العودة إلى الماضي اللعين

[ابو معجب]

بسم الله الرحمن الرحيم

العودة إلى الماضي اللعين

مرة أخرى يختلف الجنوبيين فيما بينهم حول الهوية. فكان الصراع الأول قبل الاستقلال ، حيث شهدت الجنوب صراع حامي وطيس بين الرعيل الأول حول مفهوم الهوية، نعاني من ويلاته حتى اللحظة. وهذا ما أكد عليه الرئيس البيض في آخر مقابلته مع قناة الحرة عندما قال بالحرف بانه أحد من شاركوا في تغيير الهوية الجنوبية وهذا اعتراف يشكر عليه ، ولو أنه جاء متأخر.

اليوم يقف الجنوبيين مرة أخرى أمام التحدي نفسه (وهذا يعني أما ان نكون أو لا نكون من شعوب المعمورة).

قبل الاستقلال كان سبب الخلاف القومية العربية التي جاء بها الرئيس الراحل عبد الناصر، ومن بابها دخل علينا الغرباء بمساعدة بعض الجنوبيين وتم (تغيير) الهوية الجنوبية. باسم الوحدة العربية من المحيط إلى الخليج. واليوم باسم (التغيير) يراد منا تغيير الهوية وإختزال القضية الجنوبية أرضا وشعب في ساحة التغيير.

مشكلتنا اليوم في وعي بعض القيادات الذي تبلور على أرضية القومية العربية ويشعر بعضها بان تاريخة النضالي تتوج بتحرير الجنوب من الاحتلال البريطاني، لكنهم لا يدركون أن ثمن ذلك كان ضياع الهوية. فهل تعتبر تاريخها النضالي الشخصي اغلى من الهوية. بل عليهم أن يدركون بان جيل الشباب الجنوبي لم يعيش تلك المرحلة، لكن فطرة الله في خلقة هي من دلته بان هويته تم تزيفها ولهذا انتفض من ذاته بدونها في حين أغلب تلك القيادة التاريخية فضلت الصمت في الداخل والخارج. لم يكن ليدرك جيل الشباب هذه الحقيقة إذا لم تعلن الوحدة التي جسدت الهوية الشمالية تحت شعار اليمن الواحد الذي شارك في صياغته تلك القيادة التاريخية.

ان وعي الشباب تبلور على معطيات وأدوات جديدة تناسب عصرة وفي مقدمتها الثورة المعلوماتية التي فتحت المجال أمامه ليتسلح بسلاحة المعرفة التي أساسها التمسك بالهوية التي هي سفينة نوح في أمواج العلومة.

بينما القيادة التاريخية لازالت تسبح بسفينة القومية والإيدولوجية التي قادت إلى ضم والحاق الجنوب ونهب أرضه وثروته واخضاع تطلعات الجنوب لرغبة الشمال. وهذه ما جاءت به المبادرة الخليجية وصدق السيد مسدوس عندما قال بانها جاءت استجابه لواقع الشمال وليس الجنوب.

والسؤال اليوم الذي يجب ان نجيب عنه، هل نريد سلطة ، أم وطن ؟

اترك الجواب للجميع لأن الجواب سيدلنا على إنطلاق صاحب الفكرة وأسباب الخلاف.

[رفيق الجنوب]

تعظيم سلام ابو معجب عشت
هذا هو السؤال الذي نوجه لاخوتنا الجنوبيين في ساحات التغيير
هل نريد سلطة ، أم وطن ؟

تحيه