران إقتصاديا لسنوات لأنها تدعو إلى تحرير فلسطين أن تتحالف مع يران؟!

والجواب هو أنه لايوجد دليل واحد على أن أمريكا قامت بحصار إيران إقتصاديا "بالفعل" وإنما هذا ماكنا نسمعه نحن في الآلة الإعلامية الأمريكية والغربية والعالمية التابعة للإعلام الأمريكي الموجه في الوقت الذي لم تظهر آثاره قط على الشعب الإيراني مطلقا!

بينما عندما قامت أمريكا بتطبيق الحصار الإقتصادي على العراق فإن الملايين من الأطفال العراقيين ماتوا بسبب سوء التغذية ومثلهم الكثير من رجال ونساء وشباب الشعب العراقي الذين إما ماتوا بسبب نقص الأدوية أو بسبب نقص الأغذية وسوء الأوضاع الإقتصادية وترديها.

أما ماقامت به إسرائيل من عملية قصف للمفاعل النووي الإيراني فهو مجرد مسرحية هزلية حيث لم يتم تدمير المفاعلات النووية وإنما تم ضرب مباني فارغة في الصحاري جُهزت لغرض تنفيذ هذه المسرحية الهزلية أمام شاشات الإعلام الدجالي الكاذب والدليل على صحة كلامي هو أن إسرائيل عندما دمرت المفاعل النووي العراقي فإنها دكته دكا ولم تتركه إلاَّ قاعا صفصفا ولم يستطع بعدها النظام العراقي من بناء مفاعل نووي آخر بديلا عنه بينما نرى تطورا تقنيا مضطرا وكبيرا في المنشآت النووية الإيرانية في مقابل ذلك!

إضافة إلى ذلك فإن قيام إيران بدعم حماس هو انتقام من مايسمى ب"السنَّة" ودعم اكيد للدولة الصهيونية التي تحظى بالتعاطف في كل مرة تُطلق من غزة تلك الصواريخ الفارغة المحتوى تجاه مايسمى ب "إسرائيل". حيث تدعم إيران حماس و(بعض) المنظمات " الفسلطينية" المتطرفة بصواريخ بدائية لاتؤثر ولو في الحد الأدنى من التدمير لدولة بني صهيون بينما تكون مردودات تلك الهجمات عكسية على أهالي غزة الصامدين ويتم سحق الآلآف من الأطفال والنساء والرجال والشباب وتدمر البنية التحتية للقطاع وماتم بناءه في سنوات يتم دكه من قبل الطيران الإسرائيلي في ساعات واحيانا في دقائق . وكلما بدأت الأمور بالتحسن والهدوء والعودة للإعمار تنطلق تلك الصواريخ مجددا باتجاه " إسرائيل" لتأتي الطائرات الإسرائيلية مرة أخرى لتدك البيوت دكا فوق رؤوس أهاليها حتى يدخل اليأس إلى قلوب الفلسطينيين وحتى لايشعر الفلسطيني بأن له بارقة أمل في الحياة أو حتى مجرد حق العيش على أرضه ولو في الحد الأدنى من الحقوق البشرية.

إذن ، فكل ماحدث من قبل إيران تجاه أمريكا وكل ماحصل بالمثل من أمريكا تجاه إيران هو مجرد مسرحيات إعلامية ليس إلاَّ، تُطابق تماما مسرحيات العفاش وحزب الإصلاح الإرهابي عام 2011م في حربهم المستعرة ضد مايسمى ب" القاعدة" في أبين من على صفحات الصحف الرسمية والحزبية ومن خلال أبواقهم الإعلامية المرئية والمسموعة.

