افتراضي : لا علي ولا علي ولا علي من سيقرر مستقبل الجنوب !!! بلقار بن بحلص *

[رامي الصيهد]

افتراضي : لا علي ولا علي ولا علي من سيقرر مستقبل الجنوب !!! بلقار بن بحلص *

زاد اللغط وكثر الحديث مع كل يوم تدخل فيه الثورة منعطف جديد ويشتد عودها وتنضج ملامحها السائرة نحو التغيير لكن من المؤسف ان نحاول التعامي أو تجاهل حقائق الواقع خصوصا عندما يأتي الأمر إلى القضية الجنوبية أمّا عن عدم وعي لحقيقة هذه القضية أو بشكل متعّمد لان تفكير إلغاء الآخر هو السائد لدى البعض .
لدينا علي عبدالله صالح يريدها وحدة , ليس حبا فيها ولكن لإجل مصالح الأسرة الحاكمة .
ولدينا علي ناصر الذي ينادي بإعادة صياغة النظام السياسي في الوطن وبناء نظام اتحادي .
ولدينا علي البيض الذي يريد استعادة دولة الجنوب وفقا لقرارات مجلس الامن
وهنا تناسى الجميع أن هناك من بيده القرار النهائي فيما ستئول إليه الأمور في الجنوب وفي البلاد كلها ولكن لابد من القول في هذه الظروف والثورة تدخل اليوم منعطفآ جديدآ مع نهاية الأسبوع خصوصا و الايام علمتنا ان الرئيس يحاول استباق كل جمعة منذ بداية هذه الثورة بمبادرات الهدف منها شق قوى التغيير وهاهو اليوم الحديث عن مبادرة جديدة الهدف منها هو جرجرة قوى التغيير الى تفاصيل ثانوية بعيدا عن الهدف الاساسي لهذه الثورة.
الامر الاخر الذي ظهر على الاحداث هو حديث علي سالم البيض امس على قناة الحرة وحديثة عن القضية الجنوبية ومحاولة البعض استخدام هذا الحوار من اجل العزف على وتر انفصال الجنوب كما حاولوا الاسبوع الماضي الاثارة حول موضوع صعدة والتي كشفت الايام ان الحوثيين لم يعينوا اي محافظ ولكنهم يساعدون في ادارة المحافظة.
وعودة على موضوع البيض , الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع , ان القضية الجنوبية لم يقوم بها علي سالم البيض وانما التحق بها .
وكما يعرف الجميع ان البلاد العربية لم تعرف ابدا خروج حركة نضال سلمي في تاريخها إلّا بعد ظهور الحراك الجنوبي السلمي , وكشف هذا الحراك عن حجم العنف الذي استخدمه النظام ضد المتظاهرين في مدن الجنوب.
اليوم هناك من يقول , ان سقوط النظام سينهي قضية الجنوب لان سبب ظهورها هو ممارسات النظام . وهذا الكلام مردود عليه لان القضية لا تكمن في علي صالح وإنّما في نظام وفكر يهيمن على جزء من ابناء الوطن في النظر الى الآخر وبالتالي فانه لابد من التأكيد على الامور التالية :
الاول أن هناك قضية سياسية في الجنوب وهي نتيجة لعملية منظمة تمت لاقصاء الجنوب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا عن الساحة الوطنية حيث ان هيمنة القوى المتنفذة من الرئيس وحاشيته لا تسمح بأي شريك سياسي لهم في ادارة هذا البلد وبالتالي فان الشعور بالاقصاء امر واقع لا يلغيه وجود موظفين جنوبيين من مثل نائب الرئيس او رئيس وزراء أوزير هنا أو هناك .
ثانيا اقتصاديا لا يستطيع اي عاقل ان ينكر ان كل مفاصل الاقتصاد في الصناعات النفطية والتوكيلات التجارية قد تم حرمان ابناء الجنوب منها وحكرها على فئات معينة من منطقة الحكم الجغرافية والقبيلة مرتبطة بالنظام , وبالتالي لا يمكن القبول بهذا.
ثالثا اجتماعيا وثقافيا لم يعد هناك إلا ثقافة الثأر التي احياها النظام في الجنوب والفوضى وعدم احترام القانون الذي يعكس نظرة فئة من ابناء هذه البلاد الى الاخر وتنشر مبدأ التحاق الفرع بالاصل .
وبناءا على هذا إن القضية الجنوبية هي القضية التي فجرّت هذا النظام وهي من كسرت حاجز الخوف قبل اربع سنوات ومن اجل هذا فان اسقاط النظام اصبح هدف اساسي للجميع أمّا القضية الجنوبية فان خيارها سيكون بيد ابنائها فهم من يقرر مصير الجنوب , سواءا باعادة صياغة النظام السياسي الجديد واعتماد النظام الاتحادي بين الشمال والجنوب أو فك الارتباط وهنا مرة اخرى أؤكد على ان هذه الحلول لا يملكها لا علي البيض ولا علي صالح وانما ابناء الجنوب وحدهم , فهم من يقرر مصيرهم مرة أخرى

* منقول بتصرّف