الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأ قسام السياسية > المنتدى السياسي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-07-14, 01:58 AM   #1
ارادة الشعب قانون
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2010-07-08
المشاركات: 117
افتراضي الجنوب العربى وجنوب السودان اوجه الشبه والاختلاف

الجنوب العربى وجنوب السودان
أوجه الشبه والاختلاف

فى 9 يوليو2011 تم الاعلان الرسمى لقيام دولة جنوب السودان على اساس استفتاء يقوم على حق تقرير المصير . وكان تاريخ هذه الدولة الوليدة بعد يومين من تاريخ استكمال الغزو اليمنى احتلاله للجنوب العربى مخالفا لحقيقة مهمة : أن الوحدة لاتفرض بالحرب - هذا اذا كانت هناك نية وحدوية حقيقية وليس اطماع مادية ومؤامرة سياسية - وهى الحقيقة التى اعلنها الرئيس عمر البشير فى احتفالات الدولة الوليدة فى الجنوب . وهذه مفارقة تاريخية صارخة تكاد تتطابق فيها التواريخ وتزداد هذه المفارقة عند عقد مقارنة بين الحالتين .
ملخص اولى :
لمن لايستطيع متابعة القراءة لطول الموضوع فهذا ملخص للموضوع .
1- نوع الظلم الممارس فى القضية الجنوبية يختلف عنه فى قضية جنوب السودان ، فى كونه عرض لاحتلال بينما فى جنوب السودان فشل لنظام ، وهذا يجعل القضية الجنوبية تختلف عن قضية جنوب السودان وانها قضية اكبر واخطر لا تقل عن القضية الفلسطينية ، وبالتالى فهى اقوى شرعية من قضية جنوب السودان ، ورغم ذلك لم تلق تعاط دولى مثل التعاطى مع قضية جنوب السودان .
2- الجنوب مستقل فى اكثر تاريخه ولم يكن جزءا من (ج ع ى ) وهذا غير الحال فى جنوب السودان اذ كان جزءا من السودان الكبير التابع لمصر ثم جزءا من السودان المستقل . كل ذلك فى فترة المائتى سنة الاخيرة .
3- حقيقة القضية الجنوبية انها نتاج مؤامرة كان اعلان الوحدة اول فصولها والتطبيق العملى لها تستهدف القضاء على الجنوب دولة وشعبا بتشجيع من اطراف خارجية .
4- مشكلة جنوب السودان ليست بسبب الاختلاف الدينى بين الجنوب والشمال اذ الاختلاف الدينى يتركز فى الجنوب ورغم هذا فقد اتحد ضد الشمال ، وهذا يدل على ان المشكلة هى مشكلة سياسية زاد من تاجيجها وصول التيار الدينى للحكم واضاف لها عاملا اخر وهو الهوية الاسلامية للدولة التى رفضها اهل الجنوب . لذلك لاحجة لمن يقول ان من حق جنوب السودان الانفصال لاختلافه دينيا ، ولو جاز هذا الامر لجاز الانفصال لكل دولة فيها اختلاف دينى ، ولجاز نتيجة للاختلاف العرقى مثل كردستان العراق ، والاختلاف المذهبى الذى قد يكون اشد وانكى من الاختلاف الدينى مثلما حدث فى العراق . ان الاختلاف ليس سبب الانفصال بل الفشل فى ادراة الاختلاف وتعرض طائفة للظلم والعدوان بسببه . واذا كان هذا كذلك فمن باب اولى استقلال شعب تعرض لمؤامرة واحتلال ويمارس ضده سياسة طمس هوية ووجود وهو اكبر انواع الظلم والعدوان .
5- حق تقرير المصير ينقسم الى نوعين ، الاول : حق الانفصال من دولة ، والثانى : حق الاستقلال من احتلال . والاخير يتخذ شكلين يقود اولهما الى الثانى فى حالة فشله ، وهو تقرير المصير السلمى ، مثلما حدث فى الهند ، وتقرير المصير الثورى مثل اغلب ثورات التحرر . والمطالبة بحق تقرير المصير فى القضية الجنوبية عبارة عن حق استقلال من احتلال ، وما الجنوح الى الاستفتاء الا من قبيل التنازل جنوحا للسلم وحقنا للدماء ، واسقاطا للمغالطات التى تكتنف القضية الجنوبية .