النتائج

يبدو أن فزاعة القاعدة سابقا وداعش حاليا والتي تقرع طبولها إيران ليل نهار وتقدم نفسها للعالم على أنها هي المشروع المقاوم لهذه المنظمات الإرهابية لم يعد يجدي نفعا عند الروس هذه الأيام خاصة وأن إيران هي الدولة "الإسلامية" الوحيدة التي لم تستهدفها تلك المنظمات الإرهابية باي عملية تفجيرية بينما استهدفت روسيا "حليفتها السابقة" وكذلك أمريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا بالإضافة إلى دول كثيرة في العالم سواء في أفريقيا أو آسيا واستباحت السنة والشيعة في العراق (على حد سواء) ودمرت سوريا تدميرا وحشيا هائلا إلآَّ أن النظام السوري لم يحارب داعش بناءً على نصائح إيران وإنما حارب الفصائل الأخرى تماما كما فعل المالكي في العراق ليكبل المناطق السنية بداعش حتى لاتستطيع الخروج ضده وهو نفس السيناريو الذي فعله المخلوع العفاش قبلهم عام 2011م في الجنوب أثناء ماسمي بثورة التغيير.

ومن غير المنطقي بل من التسطيح الفكري أن نبررعدم استهداف القاعدة ومن بعدها الدواعش لإيران بأن سببه قوة جهاز الإستخبارات الإيراني كما تروج لذلك آلة الدعاية الإيرانية ، فجهاز مخابرات إيران ليس بأقوى من أجهزة مخابرات الدول الخمس العظمى مجتمعة!

وقد يتساءل المرء ماهو سبب استهداف داعش للسنة والشيعة على حد سواء في العراق بالذات بشكل مكثف وهو نفس السيناريو الذي تجري فصوله الآن أيضا في كل من لبنان والجنوب العربي والجمهورية العربية اليمنية؟!

وهل كان نشوء القاعدة ومن بعدها داعش باتفاق إيراني أمريكي قاموا بإلباسه الثوب السني ليستعملونهما في ضرب الوطن العربي والإسلامي كله من أقصاه إلى أقصاه باستثناء إيران ”الشيعية" ؟!

وهل كانت هذه أكبر خدعة تاريخية يتعرض لها العرب والروس وتم اكتشافها مؤخرا من قبل الأجهزة الروسية التي حزمت أمرها على تدمير داعش وقامت بدخول سوريا وقتلت الآلآف من الدواعش وهجّرت عدة آلآف آخرين ما أدى إلى توتر شديد في التعاطي الأمريكي مع التواجد الروسي الذي "من المفترض" أنه يُسعد أمريكا لأنه جاء من أجل القضاء على "عدو" أمريكا اللدود القاعدة وداعش الإرهابيتين؟!

ولماذا أصبحت إيران ترى في التواجد الروسي (خطرا عليها ويهدد مصالحها في سوريا)! في الوقت الذي من المتوقع أن تواجد روسيا حليفة إيران في سوريا هو أصلا للقضاء على القاعدة وربيبتها داعش الإرهابيتين والذي سيكون في الأساس لمصلحة سوريا حليفة إيران وأيضا لمصلحة إيران نفسها بكل تأكيد وهي التي تدعي بانها مهددة من قبل كل من القاعدة وداعش !

فما هو السر في هذا الرفض الأمريكي الإيراني المتشدد للدور الروسي في سوريا في حربها ضد القاعدة وداعش الإرهابيتين؟!

الحقيقة على الأرض تقول بأن إيران وقاعدتها المدعومة أمريكيا هي الأداة الضاربة للعدوين اللدودين "ظاهريا" وبتنسيق كبير بينهما سريا ضد الدول العربية والإسلامية.

وأن أهم أسباب استهداف الإيرانيين للشيعة العرب في العراق هو أنها أرادت الإنتقام منهم بسبب إشتراكهم في الحرب العراقية الإيرانية ضدها في الجيش العراقي في ثمانينيات القرن الماضي. أما استهدافها للسنة في العراق وبقية دول العالم الإسلامي فلأنهم أعداءها التاريخيين "مذهبيا" وأعداءها الحاليين سياسيا.

وبما أن الغطاء انكشف أخيرا عن الحجم الكبير للتحالف الأمريكي الإيراني

فإن روسيا ستستمر في مشروعها في تدمير داعش في سوريا مهما كلفها الأمر وعلى نفس السياق ستوثق تحالفها مع السعودية ودول الخليج لتعويض التحالف الإيراني في المنطقة.

