حضرموت وشبح الصراع / محمد عبد الوهاب اليزيدي

[حسين بن طاهر السعدي]

محمد عبد الوهاب اليزيدي

التغيير نت
19/10/2011

لطالما كانت حضرموت أرضاً لسلام وللأمن والأمان , ولطالما شعر ساكنيها بأنهم بعيدين عن أي أخطار ,حتى عندما اندلعت أحداث يناير المؤسفة عام 86 م والتي اكتوت بنيرانها الكثير من مناطق البلاد , كانت حضرموت في منأى عن هذه النار , وكان سكانها هم الوحيدين الذين لم يقتلوا بسبب انتمائهم ألمناطقي .
أيضاً وأثناء فترة حرب 94 الإجرامية كانت حضرموت مغيبة عن كشوف حصيلة الدمار لهذه الحرب , وأن وجد نوع من الدمار فلا يقارن بما لحق ببقية مدن الجنوب .
وحالياُ والبلاد تشهد المخاض العسير للثورة اليمنية ( ثورة التغيير ) أتفق الجميع سلطة ومعارضة على جعل حضرموت بعيدة عن أي صراع بينهما , وهو ما ألتزم بة الطرفين نوعاً ما حتى ألان , ولكن يبدوا أن هذا الاتفاق أصبح في مجال الاحتضار وأصبح يعيش أخر لحظات حياته .
ففي تصرف لا يبدو أنة يدل على أي ذكاء تم الإشهار عن المجلس الثوري لقوى الثورة السلمية بحضرموت, والذي أريد منة أن يكون جامعاً وممثلاً لجميع القوى الوطنية الثورية في حضرموت , ولكن لان هذا المجلس لم يكن القصد منة خدمة حضرموت وثوارها بل من أجل تنفيذ مصالح الإخوان المسلمين و رغبتهم المستميتة في وراثة المؤتمر الشعبي في السلطة فقد وقع هذا المجلس في خطأ قاتل أفقده مصداقيته لدى الكثير من القوى والسياسية والشبابية خصوصاً بعد إعلان 11 من المكونات السياسية والشبابية والشعبية بحضرموت عدم اعترافها بهذا المجلس وأنها فوجئت بالخطوة الانفرادية التي أقدم عليها الإخوان المسلمين ( الإصلاحيين ).
ورغم هذا لا يزال السيد (صلاح مسّلم باتيس ) رئيس المجلس الثوري بحضرموت يتصرف بأن مجلسة هو مجلس شرعي وأنة معبر عن الثورة في حضرموت وأنة معبر عن جميع مكونات الثورة ؟ ... مع أننا لو نظرنا إلى أعضاء المجلس لوجدنا أن أغلبيته هم من الإخوان المسلمين
كل ذلك ليس مهماً في نظري خصوصاً إذا ما علمنا أن الإخوان المسلمين لايهمهم في الأمر سوى الظهور والسلطة ,ولكن ما يقلق أكثر هو ما ظهر على الساحة الحضرمية من أحداث خطيرة مباشرة بعد تصريحات المدعو صلاح باتيس ( المندوب السامي لحميد الأحمر في حضرموت ) والتي يبشر بها باقتراب الانتصار ودخول مرحلة التصعيد والعمل الثوري .
فبعد ثلاثة أيام فقط من تبشيراته نشرت وسائل الإعلام عن مصادر مقربة من ثوار الإصلاح بحضرموت عن رغبتهم في تنفيذ خطة معدة مسبقاً للاستيلاء على بعض المرافق الحكومية الحساسة ومن ضمنها إذاعة المكلا, وليس اختيار إذاعة المكلا لأنها مجرد مرفق مهم فقط بل لأنة ومن خلالها سوف يعلنون إسقاط حضرموت في أيديهم وبالتالي في أيدي الإصلاحيين.
أيضاً ما حدث يوم الجمعة من صدامات عنيفة بين أنصار الحركة الوطنية الجنوبية وبين ثوار الإصلاح ليس ببعيد عن نتائج تبشيرات صلاح باتيس .
في ذلك اليوم الذي كنت كغيري من أبناء شعبي نحتفل بذكرى الـــــــ 48 لثور 14 أكتوبر المجيدة ,ولم يكن يدور في خلد بالي أنني سوف أشعر بالصدمة وأن تذرف عيناي الدموع حزناً في ذلك اليوم .
فلم أستطع أن أتمالك نفسي وأنا أغطي ألإحداث من البكاء قهراً على الحالة التي أصبح فيها أبناء حضرموت يتقاتلون فيما بينهم , وما أشعرني بالأسف هو أن أحد الإطراف يقاتل من أجل أجندة خارجية تأتيه من صنعاء و تحديداً من قصور آل الأحمر المدمرة .
