مرثية في احد كوادر الحراك في الحوطة لحج

[د.حسن صالح حسن (قمندان لحج )]

[IMG]http://www.**********/vb/images/arabic/logo.jpg[/IMG]
روح الفقيد علي عيدروس السقاف تتحدث في الآخرة
[IMG]http://www.**********/images/unknown.png[/IMG]د. حسن صالح حسن
باسم منظمة الحزب الاشتراكي اليمني محافظة لحج واللجنة التحضيرية لتأبين الفقيد المناضل علي عيدروس السقاف نرسل أجمل التحايا وازكي الود إلى كل من ساهم في إبراز هذا اليوم التأبيني إلى حيز الوجود من خلال مقالات الرثاء في مناقب الفقيد أو في إخراج هذه المقالات في كتيب أو من خلال الدعم المعنوي والمادي أكان من حزب سياسي او سلطة محلية أو شخصية اجتماعية .
اذا تصفحنا مقالات هذا الكتاب الذي بين أيديكم مقالة مقالة لوجدنا ان كل هذه المقالات تجمع على صفات كثيرة تميز بهم هذا الفقيد في حياته منذ نشأته الى مماته ... ولكن ابرز الصفات كانت الصدق و الأمانة التي تحلى بهما في مسيرة حياته النضالية .
لقد رحل الفقيد من هذه الدنيا وهو لا يملك منزلا يأوي أسرته ولا رصيدا ماليا يؤمن حياة أبنائه وهو الذي كان قادرا على امتلاك الشقق السكنية او قطع الأراضي المتعددة او الرصيد المالي الكبير خلال فترة تحمله المسؤوليات المختلفة ... ولكن كان أمينا مع نفسه ومع مبادئ حزبه وصادقا مع أفراد مجتمعه ، ترك كل هذه المزايا وراء ظهره ولاقى ربه بنفس راضية بما قدمه من أعمال خلال فترة حياته ...... ولكن الصدق والأمانة التي تحلى [IMG]http://www.**********/userimages/symbols/pen_symbol.jpg[/IMG]بهما في حياته في الدنيا هل سيتحلى بهما بعد مماته ايضا في دار الآخرة .
يا ترى عندما تلتف على روحه أرواح من سبقوه من رفاقه وأصدقائه من أبناء اليمن وخاصة من أبناء لحج ويسألونه عن حال البلاد والعباد .
يا ترى هل سيكون أمينا وصادقا كما عهدناه في الدنيا ويصف الحال بصدق وأمانة ام سيجامل أرواح رفاقه وأصدقائه حتى لا يصدموا مما آل إليه الحال وخاصة أن هذه الأرواح ضحت من اجل تغيير الحال لصالح البلاد والعباد .
يا ترى ماذا يكون جوابه عن الأمن والآمان في البلاد وعن الخدمات الاجتماعية فيها ( الكهرباء – الماء – التعليم – التوظيف – الصحة – الزراعة – الخ ) .
يا ترى اذا جاءت روح الشهيد الرئيس سالم ربيع علي وسألته عن الأمن والأمان ، وقالت أنا كنت أجوب البلاد شرقا وغربا شمالا وجنوبا وبدون حراسة ، هل روح الفقيد قادرة ان تقول لروح سالمين ان اصغر مسؤول في البلاد تحرسه سرية من الجند .
واذا جاءت روح رفيق آخر وسألت عن الكهرباء في حوطة لحج ، وقالت هذه الروح كنت لا اشعر بالكهرباء الا عندما تنطفئ اقل من 5 دقائق .
يا ترى هل روح الفقيد قادرة ان تقول ان الكهرباء أصبحت شغلنا الشاغل لا مستمرة ولا ثابتة أحرقت الثلاجات والتلفزيونات وأسعارها دائما في ارتفاع .
واذا جاءت روح صديق له وسالت عن الماء الصحي . وقالت كان الماء يكسر الأنابيب ويرتفع إلى الأدوار الأخيرة من العمارات ولا نعرف الطحالب او الأملاح او الأحياء الدقيقة المختلفة .
يا ترى ماذا ترد روح الفقيد عن الماء الصحي هل هي قادرة ان تقول ان المواطن يطالب بالماء فقط لا غير بدون النظر عن لونه وطعمه ونظافته وفوق ذلك يدفع قيمته مرتين مرة لادارة المياه والمرة الثانية لإدارة الكهرباء (تكلفة الكهرباء في تشغيل المضخات الصغيرة لرفع الماء) .
اما اذا جاءت روح الأمير محسن فضل بن علي العبدلي وسألت روح الفقيد عن العلم والصحة وقالت إنني أوقفت ما يقارب 2000 فدان لصالح العلم والصحة ، ماذا عسى روح الفقيد أن تتحدث عن العلم في حوطة القمندان هل هي قادرة ان تقول ان بعض طلاب الحوطة يدخلون الجامعة وهم لا يعرفون ان يكتبوا كلمات ( لكن. هكذا .هذا ) وهل تقول إن الطلاب الأذكياء بعد التخرج من الجامعة يركنون في شوارع الحوطة والوظائف تباع بنصف مليون ريال على الأغبياء الأغنياء .
وهل تقدر ان تقول ان الإمراض القديمة عادت مرة أخرى بالإضافة إلى الأمراض الحديثة سكري – ضغط – جلطة – ذبحة – فشل كلوي – فيروز الكبد ... الخ .
واذا جاءت روح المهندس ناصر عامر تسأله عن السد الذي اشرف على بنائه في مقاسم الوادي الكبير والوادي الصغير في دلتا تبن هل لا زال صامدا أمام السيول الهادرة .
يا ترى هل روح الفقيد تملك الجرأة في ان تقول لروح المهندس ناصر عامر ان السد أصبح لا جدوى له .... لان السيول الهادرة أصبحت بقدرة قادر جاء من قيد هديرها بالتشييد المئات من السدود والحواجز في مساقط الأمطار وتحولت أراضي دلتا تبن إلى أراضي صحراء جرداء .
اما اذا جاءت روح فناننا الكبير الأمير احمد فضل بن علي العبدلي ( القمندان ) وسألت روح الفقيد هل لا زال الحسيني جنائن والرماية زراعة .
يا ترى ماذا ترد روح الفقيد وهل هي لا زالت صادقة وأمينة مثل ما عهدناها وتقول إن تراب الحسيني وتراب الرمادة بقدرة قادر تحول إلى سيراميك وطوب احمر و اسمنت .
وأخيرا اذا جاءت أرواح الشهداء عبد الفتاح وعنتر وشائع ومصلح وآخرين من قيادة الحزب الاشتراكي اليمني تسأل روح الفقيد علي عيدروس السقاف عن اليمن الديمقراطي الموحد هل هو ديمقراطي وموحد.
أنا متأكد انه سيقول نعم يمن ديمقراطي وموحد ولكن لم نرَ من الديمقراطية إلا الرصاص و السجون ولم نلمس من خير الوحدة إلا الفقر و الشحت العالمي.
يا ترى هل تكون روح الفقيد صادقة وأمينة كما عهدناه في الدنيا في نقل الواقع كما هو ام سيجامل أرواح رفاقه وأصدقائه في دار الآخرة.
أنا متأكد 100% وكما عرفته أن سيظل صادقا وأمينا حيا وميتا.
***
نص كلمة كان مقرراً أن يلقيها الكاتب في حفل تأبين الفقيد علي عيدروس السقاف ولم يلقها لازدحام برنامج الحفل.

في الأحد 22 أغسطس-آب 2010 02:52:27 م