الرئيس البيض حسم الشعارات من خلال الهوية الجنوبية / الزامكي

[@نسل الهلالي@]

الرئيس البيض حسم الشعارات من خلال الهوية الجنوبية.
سماء الجزيرة - الزامكي

للأمانة التاريخية بان تاج كانت السباقة في شعاراتها قبل كل التيارات الجنوبية وجاء تشكيل المجلس الوطني بالعسكرية بحسم شعاراته بعد تاج وجاءت مقابلة الرئيس لتحسم مشروع الشعارات نهائياً على الساحة الجنوبية و هذا حق تاريخي لتاج و للمجلس الوطني عبر سلسلة متعرجة من نضالات الحركة الوطنية الجنوبية على مدار 17 عام و أنا اعترف لهم اعترافاً نصياً وتحليلي لحديث الرئيس قد يغضب البعض مؤقتاً و لكنها الحقيقية بعينها لان دراستنا لتعرجات التي مرت بها الحركة الوطنية الجنوبية خلال 17 عام جديرة بالدراسة و التقييم و التاريخ لا يعفينا من قول الحقيقة كما كانت علية بالواقع و ليس بالرغبات.
سبق لي كتبت كثير حول الهوية الجنوبية و ظليت متمسك بها لأنني أدرك بان الهوية الجنوبية هي التي يمكنها بان تحسم الخلافات داخل نهائياً على الساحة الجنوبية باستثناء من لديهم قناعات أخرى غير قناعات الاستقلال الحقيقي و ستمنع كافة التيارات اليمنية من الدخول بشعاراتها في مربع الهوية الجنوبية نهائياً لان هذا المربع يشكل لليمنيين البعبع المخيف ورفعه سوف يغلق كافة الأبواب على المبعسسين و المتسولين و المنافقين و المتآمرين على الجنوب وهويته التاريخية.
حديث الرئيس جوهري بقيمته التاريخية حينما تناول الهوية الجنوبية باعتبارها نواه أساسية لحل بقية المعضلات وهي مشكله حقيقية اعترضت قوى الاستقلال خلال مسيرة الحراك السلمي على مدار 4 سنوات و أنا اشكره كثيراً على هذا الموقف الوطني و الصلب لقول الحقيقة التي غيبت عمداً من قبل رجال اليمننة منذ عام 67 و
فيما يتعلق بحديث الرئيس علي سالم في تقديري الشخصي انه حديث تاريخي و مفصلي لتأسيس مرحلة سياسية جديدة في أطار الحراك السلمي الجنوبي تنطلق من حيثيات الشعارات التي رفعت سابقاً بالجنوب و هذه الشعارات ترتكز على شعارات الهوية الجنوبية التي ظلت غائبة على مدار خمسه عقود و هذه النقطة بالذات هي الخلاف الحقيقي و الجوهري في صراع شعبنا الجنوبي على مدار 17 عام أي منذ تأسيس حركة موج بالسعودية و تلتها حتم و مرورنا بشعار أصلاح مسار الوحدة و أخيرا إعلان الحراك السلمي الجنوبي في عام 2007 و هذه التعرجات السياسية ظلت أسيرت الشعارات المختلفة التي لم تحدد هدفها الحقيقي و الصحيح لان هذه التعرجات والتسلسل التاريخي لتلك الحركات منذ تأسيس موج حتى ظهور الحراك السلمي الجنوبي ظلت تتأرجح و تتباين في أهدافها بسبب تلك الشعارات المختلفة التي كانت ترفعها او تروجها بعض القوى الجنوبية بتلك الفترة باستثناء حزب تاج و هو التيار الوحيد الذي حدد شعاره بوضوح و جاء حديث الرئيس عبر قناة الحرة ليضع حداً لهذه الشعارات و الإغلاق كافة الأبواب أمام تلك الشعار التي رافقتها خلال 17 عام و إعلان الرئيس التمسك المطلق بالهوية الجنوبية كشعار رسمي ووحيد لشارع الجنوبي و هو مطلب حقيقي ووطني ظل مسجون في أزقة الشعارات الغوغائية و الحزبية على مدار 50 عام مضت.