6- ان الاحتلال اليمنى ما زال مستمرا فى ممارسة العدوان والابقاء على مكاسب حرب 1994 ، واقلها الهيمنة على الجنوب ، بمختلف الوسائل والمبررات ، ومن ضمن تلك الوسائل انتهاج سياسة الاحتواء والالتفاف ، التى تتمثل فى احد اشكالها فى التنصل من المسؤولية عن حرب 1994 ( او بالاحرى مؤامرة الوحدة ) وتحميلها لشخص واحد وجزء من النظام السياسى ( المؤتمر الشعبى ) . واعفاء مكونات النظام الاخرى وهى الاحزاب المشاركة فى المؤامرة ومشايخ القبائل و بعض مشايخ الدين التى هى جزء لا يتجزأ من النظام . ان التنصل من مسؤولية الحرب وفى نفس الوقت الاحتفاظ بالمكاسب التى جرتها ، وجوهرها الهيمنة على الجنوب ، يكشف بجلاء حقيقة ان هناك مناورة التفافية ، ويقدم دليلا واضحا على استمرار وبقاء العدوان .
إنها افعى تبدل جلدها القديم بجلد اكثر نظارة وبريقا ، ولتخفف من شد الجلد القديم مما يتيح لها أن تتنفس براحة اكثر ، وتنزلق وتناور بصور أفضل .

الموضوع بالتفصيل :
ان الشبه الحقيقى بين القضيتين هو فى مسألة مهمة هى وجود الارادة الشعبية ، فاذا اجمعت الارادة الشعبية على شئ مهما كان سبب هذا الاجماع يكون لها الشرعية العليا . فارادة سكان جنوب السودان اجمعت على حق تقرير المصير بسبب الظلم والتهميش الحاصل ، وارادة شعب الجنوب العربى اليوم مجمعة على هذا الحق نفسه بسبب اخر لا يمثل الى جانبه السبب الذى دفع جنوب السودان لمطالبته تلك الا مجرد عرض من اعراضه ، وهو وجود احتلال عدوانى استيطانى يمثل خطر على وجود الشعب الجنوبى . وبالتالى تختلف القضية الجنوبية جوهريا عن قضية جنوب السودان ، وتشبه فى جوهرها القضيـة الفلسطينية .
النقاط الثلاث الاولى التالية هى اجمال لاوجه الاختلاف ، بينما النقاط الاخرى مجرد ايضاح اكثر للموضوع من جوانب مختلفة .

(1) نوع الظلم الممارس : هناك ظلم ماثل فى كلا القضيتين ، ولكنه يختلف من حيث النوع والجوهر وان كان هناك شبه من حيث الشكل ، وهذا التشابه الشكلى يوقع الخلط . فهناك اقصاء وتهميش وإهمال ، وهذا الاقصاء والتهميش والاهمال هو كل الجمل بما حمل فى جنوب السودان ، بينما يمثل ذلك فقط اذن الجمل فى الجنوب العربى . فالتشابه فى وجود ظلم ما ، لكن هناك اختلاف فى نوع الظلم وجوهره وماهيته والاسباب التى ولدته ، والنوايا والاهداف التى يستند اليها . فالدولة المركزية فى السودان لا تضمر نوايا سيئة لسكان الجنوب ومنها استهداف الشعب ذاته كشعب واستهداف وجوده وهويته . والظلم والتهميش فى قضية جنوب السودان يشبه الظلم والتهميش الحاصل فى ( ج ع ى ) - وإن اختلف السبب - قبل الوحدة المؤامرة الذى همشت فيه مناطق اكثر من غيرها ، وما زال مستمرا الى الان ( وهذا رد على مغالطة : الظلم يعانى منه الجميع ) .