ولكن أكثر ما أقهرني وأصابني بالذهول هو ما كان يردده ثوار الإصلاح ومناصريهم من شعارات خطيرة تهدد امن واستقرار ووحدة حضرموت , حيث كان ثوار الإصلاح يرددون وبصورة جماعية ( قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ) في أشارة إلى أنصار الحركة الوطنية الجنوبية .
عندما سمعتهم يرددون هذه الشعارات والتي كانوا ينطقون بها من أجل زيادة الحماس والصمود جعلني هذا أشعر وللحظات أنني أشاهد فيلم ( الرسالة ) , ظننت أنني أشاهد سيناريو معركة جبل أحد , ولم أصحا من هذا الموقف سواء بأصوات الرصاص التي كان يطلقها رجال الأمن المركزي.
لا أعرف على أي استناد ديني أو شرعي أستند علية ثوار الإصلاح في دعواتهم هذه , لا أعرف بأي حقاً سمحوا لأنفسهم أن يطلقوا هذه الدعوات على أبناء جلدتهم على مسلمين من أمثالهم .... أم أنها طبيعة الإخوان التي استسقوها من زعاماتهم الدينية والتي أصبحت تبيع الدين لمن يدفع أكثر ابتداء بفتاوى تكفير الجنوبيين في 94 وأنتهاءً بفتاوى علماء اليمن وما أدراك ما علماء اليمن .
الغريب في الأمر أن الإخوان المسلمين لم يمتلكوا الشجاعة الكافية لإخبار العالم أن من أشتبك معهم هم أنصار الحركة الوطنية الجنوبية بل أنهم اتهموا بلاطجة النظام بهذا الأمر , وهم يريدون بذلك أمرين:
- الأول: يكمن في أخفاء حقيقة قوة الحركة الوطنية الجنوبية ومدى الزخم الشعبي الذي تمتلكه هذه الحركة ويفقده ثوار الإصلاح , ومدى رفض أبناء حضرموت لمشروع الإخوان المسلمين في أقامة حلمهم القديم في أقامة الخلافة الإسلامية بزعامة أمير المؤمنين ( عبد المجيد الزنداني ).
- الثاني : فيكمن في اكتساب تعاطف الرأي العام سواء المحلي أو الخارجي من خلال أظهار أن بلاطجة صالح هم من هاجموهم وهو ما يفسر السبب الذي جعلهم يعلنون عن عدد خيالي للجرحى (63 جريحاً ) بينما المصادر المستقلة تؤكد أنهم لا يزيدون عن (12 جريحاً فقط )
أيضاً من بشاير تصريحات التصعيد التي أطلقها المدعو صلاح باتيس ما قيل عن اتصالات وتهديدات بالتصفية الجسدية لكوادر السلطة المحلية في المكلا , خصوصاً وأنها جاءت بعد يوم واحد فقط من تصريحات باتيس والتي قال فيها أن إعلان مجلسة يعتبر أعلاناً بنهاية بقايا نظام صالح .
ولا ننسي المعلومات التي تحدثت عن توتر كبير وتهديدات متبادلة بين المحافظ خالد الديني واللواء محمد على محسن قائد المنطقة الشرقية والداعم العسكري للمشروع الإخوان المسلمين الثوري في حضرموت.
كل هذه الإحداث التي ذكرناها جميعها تصب في خانة أن أتفاق السلطة والمعارضة في جعل حضرموت بعيدة عن أي صراع أصبح يعيش أخر لحظاته . وأصبح شبح الاقتتال حاضراً بقوة أكثر من أي وقت مضى .
ومن هنا أوجه رسالة إلى جميع عقلاء الطرفين أن تذكروا أن ما يجمعكم أكثر مما يفرقكم أنها حضرموت , فضعوها دائماً في حسبانكم أن كنتم فاعلين .
ملاحظة : ::من هنا أوجه رسالة أعجاب وتقدير واحترام لشخص الأستاذ الفاضل : عمر دومان الذي فعلاً أعتبره حمامة سلام , فقد كان يحاول جاهداً أقناع ثوار الإصلاح بالتوقف عن رمي الحجارة . فلله درك يا أستاذ عمر .

[قلب]

الاخ اليزيدي

ارجو ان لاتحزن ان لم يلتفت احد الى موضوعك فالاخوان هنا صدى فقط لاي خلاف داخلي

ارجو انو توضح لنا موقف ابنا يافع في حضرموت فهم نسيج هام من المجتمع الحضرمي ومن قبائلة الهامة

نعرف ان كثير منهم مع الحراك لكن كثير من قبائل حضرموت ومنها يافع لم توحد صفوفها لتكون بثقل واحد

شكرا لموضوعك الرائع