صدام مسلح بين جنوبيين وجيش الاحتلال

[قمة جبل]

نقلا عن الحياة اللندنية:

... صدام مسلّح بين متظاهرين والشرطة في جنوب اليمن


سقط أمس عشرات الجرحى، بعضهم في حال الخطر، في اربع محافظات يمنية جنوبية، خلال تظاهرات واعمال شغب واشتباكات بالاسلحة النارية بين قوات الامن ومتظاهرين يطالبون بالافراج عن المعتقلين في احتجاجات مماثلة جرت في الايام الماضية.

وجاء هذا التصعيد الخطير في المواجهات المستمرة منذ اكثر من اسبوع، غداة قرار مجلس الدفاع الوطني الذي انعقد ليل الاحد - الاثنين، برئاسة الرئيس علي عبدالله صالح، لتشكيل لجنة من كبار المسؤولين لمعالجة الاوضاع الداخلية في المحافظات الجنوبية وسائر مناطق اليمن، ووضع استراتيجة لمواجهة تنظيم «القاعدة» الذي اعلن مسؤوليته عن الاعتداء الجديد الذي استهدف مساء اول من امس مجمعاً سكنياً يقطنه اجانب في صنعاء .

وجرت التظاهرات في عاصمة محافظة الضالع ومديرية الشعيب التابعة لها ومنطقة الحبيلين في ردفان ومنطقة كرش ومحافظة تعز وجامعة عدن. ودعت الى معظم هذه التظاهرات أحزاب جنوبية معارضة، يتقدمها الحزب الاشتراكي، للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين في التظاهرات التي عمت المحافظات الجنوبية تحت شعارات اجتماعية واقتصادية، وتخللتها اعمال شغب واعتداء على الممتلكات العامة والخاصة أدت الى اعتقال نحو 200 شخص، بينهم قياديون في احزاب المعارضة المنضوية في «اللقاء المشترك».

وقالت مصادر متطابقة في الضالع ولحج لـ «الحياة» ان التظاهرات تجاوزت طابعها التقليدي وتحولت الى اشتباكات بين «ميليشيا» مسلحة وقوات الأمن والجيش التي أغلقت كل المنافذ والطرق الرئيسية الى مناطق الاحتجاجات، ودعت المواطنين عبر مكبرات الصوت الى الهدوء وعدم التظاهر والحفاظ على الأمن والنظام.

وأسفر تبادل اطلاق النار بين المتظاهرين وقوات الامن عن جرح 16 متظاهرا و13 جنديا معظمهم في محافظتي الضالع ولحج، فيما جرح شخص واحد في تعز. ومنعت القوى الامنية مئات المتظاهرين في جامعة عدن من تجاوز اسوارها وبواباتها.

وأكدت المصادر ان وحدات من الجيش ساندت قوات الأمن في مواجهة المتظاهرين الذين استخدموا أسلحة خفيفة وقنابل هجومية ضد الجنود الذين ردوا بالمثل مستخدمين الأعيرة المطاطية وقنابل مسيلة للدموع. ونفذت قوات الامن حملة اعتقالات طاولت العشرات ودهمت عدداً من المنازل وصادرت نحو 70 قطعة سلاح.

وذكر شهود ان متظاهرين حاولوا اقتحام مبنى مديرية الأمن العام في مدينة الحبيلين مدججين بالأسلحة والقنابل اليدوية بهدف إطلاق المعتقلين، غير ان رجال الأمن تصدوا لهم واعتقلوا 15 منهم، واشاروا الى ان الأوضاع لا تزال متوترة على رغم الانتشار الكثيف للقوات الحكومية في هذه المنطقة.

وكان الرئيس علي صالح رأس اجتماعاً لمجلس الدفاع الوطني في ساعة متقدمة من ليل الأحد - الاثنين إثر هجوم بقذائف «الهاون» نفذه مجهولون واستهدف مجمعاً سكنياً يقطنه أجانب، وخصوصاً من الاميركيين، في العاصمة، من دون ان يسفر عن اصابات. واعلن مصدر امني يمني ان «تنظيم القاعدة تبنى الهجوم، وان اجهزة الامن رصدت بياناً في هذا الشان على أحد مواقع القاعدة على الانترنت». وقال مصدر قريب الى السلطات الامنية ان «سبعة اشخاص اعتقلوا على خلفية الهجوم».

وشكل مجلس الدفاع الوطني لجنة برئاسة نائب الرئيس الفريق عبدربه منصور هادي وعضوية كبار مستشاري الرئيس ورئيس الوزراء وعدد من الوزراء ورئيس جهاز الأمن القومي (الاستخبارات) لتتولى معالجة الأوضاع الداخلية واتخاذ القرارات والاجراءات والتدابير بشأنها، وفي مقدمها الأوضاع في بعض محافظات الجنوب، ووضع استراتيجية لمواجهة تنظيم «القاعدة» ومكافحة الإرهاب. وانتقلت اللجنة الى محافظة لحج امس، لمحاولة معالجة الوضع ومساعدة السلطة المحلية على استعادة الامن والاستقرار في المنطقة.

الى ذلك، قدم نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية رشاد العليمي تقريراً الى مجلس النواب عن التظاهرات التي شهدتها المحافظات الجنوبية، وعرض على النواب صوراً لأعمال الشغب والاعتداء على الممتلكات وقطع الطرق التي ارتكبها المتظاهرون في مديريات الضالع والحبيلين وردفان وكرش. وأكد العليمي ان جميع المعتقلين سيحالون على القضاء لمحاكمتهم بعد ثبوت الأدلة على ضلوعهم في أعمال التخريب والاعتداءات، وان الحكومة ستطلب من البرلمان رسمياً رفع الحصانة عن النائب صلاح الشنفرة (من الحزب الاشتراكي) تمهيداً للتحقيق معه باعتباره متورطاً في عمليات التخريب في الضالع ولحج والتحريض على العنف ورفع شعارات «انفصالية».