الرئيس علي سالم اعترف اعترافاً رسمياً و عبر قناة الحرة بان القيادات التي حكمت الجنوب هي من شرعنة الجنوب إلى اليمننة و كان جريئ جداً باعترافه بأنه كان جزاء من هذه القيادة التي يمننة الجنوب و هذا الاعتراف القوي لم يأتي ألا من رجلاً حكيماً أدرك الخطاء و اعترف به و هذا الاعتراف سوف يسجله التاريخ له و ليس ضده و في تقديري بان الرئيس قراء المشهد السياسي والتاريخي المتعرج على مدار مسيرته النضالية و استخلص من تجربته الغزيرة هذا الاعتراف الصريح و الواضح و لم يستطع أحدا يتخذ قراراً كهذا ألا رجلاً يؤمن أيمانا قوياً بعدالة قضيته و شرعيتها انطلاقاً من مسئولياته الوطنية و التاريخية تجاه شعبه ووطنه ويحتم علية قول هذه الحقيقة و كما لا ننسى بأنه أكد بان هذا الشعار المتعلق بالهوية جاء من رحم الحراك السلمي الجنوبي و لم يأتي برغبة شخصية و لكنه جاء برغبة شعبية جنوبية عارمة.
الرئيس تطرق لثورة التغيير بصنعاء و أكد تأييده لها و لكنه حذر من اختطافها و في هذه الجزئية كان الرئيس صادقاً حتى مع أبناء اليمن في ثورتهم كما كانا صادقاً ووفياً لشعبة الجنوبي رغم الصعوبات التي ستواجهه ألا أن إيمانه القوي و قناعته الراسخة بانتصار قضيتنا هي الوقود التي تسنده و تدعمه لنيل كافة حقوقنا الوطنية ممثله بالاستقلال و التحرير من الاحتلال اليمني و مثل هذه النصيحة لشاب اليمن و ثورة التغيير لرئيس هي نابعة من مصداقية الرجل لثورة الشباب اليمني و قال في صياغ حديثة بان الصراع اليوم باليمن هو صراع على السلطة و يتمحور في نقلها من الأسرة الواحدة من داخل الأسرة الاحمرية ونقلها إلى القبيلة الاحمرية و هذا الصراع هو إنقاذ سياسي لرئيس اليمني نفسه و تغيير مسار ثورة التغيير الحقيقية لسلطة من الأسرة إلى القبيلة و جاء تحذير الرئيس لشباب التغيير من هذه الزاوية.
الرئيس كرر تأكيده على أن قضية الجنوب قضية وطنية عادلة و أن شعار إسقاط النظام ليس شأن جنوبي بقدر ما نؤيده و ندعم مطالب الشباب باليمن وأكد بان سقوط النظام لا يعني سقوط القضية الجنوبية بقدر ما ستتعزز أكثر تماسك القضية الجنوبية و أعلن استعداده للحوار مع أي طرف ينتصر سواء بقي النظام أو جاء غيرة فان قيادة الجنوب على استعداد للحوار بطرف دولي و عربي و إقليمي و على أساس الشرعية الدولية.
الرئيس في حديثه بالقناة ركز على ربط شعار الهوية الجنوبية بشعار الفرع عاد للأصل و هذه رسالة سياسية واضحة لليمنيين بان الجنوب ليس جزاء من اليمن و أنما شعب له تقاليده و ارثه التاريخي و السياسي العظيم سبق تاريخ اليمن من قرون مضت.
الرئيس رد على احد الأسئلة بان مستقبل الوحدة متروك للأجيال القادمة و من حقهم يقررون ما يرونه و هذا الرد جاء على ضوءا إعلان الرئيس دولة الجنوب عام 94 و في أثناء حديثه أكد الرئيس بان الوحدة انتهت وما هو حاصل اليوم احتلال بكل المقاييس و يوم 7-7 يوم تاريخي فاصل بيننا و بينهم.