الشاهد من ذلك أن الشرق الأوسط مقدم على سيناريوين إثنين لاثالث لهمأ:

إما حل شامل بين الدول العظمى والدول الموالية لها يتم بموجبه إنهاء الحرب في سوريا وماسيترتب عليها من استحقاقات سياسية ، بالإضافة إلى حلول ترقيعية في العراق التي تحضّر إيران فيها لانقلاب على الرئيس الحالي نوري العبادي واحلال المالكي من جديد بدلا عنه لخلط الأوراق والإمساك بزمام الأمور فيه بقبضة حديدية كالسابق بالإضافة إلى حلول ترقيعية في اليمن أيضا.

وإما... الدمار الشامل والكامل في الشرق الأوسط برمته والذي بدورة سيؤدي إلى دمار ونهاية إسرائيل.

ملحوظة هامة جدا:

عقد الصفقات العسكرية والتي تدر على الدول الكبرى مليارات ليس لها علاقة (في بعض الأحيان) بالموقف السياسي للبلدين المختلفين (سياسيا) ، خاصة وأن الحروب تدار بالوكالة وبالنيابة عن الدول الكبرى من قبل الدول الموالية لها ، وهذا هو سبب عقد صفقات السلاح مابين السعودية وأمريكا والدول الغربية من جهة وبين إيران وروسيا من جهة أخرى.