اذا كان جنوب السودان تعرض للظلم والتهميش فان الجنوب تعرض للاستباحة والتدمير - وليس فقط مجرد ظلم سياسى وتنموى - كدولة ( والدولة هى المنجز الاهم للجنوب بغض النظر عن نهجها السياسى والاقتصادى ، اذ النهج السياسى والاقتصادى متغير يمكن استبداله ، بينما الدولة ثابت من الصعب تعويضه ) وما اعلان الوحدة الا الاسفين الذى دق فى نعش دولة الجنوب ، وما الحرب الا التأبين الكبير لها ، وما جرى بعد ذلك ما هو الا تصفية نهائية لاثرها واستكمال مالم يستكمل من تدمير اركانها الباقية وهى الارض والشعب . وبعد ان استكملوا السيطرة على الارض واحكام قبضتهم عيها ، بات الشعب الجنوبى مهدد فى وجوده . بينما يختلف الامر جذريا بالنسبة للسكان فى جنوب السودان ، فلم تستهدف الانظمة السياسية فى الخرطوم وجود الشعب فى جنوب السودان ولم تحاول تنفيذ سياسة استيطان تمحى فيها وجود السكان فى الجنوب وتطمس هويته . ان ما يتعرض له الجنوب العربى هو حرب هوية ووجود تستهدف محوه من الخارطة كشعب . وهذه اكبر جريمة يتعرض لها شعب من الشعوب ، وهى من الجرائم التاريخية النادرة التى لايوجد لها مثيل اليوم الا فى فلسطين .
إن الاقصاء والتهميش فى القضية الجنوبية كان فى بداية الامر مجرد وسيلة - وليس المشكلة ذاتها - لانهاء وجود الشعب الجنوبى ذاته وطمس هويته . فأكبر وسيلة للاقصاء هى الحرب ذاتها ثم نتائجها المباشرة ومنها اسقاط دولة الجنوب بمؤسساتها وكوادرها عبر التسريح الجماعى . ثم تحول الاقصاء من وسيلة تمكين فى بداية الامر - وبعد ان تم التمكين - تحول الى مجرد عرض لمشكلة اكبر .
إن الاقصاء والتهميش فى القضية الجنوبية ما هو الا عرض جانبى لسياسة عدوانية تهدف الى محو الشعب الجنوبى عبر محو هويته وشطب وجوده ، وحجر الزاوية فى هذه السياسية العدوانية يتمثل فى سياسة تغيير التركيبة السكانية التى تمثل قمة فى الجرائم ضد الانسانية . فاذا كان الظلم فى جنوب السودان بسبب فشل النظام السياسى واستبداده وتمثل فى الاقصاء والتهميش وانعدام التمنية كحد اقصى ، فان الظلم فى قضية الجنوب العربى هو ظلم تمثل فى العدوان على الجنوب العربى واستباحته انسانا باحلال دمه ، وارضا بنهبها واستيطانها ، وما الاقصاء والتهميش الا وسيلة فى البداية وعرض جانبى فى النهاية . ان المشكلة مشكلة احتلال وليست مشكلة اقصاء وتهميش ولاتعدو مشكلة الاقصاء والتهميش الا خاصية من خصائص الاحتلال ومظهر من مظاهره وعرض من اعراضه .
العنوان الفرعى التالى مجرد استطراد يمكن تجاوزه والانتقال الى العنوان الفرعى الذى يليه وهو الخلاصة .
ظلم الاحتلال لشعب وظلم النظام السياسى لشعبه :
إن الاحتلال فى ذاته ظلم ، واقل ظلم يمكن ان ينتج عن احتلال انه يتناقض مع حقوق الانسان السياسية ، وهذا يحدث عندما يكون سبب الاحتلال تحقيق هدف سياسى واستراتيجى صرف ، وليس لغرض اقتصادى او غيره ، مثل احتلال بريطانيا لعدن . وقد يرقى الاحتلال الى نهب خيرات البلاد او يجعلها مصرفا لمنتجاته ، اى لغرض اقتصادى ، وهذا هو الاحتلال الاستعمارى مثل احتلال بريطانيا للهند . وقد يرقى الاحتلال الى تحقيق هدف التوسع واستملاك الارض ذاتها بغض النظر عن شعبها وهذا هو الاحتلال الاستيطانى مثل احتلال فرنسا للجزائر واحتلال اسرائيل لفلسطين ، وقد يرقى الى احتلال استيطانى احلالى وذلك بالاستيلاء على الارض وتهجير اهلها وقتلهم مثل الاحتلال الاسرائيلى .