كما أشار الرئيس في حديثه بأننا نعمل على الأرض تحت راية الحراك السلمي الجنوبي با مكانكم تطلعون على برنامجه السياسي و يعمل الحراك على أساس قرارات الشرعية الدولية الصادرة أثناء الحرب عام 94 و منذ التاريخ لازالت مطالبنا حية و متحركة و قائمة لاستعادة دولتنا الجنوبية التي دخلت بوحدة مع النظام اليمني و إعلان عليها الحرب قبل انتهاء المرحلة الانتقالية التي تم الاتفاق عليها و بهذه الحرب هو إعلان على الوحدة الموت المتفق عليها.
نفى الرئيس علي سالم البيض في حديثه حول ما يروج له النظام بارتباط الحراك بالقاعدة و قال بان القاعدة من صناعة القصر الجمهوري بصنعاء و في صياغة حديث الرئيس حول دول الجوار طالب تدخل دول الخليج و بالأخص المملكة العربية السعودية لأنهم يدركون ما نعانيه من الاحتلال و محصلة بقية حديثه يدعو إلى تشكيل لجان شعبية لحفظ الأمن بالجنوب و يعارض من يسوغ لمشروع الفدرالية او أي مشاريع أخرى غير مرتبطة بمشروع الهوية و الاستقلال و هذا الخيار هو الخيار النهائي لشعب الجنوب و دعا وسائل الإعلام لنزول الى الجنوب لكشف الحقائق على الأرض الجنوبية و مشاهدة ما يعانيه شعبنا من قمع و حرمان من ابسط مقومات الحياة.
أما حول المستجدات الجديدة على الساحة اليمنية سوف أتطرق له في موضوع أخر و سوف أتناول الصدمة التي أصابت بعض القيادات الحراكية بالجنوب و أفقدتهم القدرة على التفكير و الأخطاء التي رافقتها كانت مترافقة مع ثورة الشباب اليمنية في ظل غياب باعوم بسجون الاحتلال و حديثي سيكون حول غياب باعوم عن الساحة الجنوبية و أسباب ظهور الشلل الكامل للقيادات باستثناء الشيخ بامعلم الذي كان في مستوى الأحداث بحضرموت واستطاع أن يحول الصدمة التغييرية تحت شعار إسقاط النظام إلى نصراً عظيم و في تقديري الشخصي بان اعتقال الزعيم التاريخي الأوحد والوالد و الأب الروحي لشعب الجنوب حسن باعوم و المهندس عبدا لله مهندس الفكر و العمل معاً و سبق وتحدثنا حول أوضاع عدن قبل سته شهور من اعتقاله و تحركه لعدن جاء لهذا الهدف و أخيرا اعتقال الدكتور علي جارا لله أيضا جاءت اعتقالاتهم بإيعاز من اللقاء المشترك بعدن لان قيادات اللقاء المشترك درست الأوضاع الجنوبية جيداً و درست قدرات القيادات الحراكية على قيادة الحراك و خرجت برؤية متكاملة بان القبض على باعوم هو المفتاح الحقيقي لتفريغ الساحة الجنوبية لهم ليتحركون فيها بحرية و لديهم تجربة سابقة في الضالع عندما تم اختطافه و خلقوا البلبة في غيابة وهذا الموضوع سوف أتناول في القناة أذا سمح لي ذلك وسوف أعطي انطباعي الخاص للمشاهد الذي تبلور في ذهني من خلال ثورة شباب التغيير و كيف استطاعت بعض قيادات الحراك امتصاص الضربة و تحويلها إلى مرحلة متقدمة و اخص بالذات حضرموت بقيادة الشيخ بامعلم.
أخوكم الزامكي ....لكم تحياتي

[email protected]