سم الدحابيش

2015-11-14

2015-11-15, 04:21 AM	#1
سم الدحابيش قلـــــم فضـــي تاريخ التسجيل: 2014-04-17 المشاركات: 2,143	الكذبة الكبرى في تاريخ البشرية عداء إيران لأمريكا والصهاينة والقاعدة وداعش الكذبة الكبرى في تاريخ البشرية عداء إيران لأمريكا والصهاينة والقاعدة وداعش بعملية رصد سريعة وبالعودة إلى الوراء في قراءة تاريخ نشوء مايسمى ب "القاعدة" الأم الشرعية لما يسمى اليوم ب "داعش" فإنها نشأت في ثمانينات القرن الماضي في أفغانستان وتقريبا (في نفس الوقت) الذي نشأت فيه دولة إيران " الإسلامية"! وقد كان سقوط شاه إيران الحليف الوثيق لأمريكا صدمة لم يتوقعها المحللون السياسيون ولاحتى العسكريون. حيث أن علاقة الشاه بأمريكا لاتشوبها شائبة وولاؤه لها منقطع النظير فلماذا سقط الشاه ولم تقم أمريكا بحمايته؟! أو بعبارة أخرى ما الذي جعل أمريكا تضحي بحليفها الوثيق شاه إيران وتسمح بظهور الخميني المتطرف ونشوء مايسمى ب " الجمهورية الإسلامية الإيرانية" الشيعية المذهب على أنقاض الإمبراطورية البهلوية الفارسية في هذا الوقت بالذات؟! كما يبدو لي واضحا بأن هناك ارتباطا وثيقا بين ظهور القاعدة " السنية" في أفغانستان وبين ظهور الدولة " الإسلامية" الإيرانية " الشيعية" في تزامن غريب لايخفى على عين المتفحص. والمتتبع لأخبار جمهورية إيران " الإسلامية" والقاعدة سيجد بأن إيران استقبلت قادة القاعدة الإرهابية ودعمتهم في حربهم ضد الروس في افغانستان كما دعمهم الأمريكان أيضا باعترافاتهم الصريحة (عسكريا ولوجستيا) واستعملوهم لدحر الإحتلال الروسي عن افغانستان، وهو ما أدى لاحقا إلى سقوط النظام الإشتراكي في روسيا ومن ثم سقوط المعسكر الإشتراكي برمته في شرق أوروبا وكاد أن يعصف بروسيا ويسقطها مثل ورقة الخريف كدولة عظمى أيام حكم يلتسين الصهيوني لولا أن جاء بوتين اليهودي الأصل (الوطني الإنتماء إلى روسيا) لينقذ وطنه روسيا من الإنهيار الوشيك في آخر لحظة! وهو ماأخر المشروع الأمريكي عن التقدم بنفس السرعة الصاروخية التي بدأ بها منذ ثمانينات القرن الماضي أيام حكم الرئيس الأمريكي رونالد ريجان ومن بعده حكم جورج بوش الأب في محاولة لتدمير العالم كله عبر تدمير روسيا أولا وإخضاع العالم كله لحكم الهيمنة الأمريكية المطلقة والتي نجحت في فترة تضعضع الأوضاع في روسيا اثناء فترة إنهيار المعسكر الإشتراكي في نهاية ثمانينيات القرن الماضي وازدهرت هيمنة أمريكا مع تدهور الأوضاع الإقتصادية لروسيا اثناء حكم الرئيس يلتسين لروسيا والذي تزامن مع حكم رئيس ألأمريكي جورج بوش الإبن. ومن ثم بدأ مشروع أمريكا بالتراجع والسير ببطء بعد تسلم بوتين ذو الشخصية القوية لمقاليد الأمور في روسيا. وبالعودة إلى منهج القاعدة فقد اتخذت مايسمى بالقاعدة منهجا متشددا "قيل بأنه سني" وتم إسناده الى المذهب الوهابي السلفي المنتشر في المملكة العربية السعودية ودول الخليج بشكل عام حيث انجر كثير من شيوخهم لتاييد القاعدة والإشادة بها أثناء حربها ضد الروس وسقطوا في ذلك الفخ إما جهلا أو تعصبا. فكان أن قامت كل دول الخليج وبتأثير هذا الشحن الإعلامي بدعم القاعدة ماليا ولوجستيا حتى أنهت مهامها ضد الروس في افغانستان. إنتهاء القاعدة من فصل الحرب ضد روسيا وبداية الحرب ضد الدول العربية بعد انتهاء ما يسمى "القاعدة" من دحر الإحتلال الروسي من أفغانستان... (وبايعاز ما...) بدأت القاعدة تطالب دول الخليج بمطالب تعجيزية من أجل الحصول على الأموال الطائلة والمناصب الكبيرة والحساسة في دول الخليج وهو مارفضته تلك الدول رفضا قاطعا ما أدى إلى نشوء توتر شديد في العلاقات بينهما ومن هنا انتهى شهر العسل المؤقت ما بين