ما يتعرض له الجنوب هو احتلال استيطانى الى الان ومن غير المستبعد تحوله الى احتلال استيطانى احلالى ، وهو ما تشير اليه تهديدات القوم من ان الجنوبيين ماهم الا صومال وهنود واندنوسيين . ولذلك فاقرب شبه للقضية الجنوبية هو القضية الفلسطينية مع فارق ان اليهود مختلفين فى الدين واللغة ، وان الاحتلال الاستيطانى اليمنى له نفس الدين واللغة ومرر اهدافه عبر ما سمى بالوحدة اليمنية وهذا ما يجعل القضية الجنوبية تختلف شكلا عن القضية الفلسطينية وتطابقها مضمونا وجوهرا . فالنتيجة واحدة مع اختلاف الشعار والرداء .
والخلاصة :
من كل ماسبق نرى ان قضية جنوب السودان هى قضية فشل دولة ونظامها السياسى فى ادارة ازمة البلاد قاد الى حرب أهلية كان المخرج الوحيد منها هو الاعتراف بحق تقرير المصير للطرفين . وكان من الممكن ان يكون الحل هو تغيير النظام وشكل الدولة ، اى إحداث تغيير سياسى جذرى للدولة ، ولولا انقلاب نميرى وتمسحه بالاسلام كذبا وزورا ، لكان الوضع مختلفا .
أما فى مسألة الاحتلال - التى تختلف عن ازمة داخلية لنظام - فالنظام السياسى ودولة الاحتلال لاتمثل اصلا الشعب الواقع تحت الاحتلال ، ولذلك لايكمن الحل فى تغيير شكل النظام السياسى سواء بواسطة " ثورة تغيير " او غيرها ، بل يكمن فى الاعتراف بالشعب المحتل كشعب وبحقه فى قول كلمته وان تسمع تلك الكلمة وتنفذ ، أى بحقه فى تقرير مصيره والمتمثل فى الاستقلال .
( ملاحظة : عندما يذكر د. محمد على السقاف ان الاعتراف ليس مهما ، فكلامه صحيح من ناحية قاونوية . فحقنا لا يتوقف على اعتراف احد ما ، ونضالنا ودفاعنا عن حقوقنا لايتوقف على اعتراف احد ، بل واعلان دولتنا لا يتوقف على اعتراف احد ما ... لكن الاعتراف من ناحية سياسية يعنى ان هناك ارادة للحل او على الاقل اشارة على حسن نية . فيجب التمييز بين النظرة من زاوية قانونية والنظرة من زاوية سياسية ) .

(2) الجنوب دولة وشعب : إن جنوب السودان جزء من دولة ولم يكن فى يوم من الايام دولة مستقلة ، وكان قبل قيام الدولة خاضعا لمصر وتحت نفوذها باعتباره جزءا من السودان الكبير . اما الجنوب العربى فكان شعب مستقل طوال تاريخه وعلى وجه الخصوص المناطق الشرقية منه حضرموت والمهرة . كان الجنوب العربى اجمعه فى القرون الاخيرة مستقلا ولم تربطه اى رابطة باليمن الا رابطة الجوار ، وكان تفاعل الجنوب العربى فى تلك الفترة مع الخارج ، شرق اسيا وشرق افريقيا فى القرون السابقة ، والجزيرة العربية فى القرن الاخير ، اكثر من تفاعله مع اليمن ( هذا اذا تم غض الطرف عن الحروب التى شنها اليمن ضد الجنوب ، لحج ويافع وبعض المناطق المحايدة ) . بالرغم من عدم خضوع الجنوب العربى لدولة واحدة وخضوعه لعدة سلطنات ومشيخات ابرزها سلطنات لحج والمهرة والقعيطى ( وريث الدولة الكثيرية الى ضمرت والتى بدورها كانت وريثة دولة كنده ) الا ان التواصل والتفاعل فيما بين السكان لم ينقطع بوجود هذا الكم من السلطنات وكانت اغلب السلطنات والمشيخات اقرب الى الحكم المحلى الذاتى منها الى الدولة الحقيقية ، وكانت كثير من المناطق خارج نفوذ السلطنات كمناطق قبائل . وبالتالى فالجنوب العربى كان شعب واحد ينتظر من يلم شعثه وشتاته فى دولة واحدة ، وكان مشروع " وحدة الجنوب العربى " الذى طرحته الرابطة هو اولى الخطوات فى ذلك الطريق . والذى كان بدروه وليد مشروع وحدة حضرموت ( كان مشروعا متكاملا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، وكان صلح 1937 الشامل اولى خطواته ) .
