المحرر السياسي : الجنوب في مرحلة فاصلة ويتطلب من القيادة رسم خارطة طريق

[علي المفلحي]

ضرورة مواصلة النضال السلمي الحقيقي كمنهج واضح وتطوير آلياته لانه هو من منح القضية الجنوبية زخم قوي وكبير اخترق كل الحدود


( صدى عدن ) خاص :
يجتهد الكثيرون من الجنوبيين في تفسير قرار مجلس الامن الأخير فيذهب البعض الى التفاؤل والبعض الاخر الى التشاؤم بينما يبدي كثيرون اخرون نوع من (التشاؤل) ، بما يعني الوقوف في الوسط بين عاطفتين.

والحقيقة ان القرار أشار الى تأييد وحدة اليمن وسلامته وهي إشارة نمطية في كل قراراته سواء حول اليمن او اي دولة اخرى تحصل فيها نزاعات .. كما أشار الى انتقال اليمن من دولة وحدة الى دولة اتحاد وذكر المحافظات الشمالية والجنوبية وأدان اعمال العنف ضد المدنيين وخص الضالع بالذكر.

لكن الأهم انه وضع اليمن تحت الفصل السابع لأول مرة في تاريخ قرارات مجلس الامن حول اليمن.

الاجتهاد السائد في الجنوب الان هو كيفية تفسير وقراءة قرار مجلس الامن الأخير حيث يذهب البعض الى ضرورة وجود مرجعيات قانونية دبلوماسية سياسية لشرح مضامين القرار وفقراته.. وهذا امر مقبول جدا وطبيعي لكن الامر الاكثر إلحاح الان هو إيجاد سبل حقيقية للنضال السلمي من اجل مواجهة تحديات هذه المرحلة وهنا ربما يتعين على الجنوب ان يسترشد ببعض الخبرات الدولية او بيوتات القانون والسياسة والأزمات لمعرفة الكيفية التي يتم من خلالها التعامل مع المجتمع الدولي في حالة كحالة الجنوب واختراق الحصار الكبير المفروض على الجنوب والحلول المفروضة عليه من المجتمع الدولي.

هذا امر حيوي والاستثمار فيه هو اهم من كل المصروفات التي تُهدر هنا وهناك بشكل يومي دون طائل.

لكن يظل إيمان الجنوبيين بان اول التحديات يتركز في ضرورة مواصلة النضال السلمي الحقيقي كمنهج واضح وتطوير آلياته لانه هو من منح القضية الجنوبية زخم قوي وكبير اخترق كل الحدود.

كما يظل التحدي الاكبر الماثل امام الجميع متعلق بضرورة توحيد الصف الجنوبي قيادة وقواعد وشعب حول رؤيا ثابته وعدم تشتيت الجهود والغرق في المكونات وبعثرة طاقة الحراك في معارك تنظيمية جانبية. الجنوب في مرحلة فاصلة ويتطلب من القيادة رسم خارطة طريق واضحة للتحرك الجاد المحسوب نحو استعادة دولة الجنوب وتحديد الوسائل وطرق النضال اليومي ... عدا ذلك فان النظام في صنعاء ما يزال ويظل غارق في صراعاته الكبيرة ولا يمكن لمجلس الامن ان يتجاوز الواقع من خلال قرار او فصل سابع لان اليمن يعيش ازمة عميقة جدا والنزاع بين مراكز القوى بقبائلها وبمليشياتها قد أخذ ابعاد كثيرة ؛ دينية سياسية اجتماعية ... الخ ومن الصعب تجاوزها قبل ان تمر عقود من الانتقال .

الجنوب هنا له قضية محددة وعليه ان يعالج نفسه اولاً لان العالم لن يتأخر عنه ان هو تعافى من داخله واستطاع ان يقف على رجليه