القاعدة ودول الخليج ثم بدأت القاعدة بابتزاز دول الخليج عن طريق تسريبات صحفية وحملات إعلامية وخطب ومواعظ في المساجد عن فساد (بعض) الجهات في تلك الدول فما كان من تلك الدول إلا أن قامت بحملة اعتقالات ضدهم بصفتهم ينشرون القلاقل ويهددون الأمن العام وهكذا بدأت القاعدة تستهدف دول الخليج بالتفجيرات المروعة رغم أنها بلدان "سنية مثلها" ولم تستهدف القاعدة ولا حتى بعملية واحدة دولة إيران "الشيعية" منذ نشأتها رغم ادعائها بأنها عدوها اللدود حيث تسميهم "الرافضة" فما معنى ذلك؟! ولماذا تم التقارب بين السعودية ودول الخليج كثيرا في الآونة الأخيرة على حساب التقارب الروسي الإيراني الذي دام لعقود طويلة؟! إنهيار التحالف الروسي الإيراني .. أسبابه ونتائجه (الأسباب) منذُ أن بدأت المباحثات الإيرانية الأمريكية الأخيرة حول الملف النووي الإيراني وبدأت معها تصريحات الغزل الإيرانية الأمريكية المتبادلة في وسائل الإعلام تزداد وتيرتها بدأت تشعر روسيا بأن الحليف الإيراني قد غدر بها وطعنها طعنة نجلاء في ظهرها عندما غلَّب مصالحه مع أمريكا عدو روسيا اللدود على مصالحه معها وارتمى بكل ثقله في أحضان "العدو" الذي يرفع شعارات موته منذ ثمانينيات القرن الماضي! وبعد أن كانت روسيا متمسكة ببقاء الأسد وتتحالف بقوة مع إيران بدأت بتغيير رأيها ولم تعد ترى ضرورة لبقاء الأسد بعد التوقيع على الإتفاق النووي الإيراني الأمريكي! بل وأصبحت منفتحة على بعض فصائل المعارضة السورية وتريد أن تجعلهم جزءا من الحل السياسي في سوريا. وقد رأت الحكومة الإيرانية في هذا الإجراء الروسي تحديا لها وتقويضا لنفوذها في سوريا بشكل خاص وفي المنطقة العربية بشكل عام. وازداد القلق لدى إيران حيث باتت تشعر بأن أي تراجع أو إنكماش للدور الإيراني في سوريا خاصة بعد الإنكسار الشديد الذي واجهته في الجنوب العربي بصفة خاصة والجمهورية العربية اليمنية بصفة عامة ستكون له عواقب وخيمة عليها (داخليا وخارجيا). لقد انكشف الغطاء عن التحالف الإيراني الأمريكي الوثيق بين " العدوين اللدودين ظاهريا" منذ غزو أمريكا للعراق في عام 2003 م عندما تم إسقاط النظام العراقي بتعاون تام مع إيران التي تقاسمت النفط العراقي فيما بينها وبين أمريكا مناصفة . وبالطبع لايخفى على أحد مافعلته شركة بلاك ووتر الصهيوأمريكية في العراق بعد استلام المالكي " الشيعي" والموالي لإيران للحكم فيها رغم انكشاف مخطط إختلاق الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة من جهة وكذا الفتنة العرقية والطائفية بين فسيفساء المجتمع العراقي المتعايش منذ آلآف السنين في العراق من جهة أخرى وذلك قبل حدوثه باشهر عديدة! ومع ذلك تم تنفيذه بحذافيره في العراق ودون أدنى تغيير! حيث قامت تلك المنظمة بافتعال تفجيرات في أحياء الشيعة العرب واتهمت بها أبناء المذهب السني دون تمييز كما قامت بتفجيرات أخرى في أحياء سنية واتهمت بها الشيعة أيضا دون تميييز لخلق الفوضى والقتل والدمار والكراهية بين أبناء الشعب العراقي حتى لاتقوم له قائمة أبدا ويظل تحت أقدام مجوس إيران وحليفها السري أمريكا. وقد لايستسيغ البعض هذه النظرية ويراها بعيدة عن المنطق وربما يقول: "كيف لأمريكا التي حاصرت إيران إقتصاديا لسنوات لأنها تدعو إلى تحرير فلسطين أن تتحالف مع يران؟! والجواب هو أنه لايوجد دليل واحد على أن أمريكا قامت بحصار إيران إقتصاديا "بالفعل" وإنما هذا ماكنا نسمعه نحن في الآلة الإعلامية الأمريكية والغربية والعالمية التابعة للإعلام الأمريكي الموجه في الوقت الذي لم تظهر آثاره قط على الشعب الإيراني مطلقا! بينما عندما قامت أمريكا بتطبيق الحصار الإقتصادي على العراق