المؤتمر وشاويشة علي صالح قبحهم الله قباح .. مقال رائع لانيس المفلحي

[بسمل محضار]

المؤتمر وشاويشة علي صالح قبحهم الله قباح .... (الأربعاء 17 ديسمبر - كانون الأول 2008)
بقلم: أنيس قاسم ألمفلحي
--------------------------------------------------------------------------------

الطيف – خاص
لقد وجدتُ في بيِت من الأبيات الشعرية الشعبية المتواضعة بعد تغير طفيف بمعناها للشيخ محمد الجهوري مدخلاً لعنوان مقالي , لهذا دعونا نعود الى تاريخ اي تجربة استعمارية من تلك التجارب الكثيرة التي مرت بها الشعوب المستعمرة و في حقيقة الامر نرى ان حجم التشابة الهائل في سلوك وتصرفات وطريقة و تفكير المستعمرين والغزاة وكأنها افكار مستنسخة في كل المراحل مع فارق بسيط في اختلاف الوقت لكن الاهداف تقريبا" متشابهه ان لم تكن واحدة , ومن هنا نرى منظر و فن وابداع تلك العقلية الاستعمارية المستنسخة المتشابة المتخلفة لا تختلف كثيراً مع عقلية الشاويش وسياسة حزبه المؤتمر التأمرية منذو اول نقطة حبر صاغة وثائق حلم الوحدة العربية وما اقترفة في البلاد من افتعال ازمات خطيرة اوصلت الوحدة الى موت سريري مؤكد و وضع متشرذم ومطالبة جنوبية جاده بفك ارتباط حتمي لم و لن يقتصر على عودة الخارطة الجغرفية وحدود البلدين فحسب , بل ان قناعة شعب الجنوب الوفي وصلة الى طريق مسدود بعد ان فقَدْ احاسيس والمشاعر الوحدوية التي ارتادتها وانقضت عليها مرتزقة الشاويش والمؤتمر الكاسرة التي نهشت بهذا الشعور الصادق , لقد اتضحت معالم المؤامرة شيئا فشيئاً واصبح المصير الذي لم يعٌد مجهولاً وملامحه لم تعد غامضة في مرحلة يبدوا انها تجاوزت الحد المسموح و الخطوط الحمراء وزادت تفاقمً وحّده منذو حرب الغزو والضم والالحاق للجنوب في صيف 94م الاجرامية وما خلفتها من انتكاسات وتدني خطير ليس في الحالة ألاقتصادية وألامنية فقط لكن اتسعت رقعت التدمير الى مؤسسات دولة الجنوب الفعالة و تقويض بنيتها التحتية وحل الجيش وقوى الامن و الشرطة والمدنيين وكل مؤسسات النظام والقانون الهامة في دولة الجنوب , لم تتوقف حرب و قناعة الشاويش الانتقامية بذلك لكن تواصلة بشكل ملحوظ و متسارع يستبق فيها مع الزمن وكأن سكرات موتة واحتضار حزبه المؤتمر قد شارف وان يده الممدودة على الجنوب ستبتر وماهي الأ فترة زمنية وارقام صفرية تتنازلية .

لقد الت السياسة الانفصالية والانتقامية ومشاريع الشاويش الطائفية الى وُضع البلاد بشكل متدهور وخطير ومصير مرهون بكف عفرية , ان سياسة النهب والفساد مسائله اساسية في نهج الشاويش لذلك لانستغرب بأنهالم تقتصر على تدمير ونهب الجنوب لكن هي تحصيل حاصل وامتداد للأرّضة التي نخرة مقدرات و مفاصل ال ( ج.ع.ي) التي افتقرت لدولة القانون و المؤسسات منذو الانقلاب على الامامة في 26 من سبتمبر , وعلى اي حال لا ننكر سعي اولئك الزعماء العظّام في بناء دولة مؤسسات و قانون ونظام الذين قضي نحبهم على يد الشاويش الذي اباء ذلك .