اذا قارنا بين القضيتين فى المائتي سنة الاخيرة فقط فان الجنوب العربى مستقل عن اى دولة خارجية وان لم يتوحد فى دولة واحدة فى بداية الامر ، ثم كانت له دولة واحدة فى النهاية معترف بها عالميا دخلت طرف فى وحدة ، بينما جنوب السودان كان جزءا من السودان التابع لمصر ثم السودان الجمهورية المستقلة .

(3) قضية الجنوب قضية مؤامرة على دولة وشعب :
إن القضية الجنوبية ليست وليدة حرب 1994 م ، بل هى وليدة مؤامرة كان اعلان الوحدة - استدراجا للجنوبيين - التنفيذ السياسى العملى لها ، وهى المرحلة الاولى من المؤامرة . وحرب 1994م وما سبقها من اغتيالات ونقل للالوية بطريقة مدروسة ما هو الا التنفيذ العسكرى لتلك المؤامرة ، وتمثل المرحلة الثانية . اما المرحلة الثالثة فتتمثل فى السيطرة المطلقة على الجنوب ، وحجر الزاوية للسيطرة المطلقة هو الاستيطان . وتحركاتهم قبل الوحدة وممارساتهم بعد اعلانها وممارساتهم قبيل ( منها اسقاط وثيقة العهد والاتفاق ) وبعد حرب 1994 واعترافاتهم وكتاباتهم تكشف هذه المؤامرة بجلاء ، فصدقت اقوالهم افعالهم ، وما اقوالهم واعترافاتهم الا غيض من فيض ، وافعالهم الى الان ما هى الا قمة جبل الجليد الذى ظهر من المؤامرة . وهذا هو الجذر الحقيقى للقضية الجنوبية . قضية تعرض فيها شعب ودولة لمؤامرة ماتزال مستمرة .
إن سلوك الطرف الاخر يكشف بجلاء هذه المؤامرة . انهم لم يدخلو الوحدة بغرض الشراكة وبناء دولة تمثل الجميع ، بل بغرض تدمير الجنوب كجنوب والاستيلاء على ارضه وثروته ، ولولا تشجيع ودعم من قوى خارجية لما اقدموا على هذه الخطوة ، فى مقابل حسن نية من الطرف الجنوبى ، واقصى ما يمكن اتهام الطرف الجنوبى به انه يريد الاستيلاء على الدولة ، لماذا ؟ لبناء دولة حديثة وقوية . وهذه تهمة لو قورنت بالمؤامرة الحقيقة تجعل من الجنوبيين ملائكة السياسة ( وفى الحقيقة كل هذه اعذار لغزو الجنوب ) . فلم يكن فى خلد الجنوبيين تدمير " الشمال " والاستيلاء على ارضه ونهبه واقصاء شعبه ، بينما كانت نوايا الطرف الاخر كذلك . وهذا ما يجعل القضية الجنوبية قضية احتلال وليس مجرد اى احتلال بل احتلال استيطانى ، وليس من المستبعد اطلاقا ان يتحول الى احتلال استيطانى احلالى .

