القضية الجنوبية : التوضيح الفصيح الى خطاب التوبيخ

[ابوهمام]

بقلم : سالم مفلح

زاد و كثرالحديث ، من اطراف عدة في دولة الاحتلال اليمني ، و من مندوبيهم الجنوبيين ، و كذا من السيدة البارونة ايما نيكسون عضو مجلس اللوردات البريطاني ، عن دور الحراك الوطني الجنوبي في افشال الانتخابات الرئاسية في عموم الوطن الجنوبي المحتل .
في البدء نود القول ، بان قولهم ذاك فيه من الشهادة على قوة الحراك الجنوبي بما فيه الكفاية .و تاليا : ان الحراك الجنوبي حراك سلمي ، و هذا الامر مشهور عنه و لا يحتاج الى بيان او توضيح ، و من السهل قمعه بالقوة الغاشمة التي يمتلكها نظام الاحتلال ، و الحيلولة دون امكانه من مجرد عرقلتها ناهيك عن افشالها ، فما كان لذلك الفشل التي منيت به المسرحية الانتخابية ليتحقق ، لولا ان تكون تلك هي ارادة الشعب الجنوبي قاطبة من المهرة الى باب المندب ، و ان الحراك الجنوبي ليس اكثر من طليعة سياسية شعبية سلمية للشعب الجنوبي.
تنطلق تلك الاطراف من طرحها الناقد للحراك الوطني الجنوبي ، من قاعدة اساسية ، ترى انها حقيقة الحقائق ، الا و هي ان الشعب الجنوبي هو جزء من شعب دولة الجمهورية اليمنية ، و ينطبق عليه دستور تلك الدولة و ما يترتب عليه ، و الانتخابات الرئاسية كحق دستوري يلزمهم ضرورة .
غير انه غاب او تغيب بقصد عن تلك الاطراف ، ان ما يرونه حقيقة الحقائق ، هو بالذات ما ينكره الحراك الجنوبي ، و على انكاره ذاك يؤسس لمشروعية و جوده و نضاله و تضحياته .
و عليه ، يلزم توضيح ما يلي من الحقائق التي يتأسس عليها الحراك الوطني الجنوبي التحرري :
1- ان الشعب الجنوبي غير معني بدستور دولة الاحتلال ، لانه ببساطة متناهية ، ليس الا شعبا محتلا من قبل شعب و دولة الجمهورية اليمنية .و اذا كان هضم هذه الحقيقة المرة عسيرا على شعب دولة الاحتلال ، فان فهم حقيقته يعتمد على معرفة حقيقة الوضع( الدولي) للجمهورية اليمنية ، تلك الحقيقة التي تم تغييبها بقصد من قبل المنظومة الحاكمة ، كما ان معرفة حقيقة ذلك الامر ، مسألة حيوية قبل الشروع في اية مواجهة سياسية مع القضية الجنوبية ،خاصة و ان تلك المواجهة الحتمية لابد ان تكون ذات مرجعية دولية و اقليمية.
ألم تصعقكم بعد ما يقرب من عقدين من ممارسة شتى انواع القمع و التنكيل بالشعب الجنوبي ، معرفة حقيقة ان رفع اعلام الجنوب و المطالبة بفك الارتباط و استعادة دولة الجنوب حق مكفول دوليا ؟. ترى كم هي الحقائق التي سوف تجدون انفسكم امامها وجها لوجه و بدون سابق انذار في الايام و الشهور القادمة من هذه السنة.؟
2- ان نشاط الاحزاب اليمنية في الوطن الجنوبي ليس الا الامتداد الطبيعي لوجود سلطة الاحتلال ، و جزء لا يتجزأ منها ، و ان مهمتها الاساسية هي تزوير و تشويه الوعي الوطني الجنوبي ، بما يخدم اطالة عمر الاحتلال اليمني للوطن الجنوبي ، و هنا تتساوى الاحزاب اليمنية جميعها في هذه المهمة القذرة ، و لعل الحزب الاشتراكي هو اقدمها التزاما بتلك المهمة منذ ان كان جنوبيا خالصا .
3- ان الموقف الجنوبي العام و الشامل الرافض للاحتلال الذي ظهر جليا و سلميا و انعكس في مقاطعة مهزلة الانتخابات الاخيرة ، يجب فهمه على انه صفعة مدوية لكل الاطراف جنوبية و اليمنية و العربية التي لم تحسم موقفها بعد تجاه الشعب الجنوبي و حقه في الحرية و الاستقلال ، و هو رسالة للجميع تعني ان الشعب الجنوبي قادر و بدونهم على حسم خياره الوطني تماما كما حسمه في نوفمبر 1967م.
4- ان من حق الشعب الجنوبي ، كشعب تحت الاحتلال الاجنبي ، حماية وعيه القومي، و شخصيته الوطنية ، من محاولات نظام الاحتلال احتوائه و طمسه و تشويهه و تزويره ، و الانتخابات الرئاسية الاخيرة ، هي احدى تلك المحاولات .

5- ان القانون الدولي لا يعترف باية قيمة سياسية لاية عملية انتخابية تقوم بها اية دولة احتلال في دولة محتلة ، و هذا يعني مشروعية الرفض الجنوبي لاية عملية انتخابية او استفتاء تحت مبرر اية دعوى او فتوى من اية جهة كانت.
6- على دولة الاحتلال اليمني و شعبها ، الاعتراف بتلك الحقائق ، بدلا من انكارها و التعالي عليها و المكابرة دونها،و هي العاجل الاولى بالتفكير سياسيا في معالجة مترتباتها و استحقاقاتها التي لا مفر من دفعها عن يد و
هم صاغرون .
7- ان القضية الجنوبية التي تتحمل الجمهورية اليمنية كامل عبئها و وزرها ، ليست قضية بين دولة الجنوب و دولة الاحتلال ، و لكنها بين الجمهورية اليمنية و المجتمع الدولي كله ، فهي قضية تتعلق بميثاق المنظمة الدولية ، لانها ببساطة متناهية تعني احتلال اراضي دولة عضو في الامم المتحدة ، و هنا يكون الميثاق و القانون الدولي هو الطرف الثاني ضرورة ، و من هنا يأتي وقعها الزلزالي على مجتمع دولة الاحتلال بكل مكوناته الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و الثقافية و غيرها ........انه الزمن الجنوبي بكل استحقاقاته و تداعياته الذي نخشى – رأفة بكم – ان يحل عليكم بغتة ، فيبهتكم و انتم لا تشعرون...........
8- ان الرئاسة اليمنية الجديدة ، قد صرحت و اعلنت بصريح العبارة و في ملأ مشهود ، في حملته الانتخابية ، انه ليست امامه خطوط حمراءفي معالجة مشاكل تلك الدولة ، و ان القضية الجنوبية اولاها بالعناية و الرعاية ، و انه لم يعد ممكنا دفن الرؤوس في الرمال هروبا من تلك المشاكل .ثم ألم يصرح وزيركم الاول اكثر من مرة ، بان القضية الجنوبية قضية عادلة بامتياز .؟ فهل نقول الا ما يقوله لكم وزيركم الاول ورئيسكم الجديد .؟