ان الشاويش وحزبة يمعن في سياساتة العدائية ضد شعب الجنوب التي لم تقتصر على استنزاف الجنوب لتضخيم ثروتة الطائلة اذ يقوم بمعدلات غير مسبوقة عمليات نهب الثروات والأرضي الخاصة بالجنوبين الشاسعة التي يتم بيعها للمتنفذين بعض منهم مشكوك انتمائهم للوطن , بالاضافة الى ان هناك اصرار على اجراءات عقابية جماعية لشعب الجنوب التي لم تستثني شباب الجنوب الواعد الذي اصيب معظمهم بالاحباط وتوقفوا عن مواصل مراحل الدراسة الثانوية لانهم يعلمون مسبقا حرمانهم من التعليم الجامعي في الدخل و الخارج وبالتالي هناك تهجير اجباري لكثيرين منهم بطريقة غير مباشرة من خلال تضيق الخناق في ايجاد فرص التعليم والوظائف و المشاركة في بناء المجتمع التي اصبحت محصور على فئة معينة , ومن المؤسف ان العقاب واضراره و نيرانه الكبيرة طالت حتى حال الأسرة في البيت الواحد الجنوبي التي لم تستثنيها حرب ومخطط الشاويش الجهنمي وحزبه المؤتمري ضد شعب الجنوب , بل هي مؤامرة كبيرة يصعب على كل جنوبي ان يغض البصر او التجاهل , والسكوت عن ذلك يعتبر جريمة اخلاقية وانسانية ومشاركة في هدم وسرقة ومصادرة مستقبل وتاريخ الاجيال الجنوبية القادمة بل امه باكاملها , لقد تعمّد الشاويش في تجهيل الجيل الجنوبي وتجهيزهم للعمل كعبيد وحُراس لخدمة مجتمع مرتزقة ولصوص الارستقراطية السنحانية .

ان الألم والمعاناة والعنف وعدائية الشاويش تجاة شعبنا الجنوبي الطويلة وسياستة في هدم البيت الجنوبي الرامية الى طمس الهوية والتغير الديمغرافي قد اصابة صلابة جلد شعبنا الحد الاعلى لطاقة الصبر و بلغ السيل الزباى , لذلك نرى رفض متصاعد لهذه المؤامرة ولم تعد اساليب التهديد وخرس الاصوات المقاومة ترضَْخ ارادة شعبنا لكن هناك كسر لقيُود وارهاب الشاويش واباء ان يكون مكتوف الايدي عن مثل هذا الاستهداف المباشر وما اصاب الاسرة الجنوبية بالضعف والخلل والتصدع المؤقت واصبحت اعمدة الاسرة من الكوادر الذين وجدوا انفسهم خارج المعادلة السياسية والمواطنة المتساوية , بعد حرب الاحتلال التي شنها الشاويش على وطننا الجنوبي .

لقد تفاجى الشاويش بأن جيل الشباب (جيل الوحدة) اصبح اكثر عداوة وكراهية لسياسته العدوانية المنتهجة وكفر بالوحدة التي لم تخدم تطلعاته بل لم يحتمل هول صدمة وصلف سلطة السابع من يوليو , فلقد ادرك جيل الوحدة بأن اعصار الشاويش الانتقامي لم يقتصر على ابائهم من الكوادر الجنوبية من الرعيل الاول من كان لهم فضل التضحية في صنع الوحدة الذين يعيشون مع ابنائهم من جيل الوحدة في داخل البيت الجنوبي الواحد بل هو استهداف مباشر وتدرجي لاجيالنا , و بالتالي انقلب السحر على ساحر صنعاء .

لقد تعمد الشاويش وحزبه تجاهل معالجة اثارحرب الالحاق والضم في صيف 94م وما انتجت عنها من ممارسات تعسفية خاطئة , و هي القشة التي قسمت ظهر البعير وبينت مدى عمق و استشراء امراض وافات تتوارثتها مؤسسات الفساد المؤتمرية على مدى ثلاثة عقود من حكمه لليمن التي انتقل وبائها و فسادها الى دولة الوحدة . ان الفئة المؤتمرية المغيته الضالة المنحرفة عن مسار طريق العروبة والاخلاق الاسلامية قد ارتكبة اخطاء فاذحة وقاتلة قادة الى توقف مسيرة قطار مشروع الوحدة العربية الكبرى بدءاً من اول وهله فشل ذريع في مسيرة قطار الوحدة اليمنية , لم تكتفي بذلك بل اصبحت تلك الفئة المؤتمرية الضالة تمارس سياسية ( فرق تسد ) بين الشعبان في الشمال والجنوب اللذان همَ اساساً نقيضان لا همزة وصل تربط بينهمَ , واحدهم يفتقر ايستيعاب مفاهيم ومعاني وحدة التراضي , هذا واقع مؤلم وحقيقة ملموسة صعب تجاوزها او الاستخفاف بعدم وجودها , وهي الحلقة الضعيفة التي زادات الطين بلة في معالجة كارثة فشل مشروع الوحدة , بعد حرب الفيد و من منطلق فرق تسد الذي استخدمة الشاويش كسلاح ذوحدين من ناحية تمزيق الشعبان وهتك روابط ونقاط الشراكة و من ناحية اخرى كسبيل وحيد لحفاظ الشاويش على مصدر ارتزاقة واستثراء حزبه وحاشيتة من خلال تشبته بمقاليد حكم القصر الجمهوري في صنعاء .

