صعدة .. المعركة الخفية بين العليين ( بقلم : وحيد الطوالبه )

[الدعاسي]

عمان – لندن " عدن برس " خاص : 8 – 11 – 2009
مائة يوم انتهت من الحرب السادسة بين ماتبقى من الموالين في الجيش اليمني للرئيس وبين جماعة الحوثي .. وعلى الرغم من تكرار الرئيس علي عبدالله صالح القول ان الحرب ستحسم خلال اسابيع وخلال ايام الا انه وكما يقول خبراء في الشأن اليمني ان لا نهاية للحرب بين الطرفين وهو ما أكدته الأدارة الأمريكية قبل يومين ان الحسم العسكري للحرب لن ينهي الحرب .

الجديد الآن والذي لم يجرؤ العارفون به على تناوله وهم قلة ماذا يدور في الخفاء داخل المؤسسة العسكرية اليمنية..؟ وما هي تأثيرات ذالك الخلاف الخفي بين الرئيس ونجله احمد من جهة وبين اللواء علي محسن الأحمر الأخ غير الشقيق قائد المنطقة العسكرية الشمالية والغربية على مستقبل النظام الرئاسي وليس على مستقبل الحرب التي يبدو ان جماعة الحوثي قد كسبتها ضد الرئيس الذي يؤكد ان الحوثيين لا يقاتلون لوحدهم ولكن كل من فقد مصالحه يقاتل الى جانبهم .. اربعون الف من الحرس الجمهوري فقط مهمتهم حراسة اطراف صنعاء ودار الرئاسة وعشرون الف ارسلوا الى مقربة من الحرب الدائرة في الشمال اليمني لا ليقاتلوا الحوثيين بل ليقلصوا من دور وحجم اللواء علي محسن الاحمر وربما السعي الى قتله واعلان انه استشهد في الحرب والصلاة عليه ودفنه في موكب جنائزي مهيب سيحضره الرئيس في صنعاء لاحقا .....الرئيس يتهم علي محسن بأنه السبب في تأخر حسم المعركة بسبب تهاون علي محسن الذي يروم لحكم اليمن ولا تروق له مسألة خلافة احمد لوالده وهنا اود التأكيد على ان الرئيس هو سبب هذه المشكله لأنه خلال عقد التسعينات كان الرئيس يؤشر لعلي محسن بأنه الرجل الثاني بعده وكان يطلب من كل سفير يعتمد جديدا في اليمن لأي دولة ان يقابل علي محسن وان يتعرف عليه وهذا مؤكد ولا مجال للرئيس ان ينكره.....الرئيس عندما اتهم على محسن بالتلكؤ في حسم المعركة رد عليه ان ارض المعركة تحتاج الى رجال لا يختبئون في دار الرئاسة وعلى الرئيس ان يرسل نجله احمد لساحة القتال اذا كان لا يخاف عليه ...وهو الامر الذي دفع بالرئيس ان يرسل عشرون الفا من الحرس الجمهوري لمقربة من المعركة ، وهنا ترشح اخبار ان المعركة الآن ستدور بين علي محسن الذي يلقى تأييدا واسعا من الجيش والقبائل وبين الحرس الجمهوري الذي سيقوده احمد علي عبدالله صالح من بعد وسيترك الرئيس رحى المعركة مع الحوثيين لتحسمها القوات السعودية التي يبدو انه شربت المقلب ووقعت في الفخ الذي نصبه الرئيس صالح لها حتى يتفرغ لمعركة خفية مع شقيقه الذي اخلص له ولليمن الا ان الرئيس يعيب على شقيقه انه قريب للتوجهات الاسلامية وربما يلصق به الرئيس تهمة انتمائه لتنظيم القاعدة حتى يكسب تأييدا داخليا وخارجيا للتخلص منه . الآن بدأنا الحرب.....الحوثيون يقاتل معهم كل من فقد مصالحه...هذه عبارات اطلقها الرئيس مؤخرا..ماذا كان يفعل سابقا ..؟ والشهداء الذين سقطوا على حساب من سيتم تسجيلهم ..؟ هل كان الرئيس يتسلى ويتمرن ويلعب ....؟ ومن هم الذين فقدوا مصالحهم ليحاربوا الى جانب الحوثيون...؟ هل يقصد علي محسن ... ؟ هنا اسأل الرئيس هل بقي في اليمن شخص لم يفقد مصلحته بأستثناء من هم في دار الرئاسة لقد طلب الرئيس من السعودية ان تسمح لقواته الالتفاف من خلف الحوثيين ومن على جبل الدخان والمنطقة المحيطة به وما ان وافقت له السعودية ادخل جزء بسيط من القوات اليمنية الذين سرعان ما سلموا الجبل والمنطقة للحوثيين وهنا لا بد للسعودية ان تستنفر وتعلن الحرب لاستعادة اراضيها التي حصلت عليها بموجب اتفاق جدة عام 2000 وهذا هو المقلب الذي شربته السعودية ؟؟؟؟ الان الحرب تعقدت وسيطول امدها وستعلن القبائل اليمنية مناصرة علي محسن والحوثيين وذالك سيتوقف على ظهور النزاع بين الرئيس وشقيقه.....والحرب سيطول امدها حتى ترتد الى صنعاء ولا حقا الى الجنوب وتعز ....لقد لعب الرئيس اللعبة الخطرة قبل ان يترك الرئاسة ظنا منه ان هذه هي الطريقة المثلى لتوريث نجله السلطه وهو يدرك ان ازاحة كافة الخصوم والطامحين للرئاسة من امام طريق احمد سهلة وسهلة جدا الا انه يدرك تماما ان علي محسن هو العقبة الكبرى امامه ولا مجال للتخلص منه الا وفق هذا السناريو ...شهيد وجنازة وكالعادة صلاة يحضرها الرئيس ..الا انني لا اخال ذالك ممكنا لأن علي محسن صاحب عظم ازرق وجلست مع الرجل ثلاث مرات وبدا لي قبل 12 عاما انه متمكن من امساكه لزمام الأمور فما بالكم به اليوم ...انه الرجل الذي لا تلين له قناة ولن يتمكن منه الرئيس نهائيا.....وهنا سر مستقبل الاوضاع في اليمن ؟؟؟؟؟ الرجل يمسك بالدروع ..قائد المنطقة العسكرية الشمالية والغربية ...12 لواء دروع تحت قيادته.....وفي اليمن من يملك الدروع يمتلك الأرض ..... وللحديث بقية قريبا