(4) المسألة الدينية فى قضية جنوب السودان :
ليس السبب فى قضية جنوب السودان مجرد الاختلاف الدينى بل الظلم والتهميش السياسى وانعدام التنمية ، فكيف يستقل جنوب السودان عن السودان ككل بسبب الاختلاف الدينى ، وفي جنوب السودان ذاته يكاد ، لا بل ، يتركز الاختلاف الدينى والتنوع الاثنى ؟ فالمسلمون يشكلون حوالى 20% وكذلك المسيحيون ، واكثر من 60% وثنيات مختلفة . فحل التنوع الدينى والاثنى يكمن فى جوهر النظام السياسى ، فاذا فشل ذلك النظام فى ادراة التنوع يبرز الصراع الذى قد يتنهى بتغيير سياسى او حق تقرير المصير . ان جنوب السودان - اذا اعتبرنا ان المسألة الدينية هى سبب القضية - يواجه مشكلة كامنة فيه اكثر مما هى مشكلة للسودان ككل ، وبالتالى سوف يأخذ هذا التنوع ثقلا اكبر فى الدولة الوليدة . فكيف يهربون من مشكلة ليخلقوا مشكلة اكبر ؟ فليس الاختلاف الدينى هو سبب المشكلة بل الظلم والتهميش وانعدام التنمية الذى وحد الجنوبيين بجميع اديانهم واثنياتهم . صحيح ان طرح الهوية الدينية الاسلامية للدولة له تاثير لكنه يمثل زيادة فى الظلم او تنوع فيه اى زيادة فى الاقصاء والتهميش ( على الاقل على مستوى الهوية المهيمنة التى لم تكن طمس للهويات الاخرى ، وفرق بين هيمنة هوية وطمس هوية ، فشمال السودان لم ينتهج سياسة لطمس هوية جنوب السودان المتنوعة ) ، ولكن الصحيح ايضا ان مشكلة جنوب السودان كانت قبل وصول التيار الدينى للحكم ، وانما التيار الدين زاد فى تاجيجها بطرحه المتعصب ، واضاف سببا جديدا وهو هيمنة هوية دينية معينة ، وقادها الى منحى اخر وهو المطالبة بحق تقرير المصير .

(5) أنواع تقرير المصير وأشكاله :
من كل ذلك نرى أن جوهر الاختلاف فى القضيتين يستتبع اختلافا جوهريا فى حق تقرير المصير ، فحق تقرير المصير يتمثل فى نوعين : الاول الانفصال عن دولة قائمة لتشكيل دولة جديدة ويكون فيه الاستفتاء على الانفصال او البقاء فى دولة واحدة . والنوع الاخر يتمثل فى الاستقلال ، والاستقلال ليس محل استفتاء ، ان حق تقرير المصير فى حالة الاحتلال يتمثل فى ان تسلم دولة الاحتلال البلاد لاهلها وتتحمل كامل المسؤولية فى تسليمها بطريقة تضمن انتقال سلمى وسلس وليس بانسحاب مفاجئ يخلق فوضى عارمة بقصد الاضرار بالشعب الواقع تحت الاحتلال . اى يتمثل حق تقرير المصير فى حالة الاحتلال فى تحميل القوة المحتلة المسؤولية كاملة عن شؤون البلاد والسكان وفى تلسيم البلاد لاهلها سليمة وبشكل سلمى ، وتعطيل هذا الحق يحمل الاحتلال المسؤولية كاملة عن اى حرب ونتائج تلك الحرب ، ولا يتحمل فيها الشعب الواقع تحت الاحتلال اى مسؤولية اطلاقا - الا فى حالة انتهاك حقوق الانسان - لانه فى حالة دفاع عن النفس . وبالتالى يتخذ حق تقرير المصير من احتلال قائم ، والمتمثل فى الاستقلال ، شكلين اولها هو تقرير المصير بطرق سلمية فان رفضت وقمعت يصار الى الشكل الثانى وهو حق تقرير المصير الثورى الذى يتحمل نتائجه السياسية والانسانية ... الخ. دولة الاحتلال .
نوع تقرير المصير الذى يطرحه الشعب الجنوبى اليوم :
وما يطرحه الشعب الجنوبى اليوم هو حق تقرير المصير الاول ، وهو الاستفتاء ، وهذا يمثل تنازلا ، من باب ان السايسة فن التنازلات ، ورغم هذا يقابل بالقمع والتنكيل ، وهذا شئ غير مستغرب من قوة الاحتلال يؤكد ماذكر اعلاه من مؤامرة على الجنوب واستباحته انسانا وارضا . ولكن المستغرب ان يقف المجتمع الدولى موقف المتفرج . ان دعم المجتمع الدولى لقضية الجنوب وحقه فى تقرير مصيره هو من باب اولى لتعرض الشعب الجنوبى لحرب ابادة وحرب وجود . فاذا لم يكن هناك دعم لحق تقرير مصير يتمثل فى الاستقلال التام ، فلا اقل من دعم لحق تقرير مصير يتمثل فى الاستفتاء . فاذا قبل الشعب الجنوبى وتنازل حفاضا على السلم فلماذا لا يقابل ذلك باعتراف دولى عوضا عن هذا التجاهل . الا يمثل هذا دفعا للشعب الجنوبى مكرها الى حق تقرير المصير الثورى الذى سيكون فيه محقا كل الحق ، بعد ان لم يجد اذنا واعية لمطالبته سلميا بحق تقرير مصير على اساس استفتاء .