فإن الملايين من الأطفال العراقيين ماتوا بسبب سوء التغذية ومثلهم الكثير من رجال ونساء وشباب الشعب العراقي الذين إما ماتوا بسبب نقص الأدوية أو بسبب نقص الأغذية وسوء الأوضاع الإقتصادية وترديها. أما ماقامت به إسرائيل من عملية قصف للمفاعل النووي الإيراني فهو مجرد مسرحية هزلية حيث لم يتم تدمير المفاعلات النووية وإنما تم ضرب مباني فارغة في الصحاري جُهزت لغرض تنفيذ هذه المسرحية الهزلية أمام شاشات الإعلام الدجالي الكاذب والدليل على صحة كلامي هو أن إسرائيل عندما دمرت المفاعل النووي العراقي فإنها دكته دكا ولم تتركه إلاَّ قاعا صفصفا ولم يستطع بعدها النظام العراقي من بناء مفاعل نووي آخر بديلا عنه بينما نرى تطورا تقنيا مضطرا وكبيرا في المنشآت النووية الإيرانية في مقابل ذلك! إضافة إلى ذلك فإن قيام إيران بدعم حماس هو انتقام من مايسمى ب"السنَّة" ودعم اكيد للدولة الصهيونية التي تحظى بالتعاطف في كل مرة تُطلق من غزة تلك الصواريخ الفارغة المحتوى تجاه مايسمى ب "إسرائيل". حيث تدعم إيران حماس و(بعض) المنظمات " الفسلطينية" المتطرفة بصواريخ بدائية لاتؤثر ولو في الحد الأدنى من التدمير لدولة بني صهيون بينما تكون مردودات تلك الهجمات عكسية على أهالي غزة الصامدين ويتم سحق الآلآف من الأطفال والنساء والرجال والشباب وتدمر البنية التحتية للقطاع وماتم بناءه في سنوات يتم دكه من قبل الطيران الإسرائيلي في ساعات واحيانا في دقائق . وكلما بدأت الأمور بالتحسن والهدوء والعودة للإعمار تنطلق تلك الصواريخ مجددا باتجاه " إسرائيل" لتأتي الطائرات الإسرائيلية مرة أخرى لتدك البيوت دكا فوق رؤوس أهاليها حتى يدخل اليأس إلى قلوب الفلسطينيين وحتى لايشعر الفلسطيني بأن له بارقة أمل في الحياة أو حتى مجرد حق العيش على أرضه ولو في الحد الأدنى من الحقوق البشرية. إذن ، فكل ماحدث من قبل إيران تجاه أمريكا وكل ماحصل بالمثل من أمريكا تجاه إيران هو مجرد مسرحيات إعلامية ليس إلاَّ، تُطابق تماما مسرحيات العفاش وحزب الإصلاح الإرهابي عام 2011م في حربهم المستعرة ضد مايسمى ب" القاعدة" في أبين من على صفحات الصحف الرسمية والحزبية ومن خلال أبواقهم الإعلامية المرئية والمسموعة. النتائج يبدو أن فزاعة القاعدة سابقا وداعش حاليا والتي تقرع طبولها إيران ليل نهار وتقدم نفسها للعالم على أنها هي المشروع المقاوم لهذه المنظمات الإرهابية لم يعد يجدي نفعا عند الروس هذه الأيام خاصة وأن إيران هي الدولة "الإسلامية" الوحيدة التي لم تستهدفها تلك المنظمات الإرهابية باي عملية تفجيرية بينما استهدفت روسيا "حليفتها السابقة" وكذلك أمريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا بالإضافة إلى دول كثيرة في العالم سواء في أفريقيا أو آسيا واستباحت السنة والشيعة في العراق (على حد سواء) ودمرت سوريا تدميرا وحشيا هائلا إلآَّ أن النظام السوري لم يحارب داعش بناءً على نصائح إيران وإنما حارب الفصائل الأخرى تماما كما فعل المالكي في العراق ليكبل المناطق السنية بداعش حتى لاتستطيع الخروج ضده وهو نفس السيناريو الذي فعله المخلوع العفاش قبلهم عام 2011م في الجنوب أثناء ماسمي بثورة التغيير. ومن غير المنطقي بل من التسطيح الفكري أن نبررعدم استهداف القاعدة ومن بعدها الدواعش لإيران بأن سببه قوة جهاز الإستخبارات الإيراني كما تروج لذلك آلة الدعاية الإيرانية ، فجهاز مخابرات إيران ليس بأقوى من أجهزة مخابرات الدول الخمس العظمى مجتمعة! وقد يتساءل المرء ماهو سبب استهداف داعش للسنة والشيعة على حد سواء في العراق بالذات بشكل مكثف وهو نفس السيناريو الذي تجري فصوله الآن أيضا في كل من لبنان والجنوب