ان خروج شعب الجنوب من الرعيل الاول وجيل الوحدة من الشباب بمقاومة وانتفاضة مستمرة لم تتوقف منذو العامين رفضت نهج وسياسة سلطة السابع من يوليو المحتلة لأرض الجنوب , وجدة بالمقابل السّكينة والتقعاص وعدم المباله من الطرف الاخر في الشمال وكأن الشاويش لا يذيقهم مرارات الظلم والطغيان والعنجهية بل لمن المؤسف ان حائط مبكى الوحدة الذي يذرف الشاويش دموع الكذب والنفاق علية قد جنت تلك السياسية مزيد من الفتن التي ساعدة على اكثر تشُتت وتمزيق , لقد اظهرت الوحدة بالطريقة الشاويشية مدى عمق شعّور الجنوبين بأنهم في المهجر عند تواجدهم في الشمال , والشمالين غرباء ومهاجرين في الجنوب , اربعة عشر عاماً من تمّزُق وشتات وثقافة الكراهية والفتن واستعلاء واجحاف الشاويش وحزبة المؤتمري على شعب الجنوب , كانت نقطة تحول و انطلاقة انهيار و تصدع حائط الارهاب المنيع الذي يتمترس خلفة الشاويش بأسم الوحدة , بل هي مقاومة وثورة مشروعة من اجل الحفاظ و البقاء بكرامة و هوية و دولة جنوبية , ان تخاذل اخواننا في الشمال عن مايقترفة الشاويش في الجنوب لهو دليل على التزكية ووقوفة الى جانبة بل رفض تام اسقاط نظام الفساد ومحاكمتة , لهذا تركة اثاراً نفسياً سلبية في سلوك وطريقة التعامل فيما بين الشعبان وجعلة من لغة الحوار وقبول كل طرف للأخر يزداد تعقيداً , و انعدمة مقومات العلاقات الاخوية التي اصبحت كالمياة الراكدة في بركة او مستنقع مليئة بالمكروبات والجراثيم المؤتمرية هدفها جعلنا قطبان متنافران لا يلتقيان .

اعتقد ان الشعبان سوى في الجنوب و في الشمال سيعتبر سقوط نظام صنعاء يوم استقلال وانقلاب على الديكتاتورية التي تسلطت على الشمال لفترة ليست بالقليلة واغتصبت واللحقت وضمت الجنوب بجنازير الدبابات , كسابقة الرئيس صدام حسين عند اجتياحة بجيشة الجرار و غزوة دولة الكويت الشقيقة, بدلاً من توجية جيشة الجرار في ضرب الكيان و المخططات الصهيونية حتى تستعاد الارض والحقوق الفلسطينين المغتصبة والمسلوبة .

أن رموز السرقة والفساد والارهاب في حزب ( المؤتمر ) الحاكم الذي يتزعمة الشاويش يغذي ويموُل المتنفذين من اتباعه على تلك الافعال بل يبارك خطواتهم لانها اليد الممدودة التي تنهب وتلتهم وطبتش و الافعه التي يلدغ بها الشاويش كل من يعترض او يقف في طريق شهواته واطماعة , وهذه صورة حقيقية و دليل على ان هذا الحزب وفلولة من يصدر الاجرام والارهاب ولا أبرؤ احدهم , وبالتالي كيف علينا في الجنوب ان نتعاطى اوان نؤمن بأن يصدقنا الشاويش بحلول ومخارج من تلك الكوارث و هو الشيطان من يلبس ثوب الدنس و ألانحطاط والكذب والمراوغة , لقد استطاع هذا الشاويش وحزبه الحاكم ان يدفن الوحدة عند ولادتها في مقبرة الاحلام والمشاعر والاحاسيس الصادقة لشعب الجنوب, اخيراً وليس اخر نقول لاولئك مكتوفين الايدي الذين يتغنون وينشدون للشاويش بأن مالنا الأ علي .. نقول لهم نحن الجنوبيين مالنا الا جنوبنا وهويتنا وسيادتنا على ارضنا المسلوبة وسنستردها ان شاء الله ...

بقلم الكابتن . أنيس قاسم المفلحي

[الفوهرر]

موضوع رائع بتحليل أروع ..
سلمت يداك من كل شر