(6) الأفعى تبدل جلدها : إستمرار المؤامرة فى طورها الجديد :
استمرار المؤامرة يتمثل فى التنصل من مسؤولية الحرب مع الاحتفاظ بالمكاسب ، مكاسب الحرب ، التى تعتبر مكاسب غير مشروعه وخسارة للطرف الجنوبى .
(أ) : اذا غضينا الطرف عن النقطة (3) أعلاه . واعتبرنا ان الخطأ فى الوحدة . نقول الاتى :
لا تمثل وسائل الالتفاف وسياسة الاحتواء التى تقوم بها " ثورة التغيير " التى يقف من وراءها المشترك ، او ركب موجتها ، الا استمرارا فى نفس النهج العدوانى . وتتمثل سياسة الالتفاف على القضية الجنوبية فى تحميل نظام على عبدالله صالح وشخصه مسؤولية حرب 1994 م . ويقابل هذا تنصل من مسؤولية المشاركة بل والتامر على الجنوب دولة وشعبا . ولو سلمنا جدلا ان نظام على عبدالله صالح يتحمل وحده المسؤولية كاملة عن حرب 1994 م واعفيناهم من مسؤولية المشاركة عن سبق اصرار وترصد ، فان تلك المسؤولية عن خطأ الحرب والعدوان تحمل من ياتى بعده ، ويحمله المسؤولية ، إزالة ذلك الخطأ وتحمل نتائجه واستحقاقاته ، فيجب عندئذ اعادة الوضع على ما كان عليه على الاقل من الناحية العسكرية ويعنى ذلك انسحاب القوات اليمنية الغازية التى دمرت الجنوب من الجنوب ، وسماع كلمة الشعب الجنوبى فى الوحدة بعد حرب 1994 م والتعويض عما لحق بالجنوب . اما تحميل النظام مسؤولية الحرب وفى نفس الوقت الاستفادة من نتائجها ، والاحتفاظ بمكاسبها ، واقلها ابقاء الهيمنة والسيطرة على الجنوب ، لا يمثل الا استمرارا فى العدوان والحرب مع التنصل عن المسؤولية . وهى نفس العقلية العدوانية الارتزاقية عقلية الفيد والسلب والنهب لم تتغير ولن تتغير ، تغير قائد القطيع لكن بقي القطيع الذى يريد استحلال الفريسة بمجرد تحميل من قادهم المسؤولية وحده . أنْ تُحمِّل شخصا ما و نظاما مسؤولية جريمة وتبقى مستفيدا من الجريمة هى جريمة اكبر واخبث واقذر . ان هذا المنطق العدوانى يدل على الانعدام النهائى للاخلاق والقيم والانسانية ، فلم تبق الا ثعالب مسعورة فى اشباح بشر .
ونسأل طائفة من الاسئلة اولها : امام رفض الشعب الجنوبى هذا الالتفاف وسياسة الاحتواء وإصراره على موقفه : أن الوحدة سقطت بالحرب ، وإصراره على مطالبته بحقه فى تقرير مصيره . ما هو موقفكم ؟ الوحدة او الموت ، ولابد من تعميد الوحدة بالدم مرة اخرى ؟ والتجاهل والانكار لهذه الارادة ؟ ووصف الشعب الجنوبى بالاقلية المخربين والقاعديين ؟ وهل ستجددون فتوى اباحة دم الشعب الجنوبى اطفالا ونساء وشيوخا ؟ ان عدم الاعتراف بارادة الشعب الجنوبى ورغبته واستمرار قمع هذه الارادة بمختلف الدعاوى والحجج هو نفس العدوان لا يختلف فى شئ عما قام ويقوم به نظام على عبدالله صالح .