العربي والجمهورية العربية اليمنية؟! وهل كان نشوء القاعدة ومن بعدها داعش باتفاق إيراني أمريكي قاموا بإلباسه الثوب السني ليستعملونهما في ضرب الوطن العربي والإسلامي كله من أقصاه إلى أقصاه باستثناء إيران ”الشيعية" ؟! وهل كانت هذه أكبر خدعة تاريخية يتعرض لها العرب والروس وتم اكتشافها مؤخرا من قبل الأجهزة الروسية التي حزمت أمرها على تدمير داعش وقامت بدخول سوريا وقتلت الآلآف من الدواعش وهجّرت عدة آلآف آخرين ما أدى إلى توتر شديد في التعاطي الأمريكي مع التواجد الروسي الذي "من المفترض" أنه يُسعد أمريكا لأنه جاء من أجل القضاء على "عدو" أمريكا اللدود القاعدة وداعش الإرهابيتين؟! ولماذا أصبحت إيران ترى في التواجد الروسي (خطرا عليها ويهدد مصالحها في سوريا)! في الوقت الذي من المتوقع أن تواجد روسيا حليفة إيران في سوريا هو أصلا للقضاء على القاعدة وربيبتها داعش الإرهابيتين والذي سيكون في الأساس لمصلحة سوريا حليفة إيران وأيضا لمصلحة إيران نفسها بكل تأكيد وهي التي تدعي بانها مهددة من قبل كل من القاعدة وداعش ! فما هو السر في هذا الرفض الأمريكي الإيراني المتشدد للدور الروسي في سوريا في حربها ضد القاعدة وداعش الإرهابيتين؟! الحقيقة على الأرض تقول بأن إيران وقاعدتها المدعومة أمريكيا هي الأداة الضاربة للعدوين اللدودين "ظاهريا" وبتنسيق كبير بينهما سريا ضد الدول العربية والإسلامية. وأن أهم أسباب استهداف الإيرانيين للشيعة العرب في العراق هو أنها أرادت الإنتقام منهم بسبب إشتراكهم في الحرب العراقية الإيرانية ضدها في الجيش العراقي في ثمانينيات القرن الماضي. أما استهدافها للسنة في العراق وبقية دول العالم الإسلامي فلأنهم أعداءها التاريخيين "مذهبيا" وأعداءها الحاليين سياسيا. وبما أن الغطاء انكشف أخيرا عن الحجم الكبير للتحالف الأمريكي الإيراني فإن روسيا ستستمر في مشروعها في تدمير داعش في سوريا مهما كلفها الأمر وعلى نفس السياق ستوثق تحالفها مع السعودية ودول الخليج لتعويض التحالف الإيراني في المنطقة. الشاهد من ذلك أن الشرق الأوسط مقدم على سيناريوين إثنين لاثالث لهمأ: إما حل شامل بين الدول العظمى والدول الموالية لها يتم بموجبه إنهاء الحرب في سوريا وماسيترتب عليها من استحقاقات سياسية ، بالإضافة إلى حلول ترقيعية في العراق التي تحضّر إيران فيها لانقلاب على الرئيس الحالي نوري العبادي واحلال المالكي من جديد بدلا عنه لخلط الأوراق والإمساك بزمام الأمور فيه بقبضة حديدية كالسابق بالإضافة إلى حلول ترقيعية في اليمن أيضا. وإما... الدمار الشامل والكامل في الشرق الأوسط برمته والذي بدورة سيؤدي إلى دمار ونهاية إسرائيل. ملحوظة هامة جدا: عقد الصفقات العسكرية والتي تدر على الدول الكبرى مليارات ليس لها علاقة (في بعض الأحيان) بالموقف السياسي للبلدين المختلفين (سياسيا) ، خاصة وأن الحروب تدار بالوكالة وبالنيابة عن الدول الكبرى من قبل الدول الموالية لها ، وهذا هو سبب عقد صفقات السلاح مابين السعودية وأمريكا والدول الغربية من جهة وبين إيران وروسيا من جهة أخرى. سم الدحابيش 2015-11-14

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
14 اكتوبر 1963 الكذبة الكبرى والجريمة العظمى الا تبا للسذاجة والغباء	اسد الشرق الخليفي	المنتدى السياسي	12	2012-10-15 12:25 AM
14 اكتوبر الكذبة الكبرى والجريمة العظمى	اسد الشرق الخليفي	المنتدى السياسي	217	2011-09-29 02:32 PM
ديمقراطية صنعاء الكذبة الكبرى	احمد الخليفي	المنتدى السياسي	10	2011-08-09 08:33 AM
الفرق بين عيال الشيخ عثمان و عيال كريتر و عيال المعلا	بن عطـَّاف	منتدى الحوار العام	4	2009-12-15 11:12 PM