بعقلية البدوي !!! السعودية تعيد الخطاء مرتين

[معلاوي]

هذه هي السعودية كما عرفناها رغم انها تمتلك الاف المستشارين عرب واجانب وسعودين نجدها تتعامل مع شعب الجنوب بنظرة التعالي وعقلية البدوي على اعتبار اننا امة لا تعي من الامور الا كما يريد لها السيد مع راعي قطيع غنمه وان ثمن شعب الجنوب لا يتجاوز عدة ملاين من ريالاتهم . مما يجعلهم يكررون اخطائهم متناسين بان الجنوب ارض وشعب هو الحامي لامنهم واستقرار المنطقة ولسفنهم المحملة باطنان النفط للعالم .

ففي سبتمبر 62م ثار مجموعه من ضباط المملكة المتوكلية اليمنية على امامهم الامام البدر عندها احست المملكة بان العرش الملكي في خطر , وقد يكون ذلك صائبا في حينه خصوصا وان الشعارات الثورية القومية تتساقط امامها عروش الملوك مملكة بعد اخرى والشارع العربي في غليان ومخدرا بشعارات لا للملكية والرجعية والاستعمار . وهكذا جندت السعودية والاميركان والبريطانين جيوشا لاسقاط النظام الجمهوري في اليمن وعبر صعدة الحوثين نفسها التي تقتل بها حلفا الامس .

هنا قد لا نوجه اللوم عما عملتة لحماية نفسها ضد اليمن والمخاطر القادمة منه . ما يعنينا نحن هو جنوبنا العربي ففي 67م استلمنا استقلالنا وياتي هذا الاستقلال بعد شهور من نكسة يونيو وهو بداية العد التنازلي لثورية القومية العربية والتراجع عن شعار لا ملكية بعد اليوم . ففي الاحتفال الاول للدولة الوليدة في الجنوب اعلن الرئيس قحطان الشعبي قرار جمهوري باقامة ( جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ) وبوجود وفد رفيع المستوى للجمهورية العربية اليمنية الذي ذهل من قرار قيام دولة بالجنوب بعتبار ان الجنوب لا بد ان يعود للاصل الجمهورية العربية اليمنية فانسحب الوفد من الاحتفال احتجاجا على قيام دولة الجنوب !!! وسارت الدولة ورفع رئيسها شعار ( اربطوا الاحزمة على البطون ) !!!

تصوروا معي عقلية البدوي السعودي !!! الم يكن الافظل لهم احتواء هذة الدولة الوليدة وكسب ودها ؟ قبل رفع الشعارات المتطرفة . هذة هي السعودية هي الكبير والبقية صغار وعلى قول المصرين ( الكبير كبير ) !!! فتركونا اولا نموت جوعا حسب تعبيرهم وشددوا الحصار ولم يكتفوا بهذا فبنوا المعسكرات وجندوا الجيوش لاسقاط دولة الجنوب وحين تقلد الرئاسة الرئيس سالم ربيع لم يولي جهدا لتقرب من المملكة وذهب لزيارتها وهنا حصلت الحدوثة التالية للوفد المرافق للرئيس ربيع ( المتعارف علية في الدول العربية الغنية انه عند اختتام الزيارة يقوم ملك او رئيس الدولة بتقديم هدايا للوفد المرافق فحضر الوفد الى صالة الملك ووزع على اعضاء الوفد من 1000 ريال وساعه سويسرية وحين انتها قال بصوت عالي ليسمعه الجميع وين فنانكم العطروش لنعطيه هديتة من المال السعودي اليس هو من قال : ولا الذهب يغريني ولا مال السعودية ) هذا هو الاستعلاء الذي يقابلنا به ملوك السعودية . اليس تصرفهم هذا هو من رمانا في احضان المعسكر الاشتراكي علما بانة وحتى استشهاد سالمين كان التقرب من الصين هو فقط الاستفادة من تجربتها الزراعية وليس اكثر . وكان هذة الخطاء الاول .

الخطاء الثاني الان على الابواب . ثورتنا السلمية المباركة يقارب عمرها الان الثلاث سنوات ونصف اذا اعتبرنا انطلاقتها في 2007م قتل وجرح المئات والمئات الاخرى في المعتقلات ومثلهم ملاحقين ومشردين في الجبال والشعاب وما يفوقهم تركوا الوطن مقابل كل هذا اسمعتوا ولو بيان سعودي صادر بستحياء يستنكر قتل المواطنين العزل في الجنوب او حتى يطلب من الاحتلال اليمني الحكمة وحل المشكلة بالحوار ؟ لا ورب العرش بل انهم وعدوا طاغية اليمن بانهم سيمدوة بالمال والسلاح لقتل وحرق الابرياء . حتى البيانات التضامنية البرئية والصادقة من ابناء الجنوب مع المملكة في حرب الابادة على صعده يقابلوها بكل غطرسة واستهزاء عبر صحفهم . ( طالعوا الصحف السعودية في ردهم على بيان ابناء الجنوب في كنداء )

من بعد هذا ما تريد .... قلي بربك ماتريد !! رحم الله الفنان احمد قاسم

السعودية اليوم تواجه خطر اكبر بكثير من الفكر الاشتراكي تواجه عدو يقول الشهادتين وينتشر بشكل سريع واسرع من سرعة الصوت ويحاول عمل كماشة على السعودية له ثقله بالعراق ولبنان وفلسطين والبحرين وفي السعوديه نفسها انه التوسع الفارسي او ( التوسع الشيعي حسب التعبير السعودي ) الذي يطمح بموضع قدم له على مداخل البحر الاحمر والعربي والمحيط الهندي ليسطر على خطوط امدادات النفط .

ان موقفنا واضح لا لبس فيه ( لا للوجود الاجنبي في المنطقة ) ( ونعم للتضامن العربي الجنوبي السعودي الخليجي ) على اعتبار ان المصالح واحدة والتعامل الند بالند ولا كبير وصغير . وامام اعينهم شعبنا يذبح بسلاح المحتل اليمني ونبحث عن معين للخلاص واستعادة دولتنا ويدنا مدت ولازالت للاشقاء السعودين بعتبارهم اقرب المقربين والمخاطر والمصالح واحدة لكن بالمقابل لن نبقاء منتظرين حتى السماء تمطر والى ما لا نهاية . ومن اجل حريتنا واستعادة دولتنا لن نرفض اي يد تمد لنا او اي دعما يعيننا ممن كان بمن فية الدعم الايرني , والكرة الان في الملعب السعودي . دعوه صادقة لهم لا تكرروا الخطاء ثانية .

حسين احمد معلاوي
20/نوفمبر 2009م