وثانيها : ماذا تعنى حرب 1994 م ، وماهى نتائجها ، وماهى استحقاقاتها ؟ وماذا يعنى صمت 17 عاما ، وماذا يعنى المشاركة فى سلطة حرب 1994 وماذا يعنى المشاركة فى تغيير دستور الوحدة ونظام دولة الوحدة واحلال دستور ج ع ى مكانه ؟ وماذا تعنى استفادتكم من ثروات الجنوب واستقطاع اراضيه بغير وجه حق ؟ وهى نتيجة من نتائج حرب 1994 م . اليس كل ذلك مشاركة فى الحرب واستثمار نتائجها ؟
واهم من كل ذلك ماذا تعنى لكم وما موقفكم من سياسة تغيير التركيبة السكانية التى هى نتيجة مباشرة للحرب ؟
بين المسؤولية الاولى المباشرة وغير المباشرة :
إن على عبدالله صالح ونظامه يتحمل المسؤولية المباشرة لحرب العدوان كمسؤول اول ، لكن هذه المسؤولية لا تعفى المشاركين له والمباركين من مسؤوليتهم . عندما تحدث جريمة لايعنى وجود مسؤول اول عنها اعفاء من شاركه فيها عن المسؤولية . ان تنصل المشارك من مسؤوليته وتحميل كامل المسؤولية لمن قاده وحده - بعد ان اختلف معه - هو فى ذاته جريمه ودليل صارخ على نوايا سيئة ، فما بالك اذا كان هذا التنصل من المسؤولية للالتفاف وابقاء نتائج الجريمه وعدم معالجتها وارجاع الحق لاهله ، فهذا العمل استمرار فى العدوان والجريمة ، يدل على عقلية اجرامية اخبث ، ولما لا تكون اخبث وهى من افتت باستباحة دماء الاطفال والنساء والشيوخ والمستضعفين . ان مسؤوليتهم فى ذلك العدوان تكاد لا تقتصر على مسؤولية مشاركة بل ترقى الى المشاركة فى المسؤولية الاولى والمباشرة .

(ب) : كل ذلك إذا غضينا الطرف عن جذر القضية الجنوبى الحقيقى الذى ناقشناه فى النقطة (3) اعلاه . اما اذا استحضرنا حقيقة المؤامرة ، فالحديث عن مسؤولية الحرب يختلف تماما .
إن المسؤول الاول اكثر من شخص واحد واكثر من مجرد نظام سياسى يتمثل فى حزب المؤتمر ، انه مجموعة متامره ونظام سياسى يشتمل على مجموعة قوى حزبية وقبلية ودينية . ان الحرب يتحملها نظام (ج ع ى) ودولة (ج ع ى) والمسؤول الاول رأس النظام . ضد الجنوب العربى ( ج ى د ش ) دولة وارضا وشعبا . وهى تتويج لمؤامرة كان اعلان الوحدة استدراجا للجنوب التنفيــذ العملى لها .
وهذه النقطة الاخيرة تجعل من القضية الجنوبية تختلف جذريا عن قضية جنوب السودان ، وتعطى للقضية الجنوبية عمقا اكبر يعيدها الى جذورها الاولى ، وهى ان القضية الجنوبية قضية شعب ودولة تعرض لمؤامرة قذرة وما تزال هذه المؤامرة ونتائجها مستمرة . ويجعلها ترتقى من حيث الشرعية الى القضية الفلسطينية .
ارادة الشعب قانون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اوجه الشبه بين الرئيس اليمني وثعلب حليمة. يهرعش المنتدى السياسي 2 2011-07-08 03:42 PM
القواسم المشتركه بين بن علي وعلي والحراك وثورة الياسمين والجنوب وجنوب السودان mgd المنتدى السياسي 0 2011-01-17 07:39 PM
عدن والجزائر الشبه والاختلاف ابو مسند الكلدي المنتدى السياسي 3 2010-09-21 04:01 PM
((( وفي الجنوب العربي .. عملاء وخونة ))) بوعمر المنتدى السياسي 12 2010-03-05 08:35 PM
الاستفتاءوتقرير المصير للجنوب العربي .. وجنوب السودان..... نايف الكلدي المنتدى السياسي 9 2009-11-05 12:06 AM

